رأي ومقالات

عبير زين : وداعاً ماما أمينة!

فُجعت الأوساط الإعلامية ثالث أيام عيد الفطر المُبارك بخبر الرحيل المُفاجئ للقامة الإعلامية فقيدة الدراما والمسرح والتلفزيون الأستاذة أمينة عبدالرحيم (ماما أمينة).

كرّست الفقيدة حياتها لخدمة الوطن والفن وحـقوق الطفـل مِن خلال تخصصها في أدب الاطفال وخلال المناصب القيادية التي شغلتها، حيث عملت رئيسة لقسمة الدراما، ورئيسة لقطاع برامج الأطفال، كما أسهمت بالمشاركة في لجنة المسلسلات الإذاعية والتلفزيونية بالإضافة إلى عملها في إعداد وتقديم وإخراج البرنامج التلفزيوني الشهيرجنة الأطفال، بالإضافة إلى حضورها الباهر ضمن أنشطة المجتمع المدني كفاعلة و مؤثرة في كل ما يتصل بالطفل على وجه الخصوص، وكانت من نساء الطليعة اللاتي أثرين الساحة الفنية والإعلامية بالكثير من المجهودات الملموسة والعطاء المتميز، وقد عرفتها أجيال من أطفال السودان بـ(ماما أمينة) عبر برنامج(جنة الأطفال) بالتلفزيون القومي الذي عملت به حتى إحالتها للصالح العام.
لا نجهل الدور الكبير والبصمة القوية للبرامج الإذاعية في التنوير والتعليم والتوجيه والتأثير على مجتمعنا السوداني، وقد كان للفقيدة يدُ فاعلة فى هذه المجال من خلال إعداد وتقديم وإخراج عدد من البرامج الإذاعية مما جعل لها مكاناً بين أفراد كل أسرة سوادنية لم يزعزع تلك المكانة دخلو الفضائيات والغزو الإلكتروني فلا زالت فى ذاكرة كل بيت سوداني خاصةً تِلك الأجيال العفية التي حُظيت بتربية سودانية دون إستلاب ولا إجتلاط في أنساب الثقافات.
المبدعون في بلادي يمنحونها الكثير، و ما أن يتوقف إبداعهم أو يتوجه إلى وجهة أخري بعيداً عن الأضواء حتى يغمرهم النسيان أو التناسي، وربما كان إهمالهم موتُ آخر فيفارقون ذاكرة التاريخ ويضمهم قبر النسيان ويوئدون أحياءً و يُسلبون حقهم في العرفان لهم بما بذلوه من أجلنا وهذه طامة هذا الوطن! الجحود والنكران وتهميش من يستحقون الذِكر والعرفان وتخليد صنيعهم.
همسة: أبعثُ بأحرِّ التعازي القلبية الصادقة للأستاذ المخرج الشفيع إبراهيم الضو زوج الفقيدة ولأسرتها وأبنائها، ولجميع أسرة الدراما والتلفزيون والمسرح .. اللهم يا حنَّان يا منَّان ، يا واسع الغفران اغفر لها و ارحمها و عافها و اعف عنها و أكرم نزلها و وسع مدخلها و اغسلها بالماء و الثلج و البرد و نقِّها من الذنوب و الخطايا كما ينقَّى الثوب الأبيض من الدنس.

همسات – عبير زين

تعليق واحد

  1. اللهم اغفر لها ووسع مدخلها للفقيدة الرحمة والمغفرة فقد كانت قامة فى الاهتمام بالطفل وضربت المثل العليا بالتجرد فى خدمة قطاع مهم هو ركيزة ان تم الاهتمام بها