تحقيقات وتقارير
مدير هيئة الحج ولاية الخرطوم.. والشركاء السعوديون يبوحون بالأسرار
جلسنا أولاً الى الأستاذ علي شمس العلا التهامي مدير هيئة ولاية الحج بولاية الخرطوم وحاورناه:
٭ أولاً أستاذ علي نريد أن نتعرف على المجهودات التي بذلتها هيئة الحج بولاية الخرطوم لإنجاح حج هذا الموسم؟
– أولاً أنا سعيد في هذا الصباح الباكر وشاكر للأخوة في الصحافة لعكس هذه الصورة لأهلنا في السودان، وحقيقة أن حج 1434هـ يمثل الانطلاقة الحقيقية لهيئة الحج بولاية الخرطوم إذ أن هذا الموسم بني على نجاح التجربتين السابقتين 1432هـ – 1433هـ من حيث خدمات الحجاج وكانت الرؤية واضحة جداً فبنيت على التيسير والتسهيل بالنسبة لإجراءات التقديم، وعمل إضافات مقدرة مثل إجراءات حوسبة مراكز التقديم وتفعيل مركز تدريب الحجاج بالشراكة مع جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية إضافة للخدمات التي كانت موجودة أصلاً.
أما على مستوى المملكة العربية السعودية فكما تعلمون أننا في العامين السابقين ثبتنا السكن بالمدينة المنورة في المنطقة المركزية وثبتنا النقل عن طريق الرد الواحد بالتعاقد مع شركة النقل الجماعي بالإضافة لخدمة الإطعام بالمشاعر.
٭ ما الجديد هذا العام؟
– الجديد أننا أبقينا على الخدمات التي ذكرتها ولكن الإضافة التي أضفناها كانت في المدينة المنورة لمعالجة السلبيات التي ذكرت في ورشة التقييم حيث أن السكن في المدينة المنورة بالمنطقة المركزية في أعداد كبيرة من الفنادق، ففي العام الماضي كنا نسكن في (20) فندقاً وعمارة ولم نستطع وقتها التركيز على خدمات الإرشاد والخدمات الطبية وكان تشتيت الحجاج في الفنادق مشكلة بالنسبة لنا، والملاحظة الثانية أننا أردنا أن نقدم خدمة الإطعام المدفوعة القيمة مسبقاً.. وعلى هذين الأساسين بدأنا نستجلب العروض بالسكن في المدينة المنورة وبعد مسح كبير واستجلاب للعروض وفرز للعطاءات ووقع العطاء على مجموعة إشراق المدينة بإجماع كل أهل الخرطوم بما فيهم الأخت الوزيرة حينها مشاعر الدولب والأخوة المدراء التنفيذيون.
٭ ولكن أستاذي مجموعة إشراق المدينة جديدة كيف توصلتم للاتفاق معها؟
– حقيقة كنا قبل أن نختار هذه المجموعة أوضحنا ماذا نريد في المدينة المنورة حيث طلبنا أولاً فندقاً واحداً لاستيعاب جميع حجاج الخرطوم بدلاً من عدة فنادق. ثانياً طلبنا توفير تقديم خدمة الإطعام وعلى هذين الأساسين طرحنا أنفسنا للمجموعات السكنية والتي هي أصلاً كانت موجودة وتقدم الخدمة ولكن قلنا في إطار الحصول على أفضل العروض نقدم أنفسنا لمجموعات سكنية جديدة وبعد عمل المسح وفرز العطاءات واللجان المختصة في المفاضلة بين الخدمات تم اختيار مجموعة إشراق المدينة وهذه المجموعة لم يكن لنا معها أية علاقة سوى أنها قبلت عرضنا.
٭ هل بالإمكان إطلاعنا على السعر الذي قدمته لكم مجموعة إشراق المدينة؟
– هذه المجموعة قدمت سعراً أفضل من السعر الذي حصلنا عليه العام الماضي حيث حصلنا على سعر (950) ريـــــال بيد أن السعر في العام الذي سبقه كان (1000) ريــــال لكل حاج علماً بأن الأسعار في تصاعد وبموجب ذلك تمّ تثبيت فندق بعينه ووجدنا أنه يمتلك مطعم بدرجة عالية من السعة والكفاءة وبتصديق من الجهات المختصة وما كان هذا الاتفاق بالصدفة وإنما خضع لكثير من التفاوض واللقاءات والأخذ والرد.. والحمد لله رغم إشفاق البعض وتخوفهم من هذه المجموعة الجديدة إلا أننا وحسب ما توقعناه وما هو موضوع في الخطة كان أداء هذه المجموعة ممتازاً.
٭ نريد أن تخبرنا عن محور الخدمات التي قدمتموها في مكة المكرمة؟
– عندنا في محور الإسكان تجربة قديمة متجددة بمكة مع مجموعة (الأصيل بلازا) ولكن قلنا في إطار التحديث والتجديد وفي إطار فتح منافذ أخرى تعاقدنا لثلث العدد مع مجموعة (المرجان) في منطقة الششة ومجموعة الأصيل لثلي الحجاج في العزيزية وتمتاز المجموعتان أنهما شركات علماً بأن السكن في مكة في غالبه للأفراد، ولكن الشركات دائماً ما تكون مقتدرة ومسؤولة، إضافة لخدمة الترحيل من وإلى الحرم بالإضافة لتميز الموقعين بالقرب من المشاعر، وحيث أن هذه الفنادق تمتلك ساحات وصالات لإقامة الدروس وقد إختتمت بزيارة كريمة للشيخ الدكتور خالد الغامدي إمام الحرم المكي في زيارة مشهودة اختلطت فيها الدموع والأشواق.
٭ أخبرنا ما الجديد في محور النقل؟
– هذا العام استمر التعاقد مع شركة النقل الجماعي والجديد النقل بين المدن والمشاعر حيث أننا رفعنا موديل السيارات إلى 2012 و2013م وبحمد لله استطعنا تحقيق رقم قياسي حيث غادر جميع الحجاج ليلة الثامن إلى منى والتاسع إلى عرفة في زمن قياسي وتمتاز هذه البصات بجودتها وكفاءتها العالية إضافة إلى وجود دورات مياه بداخلها.
٭ كيف تقيمون هذه التجربة وانعكاسها الصحي على الحجاج؟
– أُضيفت خدمات إطعام المدينة وحركة النقل المريح بين المدن وانعكست على صحة الحجاج وقلَّ ترددهم على العيادات وانخفضت بذلك الأمراض الناتجة عن الرهق والتعب. وكانت هذه إحدى إشراقات شركة النقل الجماعي حيث نقلت جميع الحجاج المرضى وطافت ووقفت بهم في عرفات، أما بالنسبة لحالات الوفيات فهناك حالتي وفاة في الخرطوم (أ) والخرطوم (ب) وكلاهما كانت بعد النزول من عرفة أي بعد أدائهم لمناسك الحج.
٭ أخبرنا عن الخدمات الإضافية التي طرأت بمشعر منى؟
– كانت المخيمات بمشعر منى مفروشة على السجاد العادي إضافة إلى قلة دورات المياه.. لكن النقلة النوعية التي تمت هذا العام أن المخيمات زودت بمراتب (سوفا بيد) وهي مرتبة تتحول إلى كرسي بالإضافة إلى أننا أضفنا دورات مياه إلى الدورات التي كانت موجودة، الأمر الثاني أننا طورنا عملية الإطعام بتقديم ثماني وجبات ساخنة سبع في منى وواحدة في عرفة بحيث تركنا الحجاج متفرغين للعبادة. والإضافة المقدرة أننا أهّلنا المخيمات بشكل راقٍ بما يعرف بخيمة البركة في شكل صالون مزود بفرش جديد والمخيم كله مزود بمولد كهربائي بتوفير مكيفات للمخيمات، وهذه كانت إضافة مقدرة بالنسبة لمشعر منى وعرفات.
٭ ما هي تطلعاتكم لحج العام المقبل؟
– نتوقع في العام المقبل موسماً أفضل بكثير ونجاحاً أكبر نظراً لما حققته الهيئة من علاقات وطيدة وخبرات متراكمة.
٭ كلمة أخيرة؟
أولاً الشكر لله سبحانه وتعالى ومن ثم الشكر موصول لحكومة المملكة العربية السعودية ملكاً وحكومة وشعباً، وقد ظلت وما زالت تعطي الكثير لخدمة حجاج بيت الله الحرام، ولا ننسى دور الوزيرة الدكتورة أمل البكري البيلي المشرفة كانت خير مرشد وموجه لنا، كما لا يسعنا إلاّ أن نشكر الأخ الدكتور عبد الرحمن الخضر والي ولاية الخرطوم الذي أنشأ عبر مجلس وزرائه هيئة الحج والعمرة ولاية الخرطوم وكان قراراً صائباً بأمر تأسيس بأن تكون الهيئة حرة في التفكير وإدارة المال، فكان هذا هو مربط الفرس لانطلاقة الهيئة، فالشكر للوالي ورعايته ومشاركته وتأكيده في كل وقت بدعم وتطوير هذه الهيئة.
٭٭ ثانياً جلسنا الى الأستاذ المطوف: محسن حسين الحبشي أحد شركاء الحج وصاحب مؤسسة البركة للتجهيزات وخبرة لأكثر من 25 سنة في خدمة الحجاج
٭فكانت البداية عن معرفة اسم ومهام المطوف؟
مؤسسات الطواف في مكة جاءت كنتيجة لتوجهات صاحب السمو الملكي خالد الفيصل أمير مكة المكرمة وبدلاً من أنه كان عمل فردي أصبح عمل جماعي وأصبحت هناك ست مؤسسات تتبع لوزارة الحج السعودي هي:
مؤسسة الدول العربية- مؤسسة أفريقيا غير العربية .- مؤسسة الهند وباكستان وتسمى بمؤسسة جنوب آسيا- مؤسسة جنوب شرق آسيا وهي خاصة بحجاج ماليزيا واندونيسيا وما جاورهما- مؤسسة إيران- مؤسسة أمريكا ومسلمي أوروبا.
أخضعت جميع هذه المؤسسات لنظم ولوائح وزارة الحج لتقديم أفضل خدمة للحجاج، وهي إحدى فروع مؤسسات الطوافة التي كلفت من قبل المؤسسة بخدمة حجاج السودان.
٭ قيل إن هذه المؤسسات وراثية وليس بمقدور أي شخص أن يصبح مطوفاً أخبرنا عن ذلك؟
– الطوافة أولاً مهنة قبل أن تكون عمل وقام به الناس قبل الإسلام وهي محصورة في السقاية والرفادة والإجابة والسدانة وكانت حصرياً لقريش وعندما قام الملك عبد العزيز بتوحيد المملكة العربية السعودية تحت شعار لا إله إلا الله محمد رسول الله أبقى مهنة الطوافة لأهل مكة المطوفين وهي خدمة شرفهم الله بها.
٭ نريد أن نتعرف على التطورات التي طرأت على هذه المهنة؟
– في البداية مهنة الطوافة تعتبر عمل فردي يقوم به المطوف بمجهوده الشخصي بالسفر إلى البلدان التي يتعامل معها لجلب الحجاج لمكة المكرمة وفي ظل الأوضاع الجديدة وما تشهده المملكة من تطور مستمر استحسنت الجهات المعنية وجود العمل الجماعي على العمل الفردي فنتجت عنها هذه المؤسسات الأهلية.
٭ ما هي أعمال ومهام المطوف؟
– تنحصر المهام في استقبال الحجاج وإسكانهم بالمشاعر المقدسة (منى وعرفة). حتى المغادرة فقط لا غيرها، وعملية الإسكان بالفنادق، فنحن بعيدين عنها وإنما البعثات هي التي تقوم بعملية التعاقد بالإسكان في المواقع التي تختارها، ونحن كمطوفين ووزارة الحج ليس علينا سوى الإشراف على أن هذا السكن مؤهل لراحة الحجاج فقط.
٭ أنت مطوف وصاحب مؤسسة تجهيزات لوجستية أخبرنا عن الخدمات التي تقدمونها للحجاج؟
– كل ما يخطر ببالك من خدمات نحن نقدمها ومؤسستي سباقة في هذا العمل وكان صاحب السمو الأمير خالد الفيصل يتطلع لأن يرى شيئاً صنع في مكة فخطرت ببالي تصنيع خيمة البركة في شكل صالون لراحة الحجاج، وهذه الخيمة التي شاهدتموها كانت متاحة لكل من طلبها. ومن ضمن الخدمات التي نقدمها (السوفا بيد)، وهي عبارة عن مرتبة تتحول إلى كرسي وتجدد سنوياً، وأيضاً نقدم أعمال الحوائط الجبسية لمخيمات منى، وكان لنا شرف تقديم خدمة الإطعام لقطاع دارفور وكردفان وقطاع المؤسسات، وقد فرغت مؤسستي طوال العام لخدمة الحجاج.
٭ كيف يتم التعاقد بينكم وبين طالبي هذه الخدمات؟
– يتم التعاقد مع البعثات الرسمية أو الشركات السياحية وهي تتعاقد مع المؤسسة المعنية بتحديد الخدمات المطلوبة ونحن ننفذ الخدمة مقابل أجر مادي.
٭ كلمة أخيرة سعادة المطوف؟
– للحقيقة أن فكرة تطوير الخدمات اللوجستية التي نقدمها في منى كانت نابعة من الإخوة السودانيين في قطاع المؤسسات والخرطوم ودوماً ظللنا نتلقى منهم أفكاراً جديدة في كل ما وصلت إليه مؤسسة البركة للتجهيزات.
٭٭ ثالثاً الأستاذ بندر حمود الأحمدي..رئيس مجموعة إشراق المدينة متعهد خدمة الإسكان بالمدينة المنورة فكان سؤالنا عن التعريف بمجموعة إشراق المدينة وبداية عملها؟
– بدأت المجموعة العمل قبل ثلاث وعشرين سنة بإسكان الحجاج ببدايات بسيطة ولكن بفضل الله من خلال التطور الذي طرأ عام بعد عام على الفنادق بالمدينة المنورة استطعنا تجويد الخدمات لحجاج بيت الله الحرام والزائرين لمدينة الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم).
٭ كيف كانت بداية علاقتكم مع البعثات؟
– كانت بداية علاقتنا مع البعثات الرسمية كعلاقة غير مباشرة مع الهند وباكستان وبعض شركات الحج السياحي، ثم تلى ذلك العلاقة مع البعثات الرسمية، وبفضل الله نحن الآن مسيطرون على 80% من حجاج أوروبا إسكاناً وإطعاماً وترحيلاً.
٭ أخبرنا عن السعة الاستيعابية لهذه المجموعة ومدى تأهيلها من المؤسسة الأهلية؟
– السعة الاستيعابية لهذه المجموعة تسع لأربع وعشرين ألف سرير وهي مؤهلة من قبل المؤسسة الأهلية للأدلاء بالمدينة المنورة ومشهود لها بالقدرة والكفاءة، وقد تشرفنا في هذا العام بالتعاقد مع الأخوة في ولاية الخرطوم ونطمح أن يكون دخولنا معهم كبداية لدخول قطاعات أخرى حتى ينال أي حاج سوداني هذه الخدمات التي نالها الأخوة في قطاعات الخرطوم.. وللتاريخ لولا الأستاذ علي شمس العلا لما حصلت هذه النقلة النوعية ونشكر له متابعة شؤون الحجاج.
٭٭ وأخيراً جلسنا إلى الأستاذ صالح خليل السلماني- رئيس مجموعة المرجان متعهد خدمة الإسكان بمكة المكرمة وسألناه عن مجموعة المرجان وبداية عملها؟
– فأفادنا: مجموعة المرجان هي شركة للفنادق والسياحة والتجارة والصناعة، وهي شركة رائدة تتشرف بخدمة ألف حاج من أربعة عشر دولة وعلى رأسها جمهورية السودان والهند وباكستان وجمهورية الجزائر واحد عشر دولة أوروبية وفرنسا واسبانيا وهولندا.
٭ ما هي السمات التي تتميز بها هذه المجموعة السكنية؟
– أهم السمات أن كل الغرف في هذه المجموعة السكنية عبارة عن غرف فندقية مجهزة بصالات ومساجد ومطاعم، وقدمت الشركة خيمة كبيرة جمعت العلماء والأدباء لإرشاد الحجاج. وتمتاز هذه المجموعة بأنها تقدم خدمة النقل بين الفنادق والحرم على مدار الساعة وقد ساهم النقل في التعريف بأهم معالم مكة أثناء وصول الحجاج للمزارات مثل جبل النور وغار ثور وجبل الرحمة.
٭ كيف تقيمون بعثة الحج السودانية؟
بعثة الحج السودانية كانت حلماً لنا كشركة للتعاقد معها وحقق الله أحلامنا في حج 1434هـ حيث أن البعثة السودانية شركاء أصيلين في نجاح كثير من المجموعات.
٭ أخبرنا عن أمنياتك؟
– أتطلع لخدمة عدد كبير من قطاعات الحجاج السوداني الشقيق وبذل أقصى ما نملك من جهد لراحتهم فهم أخوة وأشقاء.
حاورهم بمكة المكرمة: د. أحمد التجاني محمد: صحيفة الوطن
[/JUSTIFY]