قطبي المهدي ..فكرة تطبيق الاسلام مستحيلة لهذه الأسباب
إنتقد القيادي البارز بحزب المؤتمر الوطني خطوة فصل د. غازي ومجموعته باعتبار أن هذه المجموعة لديها عطاء لا ينكر وظلوا طوال عمرهم ملتزمين ولهم إسهامات وتضحيات وكانوا منضبطين وأعتبر أن العقوبة أكبر من الخطأ الذي إرتكبوه وأكد أن لغته لم تتغير تجاه حزبه وطالبه بالتطوير وإلا سيفقد صلاحيته وذكر أن هناك نواقصاً للحركة الاسلامية ما زالت مستمرة وأشار إلى أن الوطني والشعبي وغيرهم لا زالوا ينشغلون بصراعات صغيرة (أخبار اليوم) جلست مع هذ الرجل الذي ظل ينادي ولفترات طويلة بضرورة الاصلاح وأجرت معه حوارا حول الساحة السياسية السودانية وخرجت بهذه الحصيلة : ـ
أجرته لينا هاشم
الكثيرون كانوا يتوقعون بروز اسم د. قطبي المهدي في قائمة الاصلاحيين خاصة وأنك ظللت تناي بالإصلاح؟
ربما لأن القضية أخذت شكل تيار ربما لأن هؤلاء الشباب لديهم دور عملي يمكن أن يقوموا به في المرحلة القادمة، أما بالنسبة لي فأن الموضوع لا يأخذ أكثر من اراء ونصائح نقدمها للاخوة في المؤتمر أو الدولة ولكن ليس لدي خطة عملية في هذا الجانب.
ذكرت في تصريح سابق أن مذكرة الاصلاحيين إذا مرت عليك يمكن أن توقع عليها دون تردد وأيضاً ذكرت أن الوطني إذا إستمر بوضعه الحالي سيصبح كالدواء المنتهى الصلاحية الآن إذا لم يتغير الوضع هل نتوقع بروز مذكرة أخرى يتبناها د. قطبي؟
لا لا ويمكن أن أقول اسمي باستمرار في كل الاجتماعات وكل اللقاءات وحتى في الاعلام ولا أحتاج لمذكرة لكن يمكن أن أعبر عن وجهة نظري وبصورة مستمرة لمصلحة الحزب ومصلحة البلد ولا أتردد في ذلك بكل صدق وبكل أمانة وليس لدي طموحات بأن ألعب دوراً عملياً لا في الدولة أو الحزب لكني انسان منتمي وملتزم ولدي مسؤولية كبيرة ولدي فرصة الحديث عن اصلاح الحزب وتطويره واستمراره وتقدمه وكذلك اصلاح الدولة نفسها.
هل تشعر أن آراءك وتصريحاتك التي تعبر عنها تجد أذاناً صاغية أم هو حديث يطلق دون أن يكون له مردود إيجابي؟
في بعض الأحيان يكون هنالك إستجابة لأن الأمور قد وصلت إلى حد يلزم بأن تتخذ بعض الخطوات وليس منها مفر.
ماذا تقصد بالخطوات؟
مثلاً حديثنا عن ضرورة قيام مؤتمر إقتصادي قوي وهذا أُخذ به الآن والرئيس نفسه تحدث عنه ولا أنفى فيما يتعلق بالتشكيل الوزاري، الآراء التي أشرنا لها أصبحت محل تقدير وتحدثنا أيضاً من قبل عن ضرورة اعداد قيادات جديدة للمستقبل وهذه أيضا وجدت أذن صاغية إلى حد كبير وبعض الأشياء قد لا يؤخذ بها إما لعدم قناعة أو لمشاكل تتعلق بالوضع نفسه، وقد لا تسمح بالأخذ بها.
أسمح لي بأن أقول لك بصراحة إن ثقتك في الحديث عن الحزب الحاكم قد إختلفت بعض الشئ في الماضي كنت تشير إلى غياب الديمقراطية داخل الحزب وتجاوز للآراء التي تطرح ما أسباب ذلك وهل تقصد أن الحزب الآن بدأ في إسترداد عافيته؟
ذكرت من قبل أن هناك مرحلة بعد الوصول إليها تفرض على الآخرين الأخذ بآراء الغير أي لا يكون لديهم خيار غير أن يأخذوا بعض الإجراءات الاصلاحية في البداية يجوز أن يترددوا في قبولها ولكن في نهاية الأمر يواجهون مواقفاً أو يصلون مرحلة ويكون ليس لديهم خيار بعدها وأعتقد أن هذا يتوافق مع ما ذكرته في إجابتي السابقة وهو أن الحزب أما أن يجري عملية تجديد وتطوير لأطروحاته ولخطابه والتحديات التي أمامه أو سيكون فقد صلاحيته ونحن الآن وصلنا مرحلة نحسب بأن هذا الحديث أصبح قناعة لدي الناس لذلك اؤكد بأنني لن أغير رأيي.
كيف تنظر لخطوة فصل د. غازي ومجموعته؟
في الحقيقة أنا أعرف د. غازي صلاح الدين وحسن رزق جيداً وبعض الآخرين من قادة الحزب فهذه المجموعة لديها عطاء لا ينكر فقد ظلوا طوال عمرهم ملتزمين والمسألة أصبحت جارية في دمهم ولا يمكن أن يقوم الحزب بفصل مجموعة أصبحت الحركة الاسلامية ومبادئها وطموحاتها وآمالها تجري في دمهم وجزء من تكوينهم والفصل بقرار لا يمثل شئ لأن الشخص هو نفسه وإذا كان هؤلاء الناس طوال حياتهم في الحركة الاسلامية بكل إسهاماتهم وتضحياتهم التي قدموها ولم يكونوا منفلتين من قبل بل كانوا منضبطين جداً وحتى إذا إفترضنا أنهم إرتكبوا خطأ لا يمكن أن تقوم بشطب كل تاريخهم بسبب موقف واحد وفي هذه الحالة يمكن أن تلجأ إلى معالجات أخرى، أما مسألة الفصل لا أحسب أنها صحيحة مطلقاً
ما هو الخطأ الذي إرتكبته هذه المجموعة من وجهة نظرك؟
الأخطاء من وجهة نظر الحزب أن المذكرة قدمت من خارج الأطر التنظيمية في لحظة كانت الدولة تواجه تحديات وأحسب أيضا أن التوقيت كان خطأ في تقديري وليس الخطأ بأنهم طالبوا بالاصلاح وأيضاً إدانتهم للحكومة في الوقت الذي تواجه عملية تخريبية كبيرة جداً وكان يفترض أن يدينوا التخريب وليس الحزب فهذا الموقف أنصب في مصلحة المخربين ولكن مضمون المذكرة وفيما يتعلق بالاصلاحات التي أشاروا إليها لا أحسب أن فيها خطأ.
البعض اعتبر أن تقديم المذكرة في هذا التوقيت ما هو إلا دليل بإيقاظ ضمائرهم خاصة وأن البلد يحتاج إلى إيقاظ الضمائر أليس كذلك؟
لذلك أنا ذكرت أن مضمون المذكرة فيما يتعلق بضرورة الاصلاح مهم جداً لأن هذه المذكرة تؤكد بأن هنالك أخطاء يجب أن تصحح ولكن ما رأته الحكومة في هذا الظرف هذا هو المأخذ على المذكرة.
ما هي المعالجات من وجهة نظرك خلاف الفصل؟
بالنسبة لمثل هؤلاء الذين لا زالوا مؤمنين بمبادئ المؤتمر الوطني ومبادئ الحركة الاسلامية وعملوا من أجلها فترة طويلة وقدموا تضحيات في سبيلها ولم يكن هناك إختلاف مبدئي لذلك موضوع المذكرة وتوقيتها هو الجانب الذي يحتاج إلى نقاش وإذا أصروا على موقفهم يمكن أن تتخذ إجراءات أخرى فبعضهم تم تجميد عضويته لمدة عام وبعضهم تم توجيه اللوم لهم وهكذا.
هل تقصد أن العقوبة كانت أكبر من الخطأ الذي إرتكبوه؟
نعم هذا صحيح لذلك من الأنسب والأفضل إيجاد عقوبة تتناسب مع تاريخهم ومع عطائهم وموقعهم القيادي لذلك أرى أن العقوبة ليست قاسية عليهم فقط وأنما قاسية على الحزب.
كيف تكون قاسية على الحزب الذي قرار فصلهم بيده؟
قاسية على الحزب لأنه فقد كفاءات وعناصر ممتازة جداً.
كيف تنظر لمجهودات اللجنة الخماسية الآن لإعادة المفصولين؟
كنت أتمنى أن تشكل هذه اللجنة قبل قرار الفصل وأحسب أنها تأخرت والآن لا أدري إلى أي مدى يمكن أن تنجح ولكن في كل الأحوال أحسب أن أعضاء اللجنة هم ناس صادقين جداً وهم أدوا وجهة نظرهم حقيقة سواء كان داخل المكتب القيادي أو داخل الحركة الاسلامية بأن هذا الأمر يمكن أن يعالج بطريقة أخرى وأحسب أن القيادة كانت واعية بالسماح للجنة بالمحاولة وبذل الجهد.
هناك من يرى أن فصل د. غازي ومجموعته ما هو إلا تصفية حسابات بينه وبين نائب الرئيس بسبب ملف الجنوب سابقاً؟
لا أعتقد أن الأمر كذلك ولا شخصنة الأمور يمكن أن تصل إلى هذا الحد فأنا كان لدي خلافات كبيرة جداً مع بعض القيادات في قضايا كبيرة جداً وكنت أعبر عن رأيي تجاه هذه القضايا.
مقاطعة ـ ولكن تمت مواجهتك بانتقادات كبيرة؟
نعم ولكن هذا لم يفسد للود قضية وأنا ظللت متمسكاً برأيي لذلك أحسب أنه ليس هناك شخصنة خلافات داخل الوطني نعم هناك خلافات فقط وأحيانا قد تؤدي إلى قدر من عدم الثقة وهذا وارد ولكن الأخ حسن رزق مثلاً آخر الدورة الماضية في الحركة الاسلامية كان نائب الأمين العام وفي التعديل كان مستشاراً للرئيس وكان يمسك بملف دارفور وكلهم قاموا بأدوار كبيرة في حقيقة الأمر ولم تكن هناك قضايا شخصية.
كيف تقرأ تصريح د. غازي بأن الحركة الاسلامية أصبحت أداة من أدوات الحكومة ووسيلة لتصفية الحسابات؟
هذا ظل موضوع نقاش لفترة طويلة جداً العلاقة بين الحركة والحزب والدولة وهذا موضوع مطروح للنقاش وقضية تنسيق لأدوار المؤسسات المختلفة وسيظل محل نقاش باستمرار وليس هناك شئ خطير في الحديث الذي ذكره د. غازي.
هناك جانب يحتاج لتوضيح هل تم فصل د. غازي من الحزب أم من الحركة الإسلامية؟
هو لم يتم فصله من أي جانب بل هناك توصية من المكتب القيادي لمجلس الشورى بالفصل ومجلس الشورى لم يجتمع ولم يقرر في ذلك.
إذا لماذا تم طرده من إجتماع مجلس الشورى؟
هو في الحقيقة لم يذهب والذين حضروا للاجتماع هم سامية هباني وحسن رزق على ما أعتقد وأوضحوا لهم أن موضوعهم موضوع في الأجندة للنقاش لذلك وجودهم في مثل هذا الاجتماع حسب رؤية القيادة غير مطلوب الآن وهم لديهم حجتهم ولهذا السبب يجب أن يحضروا حتى يطرحوا وجهة نظرهم لكن البعض يرى أهمية عدم وجودهم.
هل من الطبيعي أن يتم منعهم من الاجتماع خاصة وأنه لم يتم فصلهم من الحركة الاسلامية؟
هم لم يتم منعهم ولكن يحدث أحياناً في بعض الظروف التي لم تكن فيها مشاكل كالتي تعنى بتقييم أداء الناس أحياناً يطلب منهم عدم حضور الجلسة حتى لا يكون هناك تعكير لجو فيه قدر من الحرية.
ما هي نواقص الحركة الاسلامية في السودان؟
في الماضي كان رأيي أكثر تطرفاً من غازي وحسن رزق وأذكر أنني قلت مرة لحسن رزق بأنني لن أرى أي عمل للحركة الاسلامية التي يجب أن يعاد تشكيلها من الأول وبناءها والآن ليس هناك حركة اسلامية والحديث عنها يكون ضياع للوقت فهو أصر بأن الحركة موجودة ويجب أن نعمل لإصلاحها وفعلاً بذل مجهوداً كبيراً جداً عندما كان نائب الأمين العام لكن النهاية كانت هي الوصول لهذه النتيجة ود. غازي في واحدة من المرات وصفني بأنني انتحاري باعتبار أن رأيي كان أكثر تطرفاً ورددت عليه مازحاً بأنني استشهادي وليس انتحاري ـ ولكن في نهاية الأمر هم أخذوا موقفي وأنا شعرت بأنه من الممكن ومن داخل المؤتمر الوطني أن يحدث إصلاح وصحيح هناك بطء شديد جداً في الاستجابة لعملية الاصلاح ولكن أهون كثيراً من اليأس.
ما هي النواقص التي كنت تراها في الماضي وتم إصلاحها الآن؟
ليس هناك جانب تم اصلاحه
مقاطعة: باقي الحال كما هو عليه؟
نعم ـ ولكن أصبح هناك وعي بأن هناك مشكلة ويجب أن يبذل مجهود لمعالجتها وهذه بداية جيدة.
هناك رأي يقول بأن الحركة الاسلامية تنقصها القيادة الصابرة والدؤوبة هل توافقه؟
يمكن أن يكون سبب هذا الحديث حدوث إنصراف من مسؤوليات الحركة وواجباتها لعمل الدولة خاصة مسؤوليات ومشاكل الدولة الكبيرة المعروفة وأصبح لا توجد جدية كبيرة في التركيز على عمل الحركة الاسلامية وربما يكون هذا هو أبرز الأسباب بأن يقال إن الحركة الاسلامية تنقصها الإرادة الصابرة والدؤوبة.
هناك بعض التصريحات لكثير من قيادات الاحزاب وأبرزهم الأستاذ كمال عمر بأن الوطني شوه الحركة الاسلامية واساء لها ما هو ردكم؟
هذا حديث حزبي ودعاية حزبية ليس لديها أساس وأنا لا أحسب أن هذا صحيح وحتى الآن كثير من الناس بمن فيهم بعض الناشطين سواء أن كانوا في المؤتمر الشعبي أو الوطني أو غيرهم من الاحزاب ينشغلون بصراعات صغيرة ولم يتطرقوا للنظر في ما هي الصورة الاسلامية الصحيحة للدولة وحتى الآن أداء الحركة الاسلامية أو المؤتمر الوطني في تقديري لم يقوّم تقويماً صحيحاَ ونجد أننا في القرن العشرين أو الواحد وعشرين ونريد أن نطبق مثاليات اسلامية غابت عن الواقع أزمان طويلة جداً من الخلفاء الراشدين أو الفجر الاسلامي الأول في عالم متغير جداً نحن عندما كنا صغاراً موضوع أن الاسلام يرجع كما هو ويطبق في مجالات الاقتصاد والسياسة والقضايا الاجتماعية أصبح شئ أبعد من الخيال وكان الناس يستغربون ويقولون هذه أشياء كانت زمان والآن العالم إتغير ففترة ما بعد الاستعمار حقيقة جعلت الناس يخشون فكرة التطبيق الاسلامي أساساً وأصبحت كأنها حاجة مستحيلة بأن تحي الاسلام مرة أخرى وتبني دولة عصرية وإسلامية في نفس الوقت نحن الآن وباستثناء التجربة الايرانية ـ
السوداني
[/JUSTIFY]