حوارات ولقاءات

في حوار خاص مع والي جنوب دارفور

[JUSTIFY] بلا مواربة وبعيدا ان سياسة القفز فوق اسوار الحقائق ،اجاب والي جنوب دارفور اللواء ركن ادم محمود جار النبي علي اسئلة (الصحافة) ،كاشفا عن ضلوع قيادات بالحزب الحاكم بولايتة في الحرب القبلية الاخيرة ،مؤكدا ان رفع حظر التجوال عن مدينة نيالا رهين بعودة الامن والاستقرار والقضاء علي التفلتات،معتبرا تأهيل قوات حرس الحدود من شأنه ضمان انضباط جنود هذه القوات،مقللا من الاثار السالبة للقرارات الاقتصادية الاخيرة علي جنوب دارفور ،قاطعا بنجاح الموسم الزراعي ،وفي المساحة التالية نطالع اجابات اللواء ركن جار النبي:ـ
*رغم الاجراءات والتوجيهات ،فان الوضع الامني بالولاية لم يشهد الاستقرار الذي ينشده المواطن؟
منذ ان تسلمنا مسؤولية ادارة الولاية اولينا المحور الامني اهتماماا بالغا ومتعاظما ،حيث اصدرنا موجهات لكل معتمدي المحليات بالعمل على محاربة الظواهر السالبة التي تؤثر على الاستقرار، مثل استعمال الكدمول في تغطية الرأس،وحظر وجود اسلحة في سيارات غير مرخص لها بذلك، بالاضافة الى منع السيارات التي لا تحمل لوحات من التحرك،وكل من خالف الموجهات كان يعرض على القانون لمعاقبته، واستمرت هذه الموجهات لفترة قصيرة.
*وعادت الاوضاع الامنية الى عدم الاستقرار الى ان فجر مقتل التاجر اسماعيل وادي الموقف؟
تكشف لنا من خلال تطبيق الخطة الاولى ان هناك مجموعات مخالفة للقانون ظلت تمارس التفلتات الامنية ،ووضح لنا ذلك جليا في مقتل التاجر اسماعيل وادي وما صاحب ذلك من تداعيات ،فكان لابد من ان نعزز الاجراءات الامنية ،فاصدرنا قرار حظر التجوال من السابعة مساء الى السابعة صباحا، وهو توقيت تحرك المجرمين،وهذا الاجراء اتاح لنا فرض السيطرة ومن ثم تراجعت نسبة التفلتات والجريمة، ولن نتوقف عند الخطة الثانية ،فالمرحلة المقبلة ستشهد جمع السلاح عبر تفتيش المنازل،وكذلك من خططنا تأمين القوافل التجارية.
*بسط هيبة الدولة وبخطككم هذا قد يبدو امرا واردا ،الا ان ثمة عقبات ربما تواجهكم ،خاصة فيما يتعلق بالامكانات؟
مانقوم به بجنوب دارفور عمل غير مسبوق،لم تشهده الولاية من قبل ،واؤكد عبركم ان خططنا تمضي بدعم كامل وتنسيق مع الحكومة المركزية ،لذا لن تواجهنا عقبات فيما يتعلق بالامكانات المطلوبة لتنفيذ الخطط، ونراهن على تعاون المواطنين في انجاح ما نصبو اليه جميعا وهو بسط الامن بالولاية.
*وماذا انتم فاعلون حيال تفلتات افراد بقوات شبه نظامية،يحملهم المواطنون بنيالا مسؤولية عدم الاستقرار؟
فيما يتعلق بقوات حرس الحدود والترتيبات الامنية «الاحتياطي المركزي» ،نقول ان حرس الحدود يتبع للقوات المسلحة ولها قيادة محددة ،وهناك توجيه واضح فيما يتعلق بها ،ويتمثل في اعادة تأهيلها بالقواعد العسكرية وتدريبها،حتى يتقيد افرادها بالانضباط ومن ثم السيطرة عليهم عبر قادتهم ،وفيما مضى لم تخضع هذه القوات للتدريب الكافي ،وحدوث ذلك يعني عدم حدوث تفلت من افراد تابعين لها ،كما اننا وعبر حصار الاحياء وتفتيش المنازل بنيالا التي لايخلو منزل فيها من السلاح سنتمكن من جمع كل سلاح غير مصرح به ،وذلك لأنه يشكل خطراً ليس على من يمتلكه بل حتى على المواطنين الاخرين،وعبر خطة تأمين مدينة نيالا سنضبط المجرمين الذين يحضرون من خارجها لارتكاب جرائم.
*مابين استقبال حاشد حظيتم به عندما تسلمكم مهام ادارة الولاية ،وهتافات مناوئة تعرضتم لها في تشييع جثمان التاجر اسماعيل وادي،من اي زاوية تقرأ الامر؟
فيما يتعلق بالاستقبال الحاشد الذي قابلنا به مواطن الولاية عند تسلمنا المهام،اعتبر انه يندرج في اطار ان الشعب السوداني معروف بحبه للتغيير،ولم نتول المسؤولية لنفرح بالاستقبال الكبير،ولكنه كشف لنا حجم التحدي الذي كان ينتظرنا،لذلك رؤيتنا كانت واضحة لتحقيق تطلعات المواطنين،وبالفعل كما اشرت انفا وضعنا ونفذنا خططاً امنية لفرض الاستقرار،ولكن في مدينة مثل نيالا يقطنها اكثر من مليون مواطن وتحيط بها معسكرات للنازحين ،وفي ظل وجود مجموعات تعودت على الكسب غير المشروع، طبيعي ان تكون هناك تفلتات وجرائم قتل،ولكن هذا لايعني ان الخطة الامنية لم تنجح ،فكل المجرمين الذين ارتكبوا جرائم تمكنا من القبض عليهم ،وحتى من قتلوا اسماعيل وادي تم القبض على بعضهم والتحريات مستمرة ومن لم يقبض عليه سنفعل ذلك قريبا باذن الله.
*لم تكمل القراءة؟
حسنا.. الملابسات التي اعقبت مقتل التاجر اسماعيل وادي،كانت صورة مشوهة لواقع غير مقبول لجريمة وقعت قبلها بنيالا العديد من الجرائم المماثلة،وقتل من قتل ولكن لم يحدث مثلما اعقب مقتل وادي.
*ربما لمكانة الرجل؟
وبذات المنطق قبله قتل تكروم وايضا كانت له مكانته ولم تعقب مقتله احداث كتلك التي شهدتها مراسم تشييع وادي.
*احتمال لأنه قتل في رابعة النهار بوسط المدينة؟
هي ذات المواعيد التي اغتيل فيها التاجر تكروم ،دعني اشير لامر هام ،وهو انني عند مقتل اسماعيل وادي كنت خارج نيالا،وعندما حضرت وجهت ان تتم مراسم الدفن في مساء ذات اليوم،وذلك درءا للفتنة وانطلاقا من القاعدة الفقهية التي تشير الي ان اكرام الميت دفنه،ولكن هناك من قرر ان يدفن في اليوم الثاني.
*للرجل عشيرة منتشرة في كل انحاء دارفور ،ربما اراد اهله ان يحضروا مراسم تشييعه؟
نعم له عشيرة كبيرة ،ولكن الامر ليس كذلك ،ودعنا نتحدث بشفافية ،تأخير مراسم الدفن الي اليوم الثاني يعني ان هناك عناصر دخلت وسط اسرة القتيل ،وهذه العناصر كانت تريد تنفيذ مخطط واضح يهدف الي احداث فوضي بنيالا تسمح للحركات المسلحة دخول المدينة ،ولكن تصدينا لهذا الامر عبر توجيهات واضحة للقوات النظامية بعدم استعمال السلاح ضد المتظاهرين فكان ان تم اجهاض المخطط.
*ولكن كان هناك جرحى واصوات طلقات نارية اطلقتها القوات التي تصدت للتظاهرة ؟
هذا حديث لا اساس له من الصحة ،وذلك لأن الجرحى اصيبوا بالحجارة والعصي ،وليس لدينا شرطة تكافح الشغب بالحجارة ،اما اصوات الطلقات النارية ،فهي كانت تلك المسيلة للدموع وصوتها يشبه الرصاص،والسلاح اطلقه بعض المندسين وسط المتظاهرين ولقد تعرفنا عليهم من خلال الصور التي التقطت لهم وسوف تتم محاكمتهم.
*اعود مجددا واسأل كيف قرأت هتافات المتظاهرين ضدكم؟
رجل الامن هو الذي يقييم نفسه،وانا كنت اعلم ان الوضع الامني غير مرض بصورته الراهنة، ولم نكن في حاجة لرسالة،ولكن بالمثل دعني اعود واشير الي ان هناك بعض الملابسات اعقبت مقتل التاجر اسماعيل وادي تبدو غير منطقية.
*مثل ماذا؟
بوصفنا سودانيين وفي دارفور يحرص كل انسان على تشييع جنازة اخيه لان ذلك من حق المسلم على اخيه المسلم، فهل يعقل ان يرفض اهل المتوفي مشاركة المسلمين في مراسم دفن فقيدهم، وايضا في المقابر كانت هناك نساء وهذا امر غير مألوف وغير شرعي ،وايضا لماذا حضر طلاب المدارس ،فالذين لهم اجندة هم من اخرجوا الطلاب من قاعات الدرس للحضور الى المقابر، وكل هذه الاشياء تؤكد انه كان هناك مخطط، حاول البعض تنفيذه باستغلال حادثة مقتل التاجر اسماعيل وادي عليه الرحمة.
*نيالا لاتزال تشهد تفلتات امنية رغم مضي ستة اشهر على توليك مسؤولية حكم الولاية؟
هذا ايضا اتهام غير صحيح ،واوجه لكم الدعوة لزيارتها للتعرف على الحقيقة كاملة ،لأن من رأى ليس كمن سمع ،ونيالا اليوم تختلف عما كانت عليه قبل ستة اشهر.
*متى سيرفع قرار حظر التجوال؟
سيتم رفع قرار حظر التجوال عندما نتأكد اننا حققنا ما نصبو اليه، ونحن امامنا خياران، وهما ان يعيش المواطن وسط هواجس وخوف على نفسه وممتلكاته ،والخيار الثاني ان يكون آمنا ومطمئنا،لذلك قررنا ان نوفر له الامن بشتى السبل وحظر التجوال احدى وسائلنا.
*في محور ثان من حوارنا هذا ،لماذا تجددت الصراعات القبلية بجنوب دارفور بعد توقف دام لسنوات؟
الصراع القبلي الذي وقع كان قبل تسلمنا السلطة بالولاية،ووجدته واقعا وتعاملت معه،واسباب تجدده مثلا بين القمر والبني هلبة ،والتعايشة والسلامات تعود الى الحواكير ،والاراضي ليست مسؤولية قبيلة اواثنية محددة،بل مسؤولية الدولة المناط بها وضع القوانين التي تنظم التعامل مع الحواكير،واذا تم وضع حل نهائي لقضية الارض فلن تكون هناك صراعات قبلية بدارفور.
*؟؟؟؟؟؟؟؟
هذه الصراعات القبلية وللأسف استغلتها بعض المجموعات التي لاتتفق مع الحكومة وعملت على تأجيج نيرانها ،كما ان هناك مسؤولين فقدوا مناصبهم في الحكم وغير راضين من هذا الواقع اسهموا في ازكاء نار الفتنة القبلية.
*هل في المسؤولين الذين اشرت اليهم قيادات تنتمي للحزب الحاكم؟
نعم،بعضهم قادة في المؤتمر الوطني ،وكانوا في اجهزة الحكم ،وفي تقديري ان الذي ينتمي لحزب عليه ان يدرك ان هناك اسسا ومبادئ تفرض عليه الانصياع لقوانين ولوائح حزبه،وانه ملزم بالتكليف ،»واذا كان ولاؤه للحزب يمكن ان يكون اليوم وزيرا وغدا خفيرا»،ولكن محاولة القيادي استغلال الحزب لتحقيق مكاسب شخصية فهذا يعني عدم امتلاكه المبادئ والرؤى السليمة ،وهؤلاء النوع من البشر لايسيرون في المسار القويم.
*ماذا فعلتم لوضع حد للاقتتال القبلي؟
عقدنا مؤتمر صلح وانفض ،والان تعمل لجنة الاجاويد منذ خمسين يوما وقطعت 80% من وثيقة الصلح، والطرفان وافقا على بنودها، وبعد ذلك سيتم حصر الخسائر ومن ثم دفع الديات ،وإن كانت بعض الاطراف تتحدث عن الحواكير ،ولكن مواجهاتنا واضحة ان هذه المصالحة لاعلاقة لها بالحواكير.
*ولكن اسباب الصراع ستظل قائمة؟
الصراع الاخير خلف ايتام وارامل ،وهناك نزوح وصعوبات تواجه افراد القبائل المتصارعة وواقع متغير تماما ،وكان كل هدفنا ان تعود هذه القبائل للتعايش السلمي وان تنبذ الحوار عبر فوهة البندقية ،وقضية الحواكير يمكن ان تناقش في الحوار الدارفوري الدارفوري ،فنحن نريد ان نجري تصالحا اولا ولنترك امر مناقشة الحواكير للغد،وذلك لأنه لايعقل ان نترك القبائل تتقاتل ونفتح ملف الحواكير الذي بعض وثائقه لدى الدول التي كانت تستعمر السودان،مايهمنا في الوقت الراهن اعادة الاوضاع الي طبيعتها.
*الصراعات القبلية قد تكون انعكاسات للأزمة الدارفورية ،الحكومة متهمة بعدم السعي الجاد لوضع حد لاحتراب مضي على اندلاعه عقد من الزمان ؟
الحكومة بذلت جهودا كبرى من اجل حل قضية دارفور،والكثير من الشواهد تؤكد هذه الحقيقة ،ولاتزال تسعي جاهدة لجعل الاستقرار الامني والتنمية واقعا بالاقليم ،البراهين كثيرة ،ووثيقة الدوحة انموذج ومثال لجدية الحكومة،ولكن الحركات المسلحة ترفض التعاون مع الحكومة والسلطة الاقليمية ،وهي حركات عبارة عن مجموعات اثنية ليس هدفها دارفور ولا السودان بل اهدافها قبلية،ولكن ليس هناك سبيل لانهاء المشكل في دارفور سوي انتهاج الحار مسلكا ،فهو وضع حدا لحرب الجنوب رغم الانفصال،الحرب لاتجدي وليس من المنطق ان تكون هناك مابين 30 الى 40 حركة مسلحة تدعي انها تريد تحرير السودان ودارفور،وفي ذات الوقت تدمر وتحرق وتنهب ،فهل هي ضد الحكومة ام المواطن،اؤكد ان الحوار هو الحل لأن هذه الحركات حتى وان تم اقناع بعضها بوضع السلاح ستظل هناك مجموعات متفلتة لابد ان يشملها الحوار حتي لاتتحول الى ممارسة قطع الطرق والنهب.
*ابناء دارفور المثقفون والدستوريون منهم سببا في تطاول الازمة؟
اتهام غير صحيح، وليس هناك مسؤول يسعي للفتنة من اجل منصبه، والذي يؤجج نيران الصراع هو من يفقد منصبه واولئك المستقرون خارج السودان،مشكلة دارفور تتمثل في تجذر القبلية،وهذه هي القضية التي تحتاج لحل.
*لننتقل الى المحور الاقتصادي ،جنوب دارفور تعاني اصلا من صعوبات في الحياة بسبب ارتفاع الاسعار،فماهي انعكاسات قرارات رفع الدعم عليها؟
مبدئا نؤكد انه ليست هناك انعكاسات سالبة على مواطني الولاية جراء قرارات الاصلاح الاقتصادي الاخيرة ،واذا عقدنا مقارنة نجد ان سعر جالون البنزين كان 22 جنيها والجازوين 17 ،والزيادة التي طرأت ليس في السعر الاساسي للوقود بل لارتفاع تكلفة الترحيل ،حيث تبلغ للجالون الواحد سبعة جنيهات ،وفي اجتماع لمجلس الوزراء الاتحادي مع ادارة النفط تقرر ان تقوم بايصال المحروقات الى الولايات الي بها مستودعات على ان يباع بسعر الخرطوم،وحدوث ذلك يعني عدم وجود ازمة في الوقود واستقرار لاسعاره،واؤكد ان القرارات الاخيرة الهدف منها معافاة الاقتصاد ودعم الشرائح الضعيفة ،والمواطن بالولاية بدا متفهما لذلك ،ومن جانب اخر هو يدرك الظروف الامنية والتقاطعات التي تشهدها جنوب دارفور ومتكيف مع هذه الاوضاع.
*حسنا،ولكن هناك الكثير من العقبات التي تعتري طريق وصول الوقود الى الولاية؟
ادارة النفط اكدت التزامها بترحيل الوقود الى مستودعات الولاية ،والعقبات التي تعنيها هي تلك المتعلقة بالطرق ،وفي هذا الصدد لا اعتقد ان هناك صعوبات قد تلقي بظلالها السالبة على عملية النقل ،لجهة ان الحركة في الطرق البرية عقب الخريف متيسرة وليس هناك موانع طبيعية ،كما ان السكة حديد خيار ثان للنقل ،وهناك معالجات تشهدها نسأل الله ان تكتمل حتى تنساب حركة القطارات بصورة طبيعية.
*هذا فيما يتعلق بالطرق ،غير انه من ناحية اخرى ظلت الاطواف التجارية تتعرض لمهددات امنية انعكست سلبا على انتظام رحلاتها الولاية؟
نعم، القوافل التجارية تتعرض لمهددات امنية من جهات متعددة خارجة عن القانون،منها الحركات المسلحة، وممارسو النهب المسلح، وكذلك بعض المجموعات القبلية وما تعرض له القطار في الضعين اخيرا يوضح ذلك ،والاطواف التجارية تأتي الى جنوب دارفور عن طريقين يربطان نيالا بالضعين والفاشر ومن اجل ضمان انسياب الحركة في هذين الطريقين ولتأمينهما ضد المجموعات المتفلتة وضعنا خطة امنية واضحة ومحكمة وحازمة تستهدف وصول القوافل الى نيالا دون عقبات،وكل ولاية ستقوم بتسليم الولاية الاخرى الاطواف حتى تسير تحت حماية اجهزتها الامنية
*حتى بعد وصول القوافل الى جنوب دارفور يشكو التجار والمواطنون من الرسوم الباهظة المفروضة من طرفكم؟
لا، ليست هناك رسوم باهظة تفرض على السلع الواردة ،واذا كان المقصود من هذا الحديث بورصة نيالا ،فهي نشاط اقتصادي معروف ولاتفرض خلاله رسوم كبيرة على العربات الواردة والتي لا تتجاوز الرسم عليها الخسمون جنيها مثلا ،وحتى محليات الولاية لاتفرض رسوما على السلع وذلك لضمان وصولها الى المستهلك بسعر يكون في متناول اليد،ومن نيالا تتحرك القوافل لولايتي وسط وغرب دارفور ،وجزء من محليات شمال دارفور،وحتى الاسعار في هذه الولايات ليس هناك فرق واضح بينها وماهي موجودة بجنوب دارفور،ونسعي في المرحلة المقبلة لتوفير السلع بالسعر المحدد ووفق هامش ربح بسيط.
*اذا الى متى تعتمد دارفور عامة، وجنوبها خاصة على السلع القادمة من وسط البلاد،وكيف السبيل الى اعادة الحياة الى المصانع بالاقليم؟
اتفق معك حول هذا الامر،فمثلا لولاية تاريخ معروف في الصناعات التحويلية التي كانت تغطي جزءا مقدرا من الاستهلاك المحلي،ولكن الظروف الأمنية حلت دون توفر الوقود وبالتالي عدم انتظام الكهرباء ،وكذلك لعب عدم الاستقرار الامني في دارفور عامة والولاية على وجه الخصوص خلال الفترة الماضية دورا في خروج رؤوس الاموال لخشية اصحابها عليها وعلى انفسهم،لذا نعمل على تأمين الاقتصاد الذي يعني ضمان توفر الظروف الملائمة لانسياب الحركة التجارية والصناعية ،وسبيلنا الى تحقيق ذلك تأمين الطرق والانسان والاموال ،وحدوث ذلك يعني عودة المصانع الى العمل ،وبالتالي توفر المواد الغذائية التي يحتاجها انسان دارفور، الذي ولحسن الحظ يعتمد في غذائه على منتجات اصلا متوفرة بالولايات الخمس،ولكن تحريك عجلة الاقتصاد عبر اعادة المصانع الي العمل هو هدف نضعه في الاعتبار،ومن اجل ذلك لدينا رؤى واتفاقات سنوقعها مع عدد من الشركات.
*سكان المعسكرات ظلوا خارج مظلة الدعم الحكومي ،فهل سيشملهم هذه المرة؟
نعم، فقد صدر توجيه من رئاسة الجمهورية بحصر الشرائح الضعيفة التي توجد في معسكرات النازحين، وكذلك اولئك المتضررين من الصراعات ،وسنقوم بتكوين لجان في كل المحليات لعمليات الحصر،اما فيما يتعلق بالدعم الذي يقدم للشرائح الفقيرة الاخرى فقد تم صرف راتب شهرين للاسر التي تم حصرها من قبل ،وسوف يتم صرف المرتب شهريا،اما الشرائح غير الضعيفة ولكنها تأثرت بالقرارات الاخيرة فسنعمل على دعمهم عبر تنشيط الجمعيات التعاونية وتفعيل التمويل الاصغر وذلك لمساعدتهم حتى يساهموا في الانتاج.
*هناك من يؤكد ان الموسم الزراعي هذا العام ارقام على الورق ولا وجود له على ارض الواقع خاصة في المنطقة الجنوبية من الولاية لتأثرها بالاقتتال القبلي؟
من يعتقد ويؤكد ان المساحة التي تمت زراعتها هذا الموسم اقل من العام الماضي ،نقول لهم لننتظر نهاية الموسم حتى نتعرف على الحقيقة ،وهنا اشير الى انه من خلال تجوالي على مناطق الانتاج ،فان الانتاجية من المحاصيل الزراعية المختلفة لن تقل عن المواسم الماضية،ونتوقع انتاجا وفيرا، وذلك لأن الخريف كان جيدا رغم تراجع نسب هطول الامطار في اواخره ،اما فيما يتعلق بمناطق الاقتتال القبلي في كتيلا وعد الفرسان فان الموسم الزراعي جيد ولم يتأثر بما حدق.

حاوره:صديق رمضان:صحيفة الصحافة [/JUSTIFY]