تحقيقات وتقارير

قضية عادية للغاية .. فالوطني يهتم بالمؤسسية وليس الأشخاص

[JUSTIFY]مع جشامة التحديات والقضايا الإستراتيجية الهائلة التى يخوض السودان غمارها فى راهنه الحالي، فإن من قبيل الاهتمام بقضايا هامشية إعطاء قضية خروج الدكتور غازي صلاح الدين ومجموعته من الوطني أبعاداً ومساحات أكبر مما تستحق، ذلك أن العديد من المراقبين شغلتهم هذه القضية عن قضايا محورية هامة يواجهها السودان وتشكل تحدياً رئيسياً وهاماً بالنسبة له.

وإذا ما أخذت قضية حزبية كل هذا الحيز مع كونها عادية فإن من الصعب أن تجد القضايا الأساسية المهمة الاهتمام الكافي.

الدكتور غازي سياسي وقيادي بارز فى الحزب الوطني ولكنه أخطأ فى الحساب؛ والذي حدث فى مجمله يشير الى أن الوطني على الأقل يهتم بالمؤسسية بأكثر مما يهتم بالأشخاص والأفراد وهو أمر يؤكد عليه فى أدبياته ولكن لا أحد يهتم بذلك إلا حين تقع حادثة أو تحدث مفاصلة ولهذا فإن أولينا هذا الجانب اهتماماً بدرجة محدودة فإن مرد ذلك الى عدة اعتبارات نرى أن الوطني وبعكس ما قد يعتقد البعض نجح فى التأكيد عليها بصرف النظر عما إذا كان محقاً أو مخطئاً وبصرف النظر عن إتفاقنا أو اختلافنا معه ومع ممارساته السياسة.

الاعتبار الأول أن الحزب يصر على مبدأ الانضباط الحزبي والالتزام بالخطوط العامة والحدود المرسومة للتنظيم وهي قضية مهمة وإن بدت نادرة فى سوح الأحزاب السياسية السودانية قاطبة، فللأسف الشديد هنالك أحزب سياسية -بالعشرات- يصرح أعضائها وقادتها عشرات التصريحات المتضاربة ويلقي بعض قادتها بالحجارة على رؤوس بعضهم، ويقولون الشيء ونقيضه حتى إنك لتحتار أهذه أحزب منظمة، أم مجرد سوق لبيع السوام؟

إن من موجبات إزجاء الاحترام والتقدير لأي حزب، حرصه على انضباط قياداته وأعضائه بصرف النظر كما قلنا عن أي اعتبار آخر.

الاعتبار الثاني أن الوطني يعلّي من شأن المؤسسية بحيث يطغى الأفراد على المؤسسة الحزبية لأن البقاء للمؤسسة والأفراد يذهبون وهذا أمر كنا نعتقد أنه مفهوم ومفروغ منه لدى قادة أمثال الدكتور غازي باعتبارهم أهل نظر لا يشق لهم غبار، ولكن هكذا هي سنة الممارسة السياسية دائماً بعضها نقص هنا أو هناك.

الاعتبار الثالث أن الوطني ومع حرصه على انضباط قادته وعضويته لا يضع اعتباراً يفوق المعقول للقيادات التى ترتكب خطأً مروعاً مهما بدت قيادات مهمة أو داعمة لوجوده وفى تقديرنا هذه هي الديمقراطية، على الأقل بقدر ما بدا لنا إذا كنا نبحث عن الديمقراطية داخل أحزابنا السياسية.

وهكذا فإن الذين ينشغلون بقضية غازي ورفاقه ينسون أو يتناسون طبيعة القواعد التنظيمية الصارمة التى يصر عليها المؤتمر الوطني، والتي لولاها لما حافظ بيده القوية على دولة تنتاشها السهام من كل مكان ويكاد جسدها لا يخلو موضع فيه من ضربة سيف أو طعنة رمح أو جرح غائر !

سودان سفاري
ع.ش

[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. اول ما تعمل مقارنة مع الاحزاب السودانية هذا يؤكد فشل حزب المؤتمر الوطني في ادارة دفة بلاد يقودها 24 سنة ما قادر يوقف نزيف الحرب .. اذا بقيتوا بتقارنو في حزبكمدا مع الاحزاب الاخري ( الرماد كال حماد)