إسرائيل تواصل قصف غزة لليوم الثالث .. وتدمر الجامعة الإسلامية
واصلت الطائرات الحربية والمقاتلات الإسرائيلية من طرازي (أباتشي) و(إف 16) ليلة الأحد/الاثنين 29-12-2008، غاراتها الجوية على قطاع غزة مستهدفة عدة مواقع وأهداف فلسطينية.
وكانت الغارة التي شنها الطيران الإسرائيلي واستهدفت الجامعة الإسلامية، هي الأعنف بين هذه الهجمات وأقواها، حيث وجهت الطائرات 5 صواريخ ثقيلة على مبان في الجامعة ما أدى إلى تدميرها وتسويتها بالأرض.
وأعلنت مصادر طبية أن القصف أسفر عن إصابة 25 فلسطينيا. وهزت الانفجارات مدينة غزة بأكملها، بينما اشتعلت النيران في أجزاء من مباني الجامعة.
كما استهدف الطيران الإسرائيلي مرفأ الصيادين على شاطئ البحر، ما أدى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين بجراح فيما اشتعلت النيران في داخله. وقصفت الطائرات بصورة مباشرة مسجد “الشهيد عماد عقل” ما أدى إلى مقتل فلسطينيين اثنين على الأقل، ووقوع عدد من الإصابات، حيث جاء القصف مفاجئا للحي السكني الذي يتوسطه المسجد. وأشارت المصادر إلى أن مقاتلات من طراز (أباتشي) أطلقت عددا من الصواريخ تجاه المسجد رغم أن المنطقة التي يقع بها مكتظة بشكل كبير بالسكان.
ونقل شهود عيان، ومصادر محلية، مقتل طفلين فلسطينيين، وإصابة آخرين بجراح في غارة جوية شنها الطيران الإسرائيلي على منزل بمخيم رفح جنوب قطاع غزة ليل الأحد/الاثنين. وأوضحت المصادر أن الطيران الإسرائيلي أطلق صاروخين على منزل بمنطقة التبة جنوب رفح ما أدى إلى مقتل طفلين فلسطينيين وإصابة ثمانية تم انتشالهم من تحت أنقاض المنزل والمباني المجاورة.
وكانت الطائرات قصفت مواقع مختلفة في قطاع غزة منها خانيونس والنصيرات وخصوصا مخيم النصيرات، بالإضافة إلى مركز شرطة الشاطئ بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
وأكدت مصادر أمنية فلسطينية أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت، بأربعة صورايخ على الأقل، مبنى جهاز المخابرات الفلسطيني السابق المعروف باسم (السفينة) غرب مدينة غزة ما أدى إلى تدميره بالكامل.
سبقت ذلك غارة جوية أخرى ضد مقر رئاسة الوزراء التابع للحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة حماس، بمنطقة تل الهوى غرب مدينة غزة. كما استهدفت الطائرات الحربية مقرا تابعا للشرطة الفلسطينية في مخيم الشاطئ ، بالإضافة إلى استهداف منزل وورشة حدادة في حي الزيتون شرق المدينة.
وأكدت مصادر طبية فلسطينية أن عدد القتلى ما زال في تزايد مستمر، جراء الغارات الجوية المتواصلة على قطاع غزة منذ ظهر أول أمس السبت وحتى الآن.
وكان باسم نعيم وزير الصحة في الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة قال إن حصيلة الغارات الجوية المفتوحة التي تنفذها إسرائيل بغزة منذ السبت بلغت أكثر من 300 قتيل، وأكثر من ألف جريح بينهم 180 في حالة الخطر، فيما لا يزال هناك عشرات القتلى تحت الأنقاض
إصابة شاليط
من ناحية أخرى، قال مصدر فلسطيني مطلع ليلة الأحد/الاثنين إن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي تحتجزه حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بقطاع غزة منذ حزيران/يونيو 2006 أصيب بجراح في إحدى الغارات التي شنها الطيران الحربي الإسرائيلي على قطاع غزة.
ولم توضح المصادر طبيعة الإصابة التي تعرض لها شاليط أو المكان الذي تعرض فيه للقصف، وفقا لما نقله “المركز الفلسطيني للإعلام”.
وشن الطيران الحربي الإسرائيلي أكثر من 200 غارة جوية استهدفت بصورة أساسية مقار وأجهزة أمنية تابعة لحركة حماس في غزة في أعنف هجوم تنفذه على القطاع على الإطلاق.
ورفضت مصادر رسمية في حماس تأكيد أو نفي إصابة شاليط ، ولكنها حملت قادة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن أي ضرر يلحق به. وقالت المصادر: “صحيح أن شاليط مهم كورقة من أجل إطلاق سراح أسرانا في سجون الاحتلال ونحن متمسكون بإنجاز الصفقة، غير أن تصاعد العدوان يجعل تكرار ما حدث للطيار الصهيوني رون أراد أمرا متوقعا”.
وكان الطيار الإسرائيلي رون أراد أسر بعد إسقاط طائرته في لبنان عام 1986، وتمكن من الفرار بعد ذلك بعامين، لكنه على الأرجح مات أثناء محاولة العودة إلى إسرائيل سيرا على الأقدام.
الغزو البري
وبالتزامن مع القصف الجوي، تستعد إسرائيل لاحتمال الغزو البري، إذ نشرت دبابات إسرائيلية على أطراف غزة استعدادا لدخول القطاع الذي يقطنه 1.5 مليون فلسطيني. وقال مسؤول حكومي ان حكومة رئيس الوزراء ايهود أولمرت وافقت على استدعاء 6500 من جنود الاحتياط.
لكن وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني استبعدت القيام بغزو واسع النطاق لاستعادة السيطرة على غزة. وقالت ليفني، التي تأمل ان تصبح رئيسة للوزراء بعد انتخابات 10 فبراير المقبل، “هدفنا ليس إعادة احتلال غزة”. وعندما سئلت في قناة فوكس نيوز ما إذا كانت حملة إسرائيل تهدف للإطاحة بحكام حماس قالت “ليس الآن”.
العربية نت