منوعات

شارع الغابة..ما تبقى من طعم الجنوب


[JUSTIFY]لم يكن ذلك الفيل وحده يجعل من شارع الغابة لوحة طبيعية تجسد حقيقة الفن السوداني على الأخشاب، فالقرد أيضا أخذ حظه، وكذلك الجمل كمعروضات خشبية فائقة الجمال. كما أن طريقة العرض كانت أشبه
بالفن المعماري في تجسيد حقيقة ذلك ، فالطريق إلى شارع الغابة لا تحفه المخاطر لكنها طبيعية الأسماء بالعاصمة تشير إلى غابة السنط بالمقرن فهو بمثابة المعرض التشكيلي ، تنتشر فيه محلات بيع الأناتيك التى تشهد اقبالاً كبيرا من قبل السودانيين والاجانب الذين يقصدون هذه المحلات للتنزه وشراء الهدايا والأناتيك ، فهي تمثل إحدى أوجه الإعلان للموروث الثقافى السودانى وتعبر عن موهبة فطرية لفنانين ونحاتين يعتبرون روادا فى مجال صناعة الأناتيك ويعتمدون على أناملهم الذهبية فى صناعتها ،(الرأي العام) تجولت فى شارع الغابة لاكتشاف سر المهنة .
(دانيال) صانع فى احدى المحلات الخشبية وتحديدا شارع الغابة يرى ان صناعة الاناتيك الخشبية تعتمد بشكل كبير على نحت الأخشاب التى تستجلب من انحاء السودان المختلفة .ففى الماضى كانت تستجلب اخشاب التك واخشاب المهوجنى من بانتيو عن طريق راجا ومن جنوب كردفان وبابنوسة وجزء يأتي من منطقة خرسانة، والآن تستجلب اخشاب المهوجنى واخشاب البابنوسة من النيل الأزرق ومن جنوب كردفان .
ويشرح دانيال خطوات صناعة الاناتيك قائلا: بعد اعتماد نوع الخشب المراد تشكيلة تتم عملية رسم الاشكال عليه وبعدها عملية الصنفرة وبعد ذلك نضع عليها مادة الجمليكة لتلميع الخشب ومادة الالينا لسواد الخشب وبعدها تجف حوالى(10) دقائق ثم بعد ذلك تكون قابلة للبيع. ويقول دانيال ان اول من بدأ فى صناعه الاناتيك الخشبية فى شارع الغابة شخص اسمه مدوم ومن بعده جاءت بقية الأجيال وبدأوا يتناولون صناعتها فيما بينهم حتى الآن والمعلم الكبير الذي نتلقى منه تعاليم تلك الصنعة اسمه قرقين لقد تعلمنا على يديه الكثير حتى الآن.
ومن جانبه قال سايمون أن بداية عمله فى صناعة الاناتيك بشارع الغابة منذ سنة 1996حتى سنة 2001 ومن بعدها ذهب الى كردفان ومكث فيها أكثر من (10) أعوام ثم عاد الى صنعته مرة اخرى فى العام 2013 كما يقول سايمون لم اذهب الى الجنوب بعد الانفصال لأننى فضلت الاستقرار فى شمال السودان من أجل عملي في صناعة الأناتيك.
واضاف سايمون لقد غادر كثير من صانعي الاناتيك الخشبية بعد الانفصال الى جنوب السودان ومنهم من ذهب الى دول اخرى ونحن الآن نفتقدهم كثيرا ولايهمنا اذا رجع البترول الى ارض الشمال أم لا هذه ليست مشكلة ولكن نريد ان يكون هناك حب ومودة من اعماق القلوب بين الجنوب والشمال وأن تكون هنالك علاقات تتعدى الشعور بالغربة في الوطن الثاني .
وفى ذات السياق ذكر(قمر) الذى يعمل فى صناعة الاناتيك ان صناعة الاناتيك شاقة جدا إلا أنه يحبها جدا لانها تعتبر مهنتة وهوايته فى نفس الوقت.
ويقول ( قمر) تختلف صناعة الاناتيك من شكل لآخر ، مثلا اذا كانت فى شكل فيل تستغرق صناعة الفيل الواحد يومين اوثلاثة أيام وهناك اشكال كثيرة اسهلها صناعة العصا التى تستغرق يوما واحدا فقط وأصعب الاشكال هى صناعة الجمل وكل هذا يعتمد على اللياقة البدنية.
يقول احد الأطفال اسمه جيمس أنه اتى مع والده الى هذا المكان وعملت فى مسح الجمليكا على الأناتيك وصنفرتها مع جدي قرقين لان رغبتي كانت قوية جدا لهذا العمل وانه جميل للغاية.

الخرطوم: آمنة الماحي:صحيفة الرأي العام [/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. ديل قاعدين يعملوا شنو في الخرطوم وتلقاهم أول ناس صوتوا للإنفصال ؟ تلقاهم حسع طابور خامس أو خلايا نائمة ومنتظرين ساعة الصفر ” ياللا قوم روح جوبا برة لمة “