تحقيقات وتقارير

بلة إسماعيل .. قصة زول سوداني

[JUSTIFY]كثيرًا ما تنشر الصحف خبر وفاة أحد العمال أثناء أدائه عمله بواسطة صعقة كهربائية أو حريق أو انسكاب مادة حارقة عليه، وبالأمس القريب تناولت الصحف خبر وفاة بلة إسماعيل البر العامل بأحد مصانع الصابون الشهيرة ونائب رئيس مركز الثقافة العمالية ببحري بصابون ساخن أثناء مزاولته عمله مما أدى إلى وفاته في الحال.. حتى هنا انتهى الخبر كما هو الحال دائمًا في القضايا التي تخص العمال ولكننا في هذه المرة آثرنا مواصلة البحث حول الأسباب التي تقود إلى تكرار مثل هذه الحوادث التي يدفع ثمنها عمال بسطاء لا حول لهم ولا قوة وكيف ينظر القانون إلى الإصابة أثناء ساعات العمل والعديد من الجوانب الإنسانية التي حاولنا الغوص فيها عبر عالم الراحل بلة الذي كان لحادث وفاته وقع خاص في نفوس زملائه الذين تدافعوا لأداء واجب العزاء بالنيل الأبيض.. (الإنتباهة) حاولت الغوص في أعماق أسرة الراحل بلة لعكس الأبعاد الإنسانية للقضية.

يروي لنا شقيقه الأكبر عوض الكريم إسماعيل البر بعضًا من التفاصيل الدقيقة حول حياة الراحل ويقول إن أسرتهم الكبيرة تقطن بقرية اركي بالنيل الأبيض محلية القطينة، وإن الراحل يأتي في الترتيب الخامس بين أشقائه، درس الابتدائي بمدرسة الترعة الخضراء والثانوي بمدرسة بخت الرضا ثم جاء إلى الخرطوم في 1983وعمل في شركة بيطار قرابة الأعوام الخمسة وبعد تصفية الشركة تحول للعمل بالشركة الحالية التي عمل بها حوالى خمسة أعوام وقد حضر لأداء العزاء وفد من المصنع ولكن لم يتم النقاش حول أي قضايا تخص الراحل حتى اليوم، ويؤكد شقيقه أن بلة كان رجل بر وخير بشهادة الجميع فقد كان يحرص على مد يد العون لكل شخص محتاج، وقد بكاه أصحابه وجيرانه قبل أهله، وقال إن الراحل كان يحلم بتخرج أولاده من الجامعات ورؤيتهم في مناصب مرموقة.

زوجة الراحل الأستاذة فاطمة محمد فضل المولى تحدثت إلينا حول الساعات الأخيرة للراحل وهي تغالب الدموع، وقالت: خرج كعادته يوم الخميس عقب أدائه صلاة الصبح في طريقه للعمل ولكنه لم يحضر في توقيته المعتاد مما أثار قلقي فاتصل بي شقيقي وأخبرني بالوفاة دون تفاصيل دقيقة وطلب مني إحضار أوراق ثبوتية للراحل والحضور إلى المشرحة للتعرف عليه، وتقول بصوت حزين لقد سبق أن تعرض بلة للإصابة بالحريق، والإصابة الأولى كانت في قدمه والثانية في جسم العين ولكنها كانت جميعها إصابات بسيطة نوعًا ما. وحول مستقبل أبنائه وفيم تفكر قالت: لدينا ستة من الأبناء أربع بنات وولدان أصغرهما يبلغ من العمر ست سنوات، وقبلهما بنت امتحنت شهادة سودانية هذا العام وتم قبولها في جامعة أم درمان الإسلامية كلية العلوم الإدارية وقد قام باستخراج الشهادة السودانية لها يوم الخميس وكان ينوي تسديد الرسوم لها يوم الأحد، وتصمت قليلاً ثم تواصل في حديثها وتقول: كان يحلم بأن يدرس أبناؤه الجامعة ويراهم في مراكز مرموقة ولذلك سوف أواصل في ذات الدرب وأعمل حتى يواصل أبنائي دراستهم ويصبحوا من المتفوقين وسوف نعود إلى الخرطوم عقب انتهاء مراسم العزاء.

الجانب القانوني:
الأستاذ مأمون عباس المحامي تناول القضية من تخصصه معرفًا الحادث بأنه يُقصد به الإصابة أو المرض المهني الذي يحدث للعامل أثناء ساعات العمل أو بسببه ويعطله عن أداء عمله كما يقصد به كل ما يصيب المصنع من حريق أو انفجار أو انهيار وكذلك يُقصد بالحادث الجسيم كل حادث يؤدي إلى الوفاة أو يسبب عجزاً بنسبة 50% كما يُقصد به أيضاً الحريق أو الانفجار أو الانهيار الذي يؤدي لتلف في أدوات الإنتاج أو أماكن العمل.

صحيفة الإنتباهة
منى النور[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. رحمة الله عليه
    هؤلاء اليتامى يجب أن ترعاهم الدولة ولكن هيهات …فلهم الله