حوارات ولقاءات

حوار استثنائي مع مقرر جبهة الدستور الإسلامي الشيخ أحمد مالك

[JUSTIFY]الشيخ احمد مالك مقرر جبهة الدستور الإسلامي الخبير الاقتصادي المعروف والمدير العام لإدارة التخطيط وتنسيق العون الخارجي الأسبق بوزارة التعاون الدولي ، له باع طويل في العمل الإسلامي ، حيث كان عضو بالاتحادالإسلامي واختلف مع الدكتور حسن الترابي في 1978 ، وهو عضو مؤسس لجماعة الإخوان المسلمين في العام 1979م ،في عهد البروفسير الحبر يوسف نور الدائم ، قبل أن يبتعد عنها في 1987م من القرن الماضي ، وتركه للعمل المنظم في الجماعة ، وكانت له رؤية من وأراء ذلك بأن العمل الفكري والإسلامي يجب أن يكون اوسع من عباءة التنظيم الذي يرى أنه مكبلاً ، لكنه كان من مؤسسي جماعة التنسيق مع الجماعات الإسلامية ، وبعد تلك الفترة لم ينضم الرجل لأي تنظيم بل وركز جل عملة في الدعوة ، لكنه مؤخراً آثر العمل بجبهة الدستور الإسلامي ، أجرت (الوطن) معه حواراً شفيفاً تناول بالشرح الدستور الإسلامي وأفق الحل الوطني وخلافه مع الترابي ، إلى مضابط الحوار .
بداية نريدك أن تتحدثنا عن جدوى الدستور الإسلامي ؟
جاء اجتهادنا في الدستور منطلق من حوجة البلاد لذلك الدستور ، لأن السودان للأسف لايوجد به حتى اللحظة دستور دائم ، وهو أيضاً نظام للدولة يبين نوع النظام القائم بالدولة ، بتقسيم الولايات والهوية وصلة النظام بالدين والأخلاق ، لأنه ببساطة عقد اجتماعي بين الحكومة والمواطنين .
وهل هذا الدستور يمكنه أن يكون على طريقة دستور المدينة ؟
بالطبع سيكون مدني لأن جميع الدساتير السابقة كانت غير دائمة ، يقوم على صياغتها مجرد أشخاص يفصلونها بمقتضى نظامهم ، وبالتالي كانت بعيدة عن تطلعات الشعب ، لكن افتكر أن الدستور الحالي سيعبر عن الشعب ويحوي مايريدة منا الشعب ، اما الدستور غير المدني فهو يكون بعيد عن الشعب والرب لأن الله هو من خلق الكون وكون العلاقات بين الناس ، لذا لايمكن لأي علاقة تتم في دستور غير مدني ، وأرى أن هناك مغالطات تحدث حول دولة دينية ومدنية ، ونحن ننادي بالمدنية وفي عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك وقع اليهود والنصارى وثيقة دستورالمدينة التى كانت تعبر عن عقيدة الإسلام ، ولايمكن أن ينفصل الدين عن الحياة ، ونرفض قوانين أو دساتير أن تفرق بين ابناء البلد الواحد أو تميزهم ، والإسلام لايدعو لدولة متعصبة إنما يدعو لحياة مدنية كاملة يحترم فيها الإنسان ويجد فيها حقوقه .
حسناً … لماذا لا تدعون إلى دستور يكون وسط يلبي طموحات الإسلاميين والعلمانيين ؟
لايوجد دستور يسمى وسط … الدستور الذي يجب أن يكون هو الدستور الإسلامي الذي يلبي طلبات واحتياجات جميع الناس في الكرة الأرضية إن كانوا نصارى ويهود وعلمانيين .
ولكن الناس في الإسلام تبحث عن التجديد ؟
نحن بالنسبة لنا نتفق مع العلمانيين في الاستحداث الاجتماعي فيما يتصل بالدستور ، والدليل على ذلك أن هناك شيوعيين وعلمانيين وافقوا على هذا الدستور ، الذي يفصل بين السلطات القانونية والتنفيذية والرئاسة وويكفل الحريات، والدستور الإسلامي يلبي طلبات العلمانيين وغيرهم .
وللأسف يوجد خلط للأشياءفي الاعتقادات ، و المسلمين منفتحين تماماً على كل أنواع العلوم بما يسمى بالاستحداث الاجتماعي في اتجاه أن تكون الدولة حديثة .
واضح أن مواقفك تتماهى مع المؤتمر الوطني فى الدستور الأسلامي؟
يا ريت لو كانت المسائل دي صحيحة ، حتى ندعو للدستور بصورة منضبطة ، الا أن الحكومة تدعو لدستور مع وقف التنفيذ ، وفي اعتقادي أن النظام القائم هو دولة علمانية ،
قاطعته … اطلقت الكلام على عواهنه هل لديك شواهد على علمانية النظام؟
شواهدي لذلك أنه لايوجد تطبيق للشريعة الإسلامية ، أضف إلى ذك نجد أن الدولة تناصر الدول الكافرة وتعادي دول مسلمة ، وهذا مخالفة للعقيدة الإسلامية ، علاوة على أننا نرى في كثير من مفاصل الدولة أن المال اصبح دولة بين الأغنياء يتحكم فيه اشخاص بعينهم لهم صلة بالحكومة في ظل الفقر الذي يعانية المواطن ،
مقاطعة.. لماذا حدة النبرة ضد النظام ؟
النبرة الحادة سببها أن الإسلام يدعو للعدالة ، ونحن اكثر الناس ابتلينا بسلطة منحرفة ، ولذلك أهم ما يميز الدستور الجديد أن تكون هناك عدالة في توزيع المال بصورة حقيقية ، لكي نحارب الفساد الذي يتم ولايمكن أن يحارب الا بتغيير النظام والطريقة التي يحكم بها البلد ، غض النظر عن من يحكم .
هل لديكم اتصالات مع القوى السياسية والجماعات الإسلامية الأخرى؟
نعم لدينا تحالفات مع الجميع ونحن لانريد أن يقصي هذا الدستور أحد بما في ذلك حزب الترابي الذي اختلف معه فكرياً وسياسياً ، وهذا لايعني أنه حليفي بصفته الشخصية لأنه هو من صنع هذا النظام الذي نختلف معه سياساً ، ولايوجد بينهما خلاف في النواحي الأخرى ، وينطلق خلافه ذلك من كونه الآن اصبح خارج سيادة النظام ، وفي رأي الشخصي أن الإثنين لاعلاقة لهم با لحركة الإسلامية لأن النظام اقامه الترابي على ضلال ، دمر به كل المؤسسات وهو كان حليف لأمريكا وفرنسا..
لماذا كل هذا العداء للترابي ؟
شوف أنا عدائي للترابي قديم جداً لأنه لايؤمن بالله ولا القيامة ويوجد عندي ما يعضدد ذلك ، فضلاً عن أنه لا يرى عدم التعارض في نظرية دوارين التي تنص على أن الإنسان ينحدر من سلالة القرود ، وتنكر النظرية النص الديني الثابت في الأديان السماوية بأن الإنسان خلق من طين ، إضافة إلى إيمانه بالتجديد الذي هو عقيدة فلسفية تتحدث عن عدم وجود الآله ، والترابي متناقض في افكاره في كتبه (الفكر الإسلامي… وتجديد أصول الفقه) و كتب فيهما أنه يؤمن بالتطوير وأن القرآن عنده مجرد حروف مما يعني أنه لايؤمن بالقرآن الكريم الذي هو كلام الله ، فالترابي عنده الحق يتعدد وعندنا الحق واحد هو الله عز وجل ، وهو إنسان ما عندو مبادئ ويتغير كالحرباء ، كما الممثل الذي يتغمس كل مرة شخصية مختلفة ، ولديه حقد تجاه الأنبياء والرسل .
أراك قد تحاملت على الرجل كثيراً ؟
أنا اتحمل ما اقول وأعيه وعندي ما يسند قولي ، ومن قبل تعرضت لأكثر من محاولة اغتيال معنوي وجسدي ، إضافة إلى الشتائم والتجريح ، والترابي أُس كل المشاكل التي تحدث بالسودان ، فهو من تسبب في فصل الجنوب وعمل التمكين .
ولكن الآن اختلفت مواقفه واصبح ينادي باسقاط النظام ؟
الذين يريد الآن أن يسقطهم هم تلامذته ، ولايحق له التباكي على ما اقترفته يداه .
جبهة الدستور هل بدأت خطوات عملية للتواصل مع الأجسام المعنية بالأمر ؟
هذا العمل الإسلامي والوطني يتطلب التوافق من كافة الناس ، ونجحت الجبهة في هدفها بجمع اغلب الأطياف منها أنصار السنة المحمدية والإخوان المسلمين والختمية والسلفيين ورابطة علماء المسلمين وجمعية الإمام مالك وبعض الجماعات الأخرى ، إلى جانب أن الجبهة هي الوحيدة التي تمكنت من جمع هؤلاء لأننا المسلمين لايمكن أن نختلف ومتعاونين ، ونكاد نكون أمة واحدة لكن فرقتنا السياسة ، وهنا أريد أن اوضح لكم أن هذا الدستور تمت صياغته وقد وزع على كل الجامعات كمسودة ، وكما تم توزيعه أيضاً على عدد من القضاة وأقروه في شكله العام ، وقد أبدى البعض أراء في الصياغة ، وبعد كل ذلك لاندعي أنه مكتمل ، وهو الآن معروض للشعب السوداني ولو اتفقوا حوله بعدها لايمكن أن يقع خلاف وستزول كل المشاكل ، وإذا كان الإسلام هو الحاكم فلن تحدث تفرقة أو فساد ، وستعود المظالم لأهلها وفقاً لما أقره الدستور وثقافته العامة هي الدين الإسلامي .

اجرى الحوار : عبد الوهاب موسى : عمار موسى : صحيفة الوطن
[/JUSTIFY]