وجدي الكردي

عيون الزوج وتجاريب المراهقين


عيون الزوج وتجاريب المراهقين
كنت أهمّ بدخول منزلي في ساعة متأخرة من مساء أمس، حين سمعت نحيباً خافتاً ينبعث من كومة جسد بائس متكور أمام بيت مجاور لي. اقتربت من (الكومة) لأستطلع الأمر، حسبتها قطة تعبث بكيس أوساخ ممّا تلقيه السيدات (الخرقاوات) في إهمال خارج بيوتهن.
وجدتها طفلة في نحوالسنة الخامسة عشرة من عمرها، كانت تبدو من شدّة فقرها، مثل كيس نفايات أسود ألقى فيه متعجل بقايا عظام، فلا لحم يكسو الطفلة ولا يدهنون، لأن ست البيت وحدها ظفرت بالشحم.
قالت إنها تعمل شغالة في (البيت دا)، وأشارت لبيت مجاور مثل حصن بني قريظة في ارتفاعه وصلابته وكفره، قبل أن تمتد إليها أصابع (ست البيت) الغليظة لتوقظها من نومها وتسمعها (كلام فارغ كتير) كما قالت، ثم تطردها شرّ طردة خارج أسوار الحصن.
سألتها:(طيّب ليه عملت فيكي كدا)؟!
قالت: (عشان نمت قبل ما أغسّل صحون العشا).
وقبل أن تحكي لي (الشغالة) المكلومة بلاوي ما تتعرض له في الحصن العتيد، انتصب أمامي نصف رجل، (شكلو كدا ما عنده شخصية)، انتهرها في خليط من الاعتذار و(الحمْشنة) وطلب منها العودة وهو يقول:
ــ (عملو ليكي شنو عشان تبكي قدر دا)؟!
وقبل أن يصفع الرجل باب بيته في (وجه) خيال زوجته السادية التي تركت توقيعات عدوانها على (بيجامته) التي كانت ().
يمكنني وصف آثار عدوانها لكم، ولكن كيف مع رقابة (الشرق) الشديدة دي؟!
تعالوا معاً نصفع ربات البيوت اللائي لا يتقين الله في (الشغالات). يطعمن أنفسهن الطيبات ويلقين لهن بالفتات، يتغطين بالحرير والديباج ويتركن لهن الأسمال.
ألا يكفي الشغالة سيدتي، عيون زوجك وتجاريب أولادك المراهقين؟!

آخر الحكي
[email]wagddi@hotmail.com[/email]