منى سلمان
وصف الحال لكل الشباب بين الواسطة والباسطة
قديما غنت مغنية:
نحنا منتظرين يا شباب اليوم
من سنة سبعين يا شباب اليوم
وربما كانت تعبّر عن التعاطف مع حالة (شباب سنة سبعين)، والذي كان (في رجاء التعيين) يعاني من العطالة وقلة فرص التوظيف، ويعيش حالة الانتظار لجنين في رحم غيب لجان اختيار الخدمة المدنية، عشما في أن (تنحل) عطالتهم (بسلامة) وظيفة تكافىء تعب سنين التحصيل الدراسي، وتعد بغد مشرق تتحقق فيه الأمنيات ثلاثية (العينات) .. (عروسة) و(عربية) و(عشة صغيرة) ان شاء الله بيت ايجار.
المفارقة الغريبة أنه منذ (سنة سبعين)، ما زال (الحال ياهو نفس الحال) وما زال (شباب سنة الفين وعشرة) مصلوبين على رصيف انتظار (بكرة أحلى)، عسى أن يأتيهم بوظيفة يأخذونها عنوة بـ (ضراع) الكفاءة والاستحقاق، دون حوجة لـ باسطة الواسطة وبروتوكولات (ماشي-أكوسالمدير) وبنود اتفاقية (عيّن لي وأنا أعيّن ليك)، والتي ابتكرها (المدراء) اختشاءا من عين الرقيب وحتى لا يتهموا بالمحسوبية وموالاة ذوي القربى بتعينهم في نفس مؤسساتهم، فعالجوها باتفاقيات تبادل المنافع بين المديرين، المشروطة بـ أعين ليك قريبك عندي مقابل أن تعين لي قريبي عندك .. ويا مؤسسة ما دخلك شر الغريب !
في السبعينات، كانت لافتة (مكوجي السعادة – بكالريوس ذراعة) المعلقة فوق رأس خريج كلية الذراعة، تعبيرا عن تفضيل ذلك الخريج لأن (يغسل) أحزانه و(يكوي) جراح العطالة، عندما اجبرته الظروف وقتها للاختيار بين ناريين .. نار العطالة أو نار المهن الهامشية، في بلد كان العشم فيه زمآآن – أن يكون سلعة غذاء العالم، ولكن سرعان ما امتدت نار العطالة – وقتها – لتشمل كافة الخريجيين بمختلف تخصصاتهم، فلم يجدوا منها مهربا سوى بالتداعي لـ (يللا وتعال يللا نهاجر في بلاد الله) ..
أما حال شباب اليوم وبعد انطفاء بريق الأغتراب وانكماش فوائد السفر السبع المرجوة منه، حتى كادت أن تنحصر في ضمان العيش الكريم وتعليم الابناء مع توفير كسوة الشتاء والصيف للأهل في السودان، فقد صار البديل لديهم هو السعي للاغتراب الداخلي عن طريق العمل في المنظمات الطوعية العالمية والأممية ولو ضمن طاقم (السكيورتي) أو في شركات البترول، وان عزّ وصال الاثنتين ففي تجارة البالة (دبي الخرطوم)، التي حلت محل تجارة الشنطة بين مصر والسودان بعد حذفها خير معين، وأن عزّت هي الأخرى ففي سواقة الامجادات والرواقش خير سلوى للوجدان ..
أبلغتني احدى حاملات الشهادات العليا من معارفنا خبر خطبتها لـ سائق أمجاد، وعندما أشفقت علي من ملامح الحيرة التي كست وجهي، أضافت بأن الخطيب يحمل ماجستير في ادارة الاعمال ويعمل على أمجاد الاسرة التي اشتراها شقيقة المغترب لمصاريف البيت، حتى يحل أوان الفرج بوظيفة لا يحتاج فيها لواسطة وضهر ..
معاناة الشباب من قلة فرص التوظيف، وان وجدت فهي من نصيب أولي قربى العاملين عليها، سبب كافي لاحباطهم وعزوفهم عن دخول المعاينات لوظائف معلوم سلفا صاحب النصيب فيها قبل أن يعلن عنها في الصحف ..
غايتو، البركة في الركشات وكتر خير الامجادات فلولاها لهُدمت (بيوت وقطاطي ورواكيب) ولـ مات كل الخرييجين جوعا، وعلى السنتهم رجاء (سيف الجامعة) للجان الاختيار:
يا النسوني .. ويا النسوني كفا أعرفوني ![/JUSTIFY]
منى سلمان
[email]munasalman2@yahoo.com[/email]
سبحان الله الرزاق الكريم!! وبعد داك ربنا يحلها من فوق سموات سبع، فهل مات شباب السبعينيات من الجوع ؟ فالمشكلة بتنحل في النهاية، و كيف ؟ الله أعلم . والمثل بقول :ربنا ما شّق حلق ويبسو
طبعا لا أقول أن يعتمد على الحلول القدرية ، لأن الله وهبنا العقل لنستخدمه في إعمار حياتنا وأوطاننا
لذلك يجب على الراعي الذي سيسأل عن رعيته حل مشكلة عطالة الشباب
احمدي الله البلد مليانه عطالة على الاقل لاقين وقت يقروا مقالاتك الما جايبه همها دي
بكره لمن تكون في تنمية وطفره اقتصاديه والناس تبقى مشغوله بالبيزنس بتاعا … زول بقرا ليك مقال ما في
اكثر الدول تقدما اكثرها قلة في الاطلاع والقراءة باستثناء الاكاديميات المفروضة
انتو يا كتاب المقالات والاعمدة سمعتكم وشهرتكم جاية من سوق العطالة ديل الما لاقين موضوع
احسن ليك تقنني العطالة وتكوني حزب العاطلين عشان عدادك يرمي جد
يا سبع البراري :
1- كده يعتبر ده اعتراف منك بأنك عاطل فأنت تقرأ مقالات الرائعة “منى” بل و تعلق عليها،صحيح ؟!!!
2- معلومتك التي تقول فيها: أكثر الدول تقدما اكثرها قلة في الاطلاع والقراءة، غير صحيحة ،بل العكس تماما فالكتاب والقراءة في أمريكا والغرب عموما مازالت تمثل قيمة كبرى ،ومبيعات الكتب من أعلى المبيعات ، ولذلك أغلب المشاهير ومنهم الرؤساء السابقين يؤلفون الكتب .
والله يا استاذه نحنا شكلنا ح نورث العطاله للاجيال القادمه ىظره لما ورثوه لنا ابأنا ..
انا غايتو من وجة نظري شايف انو اي حاجة حاصلة في البلد الليله من سوء كل شي وحتى الحكومه القاعده دي من ضمن سوء الشي السبب فيها ابأنا والاجيال التي سبقت
يعني وصلوها لينا منتهيه وهسي يقولو ليك صلح
اصلح شنو ؟؟؟؟ منو العوض ولية العوض يعني بالجد احباط متأصل
….
ونحنا دولة من دول العالم التالت وح نظل
ولا اننا في المركز التالت مشترك مع مجموعه من الدول
لازم يكون اهم شي عندنا الواسطه