تحقيقات وتقارير

نحن نراهن على العلاقات مع الجنوب.. وأنتم تراهنون على «علبة الساردين»


[JUSTIFY]ها هو رئيس دولة الجنوب يبادر هذه المرة ويزور السودان«الأصل» سيد الاسم والساس والراس الذي انشقوا عنه واختاروا أن يكون سوداناً جديداً، ظانين أن هذا الكيان الجديد سوف يجد دعماً دولياً، خصوصاً من أمريكا ودول أوربا، باعتبار أن دولة الجنوب كيان مسيحي جديد سوف يوقف المد الإسلامي إلى العمق الإفريقي، بالإضافة إلى اعتقاد ساسة دولة الجنوب بأن هناك أهمية إستراتيجية لموقع دولة الجنوب، بالرغم من أن جغرافية الجنوب لا تشير إلى هذه الأهمية، فليس هناك باب مندب ولا مضيق هرمز ولا قناة السويس ولا حتى بحر يطل عليه الجنوب ليكتسب هذه الأهمية الإستراتيجية، فقط يوجد مجري نهر النيل، وهذا أهميته داخلية لشعب دولة الجنوب، ولا يكتسب أية أهمية دولية.
سلفاكير كان يصدق تلك القوة السياسية التي تراهن على العلاقات مع الغرب ودول الجوار الإفريقي التي ظلتُ مشدوها في مشاكلها الداخلية من حروب وجوع وهي أيضاً يوجد بها من يستحق الدعم من أمريكا والغرب، وهي أكثر أهمية إستراتيجياً من دولة الجنوب التي تشبه« القنبلة الموقوتة» التي سوف تنفجر في أية لحظة الأمريكان لن يغلطوا مرة أخرى ويتدخلوا في «شأن الدول» لينحازوا لطرف معتقدين أنه سوف يحقق لهم مصالحهم، والتي تكاد تكون معدومة في دولة الجنوب، ولن يكرروا« أخطاء الماضي» التي ارتكبوها في«الوحل الأفغانستاني» وفي العراق الذي أطاحوا برئيسه صدام حسين، وهم الآن يبحثون عن صدام جديد ليحكم العراق الذي كاد أن يتحول إلى دول عدة.
دول الجوار الإفريقي ليس لديها مصالح في أن تكون هناك دولة محترمة وقيادة قوية في جنوب السودان ما عدا دولة واحدة تربطهم بها صلات الجغرافيا والتاريخ وهي نحن في شمال السودان، الذي ظل الجنوب جزءاً منه قبل الانفصال، ونعرف كل صغيرة وكبيرة عنه وعن تفاصيله من غابات وسهول ومجاري وأحراش.
نتمنى أن تكون زيارة سلفاكير لنا هذه المرة وفق هذه المفاهيم، واضعاً اعتباراً للعلاقات والمصالح المشتركة بين الشعبين في الجنوب والشمال في المقام الأول وليس العلاقات مع المؤتمر الوطني فقط.
نحن أكثر المتضررين من ضعف حكومة الجنوب ومشاكل الجنوب وعدم الاستقرار في الجنوب.
سيدي سلفاكير راهن على السودان لأنه الأقرب والأقوى و«الأفهم» لمشاكل الجنوب. ولا تراهن على أمريكا وإسرائيل حتى لا يتم حبسكم في «علبة ساردين» وتتحولوا إلى «كرزاي جديد» كما حدث ويحدث في الدول التي راهنت على العلاقات مع أمريكا والغرب وإسرائيل.

يوسف سيد أحمد خليفة : صحيفة الوطن [/JUSTIFY]