الطيب مصطفى : دولة قطر من وجهة نظر متحاملة!!
المقال كتبته أكاديميَّة أمريكيَّة شهيرة هي د. آن بارتليت مديرة برنامج الدراسات العُليا في الدراسات الدوليَّة بجامعة سان فرانسيسكو وقامت بنشره وترجمتْه نشرة دايجست التي يرأس مجلس إدارتها الفريق الفاتح عروة مدير شركة زين للاتصالات بالسُّودان ويُديرها الصحفي صالح محمد علي وصُدِّر بعنوان مثير يقول: (السُّودان، يد قطر القذرة في الصراعات السُّودانيَّة).
قبل أن أعلِّق على السبب الذي جعل الكاتبة تربط بين قطر والسُّودان أودُّ أن أشرك القارئ في التعرُّف على بعض ما أدهشني من معلومات عمَّا تفعلُه قطر في العالم مما منح تلك الدولة الصغيرة وزناً عظيماً جعلها تُناطح الكبار وتحتلّ موقعاً تحت الشمس بين اللاعبين الدوليين الذين يسيِّرون العالم اليوم فقد كشفت الكاتبة عن بعض الاستثمارات القطريَّة في الدول الكبرى في العالم ويكفي أن قطر ــ حسب الكاتبة ــ توغّلت في كل من بريطانيا وفرنسا بل في لندن وباريس فقد قالت الكاتبة بامتعاض وغضب شديد من المجتمع الدولي الذي سمح لقطر بالتمدُّد والانتشار واحتلال موقع مهمّ في الساحة الدوليَّة وكأنَّ هذا الدور خُلق ليقتصر على أمريكا وصويحباتها من دول الاستكبار.. قالت الكاتبة إن قطر استثمرت في محلات هارولد التجاريَّة في لندن وفي ناطحة السَّحاب شارد وفي مطار هيثرو وتجري مناقشات لتمويل مفاعل نووي جديد في هنكلي بونت في سمرست خارج لندن بمبلغ (14) مليار جنيه إسترليني كما أنفقت قطر أكثر من عشرة مليارات جنيه إسترليني في مشروعات البنى التحتيَّة التي تشمل محطّات الطاقة ومشروعات الطرق والسكة حديد وحتى مشروعات الصرف الصحي الراقية في العاصمة لندن!!
ثم كشفت الكاتبة الأكاديميَّة الأمريكيَّة عن مشروعات قطر واستثماراتها في فرنسا وذكرت المبالغ التي صرفتها في ضواحي باريس الفقيرة التي تعجُّ بالمهاجرين حيث مناطق الكثافة الإسلامية التي قالت الكاتبة إنها تمثل (حصان طروادة إسلامي) كما تحدَّثت عن شراء قطر لأندية رياضيَّة وفنادق وكثير من المنشآت ثم تحدَّثت عن النفوذ التجاري القطري الذي سمَّته الكاتبة بالقوة الناعمة تمتد إلى كل أوروبا وضربت مثالاً بدور قطر في إنقاذ الاقتصاد اليوناني بما في ذلك شراء ست من الجزر اليونانيَّة!
أكتفي بهذه النماذج من النفوذ الاقتصادي القطري الذي ينتشر في العالم أجمع وقد كتبتُ من قبل عن كيف تمكَّنت قطر من الحصول على استضافة كأس العالم الأمر الذي كان مثار دهشة العالم أجمع.
أقول إن قطر استثمرت جزءاً من ثروتها البتروليَّة في بناء هذا النفوذ الكبير مما يكشف حقيقة أنَّ ذلك كان متاحاً لكل الدول العربيَّة ذات الثروات الأكبر إن هي أرادت أن تحقق لنفسها مكاناً ودوراً في المشهد السياسي العالمي ولا أقول هذا منتقداً بقدر ما أقوله منبِّهاً إلى أهميَّة توظيف الأموال العربية في خدمة القضايا العربية.
أرجع للقضية التي أثارت الكاتبة وجعلتها تُرغي وتُزبد وتُزمجر غضباً من الدور القطري المتنامي فقد قالت الكاتبة إن المجتمع الدولي يغضُّ الطَّرف عمَّا تفعله قطر وما تقوم به لخدمة أجندة تتعارض مع الأجندة الغربيَّة نظراً لأنَّ قطر اشترت صمت تلك الدول وأسكتت أصواتها عن أن تتحدَّث عن كثيرٍ مما سمَّته بالفظائع التي تُرتكب في بعض الدول مثل السُّودان فقد قالت الكاتبة تحديداً وهي تتحدَّث عن المجتمع الدولي (لماذا نجد هذا المجتمع على استعداد تام للقيام بالمواقف المطلوبة في أماكن أخرى في العالم في حين أنه مصاب بالعمى على ما يبدو إزاء حقوق شعب السُّودان؟ كيف يستطيع أوباما الوقوف في برلين ليتحدَّث عن الحرِّيَّة والفظائع التي ارتكبها جهاز أمن الدولة في جمهوريَّة ألمانيا الديمقراطيَّة بينما لا يُبالي بالفظائع التي ارتكبها جهاز الأمن والمخابرات الوطني في السُّودان والمتهمين بجرائم الحرب؟ لماذا يستحقُّ بعضُ الحكام المستبدّين اهتمام الولايات المتحدة في حين لا يستحقُّه آخرون؟! بالطبع تكمن الإجابة في يد قطر القذرة في الجيوسياسة العالميَّة، قطر منشغلة بالمتاجرة بمالها مقابل الحصول على النفوذ في الشؤون العالميَّة).
لم أنشر هذا المقال إلا للتدليل على أن تنامي دور قطر بات يُزعج الكثيرين في العالم لدرجة أنَّ هذه الأكاديميَّة المرموقة وصفت قطر بالشيطان حينما قالت: (كما هو الحال في كثير من الأوضاع التي ينام فيها الناس مع الشيطان من الأفضل أن يلتفت المجتمع الدولي إلى من سيجده بجواره عندما يستيقظ في الصباح)!!
أعجب ما في الأمر أنَّ الكاتبة بدأت مقالها عن المسؤوليَّة الأخلاقيَّة لكنَّها من أسفٍ تتغاضى عمَّا تفعله أمريكا في العالم وهي تُرسل طائراتها من وراء البحار عبر المحيطات لتقتل وتشرِّد الملايين في شتَّى أنحاء العالم بما في ذلك العراق وأفغانستان وفلسطين.. إننا والله في زمان عجيب لكن هذه الكاتبة وغيرها من العميان المتغطرسين ينسَون أنَّ ليل الظلم مهما طال سينجلي.[/JUSTIFY]
الطيب مصطفى
صحيفة الإننتباهة
علينا جميعاً الدعاء في هذه الأيام الماطرات ، فالدعاء يقبل عند هطول المطر ، أقول علينا جميعاً الدعاء ليرد الله كيدهم في نحورهم ويجنبنا شرورهم وندعو على هذه الفاجرة وذلك الفاجر (كلوني) الممثل الأمريكي الذي ينافق إسرائيل ليظل بطلاً على الكذب والخداع ، وعلينا في السودان بإشعال نار التقابة والدعاء عليهم وبالإسم على أن يرد الله كيدهم في نحورهم وأن يقتلهم بددا ولا يغادر منهم أحداً وأن يسلط عليهم كوريا الشمالية وروسيا لتدمرهم وتدكهم دكا دكاً بإذن الله لأنهم لا يريدون أن يتركونا وشأننا
الذين قال الله فيهم ك – ولن ترض عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم .