الطيب مصطفى : حَذَارِ مِنَ التَّدخُّل الْعَسْكَرِي فِيْ سُوْريَا

فتِّشوا عمَّن يؤيد التدخل الأمريكي في سوريا.. إنها نفس الوجوه التي تسبَّبت فيما حدث ويحدث في العراق اليوم ونفس الجامعة العربيَّة التي ثبت أنها باتت أهم أدوات وآليَّات الغرب وعملائه لتمرير أجندته الشريرة في عالمنا العربي بل إنها والحق أقول أصبحت في العقود الأخيرة عميلة للكيان الصهيوني بالرغم من أنها لم تنشأ في بداية أمرها إلا للتصدي لذلك الكيان الغاصب.
قالتها الإدارة الأمريكيَّة لأحد زعماء العرب الأقوياء ممَّن لهم رأي مستقل عندما أبدت تبرمها من خروجه عن طوعها من خلال بعض أسلحته الإعلاميَّة الفتَّاكة إن ملف سوريا يخضع للإرادة والقرار السياسي الإسرائيلي.
إذن فإن ما أرادته إسرائيل في العراق تعتزم تكراره في سوريا التي يرغب الكيان الصهيوني في أن يمزِّقها كما مزَّق العراق ويُحيلها إلى دولة صديقة بل حليفة أو عملية كما فعل بالعراق التي كانت دولة مواجهة قبل أن تتحوَّل إلى دُويلات طائفيَّة متناحرة يدين الجزء الشمالي منها (منطقة الاكراد) بالولاء إلى أمريكا وإسرائيل بأكثر مما يدين للعرب الذين بات يبغضهم ويعاديهم على أُسس عرقيَّة نراها تتمدَّد اليوم وتتزايد في بعض أجزاء سوريا.
إنَّ أيَّ تدخل عسكري أمريكي في سوريا لا يهدف إلى خدمة سوريا وشعبها بقدر ما يسعى لتحقيق الإستراتيجيَّة الصهيونيَّة وأشعر أن تمثيليَّة الأسلحة الكيميائيَّة لا تختلف كثيراً عن خُدعة أسلحة الدمار الشامل في العراق فبمثلما استُغلت خُدعة العراق التي اعترفوا بها في تدمير وتمزيق بلاد الرافدين وتحويلها إلى دولة هزيلة مهيضة الجناح لا تقوى ولا ترغب في مواجهة الكيان الصهيوني فإنهم يسعَون إلى إخراج سوريا من الصراع العربي الإسرائيلي وهذا ما تحقَّق في مصر اليوم بعد أن تولى السيسي حكم مصر مستنسخاً عهد مبارك الذي افتُضح أمر عمالته من خلال تسمية نتنياهو له بالكنز الإستراتيجي لإسرائيل.
بالرغم من أنَّ نظام بشار لن يتورَّع عن قتل الملايين من شعبه ليس بالكيماوي وإنما بالنابالم بما يجعلني لا أستبعد البتَّة أن يكون ذلك المجرم قد ارتكب تلك الحماقة التي ربما لم تتكرَّر في التاريخ فإني لا أستبعد كذلك أن تكون تلك الجريمة قد تمَّت بفعل الصهاينة تمهيداً وتبريراً للتدخل الأمريكي والغربي الشبيه بالعدوان الثلاثيني على العراق.
سيدمِّرون سوريا بأكثر مما هي مُدمَّرة الآن وأهم من ذلك سيعملون على تحقيق الأهداف الحقيقيَّة التي يُدبِّرون من أجلها ذلك التدخُّل اللئيم بما في ذلك إخراج سوريا من الصراع العربي الإسرائيلي وتحويلها إلى كيان ممزَّق وتابع ذليل يسير في ركاب أمريكا وإسرائيل.
إن على القوى الإسلاميَّة والوطنيَّة في سوريا أن ترفض التدخل العسكري الأمريكي الذي أُقسم بالله إنه لن يحدث إلا لخدمة الكيان الصهيوني وعلى الشعوب العربيَّة والإسلاميَّة أن تتصدَّى لأي تدخل عسكري غربي وأعجب والله أن ينزلق شيخي الدكتور القرضاوي إلى هذا الخطأ الإستراتيجي الذي أرجو ألّا يكون مقدِّمة لموافقة تصدر عن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فشتان شتان بين ليبيا التي ما تدخَّلت أمريكا وحلفاؤها الأوربيون إلا من أجل نفطها وأمَّا سوريا دولة المواجهة مع الكيان الصهيوني فإن التدخل يهدف لخدمة إسرائيل.[/JUSTIFY]
الطيب مصطفى
صحيفة الإنتباهة
انوه للعلم ان ليس في مصلحة امريكا او اسرائيل ان ينتصر احد من الفئات المتصارعة في سورية و على الرغم من كل شيء ظاهر في الاعلام حاليا مصلحتها مع بشار اكثر من مع الفئات الاخرة لا نه هو و ابيه من قبله مهادن عسكريا مع الإسرائيليين!!! و ارجعوا للتاريخ لمعرفة ما كان و ما سيكون.