قير تور

حاسة القانون المفقودة

[ALIGN=RIGHT]حاسة القانون المفقودة [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]جميل جداً أن يكون هناك حوار حول موضوع واضح غير خفي، خاصة عندما يكون الطرف الآخر الذي إستمع أو قرأ أو حضر ما قيل عن موضوع النقاش. وعليه فإنه من الواجب أولاً الإشادة بكل من طرح رأيه صريحاً لأنه بتلك الطريقة يصلح الكثير من الإعوجاج، وأكثر الإشادة بهؤلاء الذين يتابعون ما يكتب في الصحف وأخص بإشادتي بكل قراء هذه الصحيفة بما فيها هذا الباب المتواضع.
القارئ صديق يحى من السجانة بالخرطوم الذي حمل توقيعه يوم الأحد 16 نوفمبر 2008 م الموافق 18 ذي القعدة 1429 هـ،في باب مساحة حرة بالعنوان (كيف يكون القانون أعمى)… حمل توقيعه (خريج قانون)… وغيرته على القانون جعله يحمل القلم في ذلك اليوم ليكتب راداً على كاتب هذا العمود. وبغض النظر عن رأيه فبما كتبت عن القانون في اليوم المعني، فقد عدت مرة لقراءة العمود الذي جاء بتاريخ الثلاثاء 11 نوفمبر 2008 م بالعنوان (هل القانون أعمى؟)…. والأخ القارئ الذي لا أظن قد مارس ما قرأه في الجامعة بعد لم ينف أو يثبت تساؤلي الذي جعلته عنواناً لموضوع سابق… ولأنني بحاجة لإجابة حول هذا الموضع خاصة من أصحاب الإختصاص أمثال الأخ صديق يحى فتساؤله أيضاً افهمه بأنه قد تضامن معي.لأنه لم ينف أو يثبت بأن القانون اعمى إنما تساءل عندما كتب (كيف يكون القانون).
وبما أن الأستاذ صديق يحى، خريج القانون حسب ما تفضل به من إفادة، قد إبتدر نقاشنا وأعدنا إلى الحديث عن القانون وأنا لا أفقه شيئاً….فسوف نتحدث مرة أخرى عن أشياء يظل القانون عاجزاً عن تحقيقها رغم حضوره الدائم. عليه سيكون السؤال هل كل حواس القانون سليمة وصحيحة حتى لا يفوت عليه شئ فيظل المجتمع سليماً معافى بسلامة تطبيق قانونه_لاحظ انني أتحدث عن سلامة تطبيق القانون وليس سلامة القانون فالحمد لله كل قوانيننا سليمة وتنقصنا سلامة التنفيذ. ما هي الحاسة المفقودة في قوانيننا حتى أن بلادنا تبدو بلا قانون يحكمه؟.
مثال بسيط وقد يبدو بعيداً عن موضوع اليوم، يمكنك مطالعة صحيفة الرائد الصادرة يوم الأحد 19 ذو القعدة 1429هـ الموافق 16 نوفمبر 2008 م العدد 92 صفحة 16. جاء فيها موضوع يتناول عودة طفلة إسمها سلمى لأهلها بعد غياب دام لفترة (21) يوماً عندما توفيت والدتها في حادثة مرور ولم يتم التعرف على أسرتها إلا عندما أرشدت الشرطة على إسم صاحب الدكان المجاور لمنزلها في الحي الذي تقطنه… اي ان منفستو سيارة الركاب التي كانت سلمى تستقله مع والدته التي فقدت روحها في الحادثة لم يكن موجوداً، وما الشرطة بحاجة إلى هذه المجهودات الجبارة التي قامت بها وهي مشكورة لو تم تطبيق الإجراءات القانونية السليمة..
على كل حال أقدم إعتذاري لكل خريجي القانون الذين قد يفهمونني قاصداً الإساءة إلى مهنتهم لكن ما اريد توضيحه منهم :اين الخلل الذي يجعل القانون عاجزاً عن حماية الأبرياء خاصة الأطفال وذوي الحاجات الخاصة؟.[/ALIGN]

كلام الناس – السوداني – العدد رقم 1084 – 2008-11-20