تحقيقات وتقارير
الخرطوم والقاهرة .. «كيف الحال»؟!
لكن مثل تلك الاحاديث الغاضبة وما نسج على منوالها من تحليلات لمحللين مصريين «كبار» في الهواء الطلق عبر الفضائيات. دفعت السماني الوسيلة وزير الدولة بالخارجية إلى نفي وجود مثل هذه الازمة مع مصر.
واستبعد السماني في مؤتمر صحفي عقد أمس الأول، اي اتجاه لحدوث توتر في العلاقات السودانية المصرية بسبب أحداث غزة ومشاركة السودان في قمة الدوحة، وقال إن موقف السودان الرافض لمجزرة غزة لم يتم التحرك له من جزر معزولة وإنما جاء تعبيراً عن الرفض الرسمي والشعبي لما يحدث في غزة.
وفيما تم النظر الى قمة الدوحة الأخيرة بأنها بلورت سياسة المحاور العربية بشكل مكشوف بعد أن اخذت تتبلور في منعطفات سابقات، فقد عدّ البعض مشاركة السودان في قمة الدوحة انحيازاً تماماً لذلك المحور السوري القطري على حساب محور مصر والسعودية، وهو ما يدفع الحكومة السودانية للكثير من المراجعات السياسية والدبلوماسية او تتهيأ لها على الأقل بعد هذا التصنيف الاخير لها.
لكن د. غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية نفى دخول السودان ضمن صراع المحاور العربية في التعامل مع الأوضاع بغزة. وبرهن على ما ذهب اليه بمشاركة السودان في قمتي الدوحة والكويت، مشيراً إلى أن السودان ظل يطالب بالفرز بين متطلبات المرحلة ومقتضياتها والتنافس بين الأطراف العربية.
ومن الواضح ان تنافس الأطراف العربية قد هدأ مؤقتاً فيما يبدو بعد قمة الكويت، إثر المصالحات المفاجئة على هامشها بين مصر والسعودية وقطر وسوريا.
والسؤالان اللذان ظلا يطلان برأسهما بعد انفضاض قمة الكويت هما: هل حقاً جرت مشاركة السودان في قمة الدوحة عليه مشاكل أكثر من جلبها لفوائد له؟ وهل حقاً اغضبت مصر تلك المشاركة.
الإجابة عند البعض بلا تردد «نعم» وحيثيات ذلك ان مصر لم تتعود كثيراً من السودان مواقف مناقضة لمواقفها، وإن كانت بحجم توقيع إتفاقية كامب ديفيد مع الكيان الصهيوني فوقت ذاك قاطعت كل البلدان العربية مصر بسبب سلامها مع إسرائيل بعد أن عدّ كفراً سياسياً بائناً ولكن كان السودان مثل السيف وحده منحازاً إلى شقيقته مصر في أحلك المواقف والظروف. ومضى موقف السودان بالتنسيق مع الموقف المصري في المحافل العربية والدولية إلا في حالات نادرة لا يمكن القياس عليها كما في حرب الخليج الثانية وأخيراً الموقف من الأحداث في غزة إثر دعم السودان لخيار المقاومة ومقاومة مصر لهذا الخيار بعد قيادتها إلى ما يعرف تجملاً بمعسكر الاعتدال المتمتع بعلاقات وثيقة مع الغرب واتفاقات مع إسرائيل تجعلها تنظر إلى الاوضاع في غزة من زاويتها وتنتهج اساليب تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني وهو مصب يجمع بين المحورين وتفرق بينهما الوسائل.
وعوداً على بدء، وفي ظل الحديث عن الآثار السالبة لمشاركة السودان في قمة الدوحة على علاقته مع مصر، قطع السماني بعدم حدوث اي تأثير سالب على العلاقة بين البلدين. وقال بعد أن ارتفعت نبرة صوته قليلاً إن مشاركة السودان لم تأت بإملاء من أحد. وزاد بأن العلاقة بين القاهرة والخرطوم لا تحدد عبر الصحف.
وفي السياق ذاته ذهب السفير المصري بالخرطوم عبد الوهاب عفيفي عندما أعرب عن دهشته واستغرابه معاً من الحديث عن توتر العلاقات بين مصر والسودان نتيجة لما كتبه رئيس تحرير- على حد قوله-.
وقال عفيفي في اتصال هاتفي اجريته معه أمس، ليس هناك ما يعكر صفو العلاقات بين البلدين على وجه الإطلاق سواء أكان ذلك بسبب غزة او بغيرها. وأكد إن العلاقات تسير في مسارها المعهود وفقاً لتطلعات الشعبين والقيادتين وهي ممتازة ومميزة ولا توجد اية مشاكل أو تشوبها اية شائبة.
وللإجابة على سؤال هل حقاً غضبت مصر؟ قال السفير المصري: مصر ليست غاضبة ولم تغضب، وأردف: نحن نتفهم تحرك السودان في مسألة غزة الذي يمليه الواجب القومي والوطني على القيادة السودانية لأن تتحرك ضد العدوان الغاشم على غزة.. ومضى عفيفي للقول: نحن ننظر إلى تحركات القيادة السودانية ورد فعل الشارع السوداني بنوع من التفهم والتقدير.
ومهما يكن من أمر، فإن الغضب المصري الذي يتحدث عنه هذه الأيام من موقف السودان في غزة لم يظهر رسمياً بعد -هذا إن وجد- لكن يبقى من السابق لأوانه القطع بعدم وقوعه او سقوطه من ذاكرة مصر الأمر الذي ستكشف عنه الأيام المقبلة.
فتح الرحمن شبارقة :الراي العام [/ALIGN]
يا احبابنا السياسة اليوم لاتعنى شيىء غير وصفها بلعبة المصالح اينما توجهت المصلحة توجهت عقارب السياسة ولذا البعض يسميها اللعبة القذرة لا مبادىء فيها اينما توجهت مصالحك انت ورائها حت لو كانت فى الامس فى التجاه المعاكس الله يكون فى العون
لماذا مطلوق العنان للصحفيين المصريين يتكلموا في السودان حتى على مستوى الرئيس ،، كما قرات لصحفيه مصرية بحيث ظلت تسمي بعض الاقلام وتصفها بسخرية شبابية يعني غير ناضجه كما سمعناه على لسان خارجية السعودية وهو يقصد وزير خارجية قطر هل نحن اقلام صحفينا بهذا المستوى ينعت ام ان هؤلاء فتية ابن نفسهم الا يبعوا زممهم الا لله جل علاه