تحقيقات وتقارير

التعليم الحكومي .. جبايات المدارس المسكوت عنها

[JUSTIFY]رجع وقطرات الدمع تنحدر من عينيه، ارتمى على صدر أمه وهو يشهق ويتلعثم في (أمي أديني جنيه سرعة باقي الحصة ما يفوتني)، وهي لا تعلم لماذا الجنيه؟، ويرجع للمدرسة وهو في سرعة بساط الريح كي لا تفوته جملة أو إجابة ما، يدخل الفصل ولا يفهم ماذا قيل في غيابة، ومع اقتراب الامتحانات هنالك ما يرهق الجيب أكثر من العقل، ويصير مجرد كابوس يلازم الوالدين طيله تلك الفترة ويتكرر من حين لآخر خصوصا لو كان لك أكثر من طالب في المراحل التعليمية المختلفة ويصبح بمثابة شيء يجب أن لا يذكر صبيحة كل يوم دراسي كي لا يُطرد الطالب من الحصة ولا يشمئز الوالد من ذلك (الجنيه)، ظاهرة ليست بالجديدة في السباق كانت مساهمة من شهر لآخر واقترب الزمن حتى صارت تدفع كل سبت، وفي الحين تدفع رغم أنفك عند كل حصة، ولا يدري إلى أين يذهب تلك الجنيه، ومن هم أكثر المستفيدين إدارة المدرسة أم المعلمين؟، حصة أولى قبل الطابور وأخرى آخر اليوم الدراسي والتحصيل في آخر العام حدث ولا حرج، لأن الأمر صار مكشوفا على دفاتر ونتائج الطلاب نهاية كل عام، عتبة تقف عليها (اليوم التالي) مستطلعة بعض الآراء حول تقييم الحصص الإضافية والجنيه الذي يدفع دون جدوى.
كل يوم راجع

ياسمين أم لطالب واحد في المرحلة الأساسية لسان حالها يقول: ما بعد إجازة العيد صرنا نسمع تلك الجملة يوميا والأغرب كل معلم يريد أن يدفع له على حده، ولو فرضنا أن كل أستاذ يدفع له في الشهر (30) جنيهاً والطالب يدرس سبعة على الأقل فكم ناتج تلك الحصيلة، ومن هنا نناشد مديري المدارس للوقفة عند تلك الجنيه .
أصرف على ابني والمدرسة

نجوى تقول: في السابق إذا كان الإخوان اثنين يطرد واحد كي لا يُحرم الاثنان من الحصة، أما إذا كانوا أكثر من ثلاثة تُخفَّض لهم رسوم الشهر أو يُعفى أحدهم، وأردفت متحسرة على حال قائلة: المعلمون يعلقوا فرض الرسوم والجبايات المدرسية على شماعة تقصير الوزارة عن الإيفاء بأساسيات التزاماتها تجاه المدارس الحكومية، وتشير أيضا: أخبرتني إحدى المدرسات أن هذه الجبايات يشترون منها (الطباشير، أقلام التصحيح، كهرباء المدرسة، نثريات تحرك بعض المعلمين)، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا يتحمل ولي الأمر المسكين الإنفاق على ابنه والمدرسة في آن واحد من راتب لايكفيه الآخر الشهر .
الخاصة أكثر رحمة

ومن جهتها، تقول آمنة: لدي أربعة طلاب في مراحل دراسية مختلفة أساس ثانوي وجامعات، فنفس المبلغ الذي يصرف على طالب المدرسة أصبح يصرف على طالب الأساس من مصروف يومي ورسوم إضافية مقررة من قبل الأساتذة فمتوسط الصرف لايقل عن السبع جنيهات يوميا وقابل للزيادة في فترة الامتحانات وما قبلها وحتى النتيجه فرضت عليها رسوم، فأين دور الوزارة من تجاه المعلمين ومستحقاتهم وما عليهم وما لهم، وتقول أيضا لست مستعدة لصرف أكثر من قدرتي وفي الآخر النتيجة غير مشرفة ويكون (صرف في الفاضي) ليس كما نرجوه، ومن هنا قد يقول البعض الفهم يتوفق على الطالب، ولكن إذا نظرنا للمستوى العام للمدرسة بلا شك يكون متدنياً، وعن تجربة نقلت أولادي إلى مدرسة خاصة توفر الكتب والزي والحصص والترحيل بنفس القيمة، وتواصل في حديثها الشيء الذي يستفز هو قطع الحصة من نصفها، وطرد الطالب كي يرجع المنزل لتحصيل الجنيه ومن شدة خوفه لا يفهم ما تبقى منها إذا لحق باقيها، كشفت آمنة أن الأستاذ يطرد من طرف وهمه منصب على الدفع أكثر من فهم الطالب، ويشمل الطرد الغني والفقير واليتيم وماشابههم .
الحال من بعضو

ويقول الأستاذ محمد المرتضى: الرسوم ليست مقررة من قبلنا بل من قبل إدارة المدرسة، ويمكن أن تكون مقررة عليها من فوق أيضاً، والله أعلم، لكن كل ما علينا هو إيصال المعلومة، لذا نكرر من الحصص علما بأنها ليست إجبارية، ويواصل إذا فرضنا أن ولي الأمر يدفع رسوم دروس خصوصية، فهو نفس المبلغ الذي يدفع للرسوم المقررة على حصة المراجعة في المدرسة، ويبقى الحال من بعضه، ويردف في قوله نحن أيضا نسعى لمجانية التعليم، لكن مع الوضع الراهن يبقى الجنيه هو مصدر لتوفير بعض الاحتياجات المدرسية .

صحيفة اليوم التالي
درية منير
ع.ش[/JUSTIFY]

‫3 تعليقات

  1. [SIZE=5]لا يختلف إثنان في أن ما يحدث في [B]المدارس والجامعات[/B] أصبح يزكم الأنوف ، فالجامعات الأهلية صارت إقطاعيات يديرها عمداء الكليات والأساتذة فهم يتصرفون وفق أمزجتهم الخاصة وتحت سمع وبصر المسئولين ودون حسيب أو رقيب ولا يجرؤ أحد كائنا من كان سواء كان مدير الجامعة أو وزير التعليم العالي أو المجلس الوطني أو مجلس الوزراء من الإقتراب من تلك الإقطاعيات أو حتى الهمس بما يدور داخلها من إبتزاز وإستغلال للطلاب وأولياء أمورهم . أنا ولي أمر طالب في إحدى الجامعات الأهلية الرائدة أعاني الأمرين مما يقوم به بعض الأساتذة من إبتزاز بموافقة مسبقة من عميد الكلية، حيث يقول لهم الأستاذ سوف أقدم لكم إمتحانا وأتحدى أن ينجح فيه أحد حتى لو وضعتم جميع المراجع على طاولة الإمتحان !! وفعلا يرسب الجميع ويتكرر ذلك مرة تلو الأخرى ثم ينتهي الأمر بأن يطلب الأستاذ بموافقة عميد الكلية مبلغا ماليا بواقع مليون جنيه من كل طالب لإجتياز تلك المادة !!! وأزاء هذا الواقع المرير لا مناص من الدفع حتى يجتاز الطالب تلك العقبة التي تقف حجر عثرة أمام مستقبله. أنا لا أحكي خزعبلات ولكنه ما يجري حقيقة في وطني ولكم أن تسألوا وتتحروا . أمامي مليوني جنيه لا بد من دفعهما في سبيل أن يجتاز إبني تلكما المادتان أو على أن أصرخ بأعلى صوتي في صحراء بيوضة حتى يسمعني الجان ولا يسمعني [SIZE=5]إنسان السودان !!![/[/SIZE]SIZE]

  2. حليل (المخازن والمهمات) كان الطباشير والسبورات والادراج والكنب والكراسي الخيدران وكل شئ من لوازم المدرسة يأتي من هذه المؤسسة العريقة… أسألوا وزير المالية الأسبق حمدي بدر الدين أين ذهبت المخازن والمهمات؟!

  3. ابنى يدرس فى مرحله الاساس حكومى وندفع شهريا30 جنيه عباره عن 25 جنيه درس اضافى + 5 جنيه كهرباء – مع العلم انه لايوجد درس اضافى – والفصل به 89 طالب