حوارات ولقاءات

نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي في حوار خاص (3-1)

[ALIGN=CENTER]3[/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]إعتدالي منع الحكومة من التعامل معي بخشونة لديَّ علاقات حميمة مع قيادات المؤتمر الوطني لا أنكرها الترابي مؤثر.. ولكن غيابه لا يعني غياب المؤتمر الشعبي بيني والرئيس وعلي عثمان ونافع والجاز ود متبادل لا تفسده السياسة حوار: غادة أحمد عثمان – تصوير: سفيان البشرى الأستاذ عبد الله حسن أحمد نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي عُرف عنه الإعتدال في كل مواقفه السياسية في مختلف القضايا ورغم تطرف آراء بعض القيادات من حزبه وسخونة المواقف وعمليات الشد والجذب بين أحباب الأمس أعداء اليوم (الشعبي والوطني)، إلا أن الرجل أحتفظ بهدوء لافت جعل المؤتمر الوطني يعامله بالمثل ويفضله على بقية الشعبيين يقبله طرفاً في الحوار بين الطرفين.. (آخر لحظة) إلتقت بالأستاذ عبد الله وقلَّبت معه العديد من الأوراق الشخصية ولكن كان لابد من أن تفرض بعض القضايا السياسية الراهنة نفسها، فكانت هذه الحصيلة:- * بداية أستاذ عبد الله يتردد أن علاقة المودة والمحبة بينك والشيخ الترابي كانت تمثل العامل الفصل في إنتمائك للمؤتمر الشعبي ما قولك؟ – أولاً ليس هناك خلاف على أن ما بيني والأخ الدكتور حسن الترابي علاقة وثيقة، وهي قديمة تمتد الى ما قبل ثورة أكتوبر بقليل في الفترة التي جاء فيها من فرنسا كأستاذ في الجامعة.. ووقتها كنت خريجاً حديثاً.. وصحيح أنه كانت بيني وبينه علاقة شخصية ولكن لا أعتقد أن الناس يتخذون مواقفهم السياسية لعلاقات شخصية.. وكوني أنضم للمؤتمر الشعبي أو أتوحد معه في فهم سياسي للقضايا السياسية، هذا ليس مرده للعلاقة الشخصية وإنما القناعة التي أنبنت بيني وبينه والآخرين لتراكم عمل سياسي لفترات طويلة جداً من قبل الإنقاذ وفي أواخر فترة عبود وفي الفترة التي أعقبت الديمقراطية الأولى بعد ثورة أكتوبر ثم نظام نميري والجبهة الإسلامية القومية.. وفي كل هذه المراحل كنا نعمل سوياً في الحركة السياسية الإسلامية بتنظيماتها المختلفة وبالتالي تتولد بين الناس هذه الزمالة والتوافق السياسي.. وأنا أجد نفسي فعلاً أقرب لذلك التوافق السياسي رغم أن لي علاقات صداقة حميمة جداً ولصيقة مع الآخرين في الجانب الآخر من المؤتمر الوطني ولا أنكر علاقاتي معهم ولا أتخلى عنها ونتقابل في كل المناسبات. ولكن سياسياً أختلفنا ويحترم كل منا قناعات الآخر وبالتالي تظل علاقاتنا هكذا. * ومن هم الأقرب اليك في التعاملات من قيادات المؤتمر الوطني.. هل السيد الرئيس البشير أم علي عثمان والجاز ود. نافع؟! – الأربعة أسماء التي ذكرتها تربطني بهم علاقات وثيقة جداً.. وحتى عندما كنت أعمل معهم في الحكومة علاقاتي جيدة ووثيقة بالبشير وعلي ونافع والجاز ولا زال بيني وبينهم إحترام وود متبادل لا تفسده الخلافات السياسية. * حدثنا بالتفصيل عن تاريخ علاقتك بالترابي ومتى ألتقيتما؟ – ألتقيت به كما ذكرت وأنا خريج أعمل معيداً في جامعة الخرطوم وجاء هو من فرنسا بعد أن ناقش الدكتوراة كأستاذ في كلية القانون.. ونحن الإثنان حركيان إسلاميان وعملنا سوياً في الفترة ما قبل ثورة أكتوبر، بل عملنا معاً في لجنة الأساتذة التي كانت تحضر للثورة وكان معه أستاذ آخر يمثلان الأساتذة وأنا كان معي زميل آخر كنا نمثل الجامعة في المعيدين في التحضير والمذكرات.. ومن بعد ثورة أكتوبر شاركت معه ومع آخرين كالأستاذ محمد صالح عمر وعثمان خالد مضوي في تكوين جبهة الوفاق الإسلامي في العام 1965م وبعدها أستقلت من الجامعة لأعمل متفرغاً في جبهة الميثاق الإسلامي في أثناء الحملة الإنتخابية.. ووقتها كان معنا متفرغاً الأخ عبد الرحيم حمدي من وزارة المالية والأستاذ يسن عمر الإمام متفرغاً أيضاً وآخرون، فقدنا الحملة الإنتخابية التي فاز فيها الدكتور الترابي ومحمد يوسف وآخرون في الجمعية التأسيسية ومن بعدها أستمر عملنا معاً طوال تلك الفترة الى أن جاءت مايو ثم بعد ذلك جاءت الجبهة الإسلامية ومنذ ذلك الحين فيما عدا فترات غبت فيها عن الخرطوم حيث خدمت خارجها في كردفان وفي الجنوب، كنت معه في المكتب السياسي والقيادي أو التنفيذي. * يبدو واضحاً أن قيادات المؤتمر الوطني تعتبرك الأكثر مرونة وعقلانية في الشعبي، لهذا فإنك لم تتعرض للخشونة من قبل الحكومة وحتى أن الترابي نفسه لاحظ هذه الميزة ولذا فإنه عندما يكون هناك حوار مع الوطني فإنه- الترابي- يقدمك لهذا الملف لميزة الإعتدال؟! – يعني.. فأنا بطبعي أعتقد أن صفة الإعتدال اذا تمكن الإنسان من أن يتصف بها، فهي صفة مقبولة ومطلوبة وجيدة وأنا أحاول قدر إستطاعتي أن أحتفظ بذلك الإعتدال.. وصحيح قد يكون هذا سبباً في أنني وفي أوقات هناك عدد من الناس مثلي أو أقل مني أعتقلوا ولكني أعتقلت لمرة أو اثنين وكان إعتقالي لفترات بسيطة وفي إحدى المرات سألني صحفي أجنبي وقال لي لماذا لم يعتقلوك وكنت نائب الأمين العام؟.. فقلت له لعل ناس الحكومة يريدون أن يكون هناك شخص يمكن أن يتحدثوا اليه اذا أرادوا التحدث (قالها ضاحكاً).. وقد يكون هذا صحيحاً ، حيث كنت في فترة الإعتقالات أستدعى لمقابلات، حيث قابلت الرئيس البشير وتحدثنا عن الإعتقالات وفك المعتقلين وتحدثت ولأول مرة مع البشير، وهذا أقوله لأول مرة وحتى الأخوان لا يعلمون.. وتحدثت مع الرئيس في لقاء رتبه أحد الإخوة وتناولنا الإتهامات والإعتقالات.. وكذلك ألتقيت على إنفراد مع الأستاذ علي عثمان لثلاث مرات في نفس الإطار وتحدثنا حول الإتهامات وظروفها وشاركت بوصفي أميناً بالإنابة في بعض المقابلات القومية، حيث دعانا قبل ذلك الرئيس ومثلت المؤتمر الشعبي عندما كنت خارج السجن في عدة لقاءات، وقد يكون الآخرون قد شعروا بهذا الإعتدال فيقولون الأحسن أن نتعامل مع عبد الله أو يقول الترابي الأفضل أن أرسل لهم عبدالله.. (قالها ضاحكاً). * يعتقد الكثيرون أن المؤتمر الشعبي هو الترابي والترابي هو الشعبي، فإذا غاب.. غاب الترابي، واذا حضر.. حضر كيف تنظر لهذا التحليل؟! – هذا التحليل غير صحيح، لأني وكما ذكرت لك، فرغم غياب الترابي كنا نحن حاضرين ونقول آراءنا السياسية، فمثلاً إتفاقية نيفاشا كنا أكثر حزب أدلى بآرائه حولها ونشرها في ندواته ولم يكن الترابي موجوداً ولكن تنظيماتنا كانت موجودة كالأمانة العامة وهيئة الشورى والمكتب القيادي وكنا نناقش كل القضايا السياسية ونقول فيها آراءنا وقد يتواصل رأينا مع الترابي في السجن، ولكن ليس بالضرورة.. لأن التواصل لم يكن ممكناً في كل الحالات وأحياناً يكون هناك تواصل والترابي نفسه كان يقول بأن الموجود في السجن يفوض عنه من بالخارج، وهذه كانت سياسة، لأن الترابي دخل السجن في فترات طويلة في عهد نميري ولو كانت المسألة تعتمد عليه ما كان عمل الناس أيام نميري ولا غادروا الى ليبيا وحاربوا.. وحتماً هذا كله لم يكن من رأس الترابي، بل يقدر الناس تقديراتهم الخارجية في حضوره أو غيابه وبذا المقولة غير صحيحة، ولكن صحيحاً أن الترابي إنسان مؤثر وهو قائد المؤتمر الشعبي والحركة الإسلامية كلها والمؤتمر الوطني عندما كان وطنياً.. وهو قائد الإنقاذ ولكن ليس صحيح أن المؤتمر الشعبي هو الترابي أو العكس. * ما هي تأثيرات عملك بالشعبي على الأبناء والأسرة مقارنة بأيام عملك بالوزارة، حيث تقلدت وزارة المالية ورئاسة مجلس الوزراء، وهي وزارات سيادية؟! – طبعاً صحيح هناك فرق بين أن يكون الإنسان وزيراً ومعارضاً.. وقبل أن أكون وزيراً كنت مدير بنك فيصل الإسلامي.. وهو أكبر بنك إسلامي.. وعندما جئت للمالية كوزير كان راتبي ثلث ما كنت أتقاضاه في البنك وحتى عندما خرجت من العمل بعد سبع سنوات في الوزارات المختلفة كالمالية وبنك السودان والتعاون الدولي ومجلس الوزراء.. وبعد كل تلك الأعوام لم يصل لنصف راتبي مما كنت أتقاضاه من بنك فيصل الإسلامي.. وبالطبع عندما خرجت للعمل السياسي بعد أن أستقلت من منصبي أصبحت شبه متفرغ، أمارس أعمالاً خاصة.. وحتماً تأثرت ظروفي من إنسان لا أقول غني، ولكن كان لديه دخل محترم ويعيش في مستوى أعلى.. ولكن الحمد لله الحال (ماشي) ولا زال بالرغم من أنه مختلف تماماً عما كان عليه في أيام بنك فيصل أو الوزارة، ولكن أسرتي بحمد الله كبرت الآن وتخرج أبنائي كلهم وبناتي ما عدا آخر بناتي وتدرس الآن هندسة.. وهم ساكنون في بيتهم، وهذا أكثر ما عندهم وعندي، حيث لا أملك ثروة، بل أنا مدين الى بنوك والحمد لله اذا ما أعتقلوني (قالها ضاحكاً)، وصحيح المعيشة والمستوى ليسا كما كانا سابقاً ولكن نحن في الأصل أبناء مزارعين ونستطيع أن نعيش في كل الظروف والحمد لله على كل حال ونحمده على الصحة والعافية. * ومن الذي أختارك للوزارة.. البشير أم الترابي؟! – لا.. الإنقاذ كان عندها مكتب للتعيينات ولا يقوم بالتعيين شخص واحد، بل لجنة من ستة أو سبعة أشخاص فيهم الرئيس والترابي وآخرون عسكريون ومدنيون، وهذه كانت مختصة بالتزكية والموافقة على أي شخص وقد يكون رشحني الترابي أو غيره، ولكن هذه اللجنة هي المفوضة وتناقش وتمحص الناس وتتعرف على عطائهم وسيرتهم، وهي التي تقرر بأغلبية الأصوات بأن فلاناً يعين في المنصب أو فلاناً يُقال من منصبه، وهذا نظام كان معمولاً به تقريباً وسارياً على كل الناس.. وجميع التعيينات التي تمت في الإنقاذ وفي بداياتها على الأقل، كانت هكذا.. وقد تكون هناك إختلافات ولكن في النهاية كان هناك تناغم.. واللجان هي التي توصي وتقرر الإعفاء. [/ALIGN]