رأي ومقالات

إسحق أحمد فضل الله : البشير والصادق وأرقام خارج المعادلة


[JUSTIFY]أستاذ: لا نتفاءل لأنه …

{ البشير يلتقي الصادق.. «والدولة تختار الحكومة».. والجملة هذه خطأ.. والدولة ليست هي من يختار .. والسبب هو أنه لا أحد اليوم يملك خياره.. لا في السودان.. ولا في غير السودان.
{ مخطط تجريد العرب يكتمل.

«2»

{ والشهور الماضية الدولة تتردَّد طويلاً وهي تصنع حكومة من الشباب
{ والسخرية تجعل المجتمعات تحكي أن السيدة التي كانت في منتصف العمر.. حين تتردد طويلاً أمام فستان «شبابي» رائع يقول لها البائع
: من الأفضل أن تحسمي رأيك يا سيدتي.. لأنك كلما انتظرت أكثر أصبح الأمر أسوأ.
{ والدولة انتظرت.. لتفاجأ بأحداث مصر التي تنقل الأمر من الضحك إلى الرعب.

«3»

{ والهجمة الإسرائيلية الآن تعيد الحديث مراحل المخطط.. وحكاية صلاح عبدالصبور نموذج مسرحي لها.
{ وصلاح الشاعر الذي يكتب لإسرائيلي كان يقول له
: وقبل أن تغوص في دمي أغوص في دمك!!!
{ ثم صلاح يصبح هو ذاته من يفتتح معرضاً إسرائيلياً في القاهرة
{ وشيء يبقى.. وصلاح هذا حين يلطمه أحدهم بمشهده هذا في ساعة جدال وسهرة.. يسقط ميتاً.. بقايا ضمير.. تقتله.
{ لكن أنيس منصور الذي يظل يكتب سلسلة طويلة عن «اعرف عدوك».. إسرائيل.. ينتهي بمرافقة السادات إلى القدس.
«وسفير إسرائيل في القاهرة بعدها يكتب/ وبطبع العقرب اليهودية/ كيف أنه حين يزور أنيس في مكتبه
: دخلت.. وجدته أمام النافذة يحدق في الطريق ويداه خلف ظهره.. في وقفة مسرحية تماماً»
{ وفلان وفلان.. من الكتاب والإعلاميين تركب إسرائيل ظهورهم في غزوها لمصر.
{ والسادات حين يتجه إلى إسرائيل ينشق عليه عدد من كبار الوزراء «مراد غالب ومحمد كامل» .. بينما تبقى أسماء تكمل الآن دورها الكامل «عمرو موسى.. ونبيل العربي»
{ ولا يخطر لك السؤال عن الجامعة العربية.. أين هي الآن.
{ الجامعة العربية بفضل نبيل هذا تسقط حتى عن الذاكرة.
{ لكن الانشقاق هذا يثبت.. ولا ينفي.. أن نصف قادة مصر ابتلعتهم إسرائيل.
{ ورجال الدين يبلغ الأمر بهم فتوى بن باز يومئذٍ التي تجعل كل علماء السعودية ومصر وغيرهم يصرخون في غضب
{ حتى هيكل ابتلعوه.. وراجع ما يفعله هيكل الآن!!
وركام الإعلام/ بعيداً عن المثقفين منه حكاية صاحب الساحة اللبنانية.. مذيع التلفزيون أيام مباراة الجزائر في الخرطوم
{ الرجل الذي كان يصرخ للمشاهدين وهو يصف البلطجية في الخرطوم وهم يضربون المصريين داخل الإستاد كان في اللحظة ذاتها يجلس داخل فندق الساحة اللبنانية وفي فمه الشيشة..
{ وأمن الخرطوم ما يزال يحتفظ بالفلم الرائع لمشهد الرجل.
{ المباراة بدورها كانت جزءاً يتجاوز هذا الخراب الواسع إلى ما وراءه.. جزءاً من إعلام الخراب.

«4»

{ مصر تفقد خيارها.. مثل الدول كلها الآن..
{ والسودان أيضاً.
{ ومصر ما يقودها هو القاهرة «الأرياف لا صوت لها» والقاهرة ما يقودها هو الإعلام.. والإعلام ما يقوده هو إسرائيل ومشروعها.
{ والسودان أريافه.. التي لا شأن لها بالإعلام.. ما يقوده هو قبلية غريبة ووجوه هناك من يرسم عقلها هو يوسف كوة «يوسف كوة» في حديثه للإذاعة البريطانية يقول
: الناس هنا من يحصل منهم على كلاشنكوف يظن أنه أصبح قوياً بحيث يمكنه مقاتلة الدولة.
{ والدولة التي تمتلئ أيديها من هذا ومن عناصر فائرة متناقضة تجعلها الدائرة المفرغة هذه تتجه إلى الأحزاب.
{ والدولة التي تدعو «أمجاد» الأحزاب هذه للعمل الآن تصبح مثل من يرسل منتخب السودان إلى كأس العالم مكوناً من أصحاب الأمجاد «كوشيب ومنزول والهادي صيام وقرعم… و… و…»
{ الإنقاذ.. والأحزاب.. والقوى الشابة «التي تشتري كل المصانع الناجحة وتقتلها… و»
{ والقوى الشابة المجاهدة… والتمرد… و… و… هي عناصر التكوين الآن للدولة الجديدة
{ والأحزاب كل حزب منها هو ركام من الانشقاقات والقيادات.. بحيث يصبح اختيار فصيل من الحزب عملاً يطلق عداء الفصائل الأخرى
{ والتمرد مثل ذلك.
{ ومن لا ينشق في نفسه من الأحزاب «الشعبي مثلاً»
يمارس تقاربًا هو الحرب ذاتها.. فالشعبي يرسل كمال عمر لينفي ويشتم.. ويرسل السنوسي ليثبت ويقارب.
{ و…

«5»

{ المشهد الذي يتجاوز صورة الأحزاب إلى صورة المجتمع يعيد كلمات صلاح ذاته.. صلاح عبد الصبور
{ والرجل في قصيدة له يرسم المجتمع ويحدِّث عن .. الكلب الذي يدخل السوق ليأكل رأس القرد الإنسان..
{ والضبع يدخل السوق ليأكل رأس الكلب الإنسان
{ والسوق يرتج بخطوات الفهد القادم ليأكل رأس الضبع الإنسان
{…
{ أن يلقى البشير الصادق أو غيره خطوة تتعامل مع أرقام خارج أقواس المعادلة
{ وما يصلح هو أن يلقى بعضنا بعضاً
{ وأن نعيد تعريف العدو.. من هو
{ وأن نعلم أن المعركة الآن تتجاوز مرحلة «حكومة ــ تبقى أو تذهب» إلى مرحلة «وطن يبقى أو يذهب».
{ ولعل الإصلاح كله يبدأ بالجلوس إلى مجموعة معينة «سبعة أشخاص» ثم سؤالهم أو مساءلتهم عن هذا الذي يصنعون.

صحيفة الإنتباهة[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. ومن هؤلاء السبعة؟هذه الرجل كلامه مبهم وقرائته مضيعة للوقت باختضار شديد