ضياء الدين بلال : مع السفير الأمريكي بعيداً عن ويكيليكس
الرجل يحرص على التواصل مع دوائر التأثير في المجتمع السوداني، صحف ومنظمات مجتمع مدني وطرق صوفية، وأثارت الهدية التي تلقاها من جماعة أنصار السنة وهي عبارة عن مصحف شريف جدلاً إعلامياً واسعاً، وطالب البعض الجماعة باستعادة المصحف من السفير!
وقتها لم يكن واضحاً بالنسبة لي أن كان الاعتراض فقهياً أم سياسياً وإن كان التحفظ على شخص السفير وهويته القطرية باعتباره مسيحياً؟
المهم في الأمر جاء الرجل إلى الصحيفة للتعارف والحوار، ألقي مجموعة من الأسئلة وجد مقابلها من الإجابات، طرحنا عليه مجموعة من التساؤلات وفر لها إجابات أقل صراحة وأكثر دبلوماسية!
سأل عن الحريات الصحفية، قلنا له في هذه الفترة أفضل نسبياً من الماضي، وأنها تتأثر بالتوترات الأمنية والعسكرية التي تواجه الحكومة، فهي تتمدد في ظروف السلم وتنكمش مع اشتداد الحرب!
طرح أسئلة سياسية وجد إجابات متعددة من زملائي في اللقاء، طرحنا عليه حزمة من التساؤلات أكثر من التي بادر بها وأغلبها أميل لانتقاد
السياسة الأمريكية في المنطقة وتجاه السودان.
قلنا له: أمريكا متناقضة تحارب القاعدة في أفغانستان وتتعاطف معها في سوريا، غامضة في أجندتها تجاه السودان لا يعرف إن كانت تسعي لتغيير النظام أن لتعديل سلوكه السياسي، وهل تساند خيارات أستخدم السلاح كوسيلة للتغيير أم تقف ضدها؟!
جاءت إجاباته على ما هو معهود ومحفوظ لم يضف جديداً ولكنه كان أكثر حماساً في الدفاع حينما انتقدنا ضعف المساهمة الأمريكية في أزمة السيول والأمطار والتي لم تتجاوز الـ 50 ألف دولار.
وبان عليه قدر من الاستياء حينما قلنا له إنكم تتعاملون مع الأزمات الإنسانية في السودان على أساس التمييز الجغرافي بين المناطق؟!
نفي استفاورد ذلك وشرع في تقديم تبريرات لهزالة المساهمة، وقال إنهم لا يفرقون بين مناطق السودان لا على الأسس الجغرافية أو الدينية أو الاثنية، وعدنا بالرد التفصيلي على تساؤلاتنا في حوار صحفي خارج الزيارة!
لا أعرف لماذ يتوجس البعض من الزيارات التي يقوم بها هذا السفير، أليس من الأفضل أن يتعرف على المجتمع السوداني من خلال اللقاءات المباشرة والحوارات لا عبر التقارير الرسمية ونشرات المنظمات ومن الميديا العالمية؟!
القلق من زيارات السفير الأمريكي دليل خوف وشعور بالضعف لا يليق بأي جهة لها ثقة في نفسها أو مجتمعها!.
صحيفة السوداني
هل العرف الدبلماسي يسمح له مقابله أي جهة وهل يجب أن يأخذ إذن من الخارجية مسبقا ؟ أم اعتبر نفسه يتجول في واشنطون
على الشعب السوداني وخاصة الصحفيين من شاكلة ضياء الدين ألا ينخدعوا بما يقوله السفير الأمريكي البارع في الخداع، فهو أولا قائم بالأعمال وليس سفير، وبالتالي فإن رأيه حتى في وزارة الخارجية عندهم غير مسموع؛ ثانياً السفير في أمريكا لا يصنع السياسة الخارجية وإنما تصنع في الكنغرس عبر لجنتي الشئون الخارجية في مجلسيه وكذا في البيت الأبيض؛ التركيز بالنسبة للسودان يجب أن يكون بالضغط على الإدارة ووقف أي تعاون معها معلوماتي وغيره معها وهي تحتاج للسودان ولتأمين جنوب السودان؛ وكذاإيجاد قناة لنقل المعلومات حول السودان مباشرة الى الرأي العام الأمريكي وللأسف التلفزيون السوداني متخلفديه رؤيا ولا رسالة؛ولا يتحدث الانجليزية التي يفهمها الأمريكان، كما علينا ألا ننسى أن السياسة الأمريكية تصنعها عادة اللوبيات وحالياً كلها ضد السودان؛ لذا فإن تخدير المشاعر بتلميع السفير الأمريكي في صحفنا لن يفيد الشعب السوداني فربما تكون مهمته هي تجنيد أكبر عدد من السودانيين في الاستخبارات وتثبيط الآخرين والهدف الأساسي هو ضرب الحكومة من الداخل ومنع الاسلام السياسي من النجاح؛ وما يجري في مصر وتأييد السيسي وعدم وقف الدعم الأمريكي له واضح على الرغم من الانقلاب العسكري الذي يدان به السودان منذ 1989م فالمهم ألا يأتي الاسلاميون للحكم مهما تشدقت أمريكا بالديمقراطييييييييية..
حتي في امريكا وبريطانيا لاتوجد حرية مطلقة للاعلام فبريطانيا منعت الصحف من نشر وثائق سنودن وامريكا اثناء حربها علي العراق كانت تتحكم في ماينشر عن الحرب انهم يستغلون حقوق الانسان للتدخل في شئون الدول الاخري وبماذا خرجنا من لقائك بهذا الامريكي لاشي جديد لقد ضيعت وقتك ووقت القاري في كلام لاقيمة لة ولا جديد فية
ألف مبروك للأستاذ ضياء مقابلة سعادة السفير الأمريكي (شخصيا) والحوار معه كفاحا وجها لوجه … إن هذه المقابلة لتدل على الأهمية الكبرى للأستاذ ضياء عند معدي وطابخي السياسة الأمريكية … وأؤكد لكم أن السفير سيحتفظ بالصور الفتوغرافية له مع ضياء لتدعمه في ترشحه لنيل منصب وزير الخارجية … نكرر التهاني ومبروك الثقة بالنفس 😎 😎