رأي ومقالات

خالد حسن كسلا : صفعة أبيي بكف «عبد الله دينق»

[JUSTIFY]وزير البيئة في دولة جنوب السودان الشيخ عبد الله دينق نيال الذي كان من المفترض أن يكون وزير الكهرباء والري لكن ربما حُوِّل إلى الوزارة الأقل أهمية باعتباره «مسلم»، قد أقاله سلفا كير من منصبه غير المهم بعد أن صفع أحد نواب برلمان دولة الجنوب على خلفية إساءته إليه أثناء جدال حول تبعية أبيي داخل مكتب رئيس الشؤون البرلمانية وسط مجموعة كبيرة.

والصفعة لم تكن بسبب إعلان شيخ عبد الله دينق معلومة تاريخية وجغرافية حول تبعية المنطقة التي وضعها أبناء النقوك مع دانفورث في منزع مع المسيرية أهلها الأصليين وإنما بسبب توجيه الإساءة إليه التي كانت هي بسبب الإعلان عن المعلومة التاريخية في مكان لا يعتقد أحد إمكانية أن يشهد الحديث عن سودانية أبيي بحكم التآمر على المنطقة المحمي بدكتاورية الحركة الشعبية. ومجرد وجود مثل عبد الله دينق في جوبا بخلفيته الفكرية يبعث على الخوف عليه، ما بالك حينما يطلق مثل هذا التصريح التاريخي الجغرافي ويتبعه بصفعة لمن أساءه من أجل دينق ألور ولوكا بيونق وابن قبيلة الفراتيت إدوارد لينو الذي كان والده مدرساً بالمنطقة المفترى على تبعيتها من جانب الحركة الشعبية.

لكن هل سلفا كير أقال «شيخ عبد الله» لأنه صفع الرجل أم لأنه تحدث عن المعلومة التاريخية المتعلقة بأبيي؟! ربما كانت الصفعة محل استفادة لصالح سلفا كير وهو يُصدر قراره بإقالة الوزير المسلم صاحب اللسان العربي المبين الذي ينتمي لقبيلته ويتحدث عن سودانية «أبيي». فليس من صالح العلاقات السودانية الجنوبية في هذا الوقت وقبل وبعد قمة الخليج الغني أن ينحاز سلفا كير علناً لمن أساء إلى عبد الله دينق في الجدال حول أبيي، فلم يجر حتى الآن استفتاء رسمي معترف به، ولم يصل الطرفان إلى تسوية حدودية في المنطقة وهي التي تجعل جزءًا من أبيي وليس كل مساحتها تابعة للجنوب إذا حدثت.

صفعة شيخ عبد الله التي وجهها للنائب البرلماني «مجونق» غطَّت على حقيقة ما إذا كان سلفا كير سيقيل الوزير بسبب تصريحه حول أبيي إذا لم تكن الصفعة أم أن الأمر كان سيجد تسليط الأضواء الإعلامية ومرّ دون ضجيج. كان الأفضل ألّا يلجأ «مجونق» للإساءة ويترك الأسئلة الجدلية ليسيء الوزير، وكان على شيخ عبد الله أن يصبر على الإساءة حتى يتكشف رد الفعل الحكومي الحقيقي بدلاً من أن تكون «الصفعة» هي السبب الأطغى الذي يتراءى للناس. وبعض الصحف أبرزت عنواناً للخبر يقول بأن «سلفا كير يقيل عبد الله دينق لصفعه برلمانياً».

نعم هذا سبب قوي للإقالة، لكنه جاء مضراً من ناحية أخرى، فقد خدم موقف الحركة الشعبية من قضية أبيي المصنوعة بعد وقف إطلاق النار السابق لمفاوضات نيفاشا، التي تمخضت عنها اتفاقية نيفاشا. فقد عجز المتمردون حتى عن احتلال المدن البعيدة عن حدود عام 1956م لكن المفاوضات أغنتهم عن المشوار الطويل نحو سراب احتلال أبيي ببرتوكول «أبيي».

ثم إن عبد الله دينق إذا كان يرى «كردفانية أبيي» قبل انفصال الجنوب وسودانيتها بعده، فهو بالطبع يرى أيضاً سودانية منطقة قولو التي تحتلها يوغندا ومنطقة مثلث أليمي الذي تحتله كينيا قبل الانفصال وبعده حتى الآن، فلماذا لا تهتم حكومة جوبا وبرلمان الجنوب بهاتين المنطقتين بمثلما تهتم بمنطقة المسيرية في غرب كردفان «أبيي»؟!.

هل الأمر هو تآمر ضد حقوق العرب والمسلمين وليس حقوقاً تاريخية؟! نعم هو تآمر بالفعل وهذا ما جعل ضمير عبد الله دينق المسلم ألا يركب موجة التآمر ضد حقوق إخوته المسلمين بغض النظر عن جهاتهم وقبائلهم. وإذا كان ياسر عرمان وعقار والحلو أهم للحركة الشعبية من المعارضين الجنوبيين مثل لام أكول وديفيد ديشان وبيتر عبد الرحمن سولي، فإن أهمية عبد الله دينق للشعب السوداني هي أنه يدافع عن حقوق إخوته المسلمين التاريخية في أبيي بخلاف ثالوث قطاع الشمال بالحركة الشعبية آنف الذكر. وشيخ عبد الله لم يقل بأن «راجا» و«ديم الزبير» من مناطق شمال السودان قبل الانفصال، لمجرد وجود مسلمين بها. كذلك لا ينبغي أن يحاول البعض تتبيع أبيي للجنوب لمجرد وجود حفدة الذين نزحوا إليها على أرضها، فالنقوك إما أن يعودوا إلى حيث جاء أجدادهم بعد حروب قبلية طاحنة وماحقة وساحقة، وإما أن يستمروا في «أبيي» مع أهلها.

فهاهم حفدة الأقباط الذين هاجروا إلى السودان يعيشون فيه وهم من غير المسلمين إلا قليلاً جداً. وحتى المجموعات الصعيدية المصرية التي كانت موجودة في وادي حلفا قبل التهجير مثل «البصاولة» كما يقال «بالعامية والأصولية أهل العقاد و«العليقات» كما يقال بالعامية لم يعودوا إلى مصر بعد تهجير الحلفاويين بل هاجروا معهم وتمتعوا بنفس حقوق النوبيين في حلفا الجديدة. فلماذا يريد دينكا نقوك أن يعودوا بأرض سودانية؟!

صحيفة الإنتباهة
ع.ش[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. غايتو ربنا يكذب الشينة
    لكن الانا شايفه
    نفس البلاهة والغباء التى وقعت بها نيفاشا والبروتوكولات الثلاثة الملحقة بها رغم نص الاتفاقية بان حدود 1956م هي الحدود
    مااشبه الليلة بالبارحة
    ولربما نيفاشا 2 قد اكتملت حلقاتها في ابيي
    والله يستر على باقي البروتوكولات
    اعذروا الجماعة ديل دي مقدرتهم وانتو عرفتوها من نيفاشا والوحدة الجاذبة والتي كانت طاردة وهم ماعارفين لامن ضاع الجنوب ببتروله
    الجماعة ديل بتاعين بندقية بس لعبات اليهود دي ما بيعرفوها
    المهم المسيرية يستعدوا لمواجهة مصيرهم وتحرير وطنهم