حوارات ولقاءات

ابراهيم محمود مادبو : في اصلاح المجتمع والنهضة الشاملة

مثلما حركت أزمات السودان المختلفة الكثير من الأقلام وحرضتها على الكتابة تأتي الاسهامات الحالية للدكتور ابراهيم محمود مادبو كأحد رموز دارفور السياسية والفكرية ليدلي بدلوه ويقدم رؤية شاملة للاصلاح وإنقاذ الوطن من خلال تحليل علمي لواقع السودان تكويناته التاريخية مروراً بأزماته الراهنة وصولاً لحل يمثل المخرج
وينطلق الرجل في هذا التحليل من تجارب سابقة أكاديمية وسياسية فهو إلى جانب كونه رئيساً لحزب السودان أنه يتولى أيضاً منصب الناطق الرسمي ووزير الثقافة والاعلام بالسلطة الاقليمية لدارفور ويبدأ حديثه بالقول : ـ

بسم اللة الرحمن الرحيم

الحمد لله الذى خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه صلاة يشفع لنا بها يوم البعث والنشور

فى الاصلاح الاجتماعى والنهضة الشامله

مشروع ثورة ثقافيه لبناء الوطن

تدخل ازمة الصراع المسلح فى دارفور عامها العاشر منذ ان حمل بعض ابنائها السلاح واعلنوا الحرب على الدوله بهدف حصول دارفور على حقوق سياسية وقسمة عادله فى السلطة والثروه لازالة الغبن والتهميش . وتطور الصراع خلال السنوات وافضى لاعتراف الدوله بتلك الحقوق ، ووقعت اتفاقيات مع بعض الحركات المسلحه استهدفت وقف الحرب وانطلاقة بسط السلام والتنمية فى ربوعها ، والتزمت الاطراف بالتحول الديمقراطى وسيلة لتحقيق التداول السلمى للسلطه . وخلال عمر الصراع المسلح لم يتوقف الحوار والجدل حول مسببات الحرب ، او كيفية معالجة الازمه التى تمددت بتداعياتها وافرازاتها لتعم للسودان كله

وفوق انقاض الخراب والدمار الذى لحق بدارفور، ضربنا زلزال الجنوب واورثنا توابعه ومخاطره السياسية والاقتصادية والامنية والعسكريه ، وامتدت الحرب لكردفان والنيل الازرق والشرق ، واصبحت تهدد بالتدخل الاممى والوصاية على السودان وعلى امكانات ومصير الامة وعقيدتها ومستقبلها

لقد حان الوقت ، والجميع يبحث عن الحلول والمخارج ، ان نعترف بان ازمة الوطن اقتصاديه وهى ليست اقتصاديه كلية ، وان نعترف بان ازمة الوطن سياسيه وهى ليست سياسيه بالمطلق ، وان نعترف ونجاهر بان ازمة الوطن اجتماعيه وهى بحق وحقيقه ازمة اجتماعية مركبه ، استفحلت حلقاتها وتوطنت مسبباتها واحدثت كل ذلك الخراب الاقتصادى والسياسى الذى لحق بنا ، وعلينا ان نقر بان علاج تلك الازمات سوف لا يتحقق الا بثورة اصلاح ثقافيه اجتماعيه تمتد جذورها وفروعها بالضروره لاصلاح الاقتصاد والسياسه وبالتالى لنهضه الشامله ، وهذا ما سوف نحاول ان نبينه ، وهذه الثوره لا غنى ولا مناص ولا بديل عنها مهما طال زمانها ( خلونا ناخذ وقت للتفكير الموضوعى والجدى فى الكلام دا )

واننى اذ اطرح ، فى البدايه ، وفى شكل رؤوس مواضيع ، مبادرة وتبشير بثورة ثقافية اجتماعيه اصلاحيه شامله ، لواثق وعلى يقين بان هذه الثورة الثقافيه ستساهم بدورها ، مع غيرها من مبادرات واجتهادات ، فى معالجة قضايا الوطن الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ( يا خى ما تقول ما معقول) ، ولان الخيار الاخر هو الانهيار والطوفان ، وكل ذى بصيره سيرى من بعيد بان بوادر نذرهما قد بانت فى الافق

ما هى دواعيها وضرورياتها

ما هى مفاهيمها ومحاورها

ما هى اولوياتها والياتها

ما هى منظومتها وبرامجها

1/ دواعي وضروريات الثورة الثقافية

( أ ) السودان يقع فى محيط البيئة الدوليه والاقليميه والمحليه القريبه منه ، يتأثر بها ويؤثرعليها سلبا وايجابا ، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا لانه جزء من كل

( ب ) بعد جمود وركون طويل فى تلك البئه المحيطه به ، فجاة وبدون مقدمات ثار البركان السياسى من حولنا ، وتطايرت شظاياه فى الاتجاهات الاربعه ، وعلى اثرها رفع السودان حاجبيه ، وظل حتى اليوم يتساءل ويحلل وينتظر ( منتظر شنوه يا زول ؟؟؟)

( ج ) الاحداث البركانيه من حول السودان اخذت منحى المطالبة بتغيير سياسى جذرى اخذ بتلابيب قمة هرم الانظمه الحاكمه ، ذلك التغيير اشعلته وقادته الجذور والقاعده من تحت الهرم السياسى ، قاعدة اجتماعيه ، قاعدة شعبيه ، قاعدة مهمومه ومشغوله بالقضايا الحياتيه لمجتمعاتها المقهوره ، تدافعت لتقدم من اجلها الفداء بالروح والدم

( د ) اول ثورة ثقافيه وام الثورات فى التاريخ المعاصرهى الثورة الفرنسيه 1790 م حيث نهضت قوى شعبيه غاضبه ساخطه قامت باحتلال سجن الباستيل المشهور فى وسط باريس ، ثم انطلقت الثوره لتحدث تحولات اجتماعيه وسياسيه واقتصاديه شامله اطاحت بالملكية والارستقراطيه واعلنت الجمهورية الفرنسيه الاولى ، ولكن الثوره اجهضت عام 1800 بانقلاب قاده احد الذين اشعلوها ، الضابط العسكرى الاعلى شهرة نابليون بونابارت ، وانهى نابليون تطور الثورة الثقافيه لتقوم مقامها امبراطوريه ودكتاتوريه عسكريه غزت العالم ، وبعد ان صنفت واحده من نماذج ثورات البشريه فى انجازاتها . بعدها انطلقت فى منتصف الستينات ثوره ثقافيه اخرى ، قادها هذه المره رأس النظام ورأس الهرم السياسى فى الصين الزعيم الاسطورى ماو تسى تونج ، حقق بها تحولات ثقافية وسياسية واجتماعية دراماتيكيه ، فجرها وقادها بالارادة السياسية والقوة العسكريه عند انطلاقتها ، ثم ما لبثت ان انضمت لها قوة شعبيه عارمه وفوضويه انحرفت بها عن المسار ، وتحولت الثوره الثقافيه اخيرا لدكتاتورية مطلقه ومقدسه ، ورغم ذلك وبفضلها اصبحت الصين اليوم فى مصاف الدول الكبرى .ثم جاءت ثورة البلاشفه فى 1917 فى روسيا ، وعلى راس قادتها المفكر الثورى فلادمير ايلتش لينين ، اطاحت الثوره بحكم القيصر ، واعلنت نهاية الاقطاع ، وتبنت الشيوعية نظاما سياسيا ضمت به جيرانها وامتدت لاقاصى المعموره ، ولكن فى النهايه تفككت الدوله والثوره ، بعد ان نجح الاتحاد السوفيتى فى ارسال اول رائد فضاء يمشى على القمر ، وباتت الدوله احد ثنائى اقطاب العالم .

وفى اسيا ، ومن عدم ، ومن السماء الزرقاء كما يقول الانجليز ( out of the blue skies ) هبطت على العالم نماذج النمور الاسويه ، اليابان وكوريا الجنوبيه واندونيسيا وماليزيا وتايلاند ، حيث حدثت فيها تحولات مجتمعيه ناعمه احدثت نموا اقتصاديا معجزه حيرت العالم ، وتتعجب ( يااخى ) لمجتمعات هناك ليس فيها اكثرية مسلمه مثلنا ( 25% فقط فى مملكة تايلاند مسلمون واقل من 1% فى اليابان واقل من نصف % فى كوريا الجنوبيه و60% فى ماليزيا) ولكن سلوكيات تلك المجتمعات افرزت المعجزه والنهضه الاقتصاديه . ويلاحظ المراقب ان طابع السلوك الاسلامى فى كلياته طاغى على مجتمعاتهم ( يعنى ما عندهم اسلام ولكن عندهم مسلمين ) ، والامر عندنا هنا العكس تماما ، فى المساجد نحن قائمون وراكعون وساجدون ومكبرون ( مسلمون قرض وعلى السكين) وفى خارجها حدث ولا حرج ( امكن نقول سلوكيات كفارعديل ، ودى يفسروها لينا علماؤنا الافاضل ؟ )

وحديثا اطل علينا الربيع العربى فهز العروش ودك الحصون ، واطلق تطلعات التغيير فى بوادر ثورات سياسية دمويه ، طالت ديناصورات السلطه فى ليبيا والمغرب ومصر واليمن وسوريا ، ولكن الربيع العربى عجز ان يتحول لثورات ثقافية اجتماعيه شامله ربما بسبب ضعف وعدم تجانس القيادات الملهمه والمنظره للثوره ، وبسبب الفوضى والانتهازيه التى صاحبت التغيير ، وبسبب المفاجاه التى اخذت بصواب مفجريها

( ه ) الشعوب تتعلم من تجارب التاريخ او هكذا ينبغى، تاخذ بايجابياتها وتتجنب سلبياتها وتوظفها على قوالبها ، وتبقى الضروره الملحه اليوم فى السودان لثورة اصلاح اجتماعى موجه ومنظم ومحروس وتدريجى ، تفاديا للانحراف والتمزق والاقتتال ، والشعب السودانى الموهوب المبدع الخلاق ( مفجر عشرات الثورات والانقلابات ) ، وقادتة ورموزه الابطال الافذاذ ( النشاما )، لقادرون لو افاقوا من سكراتهم السياسية ، على التحرك من مربعات الخصومات والمكايدات والمؤامرات والمرارات التى يتربعون عليها ، الى مربعات التسامح والتوافق والتنازل (السودانى لا يعرف قدر نفسة بقدر معرفة الاخرين به )

( و ) ان الازمات والصراعات السياسيه التى تفجرت منذ فجر الاستقلال والانقلابات والحكومات الديمقراطية الهشه التى تعاقبت على السلطه ، انتجت عدم استقرار وكدر سياسى عام ، وتسببت فى اهمال تنفيذ الخطط الاستراتيجية الاقتصادية والاجتماعية متوسطة وبعيدة المدى ، حيث تميزت سياسة النظم المتعاقبة على السلطه بهدم ما هو قائم اصلا ومتجذر ، بما فى ذلك القيم النبيله الموروثه ، ثم بعد هدمها تبدا سياسة المحافظه على النظام على حساب خطط الاصلاح والتطور والازدهار ، بل وعلى حساب القيم الفاضله الموروثه ( كلما جاءت امة لعنت اختها )

( ع ) فى خضم كل ذلك ، وقد بدا السودان يتوجه اليوم بحذر شديد نحو التحول الديمقراطى والتداول السلمى للسلطه ( اجراء انتخابات 2010 و2015 حتى ولو لم تكن مكان اجماع فالعافيه درجات ) وشرع فى جرد وكشف حساب لتجاربه السابقه ( مبادرة تطعيم السلطه بالاخر المعارض )، نرى ان الوقت قد حان لاصلاح اجتماعى تقوده ثورة ثقافية اجتماعية شامله ، تاخذ بيد الوطن وتقوده لمعالجة ازماته المزمنه ، ثورة ثقافيه تساهم اول ما تساهم فى تغيير الثقافة السياسية السائده والمتمثله فى الاقتتال والصراع حول من يحكم السودان وكيف ، ثورة ثقافيه لكنس ثقافة الانا الذى عندما يصل للسلطه لا يرى فى ذاته الا مسيحا مرسلا من عند الله ليحكم حتى يرفعه الله اليه ، كل نظام يتولى السلطه يرى انه اولى بها من الذى كان قبله ، بل واولى بها من الذى سياتى من بعده ( طيب نحن اذا مشينا البديل منوه ؟؟؟ ) ، ثورة ثقافيه لاعلاء مفهوم الوطن والوطنيه وتغليب راى الجماعة والمؤسسه على الانفراديه والاقصائية ، والاعتراف بان السلطه هى سلطة الشعب وليست بالضروره سلطة النظام ، ولا هى سلطة الحزب الذى بيده الامر ( وننسى بان الله هو الذى يوتى الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء ، حافظ الاسد وابنه بشار نموذجا ، وما تنسوا فرعون سبعون عاما بطشا وعلوا فى الارض )

( م ) الهرج والمرج السياسى والامعقول الذى شهدته وتشهده الساحه السياسيه بكل اطيافها وجماهيرها ، جعل من الصعوبة بمكان الاتفاق على مفاهيم ومبادرات لاصلاح الوطن خصوصا عند الولوج للتفاصيل المحروسة بالشياطين والاباليس ، واعتقد الكثيرون منا بان الحل يكمن فى تغيير الانظمة السياسية مهما كلف الامر ، ولكن القضيه والازمه اخطر واعظم من التغيير السياسى ومن الترتيبات الاقتصاديه (بالمناسبه نحن ما حددنا تماما هل سياساتنا الاقتصاديه دى سياسات اقتصاد اسلامى ولا راسمالى ولا اشتراكى ولا مختلط ولا لحم راس مره من هذا ومره من داك ؟؟؟؟)

2/ مفاهيم الثورة الثقافيه

( أ ) هى ثورة شامله لاصلاح المجتمع لان ذلك هو السبيل للاصلاح السياسى والاقتصادى ، ولان الاصلاح السياسى والاقتصادى الذى جربناه عشرات السنين ، للخروج من معضلات الوطن المازوم ، وجدناه مسكن مؤقت لم ينفذ لجذور العله ، علما بان المجتمع الصالح الذى نرنو اليه ، هو القاعده التى ينطلق منها الاقتصاد المعافى والسياسة النظيفه ، واى بنيان يقوم على قاعدة هشه مصيره التصدع والانهيار على رؤوس ساكنيه

( ب ) استمرار حالنا كهذا يعنى استمرار الخلل والازمات ، ويبقى اصلاح المجتمع هو المدخل الواسع لاجراء الاصلاحات المرجوه ، وبغير ذلك سوف نظل نجرب ونتخبط كانما نحرث فى واد غير ذى زرع ، ونجهل او ربما نتجاهل الاسباب الحقيقيه للتدهور والتخلف الذى نعيشه ، فنركن للخياطه بالترقيع ، تارة بالخطط الاقتصاديه العشريه ثم الخمسيه فالثلاثيه ثم الاسعافيه وخطط وميزانيات هوائيه (هوائيه يعنى اعلان مشاريع فى المناسبات وعلى الهواء مباشرة ) ، وتارة الترقيع بالتعديلات الوزاريه ( دخلت نمله واخذت حبه وخرجت ) وكلها ما نفعت ولا اصلحت حالنا منذ الاستقلال

( ج ) ركائز بناء الدوله اربعة : الرجال اولا ثم القيم فالنظام فالمال ، والقيم تعنى فيما تعنى القيم الثقافيه المجتمعيه ، والتى بدونها لا تقوم دوله ثابتة الاركان قوية البنيان ،( انما الامم الاخلاق ما بقيت ، فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا ) وبالقيم يصلح الرجال القادرون على توفير المال وبناء الدوله ، ولا تصلح الدولة الا اذا صلحت قيمها (لا يغيرالله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم )

( د ) التداعيات السلبيه والانحرافات التى حدثت فى المجتمع السودانى فى السنوات الاخيره ، يصعب التصدى لها الا بثورية ثقافية اصلاحية شامله ، ثورة تتبناها وتدعمها وترعاها قيادة الدوله بامكاناتها الواسعه ، ويحرسها ويحميها الشعب بارادته التى لا تلين لانه صاحب المصلحه ، وتقودها وتتقدمها الهيئات والموسسات والاحزاب والتنظيمات الوطنيه والشعبيه ومكونات المجتمع المدنى ، كل فى مجال مسوولياته وخبراته وامكاناته وتفويضه

( 3 ) محاور الثورة الثقافيه

( أ ) اول محاور الثورة الثقافيه هى اهمية الايمان والقناعه والوعى والالتزام بضرورة وحتمية التغيير واصلاح المفاهيم والثقافات السالبه التى طغت على سلوكيات المجتمع السودانى، والتغيير تقوم بة انتفاضه او سمها حركه ان شئت ، او انقلاب او حمله ، وانما هى فى جوهرها ثورة ونهضة ثقافية شامله تعالج السلبيات والخلل الخطير الذى احاط بالوطن احاطة السوار بالمعصم

( ب ) ثانيها بيان وتعريف وجرد للازمات الثقافيه التى احدثت ذلك الخلل فى مجتمعنا ، ثم كشفها وتعريتها ومعرفة خلفياتها ومسبباتها ، ثم وضع استراتيجيه وخطه وبرامج لعلاجها

( ج ) ثالثها ان نستهدف بناء مجتمع متجدد سلوكا وقانونا ونظاما وقيما ، مجتمع يؤسس لبئه جاذبه ومهيئه وصالحه للتطور والتحديث والتقدم فى كل مناحى الحياه فى العمل والمعاملات والتعامل بين مكوناتة

( 4 ) برامج وآليات الثورة الثقافيه

( أ ) القيام بدراسات وتحليل علمى اجتماعى وتاريخى للمظاهر السالبه التى انتشرت فى المجتمع فى السلوكيات والمفاهيم والقناعات والممارسات ، وتقييم اثارها وابعادها التى ساهمت فى تخريب المجتمع

( ب ) رصد المظاهر الايجابيه فى المجتمع بهدف استغلالها وتشجيعها وتطويرها واستصحابها لخدمة اهداف الثورة الثقافية وبرامجها

( ج ) محاصرة المظاهرالسلبية الوافده منها والمستورده نتيجة التطور والانفتاح الاقتصادى الذى حدث فى البلاد ، وكشف ابعاد تلك المظاهرالناتجة عن المعاناة فى الحياة اليومية للفرد والجماعه ، وتلك الناتجة عن افرازات اخرى

( د ) تحليل مسببات الجرائم الخطره والكبائر التى ملات الصحف وشغلت الراى العام وهزت اركان المجتمع، تحليلا علميا وطرح السبل والقوانين والاجراءات الكفيله للوقايه منها

( ه) مطالبة الدوله وموسساتها ذات العلاقة بدعم الثورة الثقافيه ، بالتفاعل والمشاركه فيها دون تحفظ وبدون شروط ولا احتواء ولا تكويش ولا انفراد ، وذلك لضمان الحفاظ على اصالتها ورمزيتها وقوميتها وشموليتها الشعبيه

( و ) ان تشجع الدوله وترعى البنية التحتيه المناسبه لانطلاقة الثورة الثقافيه ،وان تبسط مزيدا من الحريات المنضبطة والمسؤوله وتوسع ماعون المشاركه لجميع شرائح المجتمع حتى لا تنحرف الثوره الثقافيه عن اهدافها كما شاهدنا فى تجارب التاريخ ، وان تمد الدولة يد التسامح والتصالح وبناء الثقه مع الاخر ، وان توجه مؤسساتها للاستجابه لمتطلبات الحراك الثورى الثقافى ، وان يقابل المجتمع كله ، خصوصا المجتمع السياسى الحزبى ، تلك الروح بافضل منها (ادفع بالتى هى احسن فاذا الذى بينك وبينه عداوة كانه ولى حميم )

( 5 ) منظومة الثوره الثقافية

( أ ) دور قيادى ورائد للجامعات والمعاهد والموسسات والمراكز الثقافيه والبحثيه والانسانيه والاهليه والشعبيه والمهنيه والشبابيه والنسائيه والقوات النظاميه ومؤسساتها والاجهزة الامنيه والعدليه ، لكل منهم مهام فى قيادة الثوره الثقافيه والانطلاق بها لضمان تحقيق اهدافها

( ب ) مشاركة كل فرد فى المجتمع خصوصا الرواد الاوائل الذين ما زالت فيهم جذوة من ذلك السلوك المميز، والاصلاحيون والمفكرون والمثقفون والمبدعون والفنانون والمبادرون فى كل مجالات المعرفه

( ج ) مساهمة للمجتمع المدنى والقطاع الخاص بكل مكوناته والياته وامكاناته والاتحادات المهنيه ومؤسساتها وتنظيماتها

( د ) تفعيل للاعلام والاعلاميين والقنوات الفضائيه و رؤساء التحرير وكتاب الاعمده الصحفيه والعلماء والاكادميون والكتاب وائمة المساجد والطرق الصوفيه والدعاه والاحزاب والقيادات بكل مسمياتهم

( ه ) استنهاض وتفجير طاقات المجتمع الكامنة والراكده والمنكفئه وتلك المهدره فى السياسه والخطابه المرتجله والصراع حول السلطه والمكايدات والمؤامرات والملاسنات والمشاحنات ، واستغلال تلك الطاقات وتوظيفها فيما يساعد فى انجاح الثوره الثقافيه الاصلاحيه

( 6 ) انطلاقة وأولويات الثورة الثقافية

( أ) القضيه السياسيه والاقتصاديه والانسانيه الاولى فى السودان اليوم هى قضية الاستقرار والسلام والتنميه فى الهامش ، وهذه القضيه التى لا خلاف حولها ، ولكن وبكل اسف الجميع مختلفون حول كيفية تحقيقها لان كل حزب يريد ان يكون هو المنقذ ، وقد اعدت لها الدوله والمجتمع الدولى ما لديهم من عده لانطلاقة معالجاتها فى دارفور، والشرق ، والنيل الازرق وكردفان ، وهذة القضيه تمثل المحك والتحدى الحقيقى لارادة الامه فى مواجهة وقهر المصاعب والاختلافات ، وتمثل السانحه الفريده لتدشين الثوره الثقافيه وحراكها

( ب ) العلاج الجذرى لقضايا الصراع السياسى بين الهامش والمركز ، يكمن فى انطلاقة ثقافة تصالحيه تزيل مخزون الغبن والاحتقان التاريخى الكامن في صدر المجتمع ، وتعيد بناء الثقه بين مكوناته ، وتمارس فضيلة التسامح والتنازل والعفو وايثار النفس ، وتعترف بحقوق المواطنه للجميع ، مع المصداقية والجدية والمشاركه فى طرح وتطبيق الحلول

( ج ) ربما علينا ان نشعل شعلة الثورة الثقافية باكثر بؤر الصراع سخونه ( بدارفور مثلا) كنموذج لانطلاقة الثورة الثقافية لان دارفورتمثل البئة المناسبة للاصلاح الاجتماعى ، واهلها يستعدون للعوده لديارهم من معسكرات النزوح واللجوء ، ويتطلعون لمعالجة الصراعات القبليه ووقف الحرب ، وقد توفرت الارادة الوطنية والدولية لانطلاقة النهضة والتنمية فيها ، وبالطبع جنبا الى جنب ثورة ثقافية نحو بؤر الصراعات الاخرى فى الشرق وكردفان والنيل الازرق ، وبالطبع فى المركز بيت الداء والدواء

( 7 ) نماذج من القضايا والقيم الاجتماعية موضوع الثورة الثقافيه والاصلاح الشامل :

يتبع يتبع يتبع
ابراهيم محمود مادبو
وزير الثقافه والاعلام
السلطه الاقليميه لدارفور
رئيس حزب السودان انا