التفاخر بالأنساب.. شيء من الجاهلية
ابتدر لنا شرفة الحديث في هذا الموضوع الأستاذ المربي حسن محمود وهو تربوي حيث قال في إفادته لنا: التفاخر بالأنساب أمر مذموم ومنهي عنه وقد وردت كثير من الأحاديث النبوية الشريفة في ذات الصدد وفيما معنى الحديث أن أي شخص يعدد نسبه تباهيًا وافتخارًا حتى الجد التاسع فليتبوأ مقعده من النار. هذا بالطبع غير المشكلات الاجتماعية التي تنجم عن التفاخر بالأنساب وقد سافرت لعدد كبير من دول العالم خاصة الأجنبية ومكثت بها حينًا من الزمان فلم أجد تفاخرًا بالأنساب مثلما يحدث عندنا بالسودان.
«م، ص» طالبة تدرس هندسة النفط بجامعة السودان قالت في إفادتها لنا: لوقت قريب لم أكن أعلم لأي قبيلة في السودان أنتمي فقد وُلدت وترعرت خارج السودان، وكنت أزور السودان في فترات متقطعة ولكن عندما التحقت بالجامعة هنا في بلدي السودان وفي مجتمع الجامعة رأيت كيف أن الطلاب والطالبات يتفاخرون بأنسابهم وذلك عن طريق عمل الروابط رابطة أبناء كذا ورابطة أبناء كذا، وعندما تكون هنالك تجمعات بالجامعة كثيرًا ما تحدث مشكلات نتيجة للتفاخر والتباهي بالأنساب. وفي رأيي الشخصي هذا أسلوب غير حضاري وغير راقٍ بالمرة.
الصدمة كانت قاتلة بالنسبة لي عندما رفض أهلي ارتباطي بفتاة أحلامي فقط لأنها من قبيلة غير قبيلتي، هكذا ابتدر أشرف حديثه ثم أضاف قائلاً: تعرفت على زميلتي في الجامعة عند بداية العام الدراسي وأنا كنت في السنة النهائية وهي مازالت «برلومة» ونشأت بيننا قصة حب كنت أنوي أن أُتوجها بالزواج بعد أن تكمل هي دراستها الجامعية. ولكن عندما حانت لحظة التعارف بين أهلي وأهلها «القيامة قامت» حيث رفض أهلي خاصة أمي وأخواتي رفضوا رفضًا باتًا مباركة ارتباطي بها والسبب أنها من إحدى القبائل التي لا يتعرف بها أهلي «الأشراف» على حد قولهم. وعندما حاولت معاندة أهلي والزواج منها رفض أهلها ارتباطي بها دون موافقة أهلي ولنفس السبب هو افتخارهم بقبيلتهم التي ينتمون إليها. دون مراعاة لأسمى العلاقات التي ربطت بيننا.
الأستاذة مها النور التقينا بها لتحدثنا عن رأيها في موضوع التعصب القبلي هذا، حيث قالت في إفادتها لنا: لا يوجد شيء يجعلنا في ذيل دول العالم سوى تفاخرنا بالأنساب والقبائل، وهذا الشيء غير موجود في بقية دول العالم. ونحن في السودان غالبية مشكلاتنا سببها النزاعات القبلية التي تحدث نتيجة للتباهي والتفاخر بأنسابنا فكل قبيلة ترى أنهم «أسياد بلد».
«ع،أ» طالب بجامعة القرآن الكريم أفادنا بقوله: التباهي بالأنساب صفة مذمومة ولكن نحن منذ نشأتنا ونحن صبية كان أهلنا يصرون على ضرورة أن نعرف أصلنا لأننا «أسياد بلد» ولكن بحمد الله بعد أن التحقت بالجامعة وتعمقت في دراسة علوم الدين أصبحت أكره هذه الصفة الذميمة ولكن ألاحظ تفشي هذه الظاهرة في وسط الشابات خاصة فعند تصفحك لمواقع التواصل الاجتماعي تلاحظ ذلك جليًا حيث تذكر الواحدة منهن قبيلتها ثم تردفها بكلمة وأفتخر! وبالطبع كل ذلك يصب في إطار التفاخر بالنسب الذي نهى عنه ديننا الحنيف وشريعتنا الغراء، فلا بد من وقفة مع أنفسنا أولاً ثم تعميم الثقافة الإسلامية فيما بيننا حتى نتخلص من تلك الصفة الذميمة.
رأي الدين.. التقينا بفضيلة الشيخ أبوبكر محمد أحمد والذي أفادنا قائلاً: هذا الموضوع مهم للغاية ولكن بداية أحب أن أنبه على أن هنالك فرقًا بين التباهي بالأنساب وبين معرفتها، فالتفاخر بالأنساب محرّم ومن خصال الجاهلية وقد جاء الإسلام لإبطاله والنهي عنه، قال تعالى «إن أكرمكم عند الله أتقاكم». وقال الرسول صلى الله عليه وسلم «أربع من أمتى من أمر الجاهلية لا يتركونهن، الفخر في الأحساب، الطعن في الأنساب، الاستقاء بالنجوم، والنياحة». وفي حديث آخر عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال «ليس منا من دعا إلى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية».لكن الإسلام لم ينهَ عن العناية بالنسب لأنه وسيلة للتعارف، قال تعالى «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا»، فمعرفة النسب تمكِّن من صلة الأرحام التي أكد عليها الإسلام، كما أن معرفة النسب تمكن من تطبيق أحكام الشريعة الغراء في الزواج والميراث. والنبي عليه الصلاة والسلام كان يعدد أنساب العرب. وحاليًا في الغرب وهم لا يدينون بالديانة الإسلامية لا نجد بينهم تلك الصفة المذمومة ولا يوجد شيء يسمى قبيلة من الأصل خاصة فيما بينهم كأبناء دولة واحدة. ونحن كمسلمين أولى منهم بذلك.
صحيفة الإنتباهة
سحر بشير سالم
[SIZE=4]اي جنسيه سودانيه يستاهلو يتفاخرو بيها اللهم الا الشوايقه خخخخخخخخ[/SIZE]