عالمية

إثيوبيا ومشكلة «جنوب أومو»


[JUSTIFY]عند حفنة من الأشجار الشوكية والأكواخ العشبية في قرية هيليووها الإثيوبية، كان أحد رجال قبيلة «مرسي» يحاول أن يشرح لمجموعة من الغرباء سبب شعوره بالقلق على ذويه الذين ظلوا يقيمون في المكان لأجيال طويلة لكنهم قد يطردون قريباً لإفساح الطريق لإقامة مزرعة سكر هائلة.

«نحن أفراد قبيلة مرسي لا نقبل هذه الأيديولوجية الطموحة للحكومة»، هكذا قال الرجل، معلقاً على خطة الدولة الرسمية لإيوائهم في قرى جديدة مقابل انتقالهم طواعية. وأضاف الرجل «نحن نرغب في اتباع طريقتنا التقليدية في الزراعة».

يقول مسؤولون إثيوبيون إن قبيلة «مرسي»، مثلها مثل عدد متزايد من المجموعات القبلية أو العرقية فى إثيوبيا، تخرج طواعية من أراضيها القديمة.

وعلى سبيل المثال، ففي منطقة جامبيلا الخصبة بإثيوبيا، في المنطقة الغربية المتاخمة للسودان، تم نقل سكان محليين لإفساح الطريق لتأجير المزارع لشركات أجنبية. وهذا العام، انخرط البنك الدولي، وهيئات معونة بريطانية في جدل حول اتهامهم بالمساهمة في تمويل عمليات الترحيل بما في ذلك دفع رواتب المسؤولين المحليين المشاركين في إخلاء الأراضي.

لقد عاشت قبيلة مرسي في أومو لعدة قرون، وربما لهذا السبب تستقبل زيارات متكررة من قبل سياح وعلماء الإنسانيات (الانثروبولوجيا) على حد السواء. يقوم أفراد القبيلة برش أجسادهم الطويلة المخدوشة بالطلاء ويتزينون بالأقراط الممتدة والأساور التي تطوق أذرعهم.

ولكن الآن قد يكون أفراد قبيلة مرسي هم الأكثر تأثراً بالعمليات التي تقوم بها الحكومة لتطوير «جنوب أومو»، وهي المنطقة التي يصفها مسؤولون في أديس أبابا بالتخلف اقتصادياً واجتماعياً.

وستساهم هذه الخطة في تحويل 700 ميل مربع من السافانا والشجيرات إلى مزارع سكر مملوكة للدولة، الأمر الذي سيتطلب بدوره بناء أكبر مشروع ري في إثيوبيا.

وسيكون نهر «أومو» مصدراً لتوفير المياه اللازمة لري قصب السكر على مدار العام، ويصبح هذا متاحاً بفضل سد «جيبي» الثالث لتوليد الطاقة الكهرومائية، وهو مشروع تشارك الصين في تمويله، وسيتم الانتهاء منه في مطلع العام المقبل، كما ستتم عملية معالجة القصب في خمسة مصانع محلية.

السيطرة على تدفق النهر تعني نهاية الفيضان السنوي الذي يساهم في خصوبة شريط من الأراضي تنتج محاصيل حالما تنحسر المياه الموسمية. وفي إطار المحاولة المستمرة للسيطرة على تقاليد قبيلة مرسي، تقوم السلطات خلال الاجتماعات العامة بمناشدة هذه القبيلة لوقف ممارسات ثقافية مثل الاقتتال بالعصا.

ومن المؤكد أن السلطات الإثيوبية تعد بتوفير فرص عمل وخدمات عامة وري الأراضي لكل أسرة في قبيلة أومو توافق على الخروج.

ردد أحد أفراد قبيلة مرسى النقد الذي توجهه المجموعات الحقوقية، قائلاً: «إن الحكومة تستغل جهلنا وتخلفنا للسيطرة علينا. إنها تجبرنا على القيام بأعمال الزراعة ….. هؤلاء الذين كانوا يقيمون فى الأدغال سوف يستقرون معاً فـى قريـة مشتركـة ويصبحون أخوة. لكن زعماءنـا لا يقبلون ذلك».

وفى ظل وسائل الإعلام التي لا تتمتع بكامل الحرية في التغطية، وبسبب وعرقلة بعض مبادرات المجتمع المدني من قبل القوانين المقيدة، هناك القليل من المعلومات حول ما يحدث في جنوب أومو.

فإلى جانب محنة قبيلة مرسي، لا يعرف أحد سوى القليل حول التأثير الذي سيخلفه انتقال حوالى 700 ألف من العمال المهاجرين للعمل في مزارع قصب السكر.

الاتحاد الاماراتية [/JUSTIFY]