“الجبان المجهول” يضع رئيسة تشيلي تحت براثن القرصنة
في أحدث حادثة اختراق إلكتروني، نجح قراصنة الكمبيوتر في تشيلي في سرقة البيانات الشخصية السرية لستة ملايين شخص على الانترنت بعد الحصول عليها من مصادرها ونشرها على الشبكة.
وتمكن قرصان تشيلي أطلق على نفسه “الجبان المجهول” في اختراق ملفات شخصية لستة ملايين شخص في تشيلي من بينهم الرئيسة وابنتها، وتضمنت المعلومات أرقام بطاقات الهوية الشخصية والعناوين وأرقام الهواتف والسجلات العلمية الأكاديمية، وقام بعرض هذه البيانات مؤقتاً على شبكة الإنترنت.
ودخل “الجبان المجهول” على الكمبيوترات المركزية للحكومة والقوات المسلحة ولجنة الانتخابات ووزارة التعليم وقام بنشر بياناتها على موقع لأخبار التكنولوجيا، وترك رسالة يقول فيها إن الهدف من اختراق الأجهزة والقرصنة هو كشف مدى ضعف حماية المعلومات في تشيلي.
وذكرت صحيفة “آل ميرسيرو” التشيلية أنّها تملك بعض من هذه المعلومات، بما في ذلك ملف يقول فيه القرصان : إنه كان يعتزم “إظهار ضعف نظم حماية المعلومات في تشيلي.. وكيف أن أياً من المعنيين لا يعمل على حمايتها”.
وأكد كبير مسؤولي الشرطة، جيمي جارا، في تصريحات نقلتها هيئة الإذاعة البريطانية، بأن السلطات المختصة تحقق في قضية “السرقة” وتسريب المعلومات، مضيفاً أن هذه المعلومات تم قرصنتها صباح الجمعة من خوادم تابعة لوزارة التعليم والخدمات الانتخابية والجيش”.
وألمحت الصحيفة أنه لم يتضح متى نُشرت هذه المعلومات على الإنترنت، لكنّ الشرطة أطلعت على هذا الانتهاك صباح يوم السبت، عندما أبلغها “ليو بريتو” مدير موقع مختص بالتكنولوجيا عن ذلك، بعد أن اكتشف رابط إلكتروني أخذه إلى الموقع الذي عرضت عليه المعلومات التي قرصنت.
وذكرت الصحيفة أن روابط اليكترونية للملفات التي تضم المعلومات والبيانات نشرت على موقع آخر، لكن سرعان ما أزيلت أيضا.
هذه الحادثة تظهر مدي قدرة القرصنة الرقمية على الدخول إلى أكبر الأجهزة أمناً وحساسية نظراً لوظيفتها العسكرية خاصة بعد تكرارها أكثر من مرة والذي كان أكثرها دهشة هى اختراق أجهزة البنتاجون الذى من المفترض أن يكون الأكثر تأميناً في العالم.
فمنذ شهور قليلة تعرضت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” لهجوم كاسح للـ “هاكرز” حيث قام قراصنة بشن هجوم على ثلاثة عشر جهازاً مركزياً يتحكم بتدفق المعلومات على شبكة الانترنت على مستوى العالم وتمكنوا من تعطيل ثلاثة أجهزة والسيطرة عليها بشكل كامل طوال اثني عشر ساعة، في أكبر عملية تشهدها الشبكة منذعام 2002.
وقد تركز الهجوم، الذي تمكن الخبراء من مواكبته بشكل عاجل دون أن يشعر معظم مستخدمي الانترنت به، على أجهزة شركة ultra DNS، وهي الشركة التي تدير وتنظم جميع خطوط الشبكة التي تنتهي بالرمز “.org”
وفيما اكتفت الشركة بالقول أنها لاحظت حركة “غير عادية” ضمن النظام، تردد أن الهجوم طال عدد من الخوادم الرئيسية التي تسيّر تدفق المعلومات عالمياً، والتي تعود ملكية بعضها إلى وزارة الدفاع الأمريكية وأجهزة الرقابة على الانترنت.
ووصف المراقبون الهجمة بأنها كانت “قوية بصورة غير اعتيادية،” غير أن خبراء المعلوماتية حول العالم نجحوا في احتوائها، بعدما بذلوا مجهودا كبيرا ليحافظوا على كفاءة بعض خطوط الشبكة الحيوية، التي اتخمت بفيض هائل من المعلومات.
وأكد بعض الخبراء ممن تابعوا مجريات الهجوم الخطير، أن المهاجمين نجحوا في إخفاء مكان تواجدهم.
ونجح القراصنة فى اختراق نظام البريد الإلكتروني غير السري لوزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” مما أدى إلى تعطيل الخدمة لنصف الطاقم الخاص بوزير الدفاع روبرت جيتس.
وذكرت مصادر البنتاجون أن ما يقرب من 1500 مستخدم من إجمالى 3000 موظف الذين يعملون مباشرة مع مكتب وزير الدفاع، لم يتمكنوا من الدخول إلى البريد الإلكتروني بعد اختراق جهاز الكمبيوتر الرئيسي المزود بالخدمة ”السيرفر”.
ويأتى ذلك بالرغم من أن كثيراً من أنظمة الحواسب للبنتاجون تشغَّل بواسطة “سيرفرات” سرية، ومجهزة ببرامج حماية قوية بخلاف الأنظمة غير السرية.
محيط