الخلاف اليوغندي الجنوبي .. متى بدا ومتى ينتهي ؟!
يوغندا تظن ان سابقة تعاونها واسنادها لدولة جنوب السودان منذ ان كانت ” حركة في الغابة ” يجب ان تمنحها ميزة على كل الدول الاخرى ، ولكن جنوب السودان الان دولة ذات سيادة مستقلة وحكومته تفكر الان في مصالح ” 8 ملايين جنوبي ” وليست مسؤلة عن تحميل هؤلاء المواطنين فواتير التحرير باستمرار … لان المواطنين دفعوا ويدفعون ثمنا باهظا كل يوم وليس بمقدورهم التضحية على حساب اجيال المستقبل .
على سبيل المثال ” مشكلة البودا بود” وهي الدراجات النارية التي يملكها مواطنون يوغنديون وتعتبر وسيلة النقل الاولى في كمبالا وكل مدن يوغندا لا تعتبر وسيلة مناسبة في جنوب السودان وقرار الغائها سببه الاساسي عدم مواءمة هذه الوسيلة للظروف التي يمر بها الجنوب الان … وعدم مواءمتها لطبيعة وتكوين النسيج الاجتماعي في جنوب السودان!
هل من المتوقع ان تكون هناك ” غبينة ” او ” كراهية ” لليوغنديين دفعت حكومة جنوب السودان لايقاف هذه الوسيلة… بالتاكيد لا…ولماذا يكره الجنوبيون اليوغنديين من الاساس … ولكن الطرف اليوغندي عندما خسر دخلا وفيرا وفرص عمل من ايقاف هذه الوسيلة بدا يتذمر ويحتج ويطالب ..!
يبلغ تعداد يوغندا 32 مليون مواطن بينما الجنوب 8 ملايين مواطن … وتعادل يوغندا ربع مساحة الجنوب … وهذا يعني ان ربع شعب يوغندا يسكن في اربعة اضعاف مساحتها …هذه هي نظرة الطرف اليوغندي لجنوب السودان المليء بالخيرات وهذا ما يؤجج رغبته بالاستفادة من هذا الوضع ولكن الاستفادة من هذا الوضع لا يمكن ان تكون وفق وسائل وانشطة تراها دولة جنوب السودان ضارة وغير مفيدة لها .
هذا النقاش الفاتر البارد المدعم بالحجج الموضوعية كان مثار تداول بيني وبين صحفيين يوغنديين واخرين من شرق افريقيا ولكن يبدو ان الموضوع قطع شوطا في التباين..!
الان اتحاد الغرف التجارية اليوغندية قدم طعنا ضد انضمام جنوب السودان لرابطة شرق افريقيا في حين ان انضمام جنوب السودان لهذه الرابطة سيمنح دول شرق افريقيا ” اذن عمل قانوني ” … ولكن يبدو ان بعض اليوغنديين يريدون اذن عمل “بوضع اليد” لهم خاصة وليس لدول شرق افريقيا كلها.
الصراع صراع مصالح وليس هنالك مشكلة اخرى..!
صحيفة السوداني
مكي المغربي
ع.ش
