منى سلمان

انكتب لينا عُمر جديد !!

[frame=”7 100″][ALIGN=JUSTIFY][ALIGN=CENTER]انكتب لينا عُمر جديد !![/ALIGN]

أحضرت (نجوى) واجب الضيافة لصديقتها وجارتها (حنان) وجلستا تتسامران وتتبادلان اخبار وشمارات مجتمع البعثة السودانية حيث أن زوجيهما يعملان في السفارة السودانية في دولة مجاورة، جلستا على المقاعد الوثيرة لصالون شقتها الفاخرة ذات الاناقة الكلاسيكية والتي تقع في أحد احياء العاصمة الراقية، إنشغلتا بالحكي بينما جلس على الارض بالقرب منهما إبني (نجوى) الصغيرين (عمر) و(علي) يلعبان.
حكت (حنان) عن نجاة إبن إحدى صديقاتهم من موت محقق بعد سقوطه في بركة السباحة في النادي أثناء حضورهم لحفل زفاف فيه، تأثرت نجوى بطبعها الرقيق للقصة وإغرورغت عيناها بالدموع وقالت:
كُرعلي يا حمودي .. دي سلامة كبيرة لانو وقعة زي دي كان ممكن يغرق فيها لو مافي زول شافو .. والله ده انكتب ليهو عُمر جديد !!
إلتفت (عمر) بعد أن شدت انتباهه دمعات أمه، سألها عن ما يبكيها بقلق فأخبرته قصة نجاة حمودى من الغرق.
سألها: طيب يعني كيف أنكتب ليهو عمر جديد يا ماما؟
بسّطت له المعنى وقالت:
لما الزول يحصل ليهو حادث ولا حاجة خطيرة وبعدين ربنا ينجيهو منها .. بيبقى يعني زي الربنا اداهو عمر جديد.
مرت الأيام وعادوا للسودان في الاجازة السنوية حيث تعودوا على قضاء الاجازة مع أمها واخواتها في بيت الأسرة بينما يقوم زوجها (مصطفى) بالسفر لاهله في الدامر ثم يعود ليكمل معهم باقي الايام، ولكنه عاد من الدامر سريعا على غير عادته ولذلك في المساء عندما استعدا للنوم سألته نجوى:
خير .. مالك المرة دي ما قعدتا مع ناس أمك وجيت راجع سريع؟
قال :
والله عندي نية أعمل لي حاجة .. لكن عارفك إنتي وأهلك بتاعين البرجزة ديل حا تعملوا لي منها توم وشمار!
سألته: داير تعمل شنو؟
قال: داير أطهر الأولاد ديل .. خلاص كبروا وانتي كل مرة تقولي لي خليهم للاجازة الجاية .. لمتين نأجل في الحكاية دي؟
انقبض قلبها وقالت متحججة:
الطهور عايز ليهو استعدادات .. الكرامة والحفلة وعايزين نعمل حاجات كتيرة .. ما ممكن فجأة كده تقول لي نطهرم!!
قال في زهح:
ياخي أصلو طهور ولا عرس .. والله أنا عارفك بس مشكلتك قلبك الرهيف ده .. خايفة عليهم ساكت رغم إنها حكاية بسيطة.
لم تقتنع نجوى وظلت تتحجج بالحجج الواهية حتى اتفقا على مواصلة النقاش مع باقي الاسرة في الصباح ولكن مصطفى عندما اضجع للنوم (كان راقدلو فوق راي).
استيقظ في صباح اليوم التالي وكان يوم جمعة وايقظ ابنيه (عمر) و(علي) وهو يقول:
ارح معاي الليلة السوق المركزي عشان أوريكم ليهو ..ونجيب لامكم الخضار واللحمة.
نهضا بفرحة وانطلقا للحمام ، صاح خلفهمك موصيا:
ما تنسوا تلبسوا الجلاليب الجديدة السمحة الجبتها ليكم !!!
تأخروا كثيرا فإتصلت عليه نجوى على الموبايل فطمأنها قائلا:
ما تخافي خلاص راجعين في السكة.
دخلت للحمام لتستحم عندما انفتح الباب ودخل مصطفى والاولاد يسبقهم الصراخ والبكاء الشديد، صاحت نجوى من داخل الحمام:
سجمي يا مصطفى .. الشفع ديل ببكوا كدي مالم؟
اجابها بصوت عالي حتى تسمعه من خلف باب الحمام:
طهرتهم .. وريحتك إنتي وأهلك من حركات الفشخرة العايزين تعملوها لي!!
لم تقوى على الخروج واستندت على باب الحمام من الداخل وهي تبكي بينما استند (علي) و(عمر) عليه من الخارج وهم يواصلان البكاء طلبا لها.
عندما عادوا لمقر عمله بعد الاجازة حضرت (حنان) لزيارتهم فأسرع الصغيران اليها عند دخولها، امسكا كل منهما بواحدة من يديها وقالا معا:
ماشفتي يا خالتو .. نحنا وكت طهرونا .. انكتب لينا عُمر جديد!!!!

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com[/ALIGN][/frame]

‫2 تعليقات

  1. حمش بتاع شنو ؟؟ لو كان صحي حمش كان ساق الأولاد الدامر وطهرم مع حبوبتم لكن رجال اخر زمن … وزي دا كتااااااااااااار:mad: 😡

  2. والله يا منى دا راجل حمش جابه من الآخر بعدين قصة الحفلات دى موضة قديمة والزول ده بطون خائف من الصرف والروحة والجية. إعطيك الفافية وتسلمى أستاذة.