حوارات ولقاءات

نائب رئيس حزب الأمّة في حوار خاص «2-2»

[JUSTIFY]شغل حزب الأمة القومي الساحة السياسية مؤخراً بشكل كثيف بشأن عدة قضايا أولها الحوار مع المؤتمر الوطني، وما راج عن اقتراب حزب الأمة من الدخول في الحكومة وتقاسم السلطة مع المؤتمر الوطني، بجانب علاقة الحزب مع المعارضة بل حتي مع الجبهة الثورية.. وكذلك الأوضاع داخل الحزب نفسه والتي هي الأخرى تبدو غير واضحة المعالم وحولها خلاف كبير.. آخر لحظة أجرت حواراً مع نائب رئيس حزب الأمة القومي الفريق صديق إسماعيل وهو الأنسب لمناقشة هذة القضايا المثارة من خلال موقعه التنظيمي، بل مشاركته في إعداد هذه الملفات، بيد أن الأمر المحفز هو أن صديق هو من فجَّر قنبلة (التفاهمات) بين حزبه والمؤتمر الوطني.

لديكم الآن رؤية واضحة من خلال حديثكم عن التوافق الوطني لحل المشكل السياسي للوطن والبعد عن الخيار المسلح، إذن كيف تكون نقطة التلاقي مع الجبهة الثورية والحركات المسلحة؟

– أعتقد أن نقطة الالتقاء الآن بدأت تتبلور في أن القضية السياسة فيها إجماع على وحدة السودان من قبل القوى السياسية وكذلك إجماع على ضرورة إحداث التغيير وعلى ضرورة الحل السلمي، وحتى إخواننا في الجبهة الثورية أبدوا مرونة في الحوار، إذن هذه ثلاث محطات التقاء للقوى السياسية مسلحة كانت أم مدنية بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدني، وهذا بتوفر الإرادة السياسية من الجميع الأمر الذي يتطلب تقديم تنازلات من جميع الأطراف وإذا المعارضة لم تقدم تنازلات والحكومة لم تقدم تنازلات تظل المشكلة قائمة وتراوح مكانها ولكن علينا أن نوفر هذه المرتكزات الثلاثة التي ذكرتها، مع الإرادة نستطيع أن نخرج بالسودان من أزمته بالتوافق الوطني وليس بالاحتراب.

ü الحكومة تتحدث عن انتخابات قادمة ديمقراطية في عام 2015م وأنتم تتحدثون عن حكومة انتقالية، كيف تتوافق المعادلة السياسية؟

– المعادلة السياسية تتوافق كالآتي: أن يجلس الناس جميعاً الآن ليتحاوروا حول القضايا الأساسية وبعد ذلك يتفقوا على برنامج وطني من ضمنه إجراء انتخابات حرة نزيهة وفقاً لدستور قومي يتم بآلية قومية، وهذا يتطلب فترة زمنية قد تتطلب تأجيل الانتخابات وقد تتطلب أن تجرى في مواعيدها أو حسب ما يتفق حوله الناس، وهنا أشير إلى أن حديث المؤتمر الوطني حول الانتخابات حديث استعلائي وإقصائي ومستفز وليس مناسباً للتوافق الوطني والبلاد بها هذه المشاكل ويجر الناس إلى المصادمة، لأن الانتخابات تحتاج إلى توفير أجواء صحية بعيدة عن المشاحنات والاستعلاء والاستفزاز ولذلك أنا اربأ بالمؤتمر الوطني أن يمارس هذا المنهج على الأحزاب وكذلك أرجو من القوى السياسية الأخرى السعي والاتفاق على كيفية إدارة المرحلة القادمة حتى تنتهي إلى انتخابات حرة ونزيهة وأي حديث غير ذلك سواء كان للحركات المسلحة أو تحدي الحكومة بإجراء الانتخابات هكذا لا يفيد، بل يجر البلاد إلى ما هو أصعب مما عليه الآن من أزمة حقيقية،

ü هل هذا يعني أن حزب الأمة لن يدخل الانتخابات أو المشاركة في الحكومة ما لم تتوفر الشروط التي ذكرتها؟

– نعم هذا صحيح، نحن بحزب الأمة القومي لن ندخل الانتخابات ما لم تتوفر الشروط التي ذكرتها حول إتاحة الحريات والديمقراطية والتوافق الوطني والعدالة المصحوبة بالمراقبة الداخلية والخارجية، وأي انتخابات لم تتوفر لها هذه الشروط هي انتخابات فاشلة ولن تنجح.

ü على ذكر التوافق الوطني بعض المحللين يرون أن مواقفكم ضعيفة تجاه قضايا المواطنين وقوية تجاه الهرولة نحو المشاركة في الحكومة؟

– هذا قول دائماً ما يرمون ويتهمون به الحزب ولكن أقول هو ليس صحيحاً واتهام فيه تجني على قوى سياسية لها دور وطني، فنحن متابعون للحراك السياسي بالبلاد وأثر الأزمة الاقتصادية المتواصل على حياة الناس، وفيما يتعلق بالهرولة نحو السلطة هذا حديث ممجوج ولو كان حزب الأمة يبحث عن المشاركة كيف لا يكون مشاركاً قبل أكثر من عشر سنوات ولكنه رفض لأن لديه مبدأ أن الشأن الوطني لا يقبل التجزئة أو الثنائية أو الانفراد، بل يدار جماعياً، وأقول لمن اتهمنا بذلك بأن يذهبوا إلى دكتور نافع ليعرفوا من الذي جاء مهرولاً إليه للانضمام للمؤتمر الوطني وتم رفضه، وحقيقة نحن موقفنا واضح وقلناها عدة مرات ولا نحتاج للمزايدة عنه…

ü مقاطعاً: ولكنكم تشاركون فعلاً بابن الصادق المهدي السيد عبد الرحمن المهدي كمستشار؟

– دعنا من مشاركة عبد الرحمن المهدي فهي مشاركة قد تحدثنا عنها كثيراً والجميع يعرف ذلك، وأقول لك نحن ضد أي مشاركة قائمة على أساس ثنائية مبنية على العزل والإقصاء، وهذا مبدأ لن نتراجع عنه ولن نجاوز هذا الخط وأرجع بك إلى سؤالك السابق فيما يتعلق بالاهتمام بقضايا الشعب، هذا كلام غريب حزب الأمة القومي ظل يعقد الورشة تلو الورشة ويقدم النصيحة تلو النصيحة على الملأ، وفي وسائل الإعلام تتصدر بياناتنا حول الأوضاع السياسية والاقتصادية، ولدينا حراكنا في الولايات والمركز، فكيف نكون مغيبين عن قضايا الشعب ولدينا كل هذا الإسهام السياسي المتقدم، الحديث الذي يقول غير ذلك هو غير صحيح وقادح في حقنا لغايات أخرى يرجونها وآخر مواقفنا كان واضحاً من القرارات الاقتصادية الخاطئة بحق الاقتصاد السوداني ورفضناها جملة وتفصيلاً وحذرنا من ذلك وتأثيره على الشعب، إنها أخطاء النظام وحينما خرجت الجماهير أيدناها ولكن أدنا أعمال العنف والتخريب لأننا ندعو إلى التظاهرات السلمية، ودعونا الحكومة للسماح لها بالتعبير السلمي وليس العنف المضاد، وهذا هو الموقف المسؤول من القوى السياسية المسؤولة ولكن الذين يندفعون وراء شعارات براقة وأحاديث لا تسمن ولا تغني من جوع لا يمكن أن نسميهم وطنيين.

ü كيف تقيمون عودة العلاقات بين السودان وجنوب السودان وقضايا الحدود وأبيي؟

– نحن في حزب الأمة القومي منذ اتفاقية نيفاشا نبهنا إلى أنها تحمل الكثير من القنابل الموقوتة وسوف تؤثر على مسار السلام في السودان وأهم معيار تحدثنا فيه نقطة اقتسام الثروة الذي قام على الإرتكاز على البترول فجعل للجنوب مصلحة للبترول وكنا نعتقد لو أن نصيب الجنوب من كل عائدات السودان لكان أكبر وأدعى لترسيخ السلام وبقاء الجنوبيين وانحيازهم للسلام ولكن أن تجعل من البترول وحده عامل جذب كان هنا الخطأ الإستراتيجي وبنسبة 48% وحدة وانفصال 70%مما شجع الجنوبيين على الانفصال، والآن بدأت تظهر كل هذه العقبات من قضايا حدودية وبترول وتبادل تجاري وهي ما قلنا عنها القنابل الموقتة رغم التهدئة التي حدثت الآن وأعتقد أن المستقبل سيكون منحازاً للسلام والاحترام المتبادل بين الدولتين.

ü لكن ماذا عن أبيي والمنطقتين؟

– المناطق الحدودية أبيي وجنوب كردفان والنيل الأزرق تحدثنا بأنها رغم بروتكولاتها إذا لم تدر بجدارة صحيحة وديمقراطية ولو ترك الأمر لأصحاب الشأن وسكان هذه المناطق بما لديهم من أعراق ومواثيق لاستطاعوا حل المشكلة ولكن لم نجد آذاناً صاغية ووردنا الآن هذا المورد الخطير، والآن نعتقد أن الاتفاق الرأسي والأفقي بين البشير وسلفاكير لن يحقق السلام على الأرض، والذين يحققون السلام والاستقرار هم أهل الشأن المسيرية ودينكا نقوك، فهم يعرفون أين مصالحهم وكيف يدبرونها كما كانوا من قبل، وهذه المسائل تتم بالتراضي بينهم، وعلى الحكومة أن لا تأتي بالحلول المعلبة التي تكون قد فقدت صلاحيتها، لذلك على الحكومتين تبني فكرة التعايش السلمي بين المسيرية والدينكا وفقاً لاتفاق بينهم.

صحيفة اخر لحظة[/JUSTIFY]