د. عبد الماجد عبد القادر : السيول جات والمعارضة فرحانة !!!
ونشهد تماماً بأن «ناس دكتور عبدالله خيار» بتاعين الإرصاد وقبل فترة طويلة قالوا للجميع «يا إخوانا المطر السنة دي حتكون أكتر من بتاعة تمانية وتمانين» والسيد وزير البيئة أعلن ذلك جهاراً نهاراً وطلب من الناس أن يتخذوا الحذر والحيطة.. وتوقع من السكان أن «يجهزوا السباليق؟» وأن «يردموا» حول منازلهم وأن يستعدوا وأن يصلحوا سقوف المنازل … و«يجلطوا الحيطان» بالزبالة..
ومع ذلك فقد فاجأتنا الأمطار والسيول مثلما أنه دائماً يفاجئنا رمضان والعيد والمولد..
ويتصادف أنه في الأسبوع الماضي تأتي الفيضانات في الصين وفي اليابان وفي الهند وفي أفغانستان وتحدث عندهم انزلاقات أرضية ويموت خلق كثير.. يعني نحن وهم في «سرج واحد». وأمام هذه الكوارث تستوي البلدان العظمى مع النامية والفقيرة.
وكما تعود أهلنا «كلهم» مواطنين ومعارضة أن يقفوا بعيداً ليتفرجوا على الحكومة «ويشوفوها حتعمل شنو»… فقد اجتمعت المعارضة أول أمس فيما يسمى بمؤتمر قوى التحالف حيث جلس على المنصة كمال عمر القيادي بالشعبي وصديق يوسف من الحزب الشيوعي وساطع الحاج أمين عام الحزب الناصري .. وكان صديق يوسف وكمال عمر بالزي البلدي «جلابية وشال» بيضاء مكوية بينما حرص ساطع على ارتداء الزي الأفرنجي مع كرافتة تدلت من عنقة.. وقال المؤتمر إنه قرر تشكيل وفد على أعلى مستوى من الأحزاب ليطوف ميدانياً على مناطق شرق النيل.. وقال إن الوضع ينذر بكارثة وإنه في غاية الخطورة… ولم ينس كمال عمر أن ينصح الحكومة بتقديم استقالتها لأنها ليس لديها أي استعداد لمعالجة الأخطاء.
وقال إن الأحزاب تضامناً مع «الغرقانين» فقد قررت أن تفتح دُورها لإيواء المتضررين… ولم يوضح عدد الدور المتاحة للإيواء وأين هي وكم هي سعتها الاستيعابية علماً بأن كل دور الأحزاب في شرق النيل ربما لا تتجاوز تسعة بيوت مؤجرة في كل شرق النيل..
طيب يا جماعة… لا بد أن تفهم المعارضة ــ إذا كانت وطنية ــ أنها هي نفسها جزء مكمل للحكومة… لأن المسألة ديمقراطية وفيها لا تكتمل صورة الحكومة إلا في وجود معارضة تتشكل منها حكومة ظل تقوم بالتوجيه والترشيد وسد النقص… ولأن المعارضة كانت غائبة عن خدمة مواطنيها خلال الخمس والعشرين سنة الماضية فقد نسيها الناس… ونسيت هي نفسها أن عليها دوراً اجتماعياً وأخلاقياً مفروضاً بالضرورة… ولكنها غابت عن قضايا الدفاع عن الوطن وعن الحدود وعن المدن المتضررة وعن أبوكرشولة وأم روابة وهجليج والله كريم وغابت عن جنوب كردفان والنيل الأزرق.. بل تضامنت مع الجبهة الثورية ومع الغزاة ولم تترك ميثاقاً في مدينة افريقية أو أوروبية إلا ووقعته مع أن أول بنوده يتحدث عن الغزو المسلح وأول أهدافه تدمير السودان ودحر الإسلام والعروبة…
ونعلم أن أحزاب المعارضة قد فقدت قواعدها خلال ربع القرن الماضية فلم تقم على تشغيل العطالى.. ولم تقم بحفر بئر واحدة في قرية من قرى كردفان أو دارفور.. ولم تُقم مسجداً ولا زاوية ولم تنشئ حفيراً ولم تبنِ مستشفى ولم تبنِ مدرسة ولا حتى مركز تدريب.. فالمعارضة تعرف فقط كيف «تشمت» في الحكومة فإن تأخرت الأمطار طربت المعارضة وأصابتها «أم فريحانة» وإن جاءت الأمطار غزيرة فرحت بالدمار والخراب وأصابتها «أم فريحانة» برضو…
على كل حال الآن «يا ناس المعارضة» جاءتكم فرصة مواتية لكي تعينوا أهلكم في المدن والأرياف.. وعليكم أن تساعدوهم في شق القنوات وإقامة المشروعات والحفائر والآبار.. هذا طبعاً إضافة إلى مساعدتهم في كل أنشطتهم الاجتماعية والتي ليس أقلها الزواج الجماعي… والدفاع «الشعبي» عن الأرض والعِرض وإقامة المزارع والمدارس والمستشفيات والخلاوي… وأن تزوروهم في قراهم وأن «ترفعوا» لهم الفاتحة في موتاهم وأن تحفروا معهم القبور وأن تعرضوا معهم «صقرية» في أغانيهم وأهازيجهم «بتاعة النار ولَّعت»… وقد سبقكم أهل الحكومة في ذلك بأن زاروا كل تلك القرى و«عرضوا» مع أهلها و«عزوا» في الأموات و«دفعوا في الكشف» … وقيدوا أسماءهم في دفتر الحضور فافعلوا مثلهم… ولا تقولوا إنكم لا تملكون مالاً.. والجميع يعلم وبروفيسور مالك حسين قال في مقابلة تلفزيونية إن بعض الأحزاب تأتيها أموال «سائبة» وبعضها ربما يأخذ «مرتب شهري»… وبعضها لديه تعويضات وبعضها ربما تأتيه الأموال من بلاد برَّه ومن الفرنجة أوبني إسرائيل وكل الكَفَرَة والفَجَرَة… وهذه الأموال أحق بها أهلكم المتضررون ولا بد أنهم سوف يردون لكم الجميل عند إعلان الانتخابات… و«يصوتوا لكم» والمقصود هنا الصوت الانتخابي وليس «الزغاريد»…
{ تنويه ورد في عمود الأمس بالخطأ عنوان لعمود سابق والصحيح أن عنوان عمود الأمس هو «شكلها بطة وتقول غاغ» وإذ نأسف للخطأ غير المقصود نتمنى ألا يتكرر مرة أخرى.صحيفة الإنتباهة
[/JUSTIFY] ع.ش
لا ادرى سبب تذكرى لقصة فرعون وقلة عقله كلما قرأت مقال لهذا الكاتب .. لا ادرى ما الرابط بينه وبين فرعون .. شكله يوحى بالعباطة .. قد تكون السطحية هى الرابط .. السطحية هى من سمات قلة العقل .. لآول مرة يصدق شيخ على حين اعترف بأن الآنقاذ فشلت فى بناء صحافة عاقلة .. الآنتهازية هى قرين السطحية وقلة العقل .. ثلة من الآنتهازيين توهموا بأنهم اوهموا الناس وارتدوا ثوب الوطنية ولم يدركو بانه ثوب مغزول بنسيج شفاف يكشف عن عوراتهم و يتبخترون وهم عراة امام الناس .. لا يساورنى ادنى شك فى ان الآنقاذ تعتبر من اسوأ انظمة الحكم التى عرفتها البشرية وان صحافتها هى اسوأ ما فيها !!!!