مظاهرات بمصر احتجاجا على تسييس القضاء
وشهدت جامعة “جنوب الوادي” في جنوب مصر اليوم مظاهرة طلابية سلمية للتنديد بالانقلاب وحكم العسكر، والدعوة إلى إعادة شرعية صندوق الانتخابات إلى النظام السياسي في مصر.
ونُظمت مظاهرات أمس احتجاجا على ممارسات السلطة القائمة ضد الفتيات والسيدات المعارضات للانقلاب والمتمثلة في حملات الملاحقة الأمنية لهن واعتقالهن بتهم “واهية” كحيازة الملصقات أو تنظيم المظاهرات، وفق تعبير تحالف دعم الشرعية.
وقتل ثلاثة أشخاص بينهم طفل وأصيب عشرون آخرون خلال مظاهرات أمس الجمعة، كما اعتقل 19 من أنصار جماعة الإخوان المسلمين في المظاهرات والمسيرات الحاشدة التي خرجت بعدة مدن.
ووفق مصادر طبية سقط القتلى بمحافظتي الجيزة والسويس، فضلا عن إصابة آخرين في أكثر من موقع. وبمنطقة العمرانية بالجيزة سقط طفل بالـ12 من عمره في مظاهرة مناوئة للانقلاب، وفق تصريح لمدير هيئة الإسعاف.
وكانت عناصر الأمن ومن يوصفون بالبلطجية قد اعترضوا مسار المظاهرة، حيث لجأ الأمن لاستخدام الغاز المدمع، في حين سُمع دوي طلقات نارية بأرجاء المكان. وأصيب شخص آخر بالمظاهرة، وفق مدير هيئة الإسعاف.
وأظهرت صور بثت على الإنترنت والد الطفل محمد بدوي زايد، وهو يحتضن جثة ابنه الذي قتل برصاص الأمن بمنطقة العمرانية في الجيزة وفق إفادات ذويه.
كما أظهرت صور بثها ناشطون مصريون على الإنترنت مقتل شاب قالوا إنه أصيب برصاص الشرطة مباشرة في الرأس بمظاهرة مناوئة للانقلاب بمدينة السويس.
وتظهر الصور الشاب مضرجا بدمائه حيث فشلت جهود إنقاذه. وقد تصدت الشرطة للمظاهرة ولاحقت المشاركين فيها بالشوارع الجانبية.
واتهم تحالف دعم الشرعية من سماهم الانقلابيين بإطلاق ما وصفها بمليشيات مسلحة على المسيرات السلمية لتفريقها بالقوة.
وأفاد شهود بأن مجهولين تصدوا للمسيرات وتعمدوا افتعال اشتباكات مع المشاركين فيها لإعطاء قوات الأمن ذريعة للتدخل. وتقول رواية وزارة الداخلية إن التدخل كان بهدف الفصل بين أنصار الإخوان المسلمين ومن تسميهم الأهالي.
القاهرة والمحافظات
ونظم معارضو الانقلاب مظاهرات ومسيرات بمناطق عدة بالقاهرة والمحافظات استجابة لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، في حين اعتدت قوات الأمن ومجهولون على المتظاهرين بمنطقة سيدي بشر بالإسكندرية.
ففي القاهرة الكبرى وصل المتظاهرون بأعداد كبيرة إلى محيط قصري الاتحادية والقبة الرئاسيين، ومحيط ميدان رابعة العدوية، وفق ما ذكره شهود عيان للجزيرة. وحمل المتظاهرون صور الرئيس المعزول محمد مرسي، وأخرى لضحايا الأحداث المتعاقبة التي شهدتها البلاد منذ الانقلاب العسكري في 3 يوليو/تموز الماضي.
كما رفع المتظاهرون شعار صمود رابعة، ورددوا هتافات تطالب بالقصاص من قتلة زملائهم ووقف الملاحقات الأمنية للمعارضين وإطلاق المعتقلين، بالإضافة لهتافات منددة بوزيري الدفاع عبد الفتاح السيسي والداخلية محمد إبراهيم، وأخرى مطالبة بعودة الشرعية المتمثلة في مرسي ومجلس الشورى والدستور المعلق، وفق قولهم.
وفي السياق، خرجت مسيرات بمختلف أحياء الجيزة ومدن ومراكز محافظات الإسكندرية والدقهلية والشرقية والمنوفية والسويس وبورسعيد والإسماعيلية وأسيوط والمنيا. وتشاركت جميع المسيرات والوقفات الاحتجاجية بالهتاف ضد حكم العسكر، وإبداء التحية والتقدير لدور المرأة بالحراك الشعبي المستمر منذ أكثر من أربعة أشهر.
دفاعا عن المرأة
وجاءت مظاهرات الجمعة تحت شعار “نساء مصر خط أحمر” تعبيرا عن ممارسات السلطة القائمة ضد الفتيات والسيدات المعارضات للانقلاب، مشيرين إلى حملات الملاحقة الأمنية واعتقالهن بتهم “واهية” كحيازة الملصقات أو تنظيم المظاهرات، وفق تعبير تحالف دعم الشرعية.
وقتل عدد من الفتيات والنساء بأحداث العنف المتوالية ضد المتظاهرين منذ الانقلاب العسكري، وكان أشدها فض اعتصامي رابعة والنهضة يوم 14 أغسطس/آب الماضي، مما أسفر عن سقوط آلاف القتلى والمصابين. كما اعتقلت أخريات، وأمرت النيابة بحبس بعضهن رغم وجود صغيرات سن من بينهن.
ودعا التحالف في بيان له إلى مواصلة التظاهر طيلة هذا الأسبوع تحت شعار “الحرية للشرفاء” دعما للمعتقلين والأحرار من جميع التيارات.
ووصف البيان الانتهاكات التي ارتكبتها سلطات الانقلاب منذ أربعة أشهر بأنها فاقت ما كانت تقوم به سلطات الاحتلال وتجاوزت حتى الأعراف الجاهلية، ولا سيما فيما يتعلق بالاعتداء على حرمة النساء والأطفال.
الجزيرة نت
[/JUSTIFY]