تحقيقات وتقارير

معاً ضد الجهوية والعنصرية والقبلية


[JUSTIFY]تقرير :على ابايزيد
بعد الوصول الى ربك حاضرة ولاية النيل الأبيض جنوب الخرطوم جاء اللقاء
بين قيادات الحركة الإسلامية برئاسة الأمين العام الشيخ الدكتور الزبير
احمد الحسن ونائبته د. رجاء حسن خليفة، وأمناء الأمانات فى قيادة الحركة
الإسلامية السودانية وبين أمناء الأمانات فى ولاية النيل الأبيض وولايات
كردفان الكبرى (شمال وجنوب وغرب كردفان) فى 22 نوفمبر 2013م ، الذى جاء
بمناسبة إنعقاد ملتقى أمناء الحركة الإسلامية بتلك الولايات فى اطار تفقد
القيادات لسير تنفيذ البرامج والخطط الموضوعة بغرض تفعيل الأداء وتجويده
وتحسينه.
فضاء ولاية النيل الأبيض نقى ، والشمس تعانق الأرض ولكن هواء أوائل
الشتاء استطاع التغلب على الأشعة اللاذعة ليتخلق جو معتدل ، والسماء
لاتبخل على النيل الأبيض أوقات الخريف والنيل له غضب فى بعض الأعوام.
تخوم السافنا أُعينت بتدخل الإنسان بزراعة الغابات ، طول الطريق من
الخرطوم الى ربك تزداد كثافة الاشجار كلما توغلنا جنوبا لتتشابك فى
اقاصى الجنوب ، فالولاية تحتفظ ببعض الخضرة وبقايا آثار الخريف فى شمالها
وتزداد الخضرة فى كنانة بأعماق ولاية النيل الابيض.. وفى وجود إنسان كريم
ومضياف يبذل جهده لإسعاد الآخرين إزدان رونق اللقاء ، وتضوع الفضاء بعطر
عذب فواح شارحاً الصدور ومنقيا العقول بما يشى بالإنفتاح نحو عهد يميزه
الوحدة والتعايش والإخاء.
بقراءة أفكار الأمين العام للحركة الإسلامية بهدوء يمكن ملاحظة إنشغاله
أيضاً بإيقاف نزيف العلاقة بين الانا والآخر المتشكل فى صورة الجهوية
والعنصرية والقبلية لأنها مثل حبات السبحة تجر بعضها البعض ، الجهوية ثم
العنصرية ثم القبلية ثم الأسر وهو انهيار قيمى ينحو نحو الذات فى أنانية
فارطة تكون غذاءً لسفك الدماء وحقن الصدور والعقول بفيروس العداء
والكراهية.
لتحقيق الغلبة على القلوب والسير على هدى الشرع الإسلامى وضع الرسول صلى
الله عليه وسلم علاجاً منذ 14 قرناً بتوجيهات صارمة بما معناه (دعوها
فإنها منتنة .. والناس سواسية كأسنان المشط ..ولا يفضل أحد على احد الا
بالتقوى) أو كما جاء ،، فهل ننحدر الى جاهلية والقرآن بيننا ، والسنة
تأخذ بيدنا .. فماذا هناك؟.
نعم نحتاج لقيادات توضح للناس رأى الإسلام فى الجهوية والعنصرية والقبلية
التى ربما نمت بذرتها لتحقيق أهداف تنموية فى مناطق نفوذ مشغولة بالسكان
، ولكن تحول المطالب التنموية المشروعة الى سفك الدماء ، فهذا ما يحتاج
لوقفة وتوضيح وتبيين ومقاومة ليس من قبل الدعاة والعلماء فحسب بل من كل
النخب والمثقفين الحاملين لواء العلم والتنوير لهز عرش الفتنة وصرعها
بآليات الحكمة والموعظة الحسنة.
منذ فجر الإسلام تصاعدت أعداد معتنقيه لأن الإنسان بفطرته يحب القيم
والأخلاق الفاضلة المتوفرة فى الدين الإسلامى بغزارة (إنما جئت لأتمم
مكارم الأخلاق)، والتى تسمو بالمسلم فوق الأنا الضيقة لينظر الى الآخر
بإعتباره جزءاً منه لا يتفارق منه وفق معيار حديث الرسول صلى الله عليه
وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).
قيم سامية تلزم المسلم بمقتضى ايمانه واسلامه ، وضعها تحت بصره لتتنزل
عند ظهور الآخر فى شأن من الشؤون ، لتردع النفس الأمارة بالسوء والهوى
المضلل والشيطان ، الثلاثى المتحالف لصد الناس عن إتباع الحق.
عوامل السمو فى المجتمع متوفرة لسمات فى الشخصية السودانية تتميز بمحبة
الخير وحب العمل لفائدة الناس ، وبتدين مركوز فى الأعماق ، فإذا استطاعت
النخبة التى رعاها المجتمع السودانى بتضحية أفراده بغذائهم ودوائهم
وأطفالهم، استطاعت قيادة أهل السودان الى الأخلاق الفاضلة والقيم الرفيعة
فإنها قد أدت دورا مطلوبا بكثافة فى هذه المرحلة من حياة السودان.
السودانى لديه سمات عالية النبل جعلته مميزاً عند إختللاطه بشعوب اخرى
، وتأتى الكفة لصالحه فى شُعب الأمانة والخلق الرفيع وغيرها من الصفات
الراكزة المغطى داخليا بغبار كثيف مما ابعدها وجعلها فى عتمة لتبرز بدلا
عنها الجهوية والعنصرية والقبلية ولا يرغب أحد فى اتساعها بوجود فرص
لتحقيق الوحدة.
أعلنت الحركة الإسلامية على لسان أمينها العام رفض السلوكيات الضارة التى
بدأت فى النمو فى بعض الجهات وحتى الخجولة منها ، والتى تتمثل فى جهوية
وعنصرية وقبلية ولو عن طريق المزاح ، والزمت عضويتها بنبذ الميول
الأنانية والتى جعلت بلادنا فى ألسنة العالم التى بعض دولها تسعى لإيقاف
نزيف الأرواح وبعضها تمد الفرقاء بإعانات لإستدامة الصراعات ولا تراعى فى
ذلك الإنسانية.
ودورة الحركة الإسلامية (4 أعوام) الحالية وضعت شعاراً لنبذ الجهوية
والعنصرية والقبلية ، بالدعوة الى الرجوع الى قيم الإسلام الرفيعة ، وهذا
يتطلب تضافراً من جميع الأحزاب والكيانات الأخرى دون إعتبار للفوارق فى
الأفكار او المعتقدات ، وقد جاء أوان وضع أسس لإدارة الخلاف بتوجيهه نحو
التسابق لكسب موقف المواطن بخدمته وتحقيق مطالبه ، وفى ذلك فليتنافس
المتنافسون.
نعم معاً ضد الجهوية والعنصرية والقبلية لإيجاد جو نقى ومعافى وتصاف أخوى
بين جميع أفراد المجتمع فى السودان.

تقرير :على ابايزيد

سونا[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. جاء في المقال
    نعم نحتاج لقيادات توضح للناس رأى الإسلام فى الجهوية والعنصرية والقبليةالخ…
    فاقد الشئي لا يعطيه.هذه القيادات هي المسئولة عن ما حصل في السودان.كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته..والمساواة والعدل الاجتماعي لا يحتاج الى شعارات ..المساواة قيمة اجتماعية والعدل كذلك يجب ان يظهر في سلوك القائد لتنزيله الى المجتمع فإن انعدم هذا السلوك في القادة لا تطالب به افراد المجتمع..انظر الى المناصب الاستراتيجية في السودان
    لذلك الكلام النظري لا ينفع ..من أجج العنصرية لا يستطيع معالجتها..هل في القلب حسره؟؟هذا سؤال يحتاج الى اجابة ..برامج التمكين افرزت مآلات وغصة في قلوب الناس وهناك الكثير من الممارسات التي أدت الي تأجيج نار العنصرية والآن النسيج السوداني يعاني الانقسامات والتشرزم والله والغالب