المهدي .. وإعلان الكوارث !!
يوم 31/ 8/ 1988 كان اليوم خميس ويقوم السيد الصادق المهدي على أمر البلاد والعباد رئيساً للوزراء.. وكانت الكهرباء قاطعة من كل الخرطوم والمتوفِّر منها يتم إنتاجه من محطة بري الحرارية والتي لا تجد من الوقود ما يمكِّن من تشغيلها ولو لمدة أسبوع ويستورد من الخارج بالعملة الصعبة ولهذا فقد كان معظم السكان يعتمدون على (جنريترات) منصوبة أمام منازلهم أو يستعينون بالفوانيس والرتاين ولمبة الحلب. ولكن هذه (الجنريترات) كان ينقصها الجازولين والبنزين المستورد برضو.. ولهذا فقد كانت كل البلد (مضلّمة) ولا فيها ظلط ولا فيها نور والموية لمدة نصف ساعة في اليوم.
كانت المحطات (فاضية) وكان لكل سيارة كرت اسمه كرت البنزين ولكل سيارة تموين عبارة عن جالونين بس في الأسبوع. ومن أراد البنزين فعليه بالسوق الأسود وفي كل (ضهرية) عربية يوجد جالون فاضي وخرطوش لشفط البنزين. ومع كل ذلك فقد كان السيد الصادق رئيساً للوزراء.. وعلى ذكر الكروت فقد كانت حكومة الصادق المهدي توزع علينا السكر بمعدل رطل واحد لكل أسرة ولمدة أسبوع كامل.. و(يومك الأسود) إذا ماتت أمك أو مات أبوك لتحتاج إلى جوال سكر لأنك سوف تريق ماء وجهك وتكتب طلبات وتدفع دمغات وتوسط واسطات لتحصل على خمسين رطل سكر لزوم (فراش أبوك).. وكانت حكومة الصادق تصرف لنا خمس رغيفات من النوع الأسود الشاحب الناشف الذي وصفه جيراننا المصريون بأنه يشبه (ديل الكلب).
وإذا غضب الله عليك وماتت أمك فسوف تحتاج إلى توسيط كل الدنيا والعالمين حتى يعطوك مائة رغيفة لإقامة (صدقة أبوك)، بعدها تحلف القسم وتقدم الشهود وتحلف بالأيمان المغلظة والأيمان الغموس إن أمك ماتت.. ولم يكن الأمر على زمن الصادق المهدي يقتصر على صرف البنزين والرغيف بالكروت ولكن حتى السجائر البرنجي كانت تُصرف بالكرت مرة واحدة وصندوق واحد في الشهر أبو عشرة سيجارات… هذا هو الوضع الذي كان سائداً في مساء الخميس الموافق 31/8/1988. وحتى الساعة السابعة والنصف مساءً عندما جاءت السحب من جهة الشرق فانهمرت المياه وصبّت الأمطار بغزارة حتى صباح يوم الجمعة 41/8. ولم ينم المواطنون في كل السودان في تلك الليلة ولا بد أن السيد الصادق نام. وحاصرت السيول كل البلاد بما فيها العاصمة الخرطوم وكان تعليق أحد الطيارين وهو يدخل الأراضي السودانية في الساعة التاسعة من اليوم التالي أن قال إنه وجد نفسه في المحيط واختفى منه نهر النيل حتى الخرطوم. وبالطبع توقفت الحياة في البلاد تماماً. وأصلاً كانت الكهرباء مافي.. وأصلاً كان العيش مافي.. وأصلاً كان السكر مافي.. وأصلاً كان البنزين مافي.. وأصلاً كان الجازولين مافي.. وأصلاً كان كل حاجة مافي.. لكن كان هناك السيد رئيس مجلس الوزراء وزعيم حزب الأمة والذي لم يجد غير أن يعلن أن السودان منطقة كوارث في أغسطس عام 1988.
ومع إعلان الصادق في ذلك اليوم ظهر ما يُعرف بشريان الحياة (LIFE LINE) ودخل إلينا كل من هبّ ودبّ. حتى إسرائيل دخلت بطرق وأوجه مختلفة. ومنذ ذلك اليوم جاء العابثون بأمن البلاد والعباد.. ومن ديك وعيك وحتى اليوم.
والآن في عام 2013 وفي نفس شهر أغسطس والصادق المهدي ينادي بإعلان السودان منطقة كوارث.. وهذا يعني أن نتوقع كل زول يأتي تحت غطاء مدّ يد العون بسبب السيول والأمطار وتحت كل السواتر.. يجيء إلينا الفرنجة وبنو إسرائيل والأعداء والجبهة الثورية والخلايا النائمة والحركة الشعبية وهلمجرا.
ويريد الزعيم المهدي أن يعلن الكوارث مع أن إجمالي المطر الذي سبب الكارثة لا يزيد عن مائتي متر وينزل مثلها يومياً في إثيوبيا وفي كثير من بلدان الدنيا. ومشكلتنا ليست في الجوع أو العطش أو قلة السلع ولكنها في إدارة أزمة تصريف المياه.
ونطمئن سيادة الزعيم بأن عهده كان (يابس).. أما الآن فإن الدقيق راقد والرغيف راقد والسكر راقد والعدس راقد والزيت راقد والبن راقد والبنزين راقد والبصل راقد وحتى سجاير البرنجي ذاتو راقد.. وكل شيء راقد.. فنرجو منك أن (ترقد قفا) وسيبك من حكاية إعلان الكوارث وعلى الحكومة أن تطلب من أصدقائها.. أصدقائها فقط لا غير عمل اللازم نحو دعم المتضررين إن لم تكن قادرة وإن كان ذلك ضرورياً جداً. وربما نطلب من الزعيم أن (يشوف) احتياجات حزبه ومريديه أو على الأقل يواسيهم في مصابهم إن لم يستطع أن يمدهم بفائض من أمواله.
صحيفة الإنتباهة
ع.ش
وهم منو أصدقاء الحكومة ؟ إيران ؟
لو غرقت دياركم و شردت امك و ابيك و اخوانك و عيالك لكتبت غير هذا و بهذا تصدق نبؤة (شيخ علي) كما سماه الهندي في ان اعلامه لم يعانق الثريا. و حقيقة يا ربيب الانقاذ ان يدار الوجه عن اهلنا و حتي لا يقال ان الشعب يعاني في عهد الانقاذ ……بالله شغل النعام ده خلوه و نشكر (شيخ علي) و نتمني ان تعلم انه يعني امثالك.
بعدين نرجو أنك تذكرنا بفيضان 1994 وحالة البلد برضو في ذلك التاريخ والكان حاكم منو بالله عليك .
اذكر كلمه للرئيس الكينى الأسبق دانيال ارابموي عام ١٩٨٧ قال فيها ان مشكلة شرق افريقيا وقتها تكمن في شيئين اتنين : الجفاف والتصحر والصادق المهدي !
نصيحتى للمهدى و نسيبه ان تفرغو للعباده واتركو الفتن فإنكم على مشارف البرزخ وان انكره الترابي .
والله انا لو في مكان الصادق مش ارقد قفا والله ارقد في المقابر وين ايام الصادق والوضع الحالي نحنا شفنا الجوع بمعناه الحقيقي ايام الصادق لو سكت خلانا وشاف ليه حولياه مع انصاره يكون احسن
في الوقت الذي كان فيه انصاركم الخونة يشترون الرغيف ويرمون به في الاودية والخيران كنا نتنفس الحرية فيزول عنا كل هم وجوع وارق والآن كل شي متوفر ولكن ابحث معي عن من يستطيع اقتناءه وتحول الشعب المغلوب على أمره الي فئتين اولهما الكيزان والمنتفعين والمتسلقين والحرامية والمنتفخين من الفساد وثانيهما الشعب المغلوب على أمره من الفقر المدقع …. اتقوا الله … حسينا الله ونعم الوكيل
(سيدنا – الحبيب ) كل الالقاب التي ينادوك بها ارجوك واتوسلك واتمني ان تبعد عننا وعن السودان اخذت فرصتك مرات ومرات ومرات ولم تعمل شئ غير ضيعت البلد وضيعتنا معاك بي كلامك الكتير واندار البلد في زمنك
صدقني انا طلعت من السودان في عهدك يومي معروف من الساعه 4ص بقيف في صف الرغيف وانا طالب صغير وارجع الساعه 10ص افطر واتغدي واطلع امشي ابيت في صف البنزين لابدل والدي هو يعمل فيها الصباح وانا انوم عليها من العصر كان هذا برنامجي اليومي بسببك يا ابو كلام الله يخليك ويرحمك ريحنا واقولها اليك كفاك الان اصبحت انا شائبا ولكن خوفي من الرجوع منك تقوم تمسكها تاني ووقفنا صفوف وجد لو عاوز دعوات شريحه كبيره من السودانيين اعلن تخليك عن رئاسه الحزب وصدقني انا اولهم برجع اتمتع بباقي ايامي مع عيالي
اكررها كفاك