حيدر النور : عصابات ( النيقرز والجلابة والجنجويد ) دليل انهيار وسقوط الدولة السودانية ( 2 _ 3 ) .
والحكومة المستبدة تكون مستبدة في كل فروعها من المستبد ألأعظم الي الشرطي الي الفراش الي كناس الشارع . ولا يكون الا من صنف أسفل أهل طبقته أخلاقا لأن ألأسافل لايهم جلب محبة الناس ، إنما غاية مناهم إكتساب ثقة المستبد فيهم بأنهم علي شاكلته ، وأنصار لدولته .. وشرهون لاكل الفتات من ذبيحة ألأمة .. وبهذا يأمنهم ويأمنونه فيشاركهم ويشاركونه ، وهذه الفئة المستبدة يكثر عددها ويقل بحسب شدة الاستبداد وخفته ..فكلما كان المستبد حريصا علي العسف إحتاج الي زيادة جيش المتمجدين العاملين له والمحافظين عليه ، واحتاج الي الدقة في اتخاذهم من أسفل السافلين الذين لا أثر عندهم لدين أو وجدان واحتاج لحفظ النسبة بينهم في المراتب علي الطريقة المعكوسة ، وهو ان يكون اسفلهم طباعا أعلاهم وظيفة وقربا .
من كتاب طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد لعبدالرحمن الكواكبي .
تناولنا في الحلقة الماضية الجدل واسع النطاق التي احدثتها قضية شرطي امريكي ابيض يدعي جورج زيمر مان والذي قتل مراهق اسود يدعي مارتن ترايفون ، وكشفنا كيف انشغل الراي العام الامريكي بالقضية لارتباطها الوثيق بالعنصرية واللونية ، ولتهديها الوئام والتماسك الاجتماعي الامريكي ، فانتفض الجميع سودا وبيضا وملونين محتجين علي عدالة القضاء الامريكي في الحادث ، متخوفين أن لا يتحول الي تارات ، وصراعات اثنية ولونية لا معني لها .
مقدمين بمقولة الدكتور مارتن لوثر كينج جونيور الذي يقول :
( الظلم في أي مكان .. هو تهديد للعدالة في كل مكان ) .
وحديث الرئيس الامريكي الاسود الاول باراك اوباما .
ان مقتل ( مارتن ترايفون ) وتبرأة قاتله الشرطي الابيض ( زيمر مان ) اغضب الامريكين ذوي الاصول الافريقية ، واعاد الي اذهانهم الظلم الذي حاق بهم في الماضي ، وتعهد بالتحقيق بشكل كامل في القضية ، وقال مخاطبا والدي المراهق القتيل ” لو كان له ولد لكان سيشبه ترايفون مارتن ” .
اذا قارنا حديث اوباما وتاريخ امريكا في الرق والاظهاد ، ومصادرة انسانية ألآخر وكرامته وعزته وحتي حياته ان لزم الامر بالسودان ، فان ما حدث في السودان جد خطير منذ القدم واذا ما رجعنا للتاريح السوداني القريب قبل اقل من قرنين ، فان حملة عسكرية وغزوا وروبا شرسة شنت علي السودان بقيادة محمد علي باشا لاصطياد العبيد السودانيين ، وفتح السودان وارسي الحكم التركي المصري ( التركية السابقة ) ما بين العامين ( 18211885 ) الذي هدف محمد علي باشا لغزو السودان لجلب الرقيق السودانيين ونهب الذهب في جبال بني شنقول ، وقد اصطاد السودانين واستباحهم وباعهم كالطماطم والبصل والخراف في الاسواق الاقليمية والعالمية ، واستغلهم أبشع إستغلال في حروبه بلا هدف ولا ثمن لقتال اعداءه وتوسيع دولته وبسط نفوذه وسلطانه ، وقد قدمت للمقال بمقطع من كتاب ( طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد ) للقاضي عبدالرحمن الكواكبي الذي تحول من قاضي ، الي معارض للدولة العثمانية في تركيا وكتب كتابه ذائع الصيت ، والمعبر جدا عن الظلم والجبرت والطغيان تحت غطاء الخلافة الاسلامية ، انها كتاب ( طبائع الاستبداء ومصارع الاستعباد ) وقد انفجر فيها الكواكبي غضبا ، وكان غضبته غضبة حق وقد عشت مع كل حرف في كتابه ، وهي واقع السودان قديما وحديثا ، الا ان الغريب ان الحملة واحتلال السودان كان لصالح السلطان العثماني في تركيا ، واهم اهداف الحملة كانت لاطياد العبيد في السودان واستخدام السودانيين ليبحثو عن الذهب في بلادهم لمحمد علي باشا الذي كان واليا للسلطان العثماني في مصر .
ولم يكن الرق في عهد المهدية التي اطاحت بالاتراك وحرر السودانيين من ربقتهم افضل حالا ، وقد اقشعر بدني عند قراءة كتاب الراحل المقيم أحمد ابراهيم نقد (علاقات الرق في المجتمع السوداني ) وهي وثائق وحقائق جمعها الاستاذ نقد رحمه الله ولم يكن كتاب ( سيوري ساكت ) ، بل كانت حقائق ووثائق تتحدث عن مدي اهانة الانسان لاخيه الانسان والتجبر عليه ، ويعبر عن مدي صدق الراحل وشجاعته ، ورغم ان الكتاب قد اثار جدلا واسع النطاق وصودر في المكتبات في الخرطوم ، واخدث جدلا واسعا تماما كتصريحات البارونة كارولين كوكس عن زعمه بان الرق ما زال ممارسا في السودان وعللت لذلك بعدة مظاهر .
وشد ما أحزنني ان الرق اصبحت تجارة وتكسبا رخيصا للذين حكمو السودان ، وركبو ظهور السودانيين من زعماء الطائفية في السودان ، وكانو يمارسون الرق باسم الدين ، و اطلعت علي اغرب مذكرة رفعها ثالوث قادة الطائفية في السودان يعترضون فيها بشدة علي الغاء الرق في السودان .
فقد رفع كل من ( علي الميرغني ، والشريف يوسف الهندي، وعبدالرحمن المهدي) مذكرة في 6 مارس 1925 الي مدير المخابرات البريطانية في السودان يطالبون فيها بابقاء الرق في السودان ، لأن المستعمر الانجليزي يريد الغاء الرق ، بل من اهم اسباب دخول الانجليز للسودان واحتلالها بررو لها بدافع شريف وهي القضاء علي العبودية والنخاسة وتجارة الرقيق في السودان ، التي استشري وسري فيها سريان النار في الهشيم ، ومما جاء في مذكرة ثالوث شيوخ الطائفية في السودان لمدير المخابرات البريطانية في السودان ( نري من واجبنا ان نشير اليكم براينا في موضوع الرق في السودان ، بامل ان توليه الحكومة عنايتها ) .
وابشع واسوأ ما جاء في عريضة رفض الغاء الرق في السودان من زعامات الطائفية الثلاثة للمستعمر البريطاني هي قولهم بالنص :
(( بما أن هؤلاء ألأرقاء ليسو عبيدا بالمعني الذي يفهمه القانون الدولي ، فلم تعد هناك حوجة لإعطاءهم ورقة الحرية الا اذا كانت هناك حوجة لإعطاءها لملاك الاراضي الذين يعملون لهم . وانه لمن مصلحة كل الاطراف المعنية ، الحكومة وملاك الارض ان يبقي الارقاء للعمل في الزراعة ))
والعجب العجاب ان المستعمر يريد تحرير السودانيين من ربقة العبودية والرق الذي يمارس بام الدين ، وباسم التقرب لله ، بينما ابناء السودان من الطائفية ( الميرغني والهندي والمهدي ) يستجدون المستعمر الانجليزي استجداءا للابقاء علي الرق والنخاسة التي يزعم المستعمر انها غزت السودان للقضاء عليها .
والوثائق تتحدث عن غني فاحش وثروات طائلة جمعتها أسر الطائفية من هذا الاستغلال البشع ، والمشين والمهين للبشر من بني جلدتهم في السودان ، دون مراعاة لانسانيتهم وكرامتهم حتى ولو رفضها كل المواثيق السماوية والارضية لهذا العمل البشع والشنيع .
ولم يكن الرق مقتصر علي قبيلة دون اخري بل كان كل السودانيين عبيدا ارقاء في نظر المستعمر التركي ، وفي المهدية ايضا كل من لم تؤيد المهدية سبي نساءك وتسترق ،
وما صراع اقطاب الثورة المهدية بين النيلين وابناء الغرب ( الصراع بين اولا الغرب واولاد البحر اولاد البلد )، والصراع بين الخليفة عبدالله التعايشي والاشراف ، ولولا شخصية المهدي عليه السلام القوية الذي كان يحسم الامر بقوله ان الخليفة عبدالله العايشي بمثابة ابوبكر الصديق ، وكان يغطي علي اخطائه بقوله انه بمثابة الخضر عليه السلام افعاله لها ظواهر وبواطن .
و قد راسلنا البعض رسائل عنصرية عن القبائل العربية و..و..اقوال لا داعي لذكرها ، الا ان حكومة الخرطوم بسياساتها الرعناء زجهم اليوم في تطاحن وتتقاتل فيما بينها ويقتتلون بدعم من الحكومة في الخرطوم ، وتحدثون عن ان الحركات المسلحة اثنية ، وهذه مفاهيم المؤتمر الوطني وقادة الطائفية في الخرطوم ، وللامانة لولا القبائل العربية لماتت الثورة العسكرية لحركة جيش تحرير السودان في دارفور ، واضرب مثلا في انني اتذكر في خواتيم العام 2006 زار الكمرد مجيب الرحمن الزبير جمع ممن يطلقون عليهم ( الجنجويد ) في عقر دارهم ، وفي اجتماع موسع بينهم هاتفني و قال لي خاطب هؤلاء الناس وشرح لي حالهم ومفاهيمهم ( فخاطبتهم خطابا مطولا عبر الهاتف وقلت لهم نحن لا نقاتل للفور ولا للبرتي ولا الداجو ولا التنجور ولا للزغاوة ولا المساليت ولا غيرهم نحن نقاتل للسودان ، ونقاتل الظلم والعدوان في الخرطوم ، وانتو البقر والغنم والمال العندكم بكرة حتفقدوها كلها لانو ، في حرب والراعي المشي الخلا ومافي امان الحكومة ينهب والمجرمين بنهبو واي زول عند سلاح ينهبو ، انحن دايرين دارفور والسودان لكل الناس ، واقرب ناس ليكم الناس المزارعين الفي دارفور ما الحكومة في الخرطوم البستخدم وبغشكم ، لانكم تتبادلو معاهم المنافع انتو تجيبو اللبن واللحم ، وديل بيجو المحصولات والخضروات والحياة ماشة لكن الليلة وقفت وغيرها من الكلام ) .. المهم ان هؤلاء الجنجويد ومسلحين من الدولة أحبو الكمرد مجيب الرحمن حبا شديد وعندما تآمر المؤتمر الوطني مع مجرمين آخرين للقضاء علي الحركة ، اتصل الكمرد مجيب بالمناضلين العرب بعد ان ايقن انهم مهزومون ، اتو توا وانقذوهم وهزمو هؤلاء شر هزيمة ، نعم من بينهم مناضلين غرر بهم او دفعهم بعض الحماس لكن المهم انهم انهزمو بفضل قوة سلحها المؤتمر الوطني .
لا نشك في ان هناك عصابات نيقرز ينهبون ويسرقون ويقتلون ، وهناك ايضا جنجويد يسترقون ابناء وبنات دارفور في دارفور بسلاح وقوة وامر الدولة ، واتذكر في العام 2005 بلغ الفوضي ان استرقت مليشات المؤتمر الوطني مجموعات للزراعة ومن ثم ياخذو كل المحصول ، في استعباد واسترقاق من نوع جديد ، وعشرات الحوادث المماثلة .
وللعودة لموضوع النيقرز الذي اشتعل الحديث عنهم في اليومين الاسودين في العاصمة المثلثة ( أم درمان .. الخرطوم والخرطوم بحري ) ، يوم مقتل الدكتور قرنق في يوم الثلاثاء من العام 2005 وفي هذا العام ، يوم الاحد 20 سبتمبر وكيف تحول العاصمة الي دارفور ولو ليوم او بعض الساعات .
نعم هناك ( نيقرز ) بالمصطلح ( البلدي ) المتعارف لدي العامة ، وهناك وهم ابناء الشعب السوداني وأغلبهم ان لم يكن كلهم ممن تضررو جراء حروب السودان اللعينة ، فمنهم من قتل امه واباه وجميع أفراد اسرته علي أيدي مسلحين ومليشات المؤتمر الوطني في قريته وبيته ولم يبق الا شخصه ، وأتذكر انني زرت إحدي مواقع قواتنا فكان من بينهم أحد المقاتلين ( لخباطي لخبطة شديد ) فسالت احد القادة ( ليه فلان دا مستهبل ذي دا ) فحكي لي قصته ، ان امه واباه وكل افراد اسرته قتلو كلهم علي ايدي مليشيات المؤتمر الوطني ، ولم يبق له الا الحركة ورفاقه في الحركة ، اصدرت الاوامر بعدم اعتراضه في شيئ الا بالحسني ، والتعامل معه بلطف ورفق جبرا لحالته النفسية وانضم للحركة ( جنا جيش ) عمره دون السن القانوني واليوم بعد مرور عشرة أعوام اذا كان عمره 10 سنة يكون عشرين ، ماذا يفعل هذا لو لم ينضم للحركة ، حتما سيكون نيقرز أو مشرد او غيرها ما لم يكن محظوظا .
ان أغلب ان لم يكن كل النيقرز ضحايا الهجمات والحريق الهائل التي انتظمت معظم أطراف السودان من جمهورية جنوب السودان الي دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق ، والفوضي والسلب والنهب واسع النطاق بل الدمار الشامل التي قامت بها الحكومة ، واغلبهم من ابناء القبائل الافريقية رغم ان بينهم من ابناء القبائل غير الافريقية . واغلبهم ان لم يكن كلهم قبل الحرب في دارفور كانو من ابنا جنوب السودان وما انفصل الا للعنصرية والممارسات السالبة فسكان جمهورية جنوب السودان كلهم أفارقة .
و اليومين ( الاحد من هذا العام 20 سبتمبر 2013.. والثلاثاء من العام 2005 ) ذكرتني بقرار الدكتاتور الراحل جعفر نميري حين طرد سكان غرب السودان من العاصمة القومية الخرطوم ، وبحديث كاد ان يصبح قرارا مماثلا لوالي الخرطوم الراحل ورجل نظام المؤتمر الوطني القوي وصقرها البارز يومها الدكتور مجذوب الخليفة أحمد الذي اتجه الي تحديد الاقامة في الخرطوم لشعب دارفور وغيرهم ، وكذلك توجس البروفيسر حسن مكي الذي تنبا بتغير وجه العاصمة الخرطوم الي عاصمة افريقية ككمبالا او نيروبي في احدي ندواته ، وهو اليوم من الاصلاحيين البارزين ضمن قائمة تصدرها البروفيسر الطيب زين العابدين وآخرين من مفكري الاتجاه الاسلامي .
قضية النيقرز وتنظيمها اعادتني ايضا الي مدينة 6 أكتوبر بالقاهرة الكبري في العام 2006، وفي منطقة ( مكب لركام ما هدم من مباني القاهرة والجيزة ) وكان يعمل فيها أغلب المهمشين من ابناء شعبنا اللاجئين بالقاهرة الذين هربو من جحيم الحروب في السودان ( دارفور ، جنوب السودان ، جبال النوبة وغيرها ) ، زارهم ذات صباح مراسلة صحفية لامبراطورية إعلامية غربية بارزة ، وعندما رأتهم وهم يعملون وقد تصاعدت السنة الغبار الكثيف ، وهم يعملون بداخل الغبار بجد ونشاط ( انفجرت بالبكاء الشديد )
السؤال لماذا بكت الصحفية البارزة بحرقة واشفاق ، وهؤلاء يعملون لضمان لقمة العيش الكريم ؟ !! . ، لماذا بكت الآنسة الغربية لنوع عملهم وهي عمل شريف بكل المعايير ؟ !! وما طبيعة عملهم الذي ابكي الصحفية ولم تتمالك نفسها إشفاقا علي هؤلاء الشباب . ؟ !!
كانو في الصباح الباكر وهم منهمكون في تكسير الدشم الخرسانية الصماء بجد ونشاط ليخرجو السيخ والحديد الخردة واعادة بيعها ليضمنو لقمة العيش ، حينما شاهدت الصحفية المنظر والسنة الغبار الكثيف التي تعالي بين العاملين ( الذين دكو الصخرة حتي اتي الصخر لهم بماء وخضرة ، ولقمة عيش كريم ) وفي قاهرة المعز ، انفجرت الصحفية الغربية بالبكاء بحرقة لما رات من ماساة انسانية راي العين ( شباب دارفور وفي القاهرة حالهم يغني عن السؤال ) ، بكت لحالهم في قاهرة المعز ، تساءلت كيف يكون حالهم في دارفور ؟ .
أجرت اللازم من التصوير والمقابلات مع هؤلاء الشباب واغلبهم من دارفور ، ومن أعضاء منتظمين في صفوف حركة / جيش تحرير السودان التي نتزعمها ، واتت برفقة احد المناضلين الي مقر اقامتي دون سابق وعد او انذار لشخصي ، لان الجميع دلوه واشارو الي ان من يجب ان تذهب اليه وهو ( شخص حيدر ممد النور ) كممثل لهؤلاء المناضلون وكأرفع مسئول لحركة / جيش تحرير السودان المنتمين لها هناك ، وكان معي وقتئذ ضيف عزيز كنا معا في كينيا في العام 2004 من الجيش الشعبي لتحرير السودان ( من ابناء جنوب السودان ) .
الصحفية تتحدث باللغة الانجليزية وانا ( انجليزي بتاعي كان ضعيف في العام 2005 ولم اكن كاليوم ) اضافة الي عدم سماحي للاعلام والاضواء ان تتسلط علي شخصي لدواع تنظيمية وامنية .
اتصلت بالاستاذ عباس عبدالله سليمان وهو استاذنا في اللغة الانجليزية ، وفنان في الترجمة والكتابات الانجليزية الرصينة والمحددة المصائب والاهداف .
المهم ان اللقاء قد تمت ورفضت الادلاء للصحفية البارزة باي تصريح مشيرا اليها بارض دارفور ، وملكتها ارقام تلفونات في الارض اضافة الي هواتف قادة النازحين واللاجئين
وتلفونات الميدان وعلي راسهم مكتب الكمندر قدورة حيث كان الكمرد ( شيخ الاسلام ) ، وتلفون الكمرد الشهيد شيخ الدين عبداللطيف ، وقد تحدث مع الكمرد الشهيد شيخ الدين طويلا واجرو اللازم وزارتهم في الميدان ، وزارت دارفور وشرق تشاد أيضا .
تعالت الصيحات عن النيقرز وانشطة وجرائم النيقرز في القاهرة وسطوهم وبطشهم ، وفي زيارة خاطفة قمت بها لمنطقة ( عين شمس ) لقادة حركتنا ، ومن بينهم قيادي بتنظيم التحالف الفيدرالي بزعامة احمد ابراهيم دريج ، والنيقرز قد هجمو علي القيادي وكسرو يده بقسوة بل ارادو خلعه مرة واحدة ، حين رأيت المنظر غضبت جدا ، ودعوت لاجتماع نوعي طارئ لمناقشة التطور لانها كانت استهدافا لناشط من دارفور بطريقة بشعة ، وفيها تاكيدا انتقام سياسي ، والشاهد من حديث الصحفية قيل لي ان صديقي الذي اجري اللقاء وتحدث للصحفية من احد ابرز قادة ( النيقرز ) ، قلت لهم ( والله كضابين دا زول صحبي انا عايش معاه في كينيا ومعاي طوالي في اتصال ) فاكد لي شخص عجزت من ان انكر له قولا ، و اتصلت به وطلبت منه الحضور وفعلا حضر ، وكشف لي المستور عن النيقرز لم ينكر انه كافريقي ( نيقرو ) أو ( نيقا ) وهناك مجموعات تروج للنيقا ولقنني درسا ومحاضرة طويلة عن النيقرز وتنظيماتهم وعبورهم للقارات ومواقعهم اللالكترونية ، ومجموعاتهم ، وصراعاتهم .
الا ان المفاجئة انه كشف لي ان النيقرز الذين يعتدون علي النشطاء من ابناء دارفور من ضمن الاذرع الامنية للمؤتمر الوطني . وسالته ما الدليل ؟ . فاجاب صحيفة الفورن بوليسي الامريكية . وموقع وزارة الخارجية الامريكية ، واطلعني علي التقارير والادلة ، في ان المؤتمر الوطني يستعين ببعض البلاطجة في القاهرة للاعتداء علي ابناء دارفور يطلقون عليهم ( النيقرز ) والتقرير لا زال موجودا منذ العام 2006 الي يومنا هذا .
سألته من هم النيقرز الذين تنمتي اليهم انت ؟ فذكر لي عدة تنظيمات للنيقرز بعضها حتي مدعوم من امريكا وهناك تنافس محموم بينهم ، كل يريد أن يكون الافضل .
بدافع السيطرة والشهرة أكثر .
الا ان النيقرز المجرمين ضحايا الحروب وآثارها ، يعيدنا الي المئامرات التي تحاك ضد الشعب السوداني الواحد ، والحروب القبلية التي قضت علي الاخضر واليابس بين القبائل العربية بعضهم البعض كالحرب بين القبائل ، وخوض الحكومة للحروب علي انها قبيلية او دينية ، كما كانت في الجنوب وفي دارفور .
التقسيم لم تقف عند حد القبائل الافريقية التي فر من باس الدولة الجنوب السوداني واستقلت نموذجا ، ولم تقف عند حد جبال النوبة ، او النيل الازرق ، او دارفور بل تقاتلت القبائل العربية بين بعضها البعض قتالا ضاريا ، وقتل الآلآف بينهم وتشرد مئات الآلآف ومشكلة دارفور اليوم والسودان مشكلة الحروب القبلية .
واكبر ضربة للمؤتمر الوطني ان السلاح التي كان يوهم بها نفسه والثوار والعالم تتقاتل اليوم بينها ، بايعاز من النافذين من قادة المؤتمر الوطني من ابناء دافور انفسهم .
كالمعارك التي دارت رحاها بداخل مدينة نيالا قبل ثلاثة اشهر بين علي كوشيب ، وآخرين وأصيب فيها علي كوشيب الذي كان مدعومة من الحكومة وكاد أن يروح ضحيته .
وهكذا المعارك بين القمر والبني هلبة مدعومة من النائب الثاني للبشير الحاج آدم يوسف وفقا لعالمين ببواطن الامور ووفقا للبيانات .
الحرب بين قبيلتي المعاليا والرزيقات مدعومة من عبدالحميد موسي كاشا .
وبين بني حسين والرزيقات مدعومة من عثمان محمد كبر
وهكذا بين المسيرية والسلامات ايضا من عثمان كبر وفقا للشيخ موسي هلال .
وكلما طالت أمد ألأزمة فرخ الزمن مئاسي وأزمات جديدة وتكون القادم اخطر وأمر وادهي .
فالتشرد وعيش الشعب في سجون الحياة في المعسكرات .
والفاقدالتربوي الهائل والكبير ونسبة العطالة العالية لها عواقبها الوخيمة ، والفساد الاخلاقي وضياع القيم بسبب الحرب وآثارها المدمرة ، وغيرها من آثار الحرب والفوضي .
فالازمة وانقسام الشعب السوداني ( الي نيقرز وجلابة وجنجويد ) وغيرها من المسميات الفارغة في انهيار الدولة … في تحول الدولة السودانية من دلة وطنية ، الي دولة عصابات ، وجماعات مصالح . من دولة مؤسسات ، الي دولة قائمة علي توازن الرعب ، وحكومة لا تهمها الا البقاء علي الكرسي والتشبث بها باي ثمن ، واقصاء الآخر إقصاءا تاما .. تاما ، وتقسيم البلاد وتشتيتها ، والتنازل عن شرف البلاد وعزتها وسؤددها ، وبيعها في اسواق الذل والهوان ، والتنازل عن عزة وكرامة وعرض شعبها ، وابراء قسمهم في التشبث بالسلطة والكرسي للنهاية ( والله لو فضلت لينا توتي نحكمها ) .
ونواصل
حيدر محمد أحمد النور
[SIZE=7][FONT=Arial Narrow]مسكين مريض نفسيا روح اتعالج انت واخوك[/FONT][/SIZE]
يا أخوي إنت موهوم .. وتغرد خارج السرب …؟
تعبير صادق عن الحالةالسودانية الراهنة
حالةالسوداناليوماسوامنالسابق
وقادة الطائفية موقفهم ماذا بعدما باعو الشعب واكلو ثمنهم ودمهم ولحمهم الا يكفرو لهذا العار بعمل يعيد السلام والطمانينة في ربوع البلاد
تناول في غاية الشجاعة والجرأة للحلة السودانية وكل ناس كيمان كيمان زي الطيور اب منقور مع اب منقور والبجابجا مع البجا االله يصلح حال السودان