تحقيقات وتقارير

زيارة مثقلة بالهموم.. حقيبة مليئة بالعقارب

[JUSTIFY]زيارة رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت للخرطوم المزمعة يوم الجمعة المقبل فى غاية الأهمية لجوبا والخرطوم معاً ،فالبلدين اشقاهما العذاب من بعضهما وكأنهما يتلذذان بالعذاب المتبادل على طريقة العشاق ، سلفا غادر الخرطوم قبل انفصال الجنوب كحاكم لجنوب السودان وزارها مرة واحدة فى اكتوبر 2011 ، ولكن هذه المرة ستستقبله الخرطوم بعد أن جرت مياه كثيرة وتطورات عديدة فى المشهد بعاصمة الجنوبيين عروس النيل جوبا بذات الخوسة السوداء التى لاتبارح رأسه ، وتأتى زيارة سلفاكير للخرطوم المثقلة بالهموم بعد غيوم قاتمة غطت جوبا منذ تأسيس دولة الجنوب الوليدة ،فقد راحت الآف الأنفس ضحية لصراعات قبيلة غذى بعضها الصراع السياسي فى مركز صناعة القرار بجوبا، وأخرى سببها النفوذ القبلي فى تلك البلد التى لم تتشكل بعد ،كما أن التراشق الإعلامي المتبادل بين جوبا والخرطوم طيلة الفترة المنصرمة منذ أن(فرزت جوبا عيشتها) القى بظلال سالبة على امكانية رسوعلاقة البلدين فى شاطئ الأمان ، غير أن سلفا نفسة ادار ظهره للحرس القديم فى حكومته وأجرى جرح وتعديل أزاح بموجبه الوجوه النافذة من أولاد قرنق من الديسك التنفيذي بحكومته، وسبق ذلك بإبعاد جنرالات من وزن ثقيل من القيادة العسكرية وقرب كثيرين من الذين كانوا ينضوون تحت لواء المؤتمر الوطني قبيل الانفصال امثال رياك قاي كوك والسون مناني مقايا وآخرين وشكل حكومة تنفذ أوامره ،ولم يتوانى سلفا فى إبعاد ريك مشار حليفه التقليدي أيام محاولة انقلاب الناصر الأبيض على الراحل د.جون قرنق ديمبيور فى مطلع تسعينيات القرن المنصرم ، هذه التغييرت لا يدري أحد أنها من أجل التقرب زلفى للخرطوم ام امرفرضه الواقع، ولكن الشاخص للعيان أن سلفاكير سواها ،وبصرف النظرعن مقاصد فعل سلفاكير فإن الجنوب البلد الوليدة تحتاج بشدة إلى بلد كالسودان حوجة العطشان للماء أوأشد وهذه الأخيره تشخصها ضرورة جريان النفط شمالاً وأشياء أخرى.

* قضية أبيي
هناك قضايا عدة بين جوبا والخرطوم تنتظر الحل ابرزها قضية أبيي التى عادت للسطح مجدداً بعد حديث إدورد لينو مسؤول إدارية أبيي من جانب دينكا نقوك الذى أثار حفيظة المسيرية والحكومة السودانية والأحزاب معاً عندما قال إن المسيرية لهم حق الرعي فقط فى أبيي وأن جوبا ستجري استفتاء أبيي فى اكتوبر المقبل متجاورزة المسيرية وهو مارفضتة قبيلة المسيرية بشده وقابلته بعبارات صعبه ،فأبيي التى قتل فيها الناظركوال دينق مجوك أيضاً، قتل فيها فى نفس الحادثة 17 من رعاة المسيرية وتطارد القوات الأثيوبية فى أبيي اتهامات من المسيرية بأنهم قتلوا رعاتهم فى أبيي ، فينتظر أن يحسم سلفاكير التراشق الإعلامى حول استفتاء تبعية أبيي فى لقاء مع نظيره البشير .

*الضغط الدولي
يمارس المجتمع الدولي ضغط كثيف على الخرطوم وجوبا بهدف انفاذ اتفاق التعاون الموقع بين البلدين العام المنصرم، فلقد حث مجلس الأمن الدولي فى آخر اجتماع له البلدين على ضرورة انفاذ الاتفاق بأسرع وقت ممكن وربما يكون ذلك من الأسباب الرئيسية التى تدفع سلفاكير لزيارة الخرطوم رغم أن زيارته أعلن لها أكثرمن مرة ولكن تأجلت لأسباب عدة .

*الوسطاء الأفارقة
يبدو أن سلفا شعر بأن عزيمة الوسطاء الأفارقة دب فيها الفتور وتراجعت لجهة أنها تعرضت لضغط كثيف لإنجاز مهمة المصا لحة بين البلدين وتنفيذ اتفاق التعاون، فهولاء الوسطاء وارد أن ينسحبوا إذا شعروا بفشلهم وبالتالي فإن سلفا بعد التغييرات التى اجراها على حكومته يريد أن يصل لنهايات سريعة وسعيدة ليحكم قبضته قبل إجراء الانتخابات المزمعة فى جوبا .

*زيارة مشار
سبقت زيارة سلفاكير المنتظره زيارة من نائبه السابق ريك مشارللخرطوم فمشار تحرك بفاعلية والتقى الحكوميين والمعارضيين فى السودان، ويبدو أن مشار الرجل الثاني فى حكومة جوبا وقتذاك كانت تحركاته تحفها آمال سطوع نجمه فى جوبا للظفر بالرئاسة إذا ماجرت الانتخابات ولكن سلفا أطاح بأمله وتركه خارج السلطة فهل زيارة سلفا هدفها مسح آثار زيارة مشار.

*حاجيات الخرطوم
هذه الزيارة ليست من مصلحة جوبا وحدها ولكن الخرطوم هى الأخرى فى أمس الحاجه لمعا لجة قضايا الحدود التى تشكو منها كثيراً وتتهم جوبا بعرقلة تحديد المنطقة منزوعة السلاح وهى بذلك تريد تحجيم تحركات الجبهة الثورية ، كما أن الخرطوم فى بالها عائدات النفط وإمكانية معا لجة الديون ،وفى الأفق العام للتجار فتح المعابر لحركة البضائع لتنساب وتعود خيراً ونفعاً على الجميع، كما أن تفلتات جيش الحركة الشعبية على الحدود فى أعالي النيل هو الآخر سوف يكون مسار بحث بين البلدين ومن المتوقع يصل سلفاكير بوفد يضم تخصصات مختلفة لمناقشة قضايا البلدين ،وغير مستبعد مناقشة موقف جوبا من مياه النيل لاسيما أن الأخيرة موقفها مع دول البيحيرات وهى ترى امكانية الوصول لرؤى جديدة حول مياه النيل.

تقرير: عبد الوهاب موسى: صحيفة الوطن[/JUSTIFY]