احصائيات و دراسة عن ايجابيات وسلبيات الإنترنت عـلى الشـباب
طالب المشاركون فيها بزيادة دور الرقابة وتفعيل الأنظمة الرقابية بشكل فاعل على مقاهى الانترنت وتبنى إستراتيجية إعلامية تهدف للاسهام بفاعلية فى نشر قدر من الوعى المجتمعى والتنوير بالتاثيرات المختلفة لمقاهى الإنترنت على الشباب سواء الإيجابية أو السلبية على مختلف الشرائح خاصة صغار السن.
واوضحت الاستاذة اميرة الفاضل المدير العام لمركز “مدا ” إن المركز ظل يقدم دراسات تهم المجتمع وتبحث قضاياه المحورية لبحث سلبيات وايجابيات بعض الممارسات ويحاول المركزاشراك جهات مختلفة ويطرح قضايا متنوعة لتشمل جميع شرائح المجتمع .
وأضافت ان هذه الدراسة بصدد بحث الاثار الاجتماعية والاقتصادية والنفسية المترتبة على مرتادى المقاهى خاصة الشباب باعتبارهم اكثر الفئات استخدما للانترنت .
و قدمت الدكتورة هويدا عـزالـديـن عـبدالرحـمن الأستاذه المشارك /كلية المشرق للعلوم والتكنولوجيا /والباحثه المتعاونه بمركز دراسات المجتمع ( مدا ) دراسة حول تأثير الإنترنت على الشباب اوضحت فيها ان شبكة الإنترنت أحدثت تحولات مؤثرة فى البيئة الثقافية مقارنة بوسائل الإتصال الأخرى لدورها الفاعل فى مجال التواصل الثقافى والمعرفى،وفى طرحها لمختلف المستجدات المعرفية والثقافية والفكرية وأسهمت فى تشكيل نوع من الإنفتاح الثقافى من خلال إقتباس كثير من المضامين والمدخلات الثقافية بتجاوزها للمدى الزمانى والمكانى والإختراق الكامل بالصوت والصورة وبالتالى إفرازها لعوالم مجتمعية إفتراضية. وقالت إن هذه العوالم أوجدت هجينا ثقافيا مستحدثا قد يكون مغايرا للمكون الثقافى المجتمعى.
وأضافت أن مقاهى الانترنت أصبحت من أكثر الأماكن جذباً للشباب وبات لها تآثيراتهاعلى الثقافةوعلى الأبناء بشكل خاص وان اخر إحصائية اوضحت ان اعداد المقاهى بمختلف محليات ولاية الخرطوم فى عام 2011 بلغ (810) منتشرة على إمتداد ولاية الخرطوم .
وعزت د.هويدا إرتياد الشباب لمقاهي الإنترنت لعدة اسباب اهمها أهمال بعض أولياء الأمور والأسر وضعف مراقبتهم لأبنائهم، خاصة مع إغتراب الأباء وترك مسئولية الأسرة على الأم.
وتعتبر إشكالية الفراغ في حياة الشباب من أهم أسباب التوجه للمقاهى وخاصة من قبل العاطلين عن العمل بجانب الفضول وحب البحث عن المسكوت عنه مجتمعياً لدى الكثير من الشباب دون أي رقيب نظامي أو أسري و تكوين وتوسيع شبكة العلاقات بين الجنسين خاصة مع إتاحة الفرصة فى المقاهى عبر الإسكايبى دون رقيب أو مقاطعة من أحد أولياء الأمور أو الأشخاص المناط بهم القيام بدور الضبط والتوجيه.
وهدفت الدراسة لإستقراء واقع مقاهى الإنترنت من خلال التعرف على سمات المرتادين و أسباب ترددهم على المقاهي ، طبيعة استخدامهم للشبكة في المقاهي ، التعرف على إيجابيات وسلبيات المقاهي. معرفة مهام مسئولى المقاهى وطبيعة العمل داخل المقهى.
و الكشف عن تأثير التواصل داخل المقهى على شبكة العلاقات الاجتماعية التى تشمل العلاقات الاسرية،علاقات الصداقة ،العلاقات العاطفية الإلكترونية. وعلى الجانب المعرفي وكذلك هدفت الدراسة للتعرف على تأثير إستخدام الانترنت على الشباب إجتماعياً وثقافياً وسلوكياً من خلال التعرف على واقع الإستخدام داخل المقاهي ومعرفة الآثار السلبية لانتشار مقاهي الإنترنت على مستخدمي الشبكة من الشباب بولاية الخرطوم في ظل عدم التنظيم وضعف الرقابة ومدى جودة الضوابط التنظيمية والقانونية والتقنية فى مقاهي الإنترنت.
و تعزيز الوعي المجتمعي بآثار إستخدام شبكات التواصل الإلكتروني فى المقاهى على المكون الثقافى لمرتاديها من الشباب.
واوضحت الدكتورة هويدا ان الدراسة تكمن اهميتها فى إستقراء واقع مقاهى الإنترنت ضرورة بحثية نظراً لإنتشار تلك المقاهى بنسب عالية فى مختلف محليات ولاية الخرطوم فقد تنامى إنتشار مقاهى الإنترنت على مستوى الولاية وبشكل متسارع داخل الأحياء السكنية، وقرب المدارس، فى وسط الأسواق مما يشير لعدم وجود أو وضوح الرؤية التخطيطية والتنظيمية للتصديق لهذه المقاهى.أزدياد أعداد المقاهى ( البعض منها غير حاصل على تصديق رسمى، البعض عشوائى فى بعض المناطق الطرفية يفتقر لأبسط مقومات المقهى )وقد شكلت مصدر قلق للأسر والتربويين خاصة وأن البعض منهم طلاب مرحلتي الثانوى والأساس.
وإزدياد أعداد مرتادي مقاهى الإنترنت من مختلف الفئات العمرية على مدار اليوم وبصفة خاصة فئة الشباب التى تمثل نسبة مقدرة من تعداد السكان تصل الى (45%) وفقاً للتعدادالسكانى للعام 2008، وبإعتبارها من أكثر الشرائح المجتمعية تعرضاً للتأثربإنتشار المقاهي سواء على المستوى الإجتماعي أو الثقافي، مماجعلها ظاهرة جديرة بالبحث والتحليل للوقوف على خلفية أبعادها الإجتماعية والثقافية.
وتنصب الدراسة على الشباب رواد مقاهى الإنترنت بولاية الخرطوم إضافة لجزئية خاصة بالمدراء أو المسئولين بشكل مباشر عن تيسير أعمال المقهى و تتطرق الدراسة فى جزئية أساسية لخصائص وسمات مرتادي مقاهى الإنترنت، وطبيعة الإستخدام داخل المقهى بهدف إبرازها للجوانب الأيجابية والجوانب السلبية للإنترنت على مرتادى المقاهى. كما تتناول الدراسةالخصائص الاجتماعية والمهنية لمسئولى المقاهى وكشف تأثير التواصل الألكترونى بين المرتادين سواء فى جانب العلاقات الإجتماعية أو الجوانب السلوكية أو اللغوية .
واكدت الدراسة على ضرورة وضع إستراتيجية فاعلة وموجهة، حول مقاهي الإنترنت بشكل خاص ، من حيث أنواعها ،مظاهرها ،خطورتها، تبعاتها القانونية وتعد الدراسة خطوة هامة لتأسيس قاعدة بيانات ومعلومات حول حجم وطبيعة ظاهرة مقاهي الإنترنت وتنامى معدلات مرتاديها ، يمكن أن تساعد متخذي القرار كى يتسنى لهم وضع سياسات تنظيمية وإستراتيجيات خاصة بشريحة الشباب.
و حاولت الدراسة الاسهام بشكل رئيسى فى إستشراف رؤية الشباب حول مقاهى الإنترنت وتأثيرتها. وكيفية معالجة الإشكاليات الناتجة عن تأثرإنتشار المقاهي ، فضلاً عن السلبيات الناتجة عن سوء الاستخدام مثل ظاهرة إدمان الانترنت،إغتراب الشباب عن الواقع المجتمعي ،الإعتماد بدرجة عالية على العلاقات الألكترونية غير المباشرة. وذلك من أجل الوصول لإستخدام واعي و آمن وإيجابي للانترنت.
كما تتمثل أهمية الدراسة من خلال دورها في نشر الوعي المجتمعي ،باعتبارأن الحصيلة المعرفية المكتسبة من خلال التعاطى مع وسائط إعلامية جديده ومؤثره، تسهم في تحديد طبيعة التعامل مع المجتمع الإفتراضى الجديد الذى يتضمن إطار ثقافي تتباين معظم عناصره عن المكون الثقافى السودانى. فضلاً عن التنوير بأبعاد إرتباط الشباب بشبكات التواصل الاجتماعي على العلاقات الإجتماعية ومدى تأثيرهاعلى النسيج الاجتماعي .
واستندت الدراسة على اربع محاور تمثلت فى المحور الإجتماعى لبحث شبكة العلاقات الإجتماعية، والذى يعنى ببحث أثار الأنترنت على شبكة العلاقات الأسرية بين مرتادى المقاهى.
ومحور الأثار السلبية لمواقع التواصل الألكترونى مثل الفيسبوك اليوتيوب الإسكاي بى غرف الدردشة. مرتادى المقاهى و محور الإسهامات والمكتسبات التى حققتها شبكة الإنترنت للشباب .
واضافة الى محور تأثير إستخدام الإنترنت على الوسائط الإعلامية المختلفة.
و تناول المحاور من خلال طرح التأثيرات الإيجابية والسلبية للإنترنت على مرتادى المقاهى.
وركزت الدراسة على مرتادى مقاهى الإنترنت من الجنسين حيث شكل الذكور نسبة(75.7%) أى مايعادل ثلاث أرباع العينة بينما شكل الإناث (24.3%) وهى نتيجة متوقعة نظراً لتوفر فرص تواجد الذكور بشكل دائم فى المقاهى حتى ساعات متأخرة من اليوم بينما توجد بعض المحاذير المجتمعية على تواجد الإناث بشكل دائم خارج المنزل.
بإعتبار تبني الأسرة السودانية المحافظة على كثير من العادات والأعراف والقيم المجتمعية. كما تبين إرتفاع نسبة الرواد من لايمتلكون أى جهاز يمكن إستخدامه لتشغيل شبكة الإنترنت حيث بلغت ( 41.4% )وبالتالى يتجهون لمقاهى الإنترنت بإعتبار توفر الخدمة فى الكثير من المقاهى وبالتالى تنتفى ضرورة إمتلاك تلك الأجهزه التى تتطلب إمكانيات مادية قد تكون غير متوفرة لأسرهم ، فضلاً عن إمكانية الإشتراك مع زملائهم فى خدمات الإنترنت بالساعة الموجودة فى المقاهى ، والإطلاع على مايرغبون فى الشبكة وهم غالباً الفئة الأكثر تواجد لساعات طويلة فى المقاهى ويشكلون الزبائن الدائمين للمقهى بالتالى هم الأكثر تعرضاً لكثير من المؤثرات خاصة السلبية من داخل المقهى.
وعلى الرغم من توفر خدمة الإنترنت وبعروض تنافسية من قبل شركات الإتصالات على أجهزة الهاتف المحمول،أما من يمتلكون لابتوب فقد بلغوا( 34.8%) وعلى الرغم من ذلك يرتادون المقهى مما يشير لأهمية تواجدهم داخل المقهى لإكتساب معارف تقنية والتعرف على مواقع جديده والإبتعاد عن تعرض أجهزتهم للفيروسات.
واظهرت الدراسة نتائح اهمها إرتفاع الرواد الذين يرون بضرورة وجود مقهى إنترنت وذلك بنسبة( 90.5%)، حيث تشكل المقاهى بالنسبة لهم مكان أساسي للتجمع والترفية والإبتعاد عن المنزل بما فيه من مسئوليات وإلتزامات متعددة وإكتساب المعارف والمعلومات ، والإطلاع على كل ماهو جديد سواء أخبار السياسة الفن، الموضة ، الرياضة،أصبحت المقاهى ملاذ لقضاء وقت الفراغ ومكاناً للترفيه وبشكل خاص فى أيام الإجازة الأسبوعية و إرتباط المرتادين بالمقاهي المنتشرة في محيط الجامعات أوفى وسط الأحياء السكنية قرب المدارس باتت يشكل مهدد لتواجد وإنتظام الطلاب باليوم الدراسى ، وينعكس التواجد بالمقهى على تقليص وقت الفراغ الذي يمكن إستثماره في إهتمامات أخرى.
ومن النتائج كذلك شكل العمل المصدر الرئيسى لرواد المقاهى وذلك بنسبة (51.9%) ممايعنى أن جزئية مقدرة من الرواد من الشباب ذوى الدخل الخاص أى العاملين وبالتالى تمثل المقاهى متنفساً لشريحة عريضة من الشباب ، أماالمرتادين الحاصلين على مصروفهم من دخل من الأسرة فتصل نسبتهم الى (42.9%) مما يشيرالى صغر سنهم وإعتمادهم بشكل أساسى على أسرهم لتوفير مصروفهم الخاص يتم الدخول لمقاهى الإنترنت من خلال دفع رسوم معينة يتسنى من خلالها الإشتراك فى الشكبة بنظام الساعة وهو النظام المتبع فى جميع المقاهى بالتالى تمثل تلك المقاهى عبء إضافي على الأسر نظراً لحرص الأبناء على الذهاب للمقهى بشكل يكاد يكون يومي وبالتالى باتت تمثل مصدر أخر من مصادر الإنفاق، خاصةً وأن معظمهم يقضون فترة زمنية تكاد تكون مفتوحة فى مواقع التواصل الإجتماعى، خاصة فى فترة الظهيرة إثر إنتهاء أوقات المدارس أوالمحاضرات فى الجامعات.
وكشفت الدراسة أن نسبة (69%) من مرتادى المقاهى يرون بأن الإنترنت سبب الكثير من المشاكل العاطفية للشباب، النتيجة المتحصلة تشير ضمنياً للإستخدام السيئ لمواقع التواصل الكترونى التى تتيح إمكانية التعارف وتكوين عدة علاقات مع الجنس الاخر وباسماء مختلفة وقد تستخدم بعض بالصور الفوتغرافية مختلفة عن الحقيقة .
ونعزى ذلك الى تحول شكل الأسرة من الممتدة إلي النووية الصغيرة مما جعل الأبناء يفتقدون الكثير من الخبرات المعرفية التى تنقل لهم من كبار السن، ، طبيعة الشخصية السودانية التي تتسم بالتسامح والطيبة التى تصل أحياناً لدرجة عالية إضافة للثقة المفرطة في الآخرين والتى تعد أحد أهم أسباب المشاكل الإجتماعية .
كما تنتشر بين الشباب ظاهرة التخفى بشخصية أخرى أو شخصية جنس أخر مختلف. إضافة الى ًتكوين أكثر من علاقة عاطفية عبر الإنترنت والتواصل الكترونياً مع عدد من الشخصيات مما يتسسب فى إحداث العديد من الإشكاليات وعلى الرغم من رؤية العديد من الباحثين بأن الاتصال الإلكتروني قد عمل على تفتيت العلاقات الاجتماعية بين الأفراد وحول ما كانت تتمتع به من دفء وحميمية إلى برود وفتور وغير من أنماط تفاعلاتهم الاجتماعية وفتح توجهات سلوكية أضرت بقيمهم وأخلاقهم وشجعت على الخروج عن القيم المجتمعية التى ينشاء عليها الأبناء. وعلى الرغم من شيوع هذه الرؤية إلا أن نتائج الدراسة تشير الى أن (61.4%) من الذين شملهم البحث من مرتادى المقاهى لم يعانوا من مشاكل إجتماعية على الرغم من علاقاتهم الواسعة عبر شبكة الإنترنت مما يعزز القيم المجتمعية الإيجابية.
مرتادى مقاهى الأنترنت يرون بأن التواصل الإلكتروني أضعف عمق وحميمية العلاقات الأسرية وذلك بنسبة( 50.8%) حيث تشكل شبكات التواصل الإجتماعى أحد أهم المواقع الجاذبة للشباب وعرضت الدراسة رؤية مرتادى المقاهى في تأثير الإنترنت على الشباب تبين أن ( 15.2% ) يرون بأن تأثيره سلبى،بينما ( 23.8%) يرون بإيجابية التأثير على الشباب ، بينما ( 58.1%) من المرتادين يرون بأن تأثيره يعتمد على طبيعة الإستخدام مما يعنى إرتباط الرأى بشكل مباشر بطبيعة التعامل مع الشبكة حيث يعتمد التأثير على الشخصية وعلى نوعية الإستخدام وعلى المدى الزمنى للإستخدام .
تبين من الدرسة إرتفاع نسبة مسئولى المقاهى فى الفئة العمرية 25 فأكثر بنسبة( 63.5%). حيث بلغت نسبة ملاك المقاهى الواقعين فى الفئة العمرية 20-25 عام(32.7%) يلاحظ من بيانات الفئة العمرية أن الأعمار شابة وهذا يعزى لعدم وجود الملاك الحقيقيين للمقاهى .(عدم وجود سجل خاص بملاك المقاهى يعد أحد جوانب القصور) وأن الأشخاص الذين تمت مقابلتهم فى المقاهى هم الإداريين المسئوليين عن تيسير أمور المقهى ويتوقع أن يكونوا من الفئة الشابة التى يتسنى لها التعامل مع رواد المقهى من الشباب ، إضافة لإمكانية تعاملهم مع الجوانب الفنية والتقنية اللأزمة لتشقيل المقهى .
واوصت الدكتورة هويدا فى دراستها باهمية إجراء حصر وإحصاء علمى دقيق لمقاهى الإنترنت بمختلف محليات ولاية الخرطوم .
واوصت الدراسة بحظر دخول المقاهى بالزى المدرسى كم قدمت الدراسة مقترحا بتحديد سن الدخول لمقاهى الإنترنت واقترحت الدراسة تخصيص مقاهى معينة بمواصفات وبرامج محددة وآمنه لصغار السن من طلاب مرحلتى الأساس والثانوى فى مختلف محليات الولاية ووجود آلية للرقابة على اداء المقاهي لأكثر من جهة.
و ضرورة تفعيل العمل بالضوابط التنظيمية والضوابط القانونية لعمل المقاهى وبشكل ملزم لكل الجهات ذات الصلة مع تكثيف حملات الرقابة والتفتيش على مخالفات المقاهى خاصة الموجودة بشكل عشوائى ودون ترخيص وتشديد العقوبة على المخالفين مع تبنى آلية معينة لإيجاد نوع من التوعية المجتمعية من خلال عقد شراكة بين وزارة الإعلام وشركات الإتصالات .