رأي ومقالات

د. محيي الدين تيتاوي .. أين أنت يا سوار الذهب؟

في أكتوبر 1964م أُصيب الشهيد القرشي الطالب بجامعة الخرطوم بطلق ناري وتُوفي، وعلى إثر ذلك خرج الشارع السوداني كله في العاصمة والولايات في ثورة شعبية عارمة لم يكن أمام الجيش إلا أن يترجَّل ويعود إلى ثكناته ويتسلم الشعب زمام الحكم وتعود الحياة السياسية إلى البلاد.. وفي العام 1985م تسلَّم الجيش مقاليد السلطة في السودان بقيادة المشير سوار الذهب الذي قبله الشعب بديلاً لنظام مايو، وقبل بوعده بأنه سوف يسلم السلطة بعد عام للمدنيين.. ومع نهاية الفترة التي حدَّدها البيان الأول للمشير سوار الذهب كانت السلطة بيد الأحزاب وأوفي سوار الذهب بوعده أمام دهشة العالم كله. هذا الصدق وهذا الوفاء وذلك الالتزام الصادق!

وكان وسيظل هذا الموقف لسوار الذهب محفوظاً في ذاكرة العالم من جنرال في الجيش ذاق حلاوة السلطة لعام كامل، وفضل الوفاء بالعهد للجماهير وسجَّل بذلك موقفاً نادراً وسابقة ينبغي أن تدرَّس في كليات الحرب وأركان الحرب..

وانتقالاً لما يجري في شمال الوادي فإن المرء ليحزن على ما قام به السيسي من خلف للعهد لقوله إنه سيكون وسيطاً للجميع ليعالج المشكلة المصرية.. ولكنه فعل عكس ما قاله على الملأ.. فعزل الرئيس الشرعي، بل ألغى الدستور الذي قال فيه الشعب كلمته، وحل مجلس الشورى.. بل ألقى بالرئيس الشرعي في غيابت السجن وأتى برئيس مؤقت يفترض أن يكون قاضياً عادلاً.. ويرفض سجن الرئيس الشرعي. ويلفق جنده اتهامات ساذجة ومضحكة، ويلقي برموز الحزب الذي نال ثقة الشعب في السجون، ويقتل المئات من أبناء الشعب المصري في تحريض علني للشرطة والجيش باستخدام الرصاص الحي ضد المظاهرات السلمية ومطاردة أفراد الشعب الذين خرجوا مدافعين عن الديموقراطية.

أما بيانات وزير الداخلية فهي ساذجة وقبيحة وغير مقبولة لأي إنسان. أما رئيس الوزراء فقد خرج على الملأ وقال الكثير من الأكاذيب عن المتظاهرين وحرَّض ضباط الجيش والشرطة باستخدام الرصاص الحي لفض الاعتصامات وملاحقة من لم يمت بالرصاص الحي.. إزاء هذه الحالة التي يعجز أي ضمير إنساني عن الصمت أتطلع إلى المشير سوار الذهب صاحب الرأي والفهم وصاحب القلب الكبير، ليتحرك ويتوسط لدى قادة الجيش المصري للتوقف عن سفك هذه البحار من الدماء، فإن التاريخ لن يرحم ولن يستريح ضمير الإنسانية إلا إذا توقفت هذه الحمامات من الدم.. ولن ينصلح أي حاكم صعد على جماجم شعبه.. أين هتلر، بل أين موسوليني وفرانكو.. إنهم سُجِّلوا في دفاتر التاريخ على صفحات سوداء.

صحيفة الإنتباهة

‫2 تعليقات

  1. [SIZE=5]للاسف يااستاذ محي الدين المصريون يعتبرون السودانيين قوم تبع لهم واكيد سيسخرون من حديثك هذا وخاصةً الجانب الانقلابي الظالم ، وما حديث البرادعي عن الصادق بالامس ببعيد .. وهم يريدون فقط التأييد المطلق وكمان الدعم لخزينتهم كما حصل من البعض . وماعلينا الا أن ندعو الله لجيش كامب ديفيد بالانهيار والتفكك ومن ثم نرى جيشاً قوياً يوجه اسحلته الى صدور الصهاينة والعملاء بدلاً من صدور الشرفاء العزل . [/SIZE]

  2. لولا اسلامنا يامرنا بنصرة اخواننا المسلمين المستضعفين والوقوف مع الحق اينما كان والعمل على الاصلاح بين طوائف المسلمين لن نهتم بمصر لان معظم الشعب المصرى ينظر لنا بالدونية واكرر لولا الاسلام لن نضع لكم اى اعتبار