رئيس « الأمّة» القومي في حوار حول علاقة الحزب بالمعارضة
ولكن في ذات الوقت لا يريد فصيلاً منهم اطلاق الرصاصة الأخيرة على نعش الاجماع هو من وجهة نظر الكثيرين ميت، فلا يريد حزب الأمة أنت يقولها صراحة.. نحن خرجنا من الاجماع.. والاجماع لا يريد أن يحمل وزر عزله.. يا ترى مما يخاف الطرفان من التاريخ.. أم من فقدان الآمال المشتركة..
بات جلياً أن علاقتكم سيادة الإمام بالتحالف يشوبها التوتر ما أسباب عدم الاستقرار في علاقة التحالف مع الأمة؟
– المسألة بسيطة أولاً حزب الأمة هو الحزب الأكثر عطاءً من الناحية الفكرية.. ووجوداً من الناحية الشعبية.. يعني لا يمكن لشخص أن يغالط في ذلك لذا هو لديه وزن خاص وبموجب ذلك نحن عندما تحدثنا عن المستقبل رأينا أنه بالضرورة أن يوضع مشروع لنظام جديد، هناك اختلاف حول هذا النظام لأن بعض احزاب الاجماع ترى أن الحكومة الانتقالية يجب أن تكون برلمانية، نحن نفتكر أن وجود لا مركزية فيدرالية يعطي صلاحيات واسعة جداً خاصة في جو ديمقراطي لأن الصلاحيات الفيدرالية الموجودة الآن غير صحيحة لأنها معيوضة بالسلطة والنظام الحاكم، وهي صلاحيات على الورق، ولكن في النظام الديمقراطي ستصبح حقيقة.. لذا نرى ما يوازي ذلك يجب أن تكون جمهورية رئاسية تمثل قيادة البلد، لأن الوضع الرئاسي الحالي زائف.. أيضاً موضع خلاف آخر بيننا فنحن نرى من الضروري جداً الإشارة لمرجعية إسلامية وهم يرون أبعاد هذا الموضوع لأنهم يتطلعون لمفاهيم في تقديرنا إبعاد لاي نوع من الإشارة للإسلام في العمل السياسي، نحن نعتقد اذا حدث ذلك سيجعل مسألة الإسلام محتكرة لدى الجهات المغلقة، ويصنفون هذا علماني، وهذا ديني، نحن نعتقد أنه كما الفيدرالية في النظام الديمقراطي محتاجة لتوازن في الوضع الرئاسي كذلك الإشارة للمساواة في المواطنة محتاجة للاعتراف بمرجعية إسلامية، هم لا يريدون كلاماً عن الإسلام خالص، وهذا حدث غير مقبول.. نحن نقول إن الفترة الانتقالية تكون أقصر هم يريدونها أطول، وهذه مسائل خلافية، قلنا لابد من ورشة لمناقشتها لأننا لدينا حجج قوية في ذلك واتفقوا معنا على عقدها منذ عام ونصف ولم تعقد حتى الآن.
عفواً.. ولكن أبرز نقطة خلافية بسبب التزامكم بالبديل الديمقراطي الذي وقعتموه معهم ومن بعد ذلك نكصتم عن توقيعكم وجئتم بميثاق النظام الجديد؟
– نعم وقعنا ولكن كان ذلك في مرحلة قبل أن يضع الميثاق الجديد..
تراجعتم اذن عن توقيعكم؟
– الانسان يوقع لكن لابد أن تصادق على التوقيع ولم تحدث مصادقة منا على البديل الديمقراطي.
وماذا بشأن توقيعكم المرتقب على ميثاق الاعلان الدستوري أيضاً هو نقطة خلاف داخل الاجماع؟
– الإعلان الدستوري جزء من هذا الحديث لأن فيه عدم موافقة وقبول لمقترحاتنا الثلاثة، وأيضاً قلنا لابد من أن يحدث هيكل جديد لأن الهيكل الخاص مترهل وقلنا يجب أن تكون لدى الهكيل الجديد رئاسة وجهة تنفيذية ليس بالضرورة فرد، كذلك لابد أن تكون له فروع في الاقاليم وبالخارج حتى يصبح له وجود وليس فوقياً، أيضاً لابد من تسمية جديدة، وكذلك الشعار الذي يرفع لابد أن يغير من شعار الربيع العربي وهو «الشعب يريد إسقاط النظام» لأنه ثبت أن اسقطوا الأنظمة وليس لديهم بديل، لذا قلنا تردد الشعب يريد نظام جديد لأن النظام الجديد يمكن أن تحققه بوسائل مختلفة منها اسقاط النظام ومنها الكوديسا.. ولماذا لا نضع الوسيلة الثانية وتصبح هي الجاذبة حتى لعناصر داخل الوطني، وقلنا بدل إن تصبح «ببغائياً» تردد شعار ثورات الربيع العربي، الكوديسا وسيلة أكثر أماناً للبلد، ونحن لا نفرض كلامنا ولا هم يفرضون كلامهم ودعونا نجلس في الورشة خصوصاً أن هناك فصائل داخل الاجماع مؤيدة لمقترحاتنا.
عفواً.. هل يمكن أن تحدد لنا هذه الفصائل داخل الإجماع والتي تؤيد مواقفكم؟
– لا.. أنا لا أريد أن «اتكلم» عنها دعيهم هم يقولون عن أنفسهم، لن أكون مثل ناس المؤتمر الوطني نعلن للناس آرائهم نتركهم يعلنون عن أنفسهم.
لكن مطالبتكم مرفوضة جملة وتفصيلاً من المعارضة واللجنة التي التقتكم وصلت معكم لطريق مسدود ماذا أنتم فاعلون؟
– لكن اللجنة التي التقتنا لم تقل لنا إنها رافضة لمقترحاتنا، كما أؤكد لك أن أغلبية القوى السياسية داخل الاجماع ستكون مع كلامنا وخلينا نجرب وإذا هم عايزين يجربوا اليجربوا وعلى أية حال كلهم نحن أغلبية عليهم.
تعني أنكم ستتركون التحالف؟
– قضية مستقبل السودان ليست حكراً على زول وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، نحن نسعى لوضع يحقق السلام العادل في البلاد وتحول ديمقراطي كامل وليس لدينا مانع اذا اختفلت الأطراف فليسلكوا وسائل مختلفة، لكن في النهاية ما في زول حا يشيل السودان «ويمرق به» وما دمنا كلنا سنعمل في السودان سنرى أيهم أقدر على تحقيق تطلعات الشعب في إقامة نظام جديد، ونحن نقول لكل الأطراف الطريق الذي نمشي فيه نحن هو الطريق الأقدر على جمع كل الأطراف ويحقق الهدف الذي سيجد السند الشعبي الحقيقي هم قد لا يرون ذلك- خلاص- إذن في النهاية لم يحدث اتفاق كل منا يجتهد بوسائله لتحقيق الهدف الأساسي في التحول الديمقراطي الكامل والسلام العادل الشامل.
ماذا تسمي الوضع الذي به المعارضة الآن هل هي أزمة منتصف الطريق وربما من معالجات ولحاق أم أنها القاضية؟
– لن أقول لك أكثر من أنهم اتوا الينا يوم الاثنين الماضي وقالوا لنا نريدكم أن توقعوا على الإعلان الدستوري نحن قلنا لهم رأينا وأصدرنا بياناً بذلك وإذا لم يقبلوا بذلك سنتفق على الورشة كي نناقش كل هذه القضايا.
وإذا رفضوا مقترحاتكم وتمسكوا بمواقفهم؟
– خلاص سيذهبون هم في خطهم ونحن سنذهب في خطنا.
عفواً.. تعني أنكم ستخرجون من الاجماع؟
– أنا لا أريد أن استبق الأحداث وبعدين هذا الاجماع نحن «العملناهو» وسميناهو وقام في دارنا هذا، الآن هم قبلوا بهذا الموقف وعملوا الورشة كان بها ما قبلوا خلاص يذهبوا بما يرون، ونحن سنذهب بما نرى، ولن نعاديهم حتى لو ذهبوا في طريق آخر سنعتبرهم جزءاً من المعارضة وسنمضي في طريقنا.
اتهمكم بعض من بالاجماع بالترتيب للخروج منه كما فعلتم في التجمع الوطني الديمقراطي ما رأيك؟
– جائز يفتكرون ذلك لأنه دائماً الخصوم يقولون كلاماً سيئاً، ومع ذلك نحن لم نخرج من التجمع الوطني وما حدث أن التجمع هو الذي أبعدنا لأننا قلنا إن الموقف في التفاوض مع الحكومة، والذي كانت تقوم به الحركة الشعبية يجب أن يقوم على أساس واضح والحركة الشعبية يجب أن تحرص على أن يكون التفاوض مشكل أو يلتزمون بعرض اية نتائج يتوصلون اليها مع الحكومة على التجمع، رفضت الحركة الشعبية هذا الشرط والآخرين لأنهم تحولوا لذئاب لها في ذلك الوقت غير مستعدين لاتخاذ قرار مثل قرار حزب الأمة، لذا استغنوا عنه لأن الشروط صارت غير مرضية، وعندما جاءت اتفاقية السلام وأبرمت كان في رأينا أنها ثنائية وليست قومية، وصاروا مؤيدين لها ضمن تأييدهم للحركة الشعبية وللأسف في ذلك الوقت كانت تقوم الحركة الشعبية بتمويل التجمع الوطني الديمقراطي من الأمريكان، وبدلاً من أن تصبح الحركة الشعبية عضواً في التجمع أصبح التجمع عضواً فيها، وفي عام 2005م عملت الحركة الشعبية اتفاقية السلام، وحدة حزب الأمة الذين قال إن هذه الاتفاقية لن تحقق سلاماً أو وحدة أو تحولاً ديمقراطياً وذهبوا في ذلك الخط ودخلوا كلهم الحكومة إلا حزب الأمة الذي اتهموه بأنه يريد أن ينضم للحكومة.. ولكن كلهم انضموا إلا حزب الأمة.
الآن هل لديكم الرغبة الصادقة بالاستمرار في الاجماع؟
– نحن رأينا أن الاجماع بدون أفكارنا هذه سيحدث فيه التالي أولا:ً بالنسبة للسودان حتى اذا تحقق البديل للنظام ستكون هناك حكومات لا مركزية قوية جداً، ومركز ضعيف، وهذا سيفكك البلد.. لذا نحن حريصون على رئاسية الدولة، ثانياً إذا هم قالوا لا مجال لاي دور للإسلام في السودان سيعطي ذلك فرصة للجهات المتكفئة ليقولوا هؤلاء علمانيون ضد الدين ويصنفونهم بذلك، وفي رأينا هذا موقف خاطيء لأنه سيجعل مشروع الإسلام فقط للمتكفئين من المسلمين وليس للمستنيرين منهم.. لذا إذا قبلت قوى الاجماع الوطني كلامنا سيبقى هناك مجال لقوى فاعلة وعاملة ولديها امكانية لسند شعبي، وإذا لم يقبلوا به ولا يريدون أيضاً أن يعقدوا الورشة لمناقشة تلك القضايا، وكل ما لديهم أن يقبل حزب الأمة بمواقفهم «يا بلاش»، خلاص ستحدث المفاصلة ونحن موقفنا واضح وهم لن يستطيعوا احتكار المعارضة، ولكنهم سيقيدون أنفسهم ومن معهم، وكما جنى التجمع الوطني على نفسه سيجنون على أنفسهم إذا اتخذوا هذا الموقف.؛
إذن دعنا حضرة الإمام نذهب للخلافات داخل حزب الأمة لماذا وصل الأمر حد تقديم الاستقالات؟
– حقيقة حزب الأمة فيه أفكار كثيرة يسُّوقها الآخرون بصورة غريبة وبالنسبة لعبد الجليل الباشا هو لم يستقل من الحزب ولكنه استقال من الأمانة العامة، وحتى حديثه الذي قاله لم يحمل تلك المعاني التي حملها له البعض، وأنا أعرفه جيداً لم يكن بذيء اللسان عندما ذهب مع مجموعة مبارك وحتى عندما عاد كان منضبطاً وهو ربما كانت بينه وبين مريم بعض المشكلات بسبب التداخلات، وهي لديها علاقات جيدة لا يمكن أن تنقطع لأنها غير مكلفة، ورغم ذلك عبد الجليل في مجلس التنسيق ولم يتقدم شكوى ضدها أو ضد اي شخص في الحزب.
صحيفة اخر لحظة
[/JUSTIFY]