رأي ومقالات

د. عبدالماجد عبدالقادر : شجرة «قصاد» كل موبايل!!!

[JUSTIFY]يحكي بعض معلمي المدارس الابتدائية والثانوية عن العصر الذهبي الذي مرّ عليهم في الخمسينيات وهم ينالون قسطاً وافراً من التدريب في مجال «التربية الريفية». وقد انحسر دور المدارس أو في الحقيقة اختفى تماماً في مجال استزراع الأشجار والزهور والحفاظ عليها. وأذكر ونحن تلاميذ وأعمارنا بين السابعة والعاشرة كان لكل منا حقل أو حوض لا تقل مساحته عن مائة متر مربع نقوم برعايته وزراعته وسقياه وحصاد الخضروات منه وإمداد أهلنا بما ننتجه من الملوخية والجرجير. والعجور وفي بعض الأحيان كنا نبيع من إنتاجه ويحدث هذا في قرية جميلة اسمها أبو سليم غرب الدامر وفي زمن قريب من مغادرة الإنجليز للسودان «1957ـ 1961».
ولكن اختفت هذه الظاهرة ومعها اختفت الدرجات العلمية التي كان يحصل عليها الطلاب في الشهادة بمقابل الانضباط في كورس التربية الريفية. وقد حكى أحد المعلمين أن المفتش استدعاه في مكتبه بالمديرية وعرض عليه أن يذهب إلى قرية بعيدة جداً وكان كل المعلمين قد رفضوا الذهاب إلى المدرسة في تلك القرية.
وأهم الأسباب هي أنه لا توجد بئر أو مصدر مياه في هذه المدرسة تساعد المعلم على تدريس كورس التربية الريفية، وهذا يعني بالضرورة أنه لا توجد أشجار أو أي مزروعات في فناء المدرسة. وللدهشة فإن المعلم الذي استدعاه المفتش قد قبل الذهاب ليكون مشرفاً على تلك المدرسة التعيسة التي لا يوجد بها مصدر مياه. وحزم أمتعته واصطحب أولاده وسافروا أياماً وليالي إلى أن وصلوا إلى القرية النائية التي لديها مدرسة بدون بئر للماء. وبعد مرور عام كامل قرر مفتش التعليم أن يقوم بزيارة لمدارس المحليات التي تقع في دائرة رقابته وكانت مدرسة المعلم المذكور هي أول المدارس التي سيذهب إليها ويقوم بتفتيشها. وكان يعتقد أنه عندما يصل إلى المدرسة سيجدها قاحلة ناشفة في صحراء جرداء ولكنه عندما وصل وجد المدرسة محاطة بالأشجار والزروع والخضرة والظل الوفير. ولدهشته فإنه لم يجد بئراً في المدرسة ولا مصدراً للمياه واجتمع بالمعلم وسأله إن كان أهل القرية قد حفروا بئراً قريباً من حائط المدرسة أو إن كانت الأمطار قد نزلت بغزارة خلال العام الذي لم يقم بزيارتهم فيه.. والمعلم قال إن أهل القرية لم يقوموا بحفر بئر والأمطار لم تنزل أصلاً خلال ذلك العام، ولكن ما حدث هو أن المعلم كان يطلب من كل تلميذ أن يحضر زجاجتين من الماء من أهله في الصباح عندما يأتي للمدرسة وزجاجتين في المساء عندما يرجع إلى دروس المساء وبهذا فإن كل طالب كان يحضر معه يومياً حوالى جالون من الماء والستمائة طالب الذين يدرسون بالمدرسة يحضرون معهم من أهلهم ستمائة جالون من الماء يومياً وفي الشهر يحضرون معهم ثمانية عشر ألف جالون من الماء وفي العام يحضرون للمدرسة مائتين وستة عشر ألف جالون من الماء كانت كافية لاستزراع الأشجار والخضروات حول المدرسة.

وقد ذكرنا هذه الواقعة لنشير إلى أن قضية زراعة الأشجار تظل رهينة بمدى إصرار الناس على إنفاذها وتجاوز مصاعبها، ولن يعفينا أن نقول إنه لا يوجد مصدر للمياه، ولن يعفينا أن نقول إننا لا نملك الإمكانات المالية للزراعة. وحتى ولو فقدنا الإمكانات المالية فإن لدينا الامكانات الذهنية والمقدرة العقلية والإصرار على الفعل. ونذكر كل ذلك بمناسبة الإعلان عن مسح حزام الصمغ الغربي والاهتمام بالتشجير في هذا العام المبشر بامطار غزيرة وخريف جيد.
والهيئة القومية للغابات منذ العام الماضي بدأت مشوارًا للاستزراع الحضري بالمدن متعاونة مع إحدى شركات الاتصال نأمل أن تقوم بزراعة شجرة على الأقل في مقابل كل «موبايل» في أيدي المواطنين، ونذكِّرها بهذا بأن عدد «موبايلاتها» في أيدي المواطنين ربما وصل إلى خمسة وعشرين مليون جهاز والمواطن يدفع يومياً متوسط ثلاثة آلاف جنيه «كلام» في الموبايل، وكل المواطنين يدفعون خمسة وسبعين مليار جنيه يومياً وحوالى ثلاثة ترليونات جنيه في الشهر وستة وثلاثين ترليون جنيه في العام. ألا يستحق هؤلاء الناس أن تزرع لهم شركات الاتصال مليار شجرة في العام؟
كسرة أعلنت الجبهة الثورية والحركات المتمردة وخلاياها النائمة وأحزابها «الماوطنية» عن مشروع لتسخين الخرطوم في مائة يوم تكون الحكومة بعده قد سقطت.. وأعلنت عن بدء المشروع في أول يونيو الماضي.. وانتظرنا منهم أن يفعلوا شيئاً.. أي شيء.. ولكنهم ظلوا عاجزين .. كما هي العادة منذ ربع قرن.. ومضت حتى الآن أربعة وثمانون يوماً وبقي لهم أسبوعان بس…[/JUSTIFY]

د. عبدالماجد عبدالقادر
صحيفة الإنتباهة

‫3 تعليقات

  1. مليار شجره رقم جيد يمكن الوصول اليه لانتاج الصمغ العربي للتصدير الي الغرب وتحديدا الولايات المتحده !! فقبل عده سنوات اجريت دراسه عن تسويق ماده الصمغ داخل امريكا بعد اكتشاف بان تناوله كمشروب قد يساعد في اذابه الشحوم بالجسم بدون اضرار جانبيه!! ومن المعلوم بان من اكبر مشاكل النساء هنا (التخسيس) والمحافظه علي جمال الجسم حسب المقايس الامريكيه!! وبالنسبه للرجال ايضا كبديل للادويه والاعشاب الطبيه ووجبات التخسيس المكلفه ماليا والمرهقه الاتباع !! فوجدت بعد الدراسه ان السودان يستطيع اكتساب مليارات الدولاات من تصدير هذه السلعه بعد طحنها وتغليفها في عبوات صغيره لتستهلك كمشروب مع معلقه عسل سوداني او نعاع اوسكر او كركدي او قنليز او حتي ماء عذب من النيل وكلها منتجات سودانيه موجوده بكثره !! المهم في الموضوع ان تسويق ماده الصمغ فقط سوف يدر مئات الملاين من العمله الصعبه بدون عناء!!لذلك نرجوا من مسؤلي الغابات في الدوله الاهتمام الامر لان الموضوع مهم للتنميه !!اما النسبه لي فعمليه التسويق تحتاج لتفعيلها جهود مكثفه اسال الله التوفيق فيها!! والله من وراء القصد….. ودنبق

  2. قصة مختلقة …وين الزمن داك
    في قرية نائية – المدرسه بها 4فصول وعدد التلاميذ 600 تلميذ بمعدل كل فصل 150 !!!!!اطرح الفكرة بدون تفاصيل عشان تنهضم يا …..

  3. اخي ايمن / من المحتمل ان يكون مجمع مدارس اي ابتدائي ومتوسط وثانوي وللعلم في ذلك الزمن الجميل كانت المدارس وخاصه الابتدائي والمتوسط مدارس مختلطه بنين وبنات , وايضا كانت المدارس قليله في تلك الحقبه ويكمن ان يكون طلاب القري المجاوره يدرسون في هذه المدرسه , يجب التركيز علي لب الموضوع وليس علي الهوامش , ولك تحياتي