د. عبد الوهاب الأفندي : السياسة الانتحارية للمؤتمر الوطني
وقعت في الايام الفائتة أحداث جسام في أنحاء السودان المختلفة، منها اجتياح الجيش لأحد معاقل حركات التمرد المسلحة في جنوب كردفان، واضطرابات قديمة متجددة في دارفور، ومؤتمرات قارية في الخرطوم خاطبها مسؤولون كبار. ولكن معظم صحف الخرطوم الصادرة أمس اختارت عنوانها الرئيسي قرار ولاية الخرطوم تخفيض وزن رغيف الخبز بمقدار عشرة غرامات!
وهكذا في يقف نظام الإنقاذ في عامه الخامس والعشرين وهو عاجز عن توفير الخبز للمواطنين، وقد أصبح هم الفرد يتركز في الضروريات. في نفس الوقت، لا يزال الأمن غير متوفر لكثيرين، حتى للنظام نفسه، حيث ما زال يقاتل الانتفاضات المسلحة والسلمية ضده في كل مكان. وهو حصاد غير مشرف بأي مقياس.
من الطبيعي إذن في ظل هذا الأداء المخيب للآمال، أن تتصاعد دعوات الإصلاح من بين أنصار النظام القلقين من تردي الأوضاع ونذر الانهيار. ولكن قيادة المؤتمر الوطني الحاكم اجتمعت الأسبوع الماضي ليس لتدارس مطالب الإصلاح، وإنما لقتل الرسول الذي يحمل الأخبار السيئة. فقد اختارت فصل المنادين بالإصلاح وإسكات أصواتهم. وهذا أشبه بحال شخص يسمع جرس الحريق في منزله، فيطلق النار على الجرس لإسكاته ثم يعود للنوم، بدلاً من أن يتحرى عن النار المشتعلة في البيت. وهي سياسة انتحارية بامتياز.
في نفس اليوم الذي سمع فيه سكان الخرطوم الأنباء السيئة عن الخبز، كان زعيم المؤتمر الوطني نافع علي نافع يتحدث بصفته الأمين العام لما يسمى بمجلس الأحزاب الافريقية في الخرطوم عن استهداف الغرب للدول الافريقية عامة والسودان خاصة، ويرى في تكتل الأحزاب الافريقية واحدة من أدوات النضال ضد الهيمنة الغربية. ولا نريد أن نتوقف هنا عند هذه الدعوى العريضة بدور قيادي في افريقيا (مما يذكرنا بدعاوى القذافي عن كونه ملك ملوك افريقيا)، ولكنا نتساءل: هل هناك حقيقة حزب في السودان يقوده نافع حتى يتصدى لقيادة كل أحزاب افريقيا، إلا كما كان في افريقيا ملوك يسودهم القذافي؟
في نفس اليوم أيضاً كان النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه ورئيس جهاز المخابرات محمد عطا يخاطبان مؤتمراً لقادة مخابرات الدول الافريقية برسالة مماثلة، مفادها أن المسؤول على أزمات السودان وحروبه هي جهات خارجية، تكيل بمكيالين وتؤجج الصراعات في افريقيا لغاياتها الخاصة.
هناك نسق واضح في كل هذه الرسائل التي ترسلها قيادات النظام في الخرطوم، يتمثل في العمى والصمم عن حقائق الأمور، ولوم الآخرين على تقصير النظام. فإذا كان الغرب هو الذي يؤجج الصراعات في السودان، لماذا رحب النظام بمساهمة الدول الغربية في عقد اتفاق نيفاشا؟ ولماذا سافر على عثمان إلى أوسلو مرتين لحضور مؤتمر المانحين وكان في الدوحة ايضاً هذا العام لحضور مؤتمر مانحين لدارفور؟ فهل الغرب هو الذي قتل الأبرياء في دارفور والمتظاهرين في الخرطوم؟ وهل هو الذي أسكت أصوات المصلحين في المؤتمر الوطني؟ ام أن جريمة الغرب هي أنه لا يسكت بما يكفي على جرائم النظام؟
إن هذا السلوك يذكرنا بالرواية القرآنية لصاحب موسى الذي أنقذه موسى ممن تشاجر معه، ولما وجده في شجار للمرة الثانية في اليوم التالي وأراد أن ينقذه اتهم موسى بأنه يسعى لقتله، وفضح سره فعرض حياته للخطر. فقادة النظام السوداني لم يفرغوا من حرب الجنوب إلا واشعلوا حرباً في دارفور ثم الآن في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وقبل شهر كانوا يفجرون مشاكل في الخرطوم، والآن هم في صراع مع إخوتهم في الحزب ممن يطالبون بالإصلاح لمصلحة الحزب وأعضائه قبل أن يكون لمصلحة الدولة والأمة. أما إذا تقدم من يعينهم على أمرهم يتهمونه بأنه هو المتسبب في المشكلة!
إن الإشكالية هي في هذا النهج العقيم الذي يرفض الاعتراف بالأخطاء والخطايا، ناهيك عن التوبة عنها، ولا يحب الناصحين. وعندما اختار ما يسمى مجلس شورى المؤتمر الوطني الأسبوع الماضي التخلص من الناصحين، أعلن رسمياً أنه كيان تتوقف عضويته على المنافقين وكل شيطان أخرس. فإنه لا يكاد شخص يختلي بأي عضو من المؤتمر الوطني، حتى بين القياديين، إلا ويسمع منه مر الانتقادات لأداء الحزب والنظام. حتى إذا احتشد هؤلاء في جمع، بالغوا في الهتاف والنفاق. إنه حقاً تجمع انتحاري، على الاقل من الناحية الدينية والأخلاقية.
د/ عبد الوهاب الأفندي
صحيفة القدس العربي
ندعو القراء بالاطلاع علي الموضوع فالكاتب لا يستهان به و كذا صحيفته.
دة انسان فقد البوصلة جالس فى بلد الكفار مع الفرنجة وترك وهجر اهله ورحمه وبلده !!!!!!
اخي (الافندي) ….انت رجل ناصح …و لكن ثوب (الترابي) الذي خيط بالكراهية و البغضاء للاخرين الذين اختلفوا معه سياسيا من اخوته و ابنائه الاسلاميين في ساعة العسرة !!!! يجب عليك الا ترتديه فهو ليس كقميص (يوسف) حتى ترتد به بصيرا !!! هذا الثوب لا يشبه مقامك و لا مقاسك !!!! فكل من ارتداه اصيب بالعمى !!! ان لم يكن في البصر فقد كان في البصيرة و هو ادهى و امر !!!! اما قولك (فقادة النظام السوداني لم يفرغوا من حرب الجنوب إلا واشعلوا حرباً في دارفور ثم الآن في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.) هذا كلام فيه غبش !!! بالله من بدء الحرب ؟؟؟؟ الحكومة ام التمرد الذي تحركه الصليبية العالمية ضد الاسلام و العروبة في السودان ؟؟؟ و ما هو رأيك في (الشيخ) الذي يقول باستطاعته ايقاف الحرب في دارفور خلال اربعة و عشرين ساعة فقط … و للاسف لا يفعل !!! و اما جنوب كردفان و النيل الازرق فأسأل الحركة الشعبية التي تتزعم التمرد هنالك و تنادي من خلال منابرها بطرد كل من له علاقة بالاسلام و العروبة من ارض السودان !!!
اخي الافندي ….من اجل وقف نزيف الدم في ولايات التمرد كادت الحكومة ان تلثم احذية التمرد للخروج من هذا المأزق الذي سيق اليه السودان بخبث و تبلد من البعض و منا كأمة متسامحة في كل شئ حتى بدت خطوطنا الحمراء لا يراها احد منا او من اعداءنا !!!! المصالح الوطنية العليا توجب علينا النصح و التصالح بأي ثمن دون ان نعطي الاخرين فرصة ليفتنوننا فيما بيننا اذ كفى ما بنا !!! لك الشكر …
فى الحقيقة ليست بالبساطة تحليل الوضع السياسى والاقتصادى فى السودان من تردى وغيرة اولا من انفسنا نحن وابتلاء من رب العالمين وايضا الحكومة لم تعمل بالصورة المطلوبة الا بعد فوات الاوان لدرء الوضع المتدرى فى معيشة المواطنين وعدم وجود التخطيط السليم من النهضة بالزراعة والثورة الحيوانية والمعدنية اخيرا والسؤال اين الخلل ؟ بكل سهولة من حكومتنا الكنت نايمة وهما التلبس بكراسى الحكم لاطول فترة ممكنه وضيعة واسرفت فى تبذير فلوس الدولة فى احفالات وارضاءات ووزارات السودان فى غنى عنها كان الاجدى ان تسير الى مصلحة المواطن فى الخدمات الضرورية واضحة التعليم والصحة ونظافة البيئة والمواصلات اصبحت عامل اساسى لتحرك المواطن لكسب عيشة ويعنى هناك محاولات جادة اخيرا لتطوير اللمواصلات بالعاصمه من كبارى وقطار وترماى السؤال ده كان يمكن ان يحدث ايام البترول المتدفق والسيولة الخ وفى نهاية المطاف الامور متشعبه لاننا لن نحسن التخطيط فى الاوليات وناسنا كانوا نايمين والعالم فى حركة مستمرة ومتغيرة وعشان كده انفضحت الانقاذ وعاوزه تركب موجة النهضة والتعمير ودولة الخدمات على كتف المواطن البسيط ؟ وهل كل ما تقوم به الانقاذ يشفع لها ؟ ام التقيم بانها كانت لن تقوم باكثر من ذلك ؟ والاجابة متروكه للمواطن والناس اجمعين والله المستعان وفى الختام التقشف واجب من اكبر المسئوليين الى اصغرهم من اجل نهضة الوطن الوطن ويعمه السلام والامن ..
اخي د. عبدالوهاب … بالحديث عن المؤتمرات التي تعقد في الخرطوم .. قطعا لا توجد عاصمة في العالم تعقد فيها مؤتمرات عددها يقارب ما يعقد في الخرطوم من مؤتمرات .بدلا من احصاء المؤتمرات التي تعقد خلال العام في الدول الاخرى صرنا نحصي المؤتمرات في كل شهر و الان صارت المؤتمرات كل اسبوع تعقد في السودان بل كثيرا اكثر من مؤتمر في الاسبوع الواحد ..مؤتمرات لكل شيء … احزاب افريقية .. شبابية اقليمية ..مؤتمرات العمل و قادة امنيين ..مؤتملاات جهوية و علمية و اشياء صارت من كثرنها لا يهتم بها احد اطلاقا و في النهاية العبرة ليست في المؤتمرات و لكن في مخرجاتها و العمل بتوصياتها وآخرها (قبل ما يكون في مؤتمر تاني ما عندنا خبره) مؤتمر او ملتقى (لان كلمة مؤتمر صارت بلا معنى) للوضع الاقتصادي في البلاد !! الوضع الاقتصادي يحتاج لمؤتمر ؟؟؟ لا و الله بل يحتاج الى وزير مالية!!! و نحن ما عندنا وزير مالية و لا وزارة مالية حتى !!! و بس اريد اقول يا جماعة الخير المصاريف التي تصرف على المؤتمرات احسن تكون لدعم الخبز و توفيره و الحفاظ على وزنه و ما ينقص عشرة جرامات … و الا … ارجو الجاياكم !!
لو انت نسيت الناس بتنسى ولها ذاكرة اولا يا سى الأفندى رجع مال الشعب السودانى حينما تم إبتعاثك لبريطانيا بمال هذا الشعب المسكين ولم ترجع للسودان مرة ثانية بعد نهاية مدة الإبتعاث .. كلكم احمدو حاج احمد .. لا تنهى عن خلق وتاتى بمثله عار عليك إذا فعلت عظيم وانت افنتحار ذاتو فضوها سيرة من خزعبلاتكم التى أوردت السودان الهلاك مثل امثالك