الحركات المسلحة .. التأثير السالب علي القرن الأفريقي ..
حركة العدل والمساواة والتي توصف بأقوى الحركات تساوي قواتها حوالي (( 1200 )) فرد بجنوب السودان والأخرى بولاية جنوب كردفان ، أما قوات حركة تحرير السودان جناح مناوي وتساوي (( 350 )) فرداً بمعسكرات متفرقة بشمال وشرق جبل مرة وجنوب دارفور . وقوات حركة عبد الواحد محمد نور والتي تقدر بحوالي (( 650 )) فرداً موزعة بمناطق حول جبل مرة .
بالنسبة للحركة الشعبية فهي الموجودة بمناطق جنوب كردفان والنيل الأزرق تقدر قواتها بحوالي (( 1700 )) فرد .
الدعم الخارجي :
يوغندا تعتبر الراعي الأساسي والحضن الدافئ لحركات دارفور المسلحة ، إذا قدمت كمبالا لحركة العدل والمساواة الدعم اللوجستي والإيواء لأبرز قيادات الحركة د. جبريل إبراهيم والذي منحته جواز سفر لعدد من قياداته .. لم يقتصر الدعم اليوغندي للحركات المسلحة علي المدافع (( أسام )) والمدافع المضادة للطيارات .. إذ قامت كمبالا بدعم الحركات باستثمار يتمثل في شركة خاصة لدعم أنشطتها ومكتب لمزاولة النشاط السياسي والعسكري .. ولم تنس الأم الحنون أن تقدم لأبنائها المتمردين الرعاية الطبية للجرحى والمصابين .
الدعم اليوغندي السخي شمل ايضاً حركة مناوي .. إذ أصبحت كمبالا المستضيف الرسمي لكل نشاطات الحركة وقياداتها .. وعلي المستوي السياسي فان كمبالا قامت بالرعاية والتنسيق لاتفاق حركة مناوي .. وقيادة حزب الأمة القومي قامت بذات الدور مع تحالف أحزاب جوبا . وسمحت الحكومة اليوغندية للحركة المتمردة بممارسة نشاط تجاري في مجال نقل البضائع بين جوبا وكمبالا ..
كما قامت بتوفير الإيواء والحراسة لعبد الواحد محمد نور وأسرته واستخراج الوثائق الثبوتية وإيواء معظم عناصر المجلس القيادي الأعلى للحركة .
كذلك قدمت كمبالا الرعاية والدعم للجبهة الثورية والإيواء لقياداتها وقطاع الشمال وإنشاء مقر دائم لرئاسة الجبهة الثورية .. إضافة لاستضافة كل الفعاليات السياسية وتقديم الدعم الصحي لمرضي ومصابي الجبهة الثورية .. ومهمة أخري تتمثل في تسهيل اللقاءات بالسفارات والمنظمات لاستقطاب الدعم .
اتهامات في مواجهة الحركات :
ابرز الاتهامات التي تواجهها الحركات المسلحة التجنيد ألقسري للأطفال حيث استطاع حركة عبد الواحد تجنيد أكثر من (( 350 )) مواطناً وخطفت العدل والمساواة (( 10 )) طلاب من قرية بعد أن تهجمت علي منزل شيخ القرية وقامت بحرقه .. وقامت الحركة الشعبية قطاع الشمال بتجنيد إجباري لطلاب في محليات الريف الغربي لمدينة كادوقلي والبرام وهيبان حيث تمكنت الحركة الشعبية من تجنيد (( 202 )) طفلاً تم إرسالهم لمعسكراتها بكينيا ويوغندا . كذلك تواجه الحركات المسلحة اتهاماً آخر يتمثل في تهريب ألاجئين غير الشرعيين عبر الأراضي المصرية إلي إسرائيل وإلي أوربا من ليبيا إلي ايطاليا ومنها إلي بقية أوربا .. وأشهر الحركات التي جنت مبالغ مالية ضخمة من خلال ممارسة تهريب ألاجئين هي حركة عبد الواحد محمد نور .
حركة العدل والمساواة وحركة مناوي قامتا بأكثر من عمليات النهب والحرق وتدمير الأسواق وطلمبات المياه وأبراج الاتصالات .. وأشهر اعتداءاتها كانت علي الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور .. حيث دمرت البني التحتية بالمطار وعدد ( 7 ) طائرات وإحداث أضرار بالغة بزهق أرواح ( 31 ) مواطناً .. لم تكتف الحركات المسلحة بالتسبب في نزوح أكثر من (( 1500 )) مواطن واختطاف مواطنين وقد ارتكبت أبشع الجرائم الإنسانية وهي التصفيات الجسدية بدأت بـ ( 4 ) من عمد ومشائخ معسكرات ألاجئين الذين شاركوا في مؤتمر أهل المصلحة الذي عقدته الحكومة السودانية .. كما قامت الحركة الشعبية بتصفية كل المعتقلين والأسري لديها من قوات الأمن في مدينة باو والكرمك وقد استخدمت الحركة اقسي أساليب القتل حيث تم إدخال أكثر من ( 60 ) شخصاً في حاوية ليموتوا اختناقاً في منطقة خور (( البردي )) وكذلك قامت قوات الحركة الشعبية بذبح مواطنين تابعين للمؤتمر الوطني ضمن حملات تطهير للقبائل التي لم تقف إلي جانب الحركة في الانتخابات .
واستمرت الحركة الشعبية في القتل والتدمير بمدينة كادوقلي والاعتداء علي العزل وانتهي ذلك بتصفية للقيادي بلندية يوليو الماضي بمنطقة (( خور الحجار )) بمحلية هبيلا .. وأشهر اعتداءات الحركة الشعبية التي لازالت عالقة بالأذهان ومدونة كتاريخ للاعتداءات علي المدنين هو هجوم علي أم روابة وأبو كرشولا ضمن قوة الجبهة الثورية في أبريل 2013 شملت التصفيات القيادية الراعية المنحازة للسلام ويمثل محمد بشر رئيس حركة العدل والمساواة الموقعة علي اتفاق (( سلام الدوحة )) وقائده العام أركو سليمان ضحية خير مثال للتصفية عن طريق كمين نصب لهم في طريق عودتهم للسودان .. ولم تكتف بموت بشر وضحية .. بل قامت بأسر ( 38 ) من القيادات بعد عودتهم وظلت هذه الحركات المسلحة تشارك كمرتزقة في الحروبات الأهلية بدول المنطقة .. وشاركت حركة العدل والمساواة مع دولة جنوب السودان في الهجوم علي مناطق البترول بهجليج 2011 .. وشاركت موالية لإرتريا ضد إثيوبيا .. وللقذافي ضد ثوار ليبيا في 2012م .
ويري المراقبون أن وجود قيادات الحركات المسلحة بدول شرق إفريقيا يؤسر سلباً علي أمن المنطقة .. حيث تواجه هذه الحركات اتهامات بعلاقات غير مشروعة في العملات والتحاصيل المالية وتقوم بالتنسيق مع عصابات يوغندية بعمليات غسيل الأموال وتجارة السلاح والمخدرات .. وكشفت مصادر ايضاً عن علاقة مشبوهة لقيادات دارفورية مع صوماليين ضالعين في عمليات القرصنة البحرية .. وأكثر ما يثير مخاوف المراقبين لعمل الحركات المسلحة بالمنطقة الإقليمية هو نقل تجربة التمرد علي الحكومة الشرعية لمجموعات المعارضة بدول شرق إفريقيا أو الارتزاق مثلما حدث في ليبيا . ويؤكد المراقبون أن استمرار هذه الحركات بالمنطقة له اثر سالبة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً لذلك فإنه لابد من تضافر الجهود لمحاربتها والقضاء عليها .[/JUSTIFY]
سودان سفاري
ت.ت