منوعات

الدرن : السودان أكثر الدول إصابة بعد باكستان وأفغانستان

[JUSTIFY]يعد مرض السل «الدرن» من اكثر الامراض فتكا بالبشرية وادي السل الي وفاة اعداد كبيرة من الناس وقد عرف مرض الدرن منذ قديم الزمن، حيث وجد في بعض مومياءات قدماء المصريين، وقد ذكره التاريخ عبر العصور ووصفه بالمرض المميت. وتم اكتشاف البكتريا المسببة للمرض عام 1882 بواسطة د. روبرت كوخ الألماني الجنسية، وتوصل الباحثون الي اكتشاف العلاج لهذه البكتريا من المضادات الحيوية، بعد أن تسبب هذا المرض في وفاة الملايين من الناس.
واكد تقرير دولي تدعمه منظمة الصحة العالمية الي ان السل يقتل حوالى مليوني شخص سنويا في العالم، وتشير التقديرات المستقبلية الى أن الفترة ما بين 2000 و2020م ستشهد اصابة بليون شخص على مستوى العالم و «200» مليون في خطر الاصابة، وسيموت «35» مليون شخص بالسل اذا لم تتخذ الاجراءات الوقائية اللازمة.
وبحسب الاحصائيات الاخيرة فان السودان يعد من الدول الاكثر اصابة بالسل ويحتوي بحسب احصائية العام 2012 على 15% من حالات الدرن في اقليم شرق البحر الابيض المتوسط وقلت هذه النسبة في العام 2013 ووصلت الحالات الي 15% والسودان هو الدولة الثالثة من حيث وجود المرض وتأتي في مقدمة الدول باكستان وافغانسان.
وتقدر الحالات الجديدة موجبة التفاف ب«60» حالة لكل 100 ألف من السكان باجمالي 19602 حالة جديدة موجبة التفاف وبلغ الاكتشاف عدد 72266 حالة وهو يعني 37% من المستهدف العالمي وهو 70% وقد تلاحظ ان هناك انخفاضا في الحالات المكتشفة خلال الاعوام السابقة خاصة في مناطق الحرب والنزاعات ويبلغ عدد الحالات لكل انواع الدرن 119 حالة لكل 100 ألف حالة من السكان أي 38878 حالة بينما المكتشف الفعلي من الحالات بلغ 19185 وهو يمثل 52% من المستهدف الشئ الذي يعني ان هناك اصابات كثيرة بالدرن موجودة دون اكتشاف ومن الممكن ان تؤدي الي نشر المرض بصورة اكبر اذا لم يتم اكتشافها ورصدها وعلاجها.
وقالت مدير البرنامج القومي لمكافحة الدرن بوزارة الصحة الاتحادية الدكتورة هبة كمال حمد النيل ان السل مرض منتشر بالعاصمة والولايات، وقابل للشفاء تماما اذا واظب المريض على العلاج، وان قطع تناول الدواء يسبب الدرن المقاوم للادوية الذي يصعب علاجه، مشيرة الى ان الفحص والعلاج متوفر مجاناً، وان تطعيم الاطفال بلقاح ال «بي. سي. جي» يقي من السل. ودعت الى رفع الوعي والتثقيف الصحي وتجنب الازدحام وتهوية المنازل جيداً، ووقف الوصمة الاجتماعية بالسل لضمان اكتشاف الحالات وعلاجها. وقالت ان الدرن مرض مزمن معدٍ يقضي على الشباب والبالغين وان الوصمة تمنع المريض من الوصول الي العلاج السريع .
وقالت د. هبة حمد النيل ان السل ينتقل باستنشاق الرذاذ المتطاير من فم المرضى الذين لم يتلقوا العلاج، عند العطس أو الكحة أو البصاق، أو عند أكل وشرب لبن غير مغلي ومبستر، موضحة أن اكثر الاشخاص عرضة للسل هم المخالطون للمريض، خاصة الاطفال والمصابين بضعف في الجهاز المناعي مثل مرضى الايدز والسكري الذين يتعاطون عقاقير كابتة للمناعة، وفي تجمعات الخلاوي والمعسكرات والسجون. وقالت ان السل يتم تشخيصه بجمع عينة أولية لحظة وصول المريض للمركز وعينة اخرى صباح اليوم التالي، وتجرى فحوصات متتابعة أثناء فترة العلاج عند الشهر الثاني والرابع ونهاية الشهر السادس من العلاج .
ودعا البروفسير علاء الدين حسن استشاري الطب الباطني والصدر جميع المصابين بالكحة المستمرة لاكثر من اسبوعين وارتفاع درجة الحرارة والتعرق الليلي وألم الصدر بضرورة الاسراع والتأكد من عدم وجود مرض السل، مبينا ان الفحص مجاني وسريع وان العلاج يؤدي للشفاء التام .
وقالت الدكتورة قطر الندى عبد الله اختصاصية امراض الصدر ان مرض السل مقدور عليه ودعت الي الاستمرار في تناول الدواء لمدة ستة شهور حتي لا يتحول الي مرض مقاوم للأدوية ويصعب علاجه. واكدت ان المرض لا ينتقل عبر المشيمة من الام للطفل لكن ينتقل في حال قام الطفل بالرضاعة من ام مصابة لم تتناول العلاج.
وناشدت د. هبة كل السودانيين ضرورة دعم مشاريع وشعارات محاربة الدرن واكدت على اهمية الاعلام في التوعية والتثقيف، وطالبت باعطاء أولوية لمرضى الدرن، ومكافحة درن الاطفال، ووقف الدرن المقاوم للادوية. واشارت الي ان الاستراتيجية المتبعة لعلاج الدرن هي استراتيجية العلاج قصير المدى تحت الاشراف المباشر، وهي الأكثر فعالية والمتوفرة لمكافحة الدرن ، وانها تحقق المعالجة الكيميائية تحت الاشراف المباشر معدلات شفاء تقترب من 95% حتى في أكثر البلدان فقراً.
واكد د.هبة حمد النيل توفير الجرعات الخاصة بالاطفال في كل المراكز وتوفير العلاج الوقائي وجددت التزامها بتوفير معينات التثقيف الصحي لكل الولايات وتوفير كل معينات المعامل والتدريب للكوادر على تقديم خدمة فحص الايدز والمشورة النفسية وتقصي نسبة الايدز وسط مرضي الدرن. وناشدت المرضي والاصحاء شرب كمية كبيرة من السوائل مثل الماء واللبن والعصائر الطبيعية واكل الخضروات والفواكه والاسماك لتقوية المناعة. وقالت ان الوقاية منه تتم باعطاء المولود لقاح البي سي جي بعد الولادة مباشرة وفتح الابواب والشبابيك لدخول اشعة الشمس وتجديد الهواء والابتعاد عن المناطق المزدحمة والمواصلات العامة قدر الامكان واستخدام منديل او قطعة قماش نظيفة في حالة السعال والعطس. ودعت المريض للبصق في علبة بها تراب وغطاء ليقي الاخرين من المرض .

الخرطوم : محمد شريف : صحيفة الصحافة[/JUSTIFY]