منى سلمان
إستنى لمن يجي أبوك
فقد اظهر تعلق صغيري هذا، نوع من الاختلاف الخفي الذي اجتهد في عدم اظهاره امام العيال بين اسلوبي ومنهجي في التربية كأم وبين فهم وطريقة ابيه في ذلك، أو على وجه العموم بين طريقة تربية النسوان (الامهات) المبنية على اللين، وبين طريقة الآباء في تربية الابناء المبنية على تعويدهم على القوة والصلابة والاعتماد على النفس .. فـ زوجي لا يرى بأسا في أن يسمح للصغير بأداء كل اوقاته بالمسجد دون حوجة لمراجعتي واخذ الاذن مني في كل مرة، بينما (لو خلّوها علي أنا) .. لكنت افضل بعد (تعاتيل) ان يكتفي بالذهاب لاداء صلاتي العصر و المغرب أما العشاء فـ إلا بصحبة رفقة مأمونة ..
وما ذلك التردد إلا لتنازعي بين خوفي عليه من شرور الطرقات، وبيني وبينكم .. لا يخلو الامر من امتلائي بمخاوف وأوهام النساوين عن (العين) و(النجيهة) .. الله يكفينا شرها ..
زمآآآآآن كان آباؤنا الاولين بيقسّمو البلد نصين .. فـ تربية البنات كانت شأنا نسائيا خالصا لا يتدخل فيه الرجال إلا بسن القوانين التي تحد من حريات الكواسة والدخلة والمرقة، ثم اختيار عريس البنت وتزويجها له بدون شورة ووجع دماغ، ومن ثم في المستقبل عقد مجالس الجودية لحل المشاكل بين الزوجين .. أما تربية الصبي فتكون منذ ولادته من واجب الأب، وكل ما يمت بصلة في توجية الابناء الصبيان يعتبر منطقة محرمة لا تحوم حولها النساء، فحتى عندما يخطيء الابن خطأ بينا في غياب ابيه .. تكتفي الامهات بإطلاق الوعيد المعلوم:
الليلة استنى لمان يجي ابوك !
وغالبا ما يكون في هذا الوعيد الكفاية فـ ينقرع الابن العاصي عن خطأه دون الحوجة لكتير كلام .. بل ان هناك اساطير تحكى عن سطوة بعض الاباء الزمان، الذين كان الواحد فيهم يكتفي بتعليق (سوط العنج) على مسمار مجاور لـ مسماره الذي يعلق فيه الجلباب .. فيقوم السوط من مكانه بدوره كاملا في ارهاب الشباب، دون الحوجة لانزاله من مكانه واستعماله في (محط) ظهور وسكاكات الغلطانين من الابناء ..
نحمد الله أنا وأخواتي، لان ابي رحمة الله عليه كان من اتباع مذهب (البت ما بدقوها) وكان يترك معالجة مشاكل شغبنا ومناكفات طفولتنا لـ أمي كي تعالجها بمعرفتها، لكن غايتو في زول ساكن معانا حكى لينا .. بأن والدته كانت عندما ترغب في دفعه واخوانه الصبيان كي (يلزمو الجابرة)، تكتفكي بالاشارة للسوط المعلق على المسمار وتقول:
لو عملتو دوشة .. السوط ده بعدين بكلم ليكم ابوكم.
أما الان ومع تغير الزمن وظروف غياب الاباء بالسفر والاغتراب وغيره من الاعذار المبيحة لتهرب الآباء من هم تربية الابناء، فقد صارت مهمة تربية الابناء والبنات من واجبات الأم ، وغالبا ما لا يتدخل الاب في سير الامور إلا عندما يغترف الابن ذنبا يحتاج لان يرفع إلى ابيه .. وربما كان ذلك واحدا من اسباب تفشي الدلع و(النياصة) بين صغار اليومين دي .. فقد تابعت ايام العيد الفائت تداعيات انتفاضة احد اقربائي، على طريقة حريم الاسرة في (المضارفة) والخوف على ابنه الصغير يتيم الام، فاصر على السماح لابنه بالذهاب للحديقة مع اصدقائه الصغار .. رغبة من قريبي هذا في دفع ابنه لتعلم (الدردحة) والاعتماد على النفس .. بصراحة فقد عشت مع نساء الاسرة الرعب وايادينا على القلوب خوفا على الصغير، بسبب ازدحام الحدائق في الاعياد والمشاكل التي تنتج عنه .. ولم نتنفس الصعداء إلا بعد ان عاد الصغير العزيز بالسلامة لتؤكد تلك العودة على صحة نظرية ابيه في تركه يعتمد على نفسه ليتعلم الشدة، ولتؤكد ايضا على حوجتنا نحن الامهات لان نربط على قلوبنا الرهيفة شويييية .. حتى ينشأ أبناؤنا ليصيروا رجالا يملوا العين.
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com
بارك الله فيك اخت منى واصلي بلا فواصل:o
مني يا سودانية يا اصيلة كتابتك سمحة بلحيل واصلي الله اوفقك
أم الريان.. متعك الله والوليدات و( سيد الاسم) بالصحه والعافية.
يعني اسي كان في داعي ( تنكي الجراح) فظيعه تنكي دي على قولتك صح.
الله لا عاد ايام الكرباج والارهاب..هو ( جنس محط ساي).
انا غايتو حقي د ا ما بخلي يا في العيال يا امهم.
واحتمال اسامحهم .. عشان الساقيه ما تكون مدوره.. برضو علي كيفي :lool:
مع عارم الود…
الله اخليك يااستاذه منى
عجبتنى جدا حكايه قريبك اللى عايز اعلم ولدو الدردحه عشان كده استفزانى الموضوع اكتر لانى انا برضو بخاف على عيالى موت زى اى ام بس انا مسكينه شويه لذلك نفسى اولادى اطلعو مفتحين مرات يعنى بترك ليهم الحبل عللى القارب عشان اتعلمو
كعهدى بك دوما رائعة وهذا ماافعله مع العيال بالضبط وخصوصاابنى الوحيد
ما عارفه هل هذا الاسلوب مفيد ولابقولوا عليه قديم انا غايتوشايفاهومفيد
وخصوصا عند حصول المناكفات وعند عدم الاهتمام بالمذاكره والله السوط ذى ما قلتى معلق فى المسمار واحيانا بنزل للتخويف ماتقولوا ……….. مع تحياتى لك
ولافراد اسرتك ولسيد الاسم ودى عاجبانى .
استاذتنا الغالية
والله قريت لما وصلت حتة السوط وفجأة انتابتني مشاعر الخوف منه لما رأيت من هذا السوط فكان معلقا بجانب دولاب ملابس المرحوم الحاج وينزل كل اسبوعين تقريبا ويتم عمل جرد وحساب لكما الفترة ويحدد كم كل منا سيأخذ ، انا شخصيا لم يكن نصيبي دايما كبيرا مابين الثلاثة والخمسة اما اخواني الكبار وكان معنا طلاب من يدرسون وهم من قرية اخرى فيصل النصيب الى عشرة وثمانية .
رهبة السوط موجود بالبيت وعنمدا نخرج الى المدرسة وبمجرد دخولنا نجد عمنا الفراش شايل السوط فقد طلبه الناظر لانه اليوم سيكون هناك عقاب طالب في الطابور ….
بل يوم التسميع للقرآن والادب فللسوط حوبة وعرس وزغاريد في المدرسة .. مع كل هذه المعايشة فانا لم استعمل حتى خيط دبارة مع ابنتي .. بل وحاتك بس الهرش والكواريك .. والحمد لله النتيجة يمكن 95% وانا مع مبدأ ان الولد يجب التعامل معه بشوية حزم في بعض الامور كما انه يجب ان يعود على بعض الاشياء التي تخلق الثقة في نفسه وتعلمه الدردحة كما قلتي
تقبلي نحياتي