[JUSTIFY]
إذا ربطنا هجوم بعض أبناء دينكا نقوك على وفد مجلس الأمن والسلم الإفريقي أثناء زيارته إلى منطقة أبيي تحت حماية «اليونسفا» إذاربطناه بحادثة قتل السلطان مجوك وأكثر من عشرة أشخاص من أبناء المسيرية، فإننا سنلحظ أن هناك جهة تستطيع أن تأتي بسلاح متطور إلى ذلك المكان، ولا يمكن أن تكون هي جهة مناطق المسيرية طبعاً. لذلك يمكن أن تكون مجموعات تابعة للجيش الشعبي، وهذا يعني أن أبناء دينكا نقوك حينما هاجموا المقر الذي كان يستضاف فيه وفد مجلس الأمن والسلم فقد كانوا يمثلون أجندة ضمن أجندة الحركة الشعبية. أما دينكا نقوك كمواطنين في المنطقة فإنهم في أغلبهم لا يميلون إلى رغبات الحركة الشعبية بشأن المنطقة، ومن يحركون الآن مسألة استفتاء أبيي من جانب واحد هم المقيمون هناك في دولة الجنوب، وحتى إذا اتبعت المنطقة إلى الدولة الجديدة فلن يقيموا فيها، هم فقط يريدون التجاوب مع أجندة الحركة الشعبية في المنطقة السودانية التي يسكنها المسيرية. إذن لا المسيرية ولا أي جهة سودانية يمكنها مع وجود اليونسفا أن تقوم بالاعتداء سواء على الضيوف الأفارقة أو سلاطين دينكا نقوك مثل السلطان كوال الذي كان كبش فداء لعملية سياسية يتبناها أصحاب أجندة معادية لوجود المسيرية في منطقتهم. إن الجيش الشعبي ومن ورائه أبناء النقوك في الحركة الشعبية مثل دينق ألور وصديقهم من قبيلة الفراتيت إدوارد لينو جميعهم يريدون أن يتعاملوا مع وجود المسيرية في أبيي وكأنه مثل وجود الرعاة الرفاعيين في أعالي النيل وتم طردهم بعد اتفاقية نيفاشا بسلاح الجيش الشعبي، وقد أقاموا هناك منذ أكثر من قرن من الزمان، وحتى قوانين المناطق المقفولة لم يشملهم من ناحية رفض وجود الشماليين في الجنوب حتى لا يستمر تأثر القبائل الجنوبية بالثقافة الإسلامية والعربية. لكن كانت اتفاقية نيفاشا بالنسبة لهم أسوأ من قانون المناطق المقفولة.المهم في الأمر هو أن صور الاعتداء في أبيي منذ مقتل كوال وقبله وبعد وآخرها الهجوم على ضيف المنطقة وفد الاتحاد الإفريقي هو بسلاح الجيش الشعبي الذي يقوده سلفا كير. فماذا يمكن أن يقول سلفا كير لجنوده وهم تحت إمرة دينق ألور وإدوارد لينو؟! وماذا يمكن أن يقول نائبه جيمس واني عن الجيش الشعبي المنشغل بأبيي عن المنطقتين اللتين تحتلهما كينيا ويوغندا؟!
التواصل الاجتماعي وسبتمبر السودانية
أكثر ما أثبت أن أحداث سبتمبر السودانية هي عمليات تخريبية تستهدف المواطن وليست تظاهرات مطلبية وهي تعرض طالب جامعة السودان ضحية التخريب عبد الكريم مدني. فهو ليس طرمبة وقود أو بقالة أو فرن تعرض للتخريب لنقول إن الأمر قد انتهى، فهو إنسان بريء لا بد من الاهتمام بمأساته في كل لحظة ومن مختلف الجهات.
ولا بد من اهتمام كل محليات السودان بمثل هذه المآسي من باب منع تكرارها ومنع ما يمكن أن يؤدي إلى تكرارها مستقبلاً فيقع ضحايا جدد مثل عبد الكريم.. ولاية الخرطوم ممثلة بالأمانة الاجتماعية بالمؤتمر الوطني بقيادة السيد كمال الدين أحمد عبد الله ودائرة التواصل الاجتماعي بالأمانة بقيادة الشيخ الفاتح صالح إدريس الذين هاتفوا المصاب وهو يستشفى بالأردن بتمويل من مدير عام جهاز الأمن الفريق محمد عطا وذلك بعد أن قاموا بزيارته بمنزله بشرق النيل.
والسؤال هنا أين الأمانات الاجتماعية بأحزاب المعارضة؟!
أحزاب المعارضة إذا كانت تريد التظاهرات فإن هناك من يختطفها منهم ليحولها إلى مآسٍ يكون ضحاياها المواطنون وليس الحكومة.
نلتقي غداً بإذن الله
صحيفة الإنتباهة
[/JUSTIFY]