الإصرار على القرارات الخاطئة .. مكابرة الذات
ان سيطر عليك الغرور فالرجوع للصواب من شيم الكبار
الاستاذة مني صديق تفيد: الانسان منا احيانًا يعميه الغرور فلا يستمع للآخرين، صحيح يمكن ان نصيب اونخطئ في ما نتخذه من قرارات يمكن ان تغير مسيرة حياتنا كما يمكن ان يخطئ الاخرون ولكن علينا ان ندرس ما ننصح به واعادة حساباتنا ونقارن.. بعض الناس يتميزون بثقة كبيرة في انفسهم فيظنون انهم دائمًا على صواب ولايحتاجون لرأي الآخرين وهذا خطأ كبير فالانسان عندما يقع في مشكلة فانه قد لا يحسن التصرف او التفكير اواتخاذ الحلول المناسبة فبالتالي ان غيره قد يستطيع نصحه بما هو صحيح له وكلما تقدم الانسان في العمر ازدادت خبرته، لذلك يجب ان نحاول الاستفادة من خبرة من هم اكبر منا سنًا لا نقول نقلدهم ولكن نستمع لتجاربهم ومشاهداتهم وبذلك نجنب انفسنا شرورًا كان يمكن ان نكون نحن من اقترفناها بهذا العناد الذي ياتي في لحظة فارقة من حياتنا.
بسبب عنادي وإصراري أعيش في«راكوبة» بعد أن كنت التي لا يُرفض لها طلب
{ «ف ا» تحكي تجربتها التي تحمل في طياتها مأساة حقيقية بسبب اصرارها على رأيها الذي يعتبره اهلها خطأ فتقول: نشأت وترعرت في كنف اسرة عريقة وكبيرة ومحترمة.. ابي واخواني يتقلدون مراكز اجتماعية ووظيفية مرموقة وكانت بيئة نشأتي في وضع اقتصادي ممتاز وكنت الفتاة المدللة التي لا يرفض لها طلب وكانت حياتي تسير على احسن ما يكون وافضل من الكثير من رفيقات دربي من بنات جيلي بمنطقتي وعندما كبرت واصبحت فتاة حدث ما غير حياتي للابد ولم يكن في الحسبان احببت شخصًا يعمل لدى والدي وكان يبادلني الود وعدما قررنا الزواج قمت بإخبار صديقاتي لم يصدقن ما سمعن فكان ظنهن اني امزح وتحت اصراري وتاكيدي لهن اني سأتزوجه لم يتحمسن للفكرة وعددن لي الفوارق التي بيننا ولكني لم اهتم بل قمت بأكبر من ذلك حيث صارحت امي التي عارضت بشدة وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير عندما علم ابي بالأمر فرفض جملة وتفصيلاً ومارس ضدي كل انواع العقاب بل قام بسجني داخل غرفتي ولكن في نهاية الامر تزوجته من خلال المحكمة فتبرأ مني والدي واخواني وطلبوا مني نسيانهم للابد ومن منزلي الجميل الذي عشت فيه طفولتي بسبب ما اتخذته من قرار غير صحيح واليوم اعيش في«راكوبة» بأحد المشروعات الزراعية واخاف اذا حدث بيني وبين زوجي خلاف لا يوجد لديّ ملجأ ولو رجع بي الزمن لما اغترفت فعلتي هذه ابدًا
{ الغضب والتكبر من أهم أسباب الاستمرار في تنفيذ قراراتنا الخاطئة
الدكتور محمد سعد قال: قد يتعرض الواحد منا في لحظة غضب لموقف فيه تحدٍ واستفزاز وفي لحظة يمكن ان نتخذ قرارات فيها الكثير من الاخطاء ونعمل على الاصرار عليها وبعد هدوء الاحوال وزوال اسباب الغضب اذا كان انسانًا طبيعيًا وسليمًا وخاليًا من العقد النفسية يعمل على الرجوع عن هذه القرارات الخاطئة فالشخص صاحب الشخصية القوية والتي تنظر للامور بنظرة فيها الكثير من التريث والتوازن سرعان ما تتراجع عن قرارها الخاطئ بل تقوم باكثر من ذلك وهو الاعتذار مثال لذلك نجد الكثير من هذة الشخصيات في اماكن العمل مثل مدير مؤسسة قام باتخاذ قرارات خاطئة وعمل معاونوه على تصويبه فهنالك من يستجيب فورًا ويتراجع ومثال مغاير ان يتخذ المدير قرارات خاطئة ولايهتم للاصوات التي تقوم بتصويبه ويصر على ذلك ويعاند.
رأي علم النفس
تورد الناشطة الاجتماعية واستاذة علم النفس ايمان صادق كابلي حيث تقول: إن الشخصية المكابرة بطبيعة الحال دائمًا ما تتصف ويغلب عليها العديد من الصفات مثل الانا والعصبية والعناد وهذه الصفات دائمًا ما تصدر عن الشخص الذي يخاف على وضعه ايًا كان هذا الوضع اجتماعيًا ام عمليًا او خلافه كما ان من صفات الشخصية المكابرة على نفسها دائمًا ما تكون خاسرة لانها تتخذ اهم القرارات في حالة الغضب والتحدي كل ذلك لإرضاء غرورها ومزاجيتها وعكسها نجد الإنسان المتسامح صاحب الرؤية الثاقبة الذي ينظر الى ما بعد هذه القرارات او خلفها ودائمًا ما يضبط نفسه وانفعالاته ويمتاز بالنفس الطويل ونادرًا مايؤذي نفسه لأنه يقوم بحساب خطواته ويتوقع النتائج.
صحيفة الإنتباهة
نهى حسن رحمة الله
ع.ش