«الوطني» و «الشعبي».. أشواق الإسلاميين تحت تهديد مجازر القاهرة..!!
«الزبير» و«السنوسي»..المسيرة تقول كلمتها
لأول مرة يجتمع المؤتمر الشعبي والوطني في مسيرة مشتركة منذ المفاصلة الشهيرة..تجمعا بعد سنوات من الخصومة الظاهرة والمبطنة التي وصلت إلى حد تبادل اتهامات بمفارقة هم الدعوة الإسلامية.. وبعد أن انتصب ما بينهما (ما صنع الحداد)… وبعد جولات ساخنة على سوح الصحف والمؤتمرات، وكثير من أيام وشهور قضاها مباعداً زعيم المؤتمر الشعبي الدكتور «حسن عبد الله الترابي».. هذه المرة جمعت (المظاهرات التلقائية) بين فرقاء السياسة والأكثر خصومة سياسياً ولكن (المصائب التي تجمع المصابينا) هي ما جعلت قيادات وقواعد الشعبي والوطني يتحلقون حول فكرتهم قلقاً على مستقبل الحركة الإسلامية لم يستطع الطرفان كتمه أو مداراته ولم يلجأوا فيه إلى (تغليف) العبارات أو (استخدام الدبلوماسية) بعد أن فرضت الأجواء الجماهيرية الغاضبة نفسها..وطرحت بدائلها في التو والحين حين تصاعد هتاف الشعبيين والوطنيين صوتاً موحداً منددين بالعلمانية ومطالبين بتوحد الحركة الإسلامية، وقتها استجاب «السنوسي» لتلك الأشواق المكتومة قائلاً إن الوقت قد حان ليكون الصف الإسلامي واحداً في مواجهة العلمانيين من المحيط إلى الخليج الذين قال إنهم يريدون أن يتآمروا على إخوانهم في مصر، وعندما ينتهون منهم يأتون إلى السودان. ويبدو أن حديث «السنوسي» قد راق كثيراً للأستاذ «الزبير أحمد حسن» الأمين العام للحركة الإسلامية الذي خاطب الحشد الكبير أمام القصر الجمهوري بقوله إن ما حدث بمصر سيدفعنا إلى الوحدة وعلينا أن نكون فوق خلافاتنا، مؤكداً أن وحدة الإسلاميين ستكون المخرج.
الهتافات المشتركة والوحدة النفسية التي كان عليها إسلاميو السودان ظهيرة الجمعة الماضي أعادت إلى الأذهان كثير من محاولات رأب الصدع التي نشطت خلال وقت سابق بين الشعبي والوطني، ورغم أنها متفرقة ولم ترق إلى الولوج إلى عصب مؤسستي الحزبين الكبيرين ليعملا فيها دراسة وتفكيراً، ومن ثم الخروج إلى العلن بما يطفيء تلك الأشواق التي نشطت بشدة بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها مصر، ورغم ان كل اللقاءات التي تناقلتها وسائل الإعلام عن لقاءات إجتماعية أو وقتية بين قيادات الحزبين لم تتفق على ما يمكن أن نسميه (حداً أدنى) يمكن أن يجمعهما على طاولة تفاوض واحدة وفي البال اللقاء الذي تم خارج البلاد بين د.«علي الحاج» نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي و»علي عثمان محمد طه» الرجل الثاني في الدولة، ولقاء «البشير» و«الترابي» الذي تم على ظل صيوان عزاء حكيم الإسلاميين «يس عمر الإمام»، بالإضافة إلى تصريحات متفاوتة بين الحين والآخر حول أشواق عودة الصف الإسلامي السوداني إلى ما كان عليه قبل مفاصلة الرابع من رمضان. وكل ما حدث لعبت فيه (العاطفة الوقتية) دوراً بارزاً أظهر ربما لوقت قصير أن بالإمكان الاتفاق على أنه يمكن أن يجلس الطرفان للتحاور، إلا أن كل ذلك قد لا يعدو أن يكون (أحلاماً) تذروها رياح المصالح السياسية والتحالفات الإستراتجية التي تبعد الفرقاء أكثر مما تجمعهم.
مابين توحيد الإسلاميين ووحدة الشعب
التحذير الذي أطلقه «السنوسي» نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي في خطابه الجماهيري أمس مما اعتبره خطر العلمانية الذي سوف يهدد السودان بعد الفراغ من الحركة الإسلامية في مصر، ربما أثار الأشواق مرة أخرى واستثارها بشدة .. وجعل الإسلاميين يتحسسون مواطىء تواجدهم في المجتمع السوداني الذي هو ربما أكثر عمقاً وتجذراً في الحياة الاجتماعية السودانية مقارنة بمصر، ورغم أن «السنوسي» يدرك أنهم الآن خارج الجهاز التنفيذي للدولة وأن حزبه ينتظم في صفوف المعارضة وينضوى تحت مظلة التحالف، إلا أنه أدرك أن ضم أيادي الإسلاميين يمكن أن يقويهم بشدة ضد ما اعتبرهم العلمانيين الذين يهددون الوجود الإسلامي من المحيط إلى الخليج. وما بين التحالفات السياسية التي تحتم على الشعبي في صفوف المعارضة وخشية نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي من رمال متحركة قد تسير أسفل أرجل الإسلاميين شعبيين ووطنيين داخل البلاد، قال «السنوسي» حينما سألته أمس (المجهر) عن أبعاد مطالبته للبشير بتوحيد الحركة الإسلامية قال إنه لم يخاطب «عمر البشير»، وأكد أنه يدعو إلى توحيد الشعب السوداني كله وليس الحركة الإسلامية فقط، لافتا إلى أن المشاكل والمخاطر تواجه كل الشعب وليس الحركة الإسلامية فحسب.
يعلم إسلاميو السودان أن ما يجري إقليمياً وخاصة في مصر القريبة سوف يؤثر بشكل مباشر وقوي على وجودهم المؤثر في الحياة السودانية سواء إن كانت اجتماعياً أو سياسية ويدركون قبل غيرهم أن ظروف الاستقطاب الحاد الذي نجم نتيجة للتحولات الحادة في التركيبة السياسية والاجتماعية للعالم العربي بسبب ثورات الربيع العربي التي انتظمت العالم العربي تحتم عليهم (التحالف) و(التوحد) لمقابلة كل ما يواجههم ككتلة واحدة وليس قزع مشتتة، ويدركون في قرارة أنفسهم كذلك أن تلك التحولات سوف تفرض واقعاً جديداً لا مكان فيه للضعفاء أو الذين لا يسندون ظهور فكرتهم على معينات لوجستية وقواعد ضخمة تسند الفكرة، ولهذا فإن كل تلك الظروف قد تقود إسلاميي السودان إلى وضع حد أدنى من التفاهمات فيما بينهم، أو إلى التوحد الكامل، بيد أن تلك الأشواق تظل حبيسة (النفوس) ورهينة (العقول) تتأرجح ما بين التقارب والتباعد بحسب مقتضيات (لعبة السياسة) التي في يدها حل أو (ربط) كثير من العقد الإيديولوجية.[/JUSTIFY]
تقرير : محمد ابراهيم الحاج
صحيفة المجهر السياسي
العلمانيين ليس هم الاخطر . المنافقون أشد خطورة منهم لذلك إستحقوا الدرك الأسفل من النار . ما يحدث في مصر لا يعنى الحركة الاسلامية السودانية في شيئ .لان البون واسع بين الاثنين . يجب ان نعطي العلمانيين فرصة عسي ان تكون سريرتهم خير من سريرة الحركة الاسلامية التى ظلت تنكر الفساد لعهود طويلة حتي جرت سنة الله فاصبح من يحكي عن الفساد شاهد من أهلها.
ما يحدث في مصر ليس مهدد للحركة الاسلامية لكن مهدد لمن يخشي علي ملكه من الزوال . لذلك لم يكن مهدد للحركة الاسلامية في تركيا التي ارست نموذجا شامخا يقاس عليه و لا يقاس بغيره .
مما لاشك فيه ان تحطيم تنظيمات الاسلام الوسطي والسلفي في مصر او اي دوله عربيه اخري خطأ استراتيجي فادح لان البديل هو التمدد اليساري (العلماني) من لبرالين وديمقراطيون وشيوعيون ثم (المذهبي) من شيعه وصوفيه وجمهوريون!! وليس من مصلحه الدول الخليجيه التي تنتهج المذهب السني الوسطي في شئ!!بل علي العكس تماما فهذا هو نهج وسبيل الكيان الصهيوني الذي يعمل علي تجزئه وتفتيت كيانات الدول القائمه بتفجير الصراعات الدينيه والمذهبيه والطائفيه والعرقيه داخل كل دوله وبين دول المنطقه لينشغل الجميع بالصراعات والحروب الداخليه ويتم استنزاف طاقاتها ومواردها الي حاله الضعف والانهيار!! وبنيت نظريه (الفوضي الخلاقه) علي هذا الاساس!! وادخلت في استراتيجيه (الشرق الاوسط الجديد) التي تبنتها وعملت لتحقيقها حكومه الولايات المتحده واسرائيل !!اعقبتها فلسفه محاربه الارهاب (الاسلام المتطرف) وتحولت لاحقا الي (عظمه الاسلام) نفسه وتم غزو العراق وافغانستان !! وتمت مسانده ثورات الربيع العربي لتحريف اهدافها وخلق الصراعات داخل مجتمعاتها بين الاسلام السياسي والقوي العلمانيه واللبراليه الاخري ومالذي يحدث الان في سوريا وليبيا وتونس ومصر الا انعكاس لهذه الصراعات!!فالشد والجذب والصراع بين الاسلام والعلمانيه مازال علي اشده!! وادخل عليه العنف والانقلابات العسكريه!! ويحاولون باقصي ماعندهم من مقدره علي الاستفزز لجرجره التيار الاسلامي لاستعمال العنف لان النيه(العفنه)مبيته لاستئصالهمم من بعد ما سطوا علي السلطه(يهود)!!ولكن التنظيمات تعي هذه الحقيققه.
لو نظرنا االي الامور من هذه الزاويه الاسستراتيجيه تجدنا اي السودان والدول الخليجيه خصوصا السعوديه في (قارب واحد) اي اصحاب مصلحه مشتركه في تقويه تيارات اسلاميه بعينها وابعاد اخري !! ولكن
النفوذ والضغوط الامريكيه الاسرائيليه الايرانيه علينا تتفاوت !! وكذلك الاستجابه والتقارب والرفض والابتعاد!! وكذلك الاخذ والعطاء مقابل الضغوط والامر يحتاج بشده الي تعميق وتوضيح ومراجعه (المصالح) و(المنافع) الاستراتيجيه الهائله بين بلدينا فالتاريخ والجغرافيا والدين واللغه والمستقبل المشتررك يرجح كفه تثبيت وتاكيد التعاون. فهل ينجح السودان لتوصيل الفكره وتحقيق الهدف.نامل ذلك ومتفائلون به وبالله . التوفيق.ودنبق