تحقيقات وتقارير

ابيي.. استفتاء بـ(الزخيرة الحية)


[JUSTIFY]برهنت تطورات الاحداث المتسارعة ، ان ازمة ابيي لم تعد ترقد في محاضن مؤسسة الرئاسة، ودللت تلك الحادثات على ان المكونات الديمغرافية للمنطقة تخلصت من قيود قصري الرئاسة شمالا وجنوبا . وتبعا لذلك نفذت قبيلة دينكا نقوك استفتاءً احاديا ً قضى بتبعية المنطقة الى دولة الجنوب ، استناداً الى نتيجة صناديق الاقتراع التي حسمت الموقف باجماع نادر ، وبالمقابل لم تشا الخرطوم الرسمية ان تترك قبيلة المسيرية التي لم تغشاها رياح الاستفتاء الاحادي فاحالت هدوء المكان الى عاصفة ، وهو ما حفز نائب رئيس المؤتمر الوطني الدكتور نافع علي نافع لاعلان نية الحكومة اجراء استفتاء احادي جديد خاص بالشمال ، بما يؤكد اقلية دينكا نقوك في المنطقة.

الموقف على الارض ما ان اعلنت لجنة استفتاء ابيي الاحادي تبيعة المنطقة الى دولة الجنوب، حتى بدات المتغيرات الجديدة ترسم في معالم المشهد السياسي والامني والمجتمعي على ارض ابيي شمال وجنوب بحر العرب . بل وصل الامر الى درجة ان اعلنت قبيلة المسيرية عن تكوين كتيبة جهادية للدفاع عن المنطقة ،عقابيل اعلان نتائج الاستفتاء الاحادي الذي نفذته قبيلة دينكا نقوك . ولعل هذا ماجعل اسهم الحرب وعدم الاستقرار ترتفع كثيرا في بورصة مناخات المنطقة ، وهو الامر الذي اعتبره مراقبون خطوة اولى ناحية الحريق الكبير، ما لم تراجع قبيلة دينكا نقوك او تتراجع عن اعتماد نتيجة الاستفتاء الاحادي وهذه الوجهه تحديدا مضى اليها المحلل السياسي سليمان عز العرب معتبرا في حديثه مع (الاهرام اليوم) ان نتيجة الاستفتاء حقنت الاجواء بامصال الحرب والاقتتال ، وان الامر ربما يصل الى مراحل غاية في الخطورة حال اصر جنوبيو المنطقة على موقفهم من الاستفتاء الذي اغفل حق المسيرية في التصويت على تبية المنطقة وهو الحق الوارد في برتكول ابيي، ولكن وخلافا لما مضى اليه “عز العرب” فقد ابدى قادة دينكا نقوك تمسكا واضحا بمخرجات الاستفتاء بل وطالبوا المنظمات الاقليمية الدولية باعتماد نتيجة الاستفتاء والمصادقة على المترتبات التي اوجدها استفتاء اكتوبر، على الرغم من ان الاتحاد الافريقي صاحب صاحب مقترح الاستفتاء تملص عن فكرته، بل دعا طرفي النزاع بوضوح العبارة للالتزام بهذا التوجيه. الامر الذي قوبل برفض مغلظ من قبل نافذي الحركة الشعبية من ابناء ابيي، وهو ما ادى في الخاتمة الى قيام الاستفتاء المنفرد.
لم يكن اعلان نتيجة الاستفتاء كافيا لتاكيد تبعية المنطقة الى دولة جنوب السودان ، بل ان الخطوة اوشكت على ان تشعل فتيل البارود ، خاصة بعد تمسك قبيلة المسيرية بحقها في التصويت ، وبعد ان بدا مساعد رئيس الجمهورية نافع علي نافع نية حكومته الاتجاه الى اجراء استفتاء احادي خاص بقبيلة المسيرية ، وهذا الموقف تحديدا ارجعه المحلل السياسي سليمان عز العرب الى رغبة الحكومة في عدم خسران حليفهاالتاريخي المتمثل في قبيلة دينكا نقوك.

احداث عاصفة لكن وفي الوقت الذي هيأت فيه قيادات قبيلة دينكا نقوك نفسها وشعبها الى مرحلة مفصلية في تاريخ المنطقة انطلقت عواصف بغير ما يشتهي ثالوث القيادة في كابينة سفينة الاستفتاء الاحادي دينق ألور ، لوكا بيونق وادوارد لينو، فقد اربكت زيارة وفد مجلس السلم والامن الافريقي الى منطقة ابيي امس الاول اوراق اللعة من جديد، خاصة بعد ان اعلن المتحدث باسم الوفد انهم يرفضون نتائج الاستفتاء الاحادي ، الامر الذي كان سببا في ان تعتدي مجموعة من ابناء دينكا نقوك على الوفد ، قبل ان تسيطر قوات “اليونسفا” التابعة للاتحاد الافريقي على الوضع، لتحول بين اعضاء الوفد وبين المهاجمين ، بعد ان استخدمت البند السابع لحماية وفد الاتحاد الافريقي . ويرى المحلل السياسي عز الدين المنصور ان هذه الحادثة سيكون لها تاثير كبير على مجريات الامور في مقبلات الايام، منوها في حديثه مع (الاهرام اليوم) الى ان التعامل الخشن والتعاطي العنيف مع زيارة وفد الاتحاد الافريقي من قبل منسوبي قبيلة دينكا نقوك سيرسم وضعا قاتما على علاقة الاتحاد الافريقي والقبيلة . لكن المتحدث الرسمي باسم اللجنة السياسية العليا لاستفتاء ابيي ، لوكا بيونق برر الواقعة في حديثه مع صحيفة ” الشرق الاوسط ” بان الوفد الافريقي حينما وصل الى ابيي عقد اجتماعا عاما ضم سلاطين ومشايخ وعشائر قبيلة “الدينكا نقوك” ومنظمات المجتمع المدني ، واضاف انه ” جري تسليم الوفد نتيجة الاستفتاء الذي اجري الاسبوع الماضي وان المجتمعين طلبوا من وفد الاتحاد الافريقي قبول نتيجة الاستفتاء ووقف اي عراقيل تبديها بعض الجهات”، منوها الى ان رئيس الوفد ظل يردد على المجتمعين ان قضية ابيي في يد الرئيسين السوداني عمر البشير والجنوبي سلفا كير ميارديت ، واضاف ان ” هذا الحديث ادى الى رفض وهياج من قبل الجماهير التي كانت في استقباله وكادت تؤدي الى مشكلة .. ولكن قامت بعثة الامم المتحدة بحماية اعضاء الوفد ونقلهم الى مقر البعثة في ابيي”، مشيرا الى ان قيادات ابيي تعمل على احتواء الموقف لواصلة الاجتماعات . ويعود المحلل السياسي سليمان عز العرب مؤكدا ان ” الاعتداء على وفد الاتحاد الافريقي سيتم تسويقه على انه تاكيدا لحرص قبيلة دينكا نقوك على ارضها وانه ياتي في سياق المنافحة عن حق اصيل ، وبذا تنجو القبيلة من غضبة الافارقة ، مشددا على ضرورة التنبه الى هذا السناريو جيدا “.
وكان حزب المؤتمر الشعبي قد دعا الى جعل ابيي منطقة تكامل ومنح سكانها من “المسيرية والدينكا نقوك” جنسية مزدوجة بين السودان وجنوب السودان واقترح في حال تعسر تلك الحلول، وتقسيم المنطقة بالتراضي بين السكان.
ويري القيادي بقبيلة المسيرية محمد عبد الله ود أبوك أن ايما إقرار أو أعترف بنتيجة الاستفتاء المنفرد الذي قامت به قبيلة دينكا نوك من جانب الخرطوم أو جوبا فان ذلك ينهي احتمالات السلام بين دولتي السودان وجنوب السودان)).
وقال لـ((الاهرام اليوم)) ان قبيلة المسيرية لن تتخلي عن اراضيها، ولن تكون فريسة لتعامل الحكومة غير الحاسم مع الملف)).[/JUSTIFY]

تقرير: يوسف الجلال
سودان سفاري
ت.ت


تعليق واحد

  1. بدون لف او دوران
    وبدون السياسة الناعمة التي تتسم بذات الغباء والبلاهة التي وقعت بفعلها نيفاشا وتوابعها البروتوكولات الثلاثة ومااشبه الليلة بالبارحة والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين
    على قبيلة المسيرية الاستعداد لحرب ضروس طويلة وعلى الجيش السوداني الاستعداد والاعداد لحرب مختلفة عن الحروب الاهلية التي ظل يوضها منذ استقلال السودان فهذه حرب جيش دولة اجنبية في مواجهة جيش يحمي ارضه مع الاخذ في الاعتبار ان اسرائيل ستكون عنصر من عناصر هذه الحرب ولن تكون هي حرب تاتشرات ودوشكات انما حرب طائرات وصواريخ وتكنولوجيا متقدمة لم يعهدها جيش السودان لذلك يجب الاعداد منذ الان لانه لن ينفع في هذه الحرب مثل طائرات جات طافية انوارها لانها منذ الان ستطفئ انوارها وغيره من مبررات غير مقبولة انما تفرض فرضا لان هذا النوع من الحروب قد يتوغل الخصم المنتصر فيه الى داخل حدود الخصم المهزوم ولن يكون خروجه من الاراضي التي وضع يده عليها ميسورا بالمفاوضات انما بالحرب وليس لدى السودان اقتصاد لادارة مثل هذا النوع من الحروب ودولة الجنوب لديها اسرائيل وامريكا يمكن ان يمنحانها قروض بضمان البترول للتسلح والصمود في وجه السودان وهزيمته في الحرب كما هزموه بالمفاوضات ويكون اليهود قد استولوا على البترول الى 50 سنة قادمة فاحذروا واعدوا لهم

  2. لم يعد السودان كما كان في الماضي ولن يعود ابداٍ . على الشعب السوداني ان يهيئ نفسه للمزيد من الانقسامات ( خمسة دول ) . وانا من رايي الشخصي احسن من الان تختار ليك منطقة غنية وامشي اشتري ليك فيها ارض وابنيها واسكن فيها لغاية ما تصبح مواطن رسمي وبعد يجي التقسيم تكون معروف لناس المنطقة . احسن منطقة في رايي الشخصي هي دارفور . اذن هذا هو موسم الهجرة الى دارفور .