منوعات

الشاي بيتجنن

[JUSTIFY](شاي ولا قهوة) خياران يضعهما المضيف للضيوف في السودان، قد تتسع الخيارات لتشمل (البارد) أو (وجبة)، وفي كل الأحوال على الضيف أن يختار ما شاء، لكن لا مجال للرفض، ونحن هنا نختار الخيار الأول (الشاي) المشروب السحري الذي يعد السودانيون من أكثر شعوب استهلاكاً له.. الواحد يكون زهجان ساي يشرب شاي، جاك زول تشرب وكبايتك الأولانية لسع سخنة، ما عندك موضوع تشرب، عندك موضوع داير تتونس الونسة يلا الشاي، مصدع، عندك نزلة، داير تكتب، ترسم تذاكر….الخ برضو (تشرب) سادة ولبن بالنعناع بالجنزبيل بدون؛ ما مشكلة.

والشاي في ثقافتنا ما مشروب والسلام، بل مهم لدرجة إنو عند الكثيرين تناولو في حد ذاتو عندو طقوس، وعند آخرين هو من ضمن المكونات المشكّلة للطقوس المصاحبة أو الممهدة لعادات وتقاليد أخرى، ثم غزا الشاي وجداننا محمولاً على الأغاني والأحاجي وغيرها من منتوجنا الثقافي والإبداعي فأصبح جزءاً منا.

وبعد دا كلو الشاي داير يخون العشرة الطويلة (الممتازة) رفع قزازو وبقى الرطل بي (24) جنيها وعند (ستات الشاي) كباية السادة بقت بجنيهين واللبن بتلاتة جنيه. زمان تتلم الشلة عند ست الشاي (يجغموا) ساي بدون حساب، وفي النهاية واحد بس يدخل يدو في جيبو، وينتهي موضوع الحساب، أسع كل واحد يعاين بي قعر عينو للباقين، بعد بقت الكباية الواحدة دايرة (شيرنق).. اللبن ممكن تشوفو، تهبشو بيقلب ليك لبن طير ومنو البهبشو والرطل بقى بي (4) جنيهات كلو موية وشوية لبن وحبة بنسلين والبدرة عبوة (2) كيلو ونص بي (220) جنيها. البقرة المرسومة فيهو بتضحك فينا وفي قلة حيلتنا وكيف ما تضحك (بي حقو) إذا كان سعرو بيساوي نصف الحد الأدنى الرسمي للمرتبات.

والنتيجة تاني حاجة من حاجتنا الجميلة وقعت بعد أن توقفت الكثير من الأسر السودانية عن احتساء الشاي بعد أن عجزت عن شراء مدخلاته.. سقطت لمة شاي الصباح المشبعة بالدفء الأسري الذي كان يجدد الأمل والعزيمة ليوم جديد.

قبلها سقطت لمة (شاي المغيرب أو العصر) الذي كان يعزز العلاقات الاجتماعية لأنه عادة ما يضم المعارف أصدقاء كانوا أو أقرباء.

صحيح أن جملة (شاي ولا قهوة) لم تختف بعد لكنها غالباً عند فحصها واختبارها في معامل قياس الحماس والجدية تسقط.
الدور على مين…؟

صحيفة السوداني
ت.إ[/JUSTIFY]