تحقيقات وتقارير

روســــيا: الفيــــتو للمــــرة الثانيـــة

[ALIGN=JUSTIFY]يبدأ المبعوث الخاص للرئيس الروسي زيارة وصفت بالمهمة للبلاد السبت المقبل تعد الأولى له يرافقه خلالها وفد كبير يضم عدداً من الخبراء الروس في الشأن السوداني، وسوف تستغرق زيارة المبعوث ما يقارب الأسبوع، يزور خلالها ولايات دارفور وجوبا ويعقد لقاءات مهمة تشمل كبار المسؤولين في الدولة.
وتأتي زيارة المبعوث الروسي الخاص للسودان في توقيت مهم، والأسرة الدولية في الخارج والسودان بالداخل تترقب ما ستسفر عنه نتائج دراسة وفحص قاضيات محكمة الجنايات الدولية لإدعاءات واتهامات رئيس المحكمة ضد رئيس الجمهورية، كما تأتي زيارة المبعوث ودولة الصين هي الأخرى تقود تحركات واسعة دولياً وإقليمياً لقطع الطريق أمام اتهامات أوكامبو. والمعلومات التي تحصلت عليها «الرأي العام» تفيد بأن المبعوث الخاص للرئيس الروسي قد التقى مبعوث سلام دارفور الصيني بنيويورك بداية الشهر الجاري. والمعلومات تفيد أيضاً بأن الرجلين اتفقا على تنسيق مواقفهما في مجلس الأمن تجاه القضايا كافة التي تختص بالسودان وتتم مناقشتها داخل المؤسسة الدولية وعلى وجه الخصوص اتهامات محكمة الجنايات الدولية وما يتوقع من صدور مذكرة توقيف بحق رئيس الجمهورية. والمبعوث الروسي الخاص يأتي للسودان وهو يحمل تفويضاً كاملاً للدخول في مباحثات مع المسؤولين في الحكومة في كل الملفات السياسية والاقتصادية ومجالات التعاون كافة ومن ثم رفع تقرير متكامل يشمل التوصيات والمعلومات للرئيس الروسي. وتفيد المعلومات بأن روسيا مقبلة على الدخول في مجالات استثمارية وتجارية كبيرة في السودان خلال الفترة المقبلة.
ومن ما يلفت الانتباه للاهتمام الذي توليه روسيا للسودان هو تركيز الرئيس الروسي على الحديث عن السودان في حفل تسلم أوراق اعتماد أربعة عشر سفيراً من بينهم سفير السودان المعتمد لدى روسيا سراج الدين حامد خلال الأيام الماضية. فقد روى حامد لـ «الرأي العام» بأن الرئيس الروسي منح السودان اهتماماً خاصاً في خطابه مشدداً على أهمية التعاون بين موسكو والخرطوم. وقال إن السودان هو دولة صديقة لروسيا وأن بلاده حريصة جداً على صون سيادة السودان واستقلاليته والمحافظة على وحدة أراضيه. السفير سراج وصف الزيارة بالمفصلية والمهمة وأن نتائجها ستشكل حجر الزاوية للتحرك الروسي بالتنسيق مع الصين داخل مجلس الأمن لمساندة السودان وإحباط محاولات العداء التي يواجهها من قبل بعض الدول النافذة داخل المجلس.
وروسيا التي ستشرع خلال اليومين القادمين في تفعيل دورها المساند للسودان باعتبارها دولة دائمة العضوية وتمتلك حق النقض (الفيتو) رصد لمبعوثها الخاص للسودان خلال الأيام الماضية وهو يلملم حقائبه متوجهاً للخرطوم قوله بأنه (سبق لروسيا أن استخدمت حق النقض «الفيتو» في مشكلة زيمبابوي داخل مجلس الأمن) في إشارة منه الى أن سقف المساندة الروسية للسودان داخل مجلس الأمن مفتوح الى أوسع مدى.
السفير سراج الدين حامد قال وهو يتحدث لـ «الرأي العام» من موسكو بأن مسألة اتهامات المحكمة الجنائية ضد الرئيس عمر البشير ستتصدر محادثات الجانبين السوداني والروسي في الخرطوم، وذكر أيضاً أنه التقى خلال الأيام الماضية الرئيس الروسي ونقل له تحيات الرئيس البشير وذكره بدعوته له لزيارة السودان وأن الزيارة ستشكل دعماً سياسياً ومعنوياً كبيرين للسودان في ظل الضغوط الظالمة التي تمارس عليه.
السفير أوضح أيضاً أنه قدم للحكومة الروسية قبل يومين (84) مشروعاً استثمارياً واقتصادياً سيتم تنفيذها في السودان بواسطة القطاعين العام والخاص الروسي. وقال إن هذه المشروعات الاستراتيجية سيتم تنفيذها داخل السودان بواسطة الشركات الروسية. وهي مشروعات في البنية التحتية ونقل التكنولوجيا، وتحتاج بحسب حامد الى آليات مرنة لدفع المجالات الاقتصادية بين البلدين نحو الأمام.
وزير الدولة بالخارجية السماني الوسيلة وصف الدولتين روسيا والصين بأنهما عظيمتان ودائمتا العضوية في مجلس الأمن ويمكن أن تساندا السودان بكل ما يمكن أن يدعم موقفه. ويمكن القول إن آمالاً عراضاً على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية معلقة على زيارة المبعوث الخاص الروسي للسودان لجهة أن نتائجها سوف تنعكس على حجم التنسيق الروسي الصيني المشترك داخل مجلس الأمن مع السودان ضد الجنائية، والتنسيق الروسي السوداني الذي يمكن أن يصل سقفه استخدام حق النقض «الفيتو» للمرة الثانية لروسيا داخل مجلس الأمن إذا اقتنعت بعدالة القضية السودانية والسعي لقطع الطريق أمام محاولات الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير التي تستخدمها بعض الدول العظمى داخل مجلس الأمن.
مريم أبشر :الراي العام [/ALIGN]

تعليق واحد

  1. علاقة الصداقة مع روسيا علاقة قديمة ويجب ان تنمى ويحافظ عليها تماما ويجب ان نكسبها مثل الصين فالدولة لها وزنها العالمى ولا يمكن تجاهل رايه وقوته ارجو ان تكون الزيارة مثمرة وجادة وانا اتفائل بذلك 😉 😉 😉