تحقيقات وتقارير

غازي يعلن حركة «الإصلاح الآن» و يطرح الخيار الأدنى للمصالحة بين الفرقاء

[JUSTIFY]تنادى الحضور إلى«بهو» منزله الفخيم يدفعهم الفضول والإثارة المخبأة في أذهانهم بفضل «موجة» الإصلاح التي يقودها الدكتور «غازي صلاح الدين العتبانى» وتفجرها في أحلك الأوقات التي يمر بها الوطن وحكومته.

ولكن كانت الدهشه في اشتعال المكان والحشد النوعى بصوت الفنان «الراحل مصطفى سيد أحمد» يصدح بأغنية «عازة في هواك» رائعة خليل فرح عبر مكبرات الصوت داخل الصيوان الصغير المعد بعناية لاستضافة المؤتمر الصحفي الخاص بإعلان تأسيس «حركة الإصلاح الآن» حتى ظن الناس بأن غازي على وشك الإعلان عن ميلاد «حزب ثوري راديكالي تغييري»، ولكن أتت الإجابه سريعاً من العتباني عقب دخوله بهدوء وبخطوات واثقة للصيوان وهو متلفح بذات الجلباب الأبيض الأنيق وعمامته الناصعة وهو يحمل في يده ورقةً وقلماً ومن ثم صعد إلى المنصة التي كانت تعتليها لافته «مكتوب» عليها «وطن يسع الجميع». جاء الرد في عبارته في المؤتمرالصحفي الذي عقده أمس على شرف تدشينه إعلان تأسيس «حركة الإصلاح الآن».. بأن حزبنا أو حركتنا هي للسودانيين جميعاً ….وشعارنا السودان يسعنا».

واستهل غازي كلماته بالدفع بتساؤل هل .. من حاجة لحزب جديد؟ وأجاب على الفور نعم الساحة بحاجة إلى أدبيات وقيادات تقيم وطناً على أسس ثابته، وركز غازي على أزمات السودان، وقال من السهل أن ننتقد لكن من الصعب أن نضع الحلول ورغم تأييده على أالدولة بها علل، و على مر الأيام أضمحلت كفاءتها وحيدتها وهيبتها والانحياز إلى هموم الحكام على حساب هموم المحكومين، وإشارته إلى اختلال نظام العداله في السياسة والاقتصاد والاجتماع، وتلميحه بأن الفساد قد أصاب كل مرفق حتى أضحى مسلكاً ممنهجاً.. إلا أنه أبدى تفاؤوله بالمضي فى اتجاه الإصلاح والبناء.

مؤكدا أن السودان برغم تحديات جغرافيته ومعضلات تاريخه مازال يحمل وعداً كبيراً لنفسه ولجيرانه ولمجمل التجربة الإنسانية.. وربط غازي تفاؤله بطبيعه الإنسان السوداني وتميزه بالتواضع والترابط الاجتماعي والقدرة على العفو والتجاوز والاعتبار بتجارب الآخرين والإصرار على استدراك الأخطاء وإعادة قراءة التاريخ والتقدم نحو واقع أفضل.. ويبدو أن غازي حاول الرد على ماوصفه بالانطباع السائد لدى الكثيرين بأن معضلات السودان وأزماته لم تعد قابلة للحل، وظهر ذلك جلياً في قوله: ذلك الانطباع غير صحيح ،وتأكيده على أن هذه المهمة ملقاه على عاتق من يقود» باعتباره هو الذى يبعث «الامل » ويبحث عن «الحلول» ودعوته له بأن« لايستسلم» لليأس، وقوله: فبرغم الخلاف الظاهر هناك تقارب نحو فهم أصول مشكلات السودان والتوافق فى التشخيص يؤدي للتوافق فى وصف العلاج.. ومن دقة الطرح استقر الفهم لدى المتابعين بأن غازي قد أعد أطروحته بعنايه كاملة للوضع السياسي الراهن.. ويأتي ذلك من خلال طرحه لمفهوم «الخيار الأدنى » والذي وصفه بالفكرة البسيطة لاستنادها في البحث على الأرضية المشتركة التي قال إنها تعبر عن نفسها من خلال منتوج نهائي يتوافق عليه الجميع واعتباره بأن الجميع أصبحوا يدعون للحرية والعدالة والديمقراطية وأن اختلفت مرجعياتهم بين وضعيه أو دينية.

مؤكداً أن الخطوة تعتبر فرصة تاريخية للتوافق.. وحصر العتباني التحديات في اكتشاف الحد الأدنى الذي يتيح لكل صاحب مذهب أن يدعو إلى مذهبه بحرية، معتبراً أن الحد الأدنى هو مجموع الآليات المحايدة التي تضمن ممارسة الحقوق الدستورية دون تقييد ودون انحياز للدولة إلى فريق دون الآخر، مشيراً إلى أن إنفاذ الحد الأدنى يجعل الناس بين يدى «مصالحة كبرى بين الفرقاء السودانيين»، وأراد غازي إرسال رساله للسودانين مفادها بأن حزبه أو حركته للسودانين جميعاً وأن الحركة مفتوحة لكل من آمن برسالتها البسيطة ولاخصوصية لأحد، وخاصة في تكراره لعبارة كل من ينضم للحركة هو مؤسس، رغم تذكيره بأن حزبه في طور التأسيس لم يكتمل بعد وأنه لولا القيد القانوني على العمل لما خرجت الحركة للعمل ولما اتخذت لنفسها اسماً قبل أن يتوافق على ذلك المؤسسون.. لكنه أشار إلى أن كل الوثائق قابلة للتعديل من المؤسسين حتى الاسم، وقدم غازي شرحاً حول ملابسات تغيير الإسم الأول بسبب التنازع مع جهات أخرى، وقوله بأنه آثر تجنب الخلط في المسالة لأن الجوهر أولى بالاهتمام من المظهر وإشارته إلى أن اسم «الإصلاح الآن» أكثر حيوية وفاعلية في الساحة.. ودخل غازي في مشادة مع أحد مراسلي القنوات الفضائيه حول الاسم، حينما أبدى المراسل ملاحظه تشير إلى إطلاق الاسم على حركة إسرائيلية، مما دعا غازي إلى الرد على المراسل مباشرة بعد إبدائه ملاحظته وقوله بلهجة قصيرة وحازمة بأن ملاحظتك غير مقبولة.. وقابل غازي أسئلة الإعلاميين بهدوء رغم علامات الغضب التي اعتلت وجهه من محاولة دفعه لتقديم اعتذار رسمي للشعب السوداني عن أخطاء الإنقاذ التي كان هو جزءاً منها خلال الـ23 عاماً، ودافع غازي عن نفسه بأنه لا يمكن أن يحصر نفسه في أمر حدث قبل 24 عاماً، وقال: لا يمكن الحكم على شخص دون السماح له بتقديم دفوعاته ومناقشتها، وقال: أنا مستعد لمناقشه كل الأفكار والمحاسبة، وأغلق الباب بقوله: أتنمنى أن يكون كل الناس مستعدين للمحاسبة.. وتحاشى غازي مسأله الخوض في علاقته مع المؤتمرالوطني، وفضل حصرها فى قوله «إذا أحسن نقول له أحسنت وإذا أساء نقول له أسأت» لكن إلحاح السائلين دفعه للعودة بالمطالبة بحسم الوطني لماوصفه بالجدل الدائر داخله وخارجه حول البند الدستوري الذي يمنع الرئيس القائم من الترشح للرئاسة مرة أخرى، وقوله: إذ لا يعقل في ظل نظام يحترم دستوره أن تظل المسألة معلقة يتحاشى الحديث عنها كل أحد.. وتذكيره للحضور بأن المطالبة بحسم أمر الترشيح أبعدته من رئاسة كتلة الوطني بالبرلمان.

وتجاهل غازي الرد على اتهام له بأنه صفوي، لكنه قال: لماذا استعجل ذلك العضو وذاد ماكان له أن ينتظر فشل التجربة وعلى العموم لقد زرت 16 ولاية من ولايات السودان ولم يعرف عني بأني صفوي أو اتحاشى الجماهير وهذا اتهام مردود على من أطلقوه.

وشدد غازي على أنه ليس له صلة بما وصفها بالحركة الإسلامية التابعة للحكومة. وأضاف لست عضواً فيها.

ورد غازي على من يشيرون إلى صعوبة انتشار الفكرة في الأجواء السياسية المعقدة وعدم وجود المادة بقوله: إن الأفكار تنتشر بقوتها ويمكن أن تنجح إذا تعامل الناس معها بجدية وسنعمل على ذلك في كل الولايات والخرطوم.. وقطع غازي في آخر عبارة اختتم بها المؤتمر الصحفي الذي استمر لساعتين، قطع باستحالة عودته للمؤتمر الوطني مرة أخرى، وقال نحن ندعو الوطني للانضمام إلينا.

صحيفة آخر لحظة
تقرير : بكري خضر
ت.إ
[/JUSTIFY]

‫3 تعليقات

  1. هؤلاء الصفوة انشقوا من الوطني لعدم الاصلاح وسماع رايهم لماذا يسمون حزبهم الاصلاح (اصلاح شنو). يجب ان يكون لهم رؤيتهم ومبادئهم الخاصة والا عليهم ان يسموه المؤتمر الوطني النسخة الغازية (المطورة). فاذا المواطنين ملوا من الوطني الذي حكمهم 25 سنة ولم يصلح فلماذا يؤيدون نفس الوجوه التي ساهمت في ذلك التردي في جميع المجالات.

  2. نقول للاخ غازى حمدا للصحوة التى احلت بك رغم ان هذا راى الجميع التغيير اين كنت قبل عشرين عاما

  3. [FONT=Comic Sans MS]الاسلام السياسي فشل في حكم السودان و لا بد من حكم فيدرالي و ذلك لتعدد الاثنيات و التوجهات و الثقافات .[/FONT]