وجدي الكردي

لو غلبك سدها (لا) توسع قدّها

لو غلبك سدها (لا) توسع قدّها
هل تشكو من تسلّط الأمثال الشعبية المحبطة والمدمرة للقيم الأخلاقية الأساسية التي تحكم الإنسان، أيّاً كان دينه أو معتقده؟!
هل حاولت التصدي لطفل شرب من حليب اللؤم حتى ارتوى، وانبرى لك عسس الأخلاق:
ــ (عيب كدا، الزول دا مُش زي ولدك)؟!
لو كان ظالُمك مترهّل العُمر عظيم البطشِ ضيّق الصدر واسع البطن، سيطلبون منك الصفح عنه، ملوّحين في وجهك ببطاقة التراث الحمراء لطردك من رحمة الأمّة:
ــ (احترم نفسك يا ولد، الزول دا قدر أبوك)!
وفي الحتة دي، إيّاك أن ترفع يديك لله متمنياً موته في لحظة غضب.
سيموت ظالمك ولو بعد حين، وسيختبئ بين ضلفتي قبر في يوم يحسبه بعيداً وهو عند الله مقدّر، فهل ستتعرض له وقتها، (لأن الكلام دا طبعاً عيب)؟!
بربكم، كيف نحتمل الظالم يرقة ثم شرنقة وحشرة ضارة؟!
من أصنام الأمثال التي نعيدها دون تدبير، ما يهزم القيم التي ندعّي بأننا أحرص خلق الله عليها، فبربكم كيف تكون مواطناً صالحاً وأنت الذي (لو غلبك سدها ستوسّع قدها)؟!
بعض الخاضعين لسطوة الأمثال المخرّبة للفطرة، دهسوا شاباً حتى تناثر دمه بين قبائل (حُفر) الطريق الذي شيّده فاسدون أكلوا مواصفاته.
هبط الجناة من سيارتهم لمعاينة الشاب المُجندل، ولأنهم مؤمنون بالمثل: (لو غلبك سدّها وسّع قدها)، حملوه في سيارتهم وألقوا به وسط مقابر طرفية بدلاً عن إسعافه.
ولأن آفة الأمثال حاضرة ومحضورة، كان الشاب يتلوى في دمائه، وكلمّا اقترب بعضهم لإنقاذه، انبرى له أولاد الحلال محذرين: (يا زول، ابعد عن الشر وغنّي)!

آخر الحكي
[email]wagddi@hotmail.com[/email]